قررت نيابة الشئون المالية والتجارية تحت إشراف المستشار أحمد فاضل رئيس النيابة مخاطبة الإنتربول الدولي لاتخاذ إجراءات من شأنها ضبط وإحضار رجل أعمال مصري شهير كشفت تحقيقاتها عن تورطه في تهريب 178 كيلو من الذهب والماس بمطار الأقصر والتي تم تهريبها علي طائرة مصر للطيران القادمة من الكويت أو ما تعرف بقضية التهريب الكبري بعدما ثبت تورطه كحائز للمشغولات الذهبية والأحجار الكريمة بالإضافة إلي تورط شخصية خليجية «مالكة المضبوطات» من خلال تهريبها وإدخالها للبلاد بطرق احتيالية. واصلت النيابة تحقيقاتها وسماع أقوال عدد من الشهود وهم المشرفون والمسئولون بشركة مصر للطيران بمطار الأقصر الدولي والذين شهدوا بقيام المتهمين الأربعة بتوزيع الأدوار فيما بينهم في نقل وشحن وتفريغ الشنط والكراتين التي تضم المشغولات الذهبية المضبوطة حيث قصدوا عدم إدخالها إلي صالة الوصول الدولية وإرسالها مباشرة عبر المهبط إلي مطار القاهرة عبر الرحلات الداخلية دون المرور علي جمارك المطار لتهريب تلك البضائع من سداد الضرائب والرسوم الجمركية المستحقة عليها مستغلين عدم وجود إشراف جمركي بصالات السفر والوصول الداخلية. كشفت التحقيقات أنه تم تحميل المهربات علي مقطورات النقل الخاصة بالجرار لنقلها داخل الصالة وأن أحد المتهمين كان موظف شئون إدارية بقسم التحميل يدعي صابر حق الله والثلاثة الآخرون كمال أبو العقل «السائق» ومحمد عربي داود عامل الBRS وزكريا محمد أبوالحجاج كانوا قد اتفقوا مع الراكب القادم من الخارج «رجل الأعمال المصري» علي تهريب البضائع من سداد الرسوم الجمركية مقابل 35 ألف جنيه لكل منهم. وتضمنت التحقيقات أقوال مايكل كريم جابر إلياس مأمور جمارك مطار الأقصر فأكد أنه مسئول الجمارك المختص بتفتيش الطائرات القادمة علي الخطوط الدولية حيث قام بتفتيش طائرة رحلة مصر للطيران القادمة من الكويت رقم 607 عقد إخطاره بوصول الرحلة وهبوط جميع ركابها ونقل جميع الأمتعة الخاصة بها لصالة الوصول الدولية بتفتيش جسم الطائرة وكابينة القيادة والمخازن الخاصة بها ومنطقة وقوفها بمهبط الطائرات وتأكد من خلوها من ثمة بضائع وأضاف في أقواله بأن مهمة التحقق من وصول جميع أمتعة الركاب إلي صالة الوصول الدولية وعدم تهريب أي منها بمنطقة المهبط يقع علي عاتق المختصين بتحميل البضائع بالشركة وأمنها وأمن ومباحث الموانئ. استمعت النيابة إلي إبراهيم الدسوقي بدوي ضابط التحميل المختص بشركة مصر للطيران والذي قرر أن المتهمين التابعين للشركة كانوا مختصين بالعمل علي تفريغ وشحن ونقل أمتعة الركاب في صالة الوصول الدولية علي الرحلة رقم 607 القادمة من الكويت ورحلة السفر الداخلية رقم 163 المتجهة من مطار الأقصر إلي مطار القاهرة وبسؤال كل من سعيد أبو زيد حماد مدير عام شركة مصر للطيران وصلاح الدين محمد مدير محطة الخدمات الأرضية وناجح عباس حامد ضابط جمركي أكدوا أنه أثناء إنهاء إجراءات رحلة مصر للطيران المتجهة للقاهرة تبين وجود 6 كراتين ضمن حقائب أمتعة الرحلة حيث لاحظ أحد الضباط وجود أوراق شحن بها آثار إضافة وعبث في بيانات الشحن وبالفحص تبين أن بداخلها مشغولات ذهبية وأنها كانت ضمن الأمتعة القادمة علي رحلة الشركة القادمة من الكويت بدون مرافق بقصد تهريبها للقاهرة وجاء تقرير هيئة الدمغة والموازين علي تثمين قيمة وزن المشغولات والأحجار الكريمة بحوالي 28 مليون ونصف لتصل قيمتها في السوق ل50 مليون جنيه أثبتت التحقيقات أن المتهمين اتفقوا مع أحد الأشخاص له علاقة برجل الأعمال علي أن يقوموا بتغيير أوراق الشحن الموجودة علي الكراتين واستبدال ذلك بأوراق الشحن علي الرحلات الداخلية بدلا من التي تدل علي أنها قادمة من الكويت وذلك بمجرد استلامها من الطائرة القادمة للإفلات من الجمارك. وأسفرت التحريات عن وقائع تهريب مشابهة حدثت مؤخرا ولم يتم الكشف عنها حتي الآن كما وجه المستشار عبدالمجيد محمود رسالة إلي الفريق أحمد شفيق وزير الطيران بإحكام الرقابة لمنع تكرار محاولات التهريب التي تضرب الأمن الاقتصادي للبلاد في الوقت الذي صدرت تعليمات عقب الكشف عن الواقعة لجميع الإدارات المختصة بأمن الموانئ والمطارات بضرورة مراجعة جميع الإجراءات الأمنية وسد جميع الثغرات التي يمكن عن طريقها تهريب البضائع داخل البلاد.