نجع حمادى : عبده محمد ساعات حاسمة تمر علي نجع حمادي يضع فيها الجميع أيديهم علي قلوبهم، وهي تقف علي فوهة بركان خطير للفتنة الطائفية، فالمدينة لم تشهد لحظة هدوء أو راحة منذ ارتكاب حمام الكموني هذا المسجل الخطر جريمته القذرة بإطلاق النار عشوائيا علي عدد من المسيحيين أثناء خروجهم من كنيستي مريم العذراء ومار يوحنا عقب تأدية صلاة عيد الميلاد، فقتل 9 منهم وأمين شرطة مسلما كان يحرس الكنيسة، فتحول العيد إلي أحزان غطت المشهد العام وتصاعدت المواجهات الدامية بين المسلمين والمسيحيين والشرطة رغم حظر التجوال الذي أعادنا لأجواء كنا قد نسيناها! وتسارعت وتيرة الأحداث في الساعات الأخيرة مع استمرار المحاولات الأمنية السيطرة علي الأوضاع المتأزمة، حيث حاصر الأمن الجناة الثلاثة في الزراعات، وتم ضبط السيارة التي ارتكبوا بها الجريمة، وتفيد المؤشرات أن الحادث ليس له علاقة بفضيحة فرشوط التي غرر فيها شاب مسيحي بطفلة مسلمة، خاصة أن المتهم الرئيسي معروف أنه فتوة ومسجل خطر وبلطجي يؤجر في مثل هذه الجرائم، حتي أنه ألقي القبض عليه قبل ذلك في جريمة قتل، وبالتالي ترددت أنباء حول كونها عملية إرهابية لا انتقامية ولا فتنة طائفية. - السيارة الزيتي! ولم تتوقف أعمال العنف بسهولة، فيما تمكنت الكردونات الأمنية التي حاصرت المدينة من ضبط هذه السيارة زيتية اللون والزجاج فاميه، والتي تحمل رقم 67512 ملاكي قنا، ملك المسجل خطر محمد أحمد حسين وشهرته حمام الكموني. السيارة كان يستقلها - بحسب المعلومات الأمنية - كل من حمام وقرشي أبوالحجاج وأحمد العص، وتم إطلاق النار منها عشوائيا في تقاطع شارعي بورسعيد وحسني مبارك علي بعد 002 متر من كنيسة العذراء مريم، ثم انطلقوا إلي شارع 03 مارس للخروج من المدينة وأطلقوا النار علي المارة.. وفي طريق هروبهم إلي المناطق الصحراوية تصادف مرور سيارة أجرة.. فأطلقوا عليها هي الأخري النار أمام قرية زليتم، مما أسفر عن مصرع 6 من الأقباط وإصابة 9 آخرين، ومصرع مجند شرطة.. ثم ارتفع عدد الضحايا إلي 9 أفراد حتي مثول المجلة للطبع. انتقلت قوات الأمن بعد ذلك بإشراف اللواء محمود جوهر مدير الأمن، وتم تحديد الجناة وطريقة هروبهم إلي الصحراء الغربية، إذ تقوم حاليا أجهزة الأمن بتمشيط زراعات القصب والمناطق الجبلية التي يشتبه في اختفاء المتهمين بها. كما قام فريق من النيابة بإشراف المستشار محمد عطية المحامي العام لنيابات شمال قنا وخالد عبدالشكور مدير نيابة نجع حمادي بمعاينة مكان الحادث، إذ تم العثور علي 4 طلقات فارغة فقط واستمع فريق النيابة إلي كل من رامي رسمي ومايكل صلاح وإسحاق عادل المصابين الثلاثة بمستشفي نجع حمادي، إلا أن أيا منهم لم يتعرف علي الجناة، كما استمعت النيابة إلي شاهدي الإثبات الوحيدين إلي الآن وهما أسامة محمد عبداللطيف سائق تاكسي ومحمد أحمد إبراهيم عسكري شرطة بمركز نجع حمادي، وأكدا أنهما كانا يجلسان علي مقهي بشارع 03 مارس وشاهدا المتهمين حمام الكموني وقرشي أبوالحجاج يطلقان النار علي المارة عشوائيا وأكدا أنهما يعرفان المتهمين نظرا لكونهما يقيمان بمنطقة الساحل بالمدينة، ومعروف عنهما البلطجة وفرض السطوة علي الأهالي! أحداث الشغب! تلاحقت أحداث الشغب في مستشفي نجع حمادي عندما اعترض عدد من الشباب المسيحيين علي التأخر في التصريح بدفن الجثث حتي العاشرة صباحا، وحاولوا اقتحام المشرحة.. وعندما قامت قوات الأمن بمنعهم قذفوها بالحجارة، وحطموا 3 سيارات ملاكي وسيارة إسعاف وسيارة عناية مركزة، ثم كسروا جميع زجاج النوافذ في الطابق الأرضي بالمستشفي أثناء خروج القتلي من المشرحة، وكذلك تحطيم 3 سيارات أمن مركزي وسيارتين للطب الشرعي و3 دراجات بخارية و4 محلات مملوكة لمسلمين ومسيحيين بشارع المستشفي.. وحدثت مصادمات مع الشرطة وأصيب مجندان فيها! - ضد الضحايا وأثناء الانتظار للصلاة علي القتلي بكنيسة ماريو يوحنا بشارع الكورنيش حطم حوالي 002 شاب مسيحي جميع أعمدة الإنارة الديكورية والأشجار والبردورات بشارع بورسعيد، بالإضافة إلي محلين يمتلكهما مسلمون كانوا قد التزموا منازلهم أثناء أحداث الشغب، وعندما خرج المسلمون وفوجئوا بتحطيم محلاتهم، قام عدد منهم بتحطيم محلين للأدوات الكهربائية والملابس يمتلهكا مسيحيون في نفس الشارع.. وحدث اشتباك بالطوب بين الطرفين، إلا أن إطلاق القنابلالمسيلة للدموع من قبل الأمن فرقهم وتمت السيطرة علي الموقف. وأمام كنيسة قرية الرحمانية حطم المسيحيون سيارتين للشرطة أثناء حراستهما للكنيسة! وعقب العودة من دفن الجثث التي تمت في 3 سيارات تحمل الجثث و7 سيارات فقط لأقارب المتهمين، قام أكثر من 0031 شاب مسيحي بمسيرة في شارع الكورنيش وحاولوا الوصول إلي مركز الشرطة، وعندما تصدت أجهزة الأمن لهم حدث اشتباك وأصيب مجندان بالأمن المركزي. حرب الشائعات! عقب ذلك استمر الهدوء لحوالي ساعة حتي قبل صلاة المغرب عندما سرت شائعة بقيام شاب مسيحي بالتوجه إلي مسجد منطقة الساحل جنوبالمدينة فتجمهر شباب مسلمون وقاموا بتحطيم 21 محلا مملوكة لمسيحيين. وسرت شائعة أخري بوفاة الطفلة يسرا محمد عبدالوهاب التي غرر بها الشاب المسيحي جرجس بارومي منذ شهرين متأثرة نفسيا وعضويا بالحادث، إلا أن اللواء محمود جوهر مدير الأمن نفي ذلك تماما، وأكد أنها تعيش مع أسرتها، كما نفي ضبط أي من أفراد أسرتها للتحقيق معهم في الأحداث الحالية. ورغم الاتجاه العام بأن الحادث انتقام لاغتصاب طفلة فرشوط إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الحادث ربما يكون انتقاما فرديا من جانب المتهم الأول الذي سبق أن ذهب بزوجته لمستشفي نجع حمادي للولادة وتوفي الطفل علي يد طبيب مسيحي.. وقام وقتها باتهام الطبيب بتعمد إجهاض زوجته وهدد بقتل آخرين انتقاما لذلك، وقدم شكوي في مركز شرطة نجع حمادي، ثم تنازل عنها خشية اعتقاله مرة أخري بعد اتهام الأطباء له من المسلمين والمسيحيين بإثارة الفزع والذعر في المستشفي. تسامح في عز الفتنة! رغم الحزن وأحداث الشعب بين الطرفين إلا أن أحداثا إيجابية شهدتها المدينة وكانت روزاليوسف شاهدا عليها منها التفاف 6 رجال مسيحيين حول 3 مجندين كان بعض الشباب المسيحي يحاولون الاعتداء عليهم داخل مستشفي نجع حمادي ونجحوا في إخراجهم بسلام من المستشفي. كما تواجد بالمستشفي عدد من المسلمين كانوا مع جيرانهم المسيحيين يخففون عنهم ويصبون اللعنات علي مرتكب الحادث مهما كانت دوافعه، كما ساد الحزن والغضب جميع المسلمين بالمدينة واستنكروا الحادث سرا وعلانية.. كما قام أكثر من عشرة أشخاص بمنع الشباب بشارع بورسعيد أثناء محاولتهم الالتحام بالشباب المسيحي علي الطرف الآخر من الشارع بعد تبادلهم القذف بالطوب والحجارة! - المحافظ خرج عن صمته ومن جانبه قال اللواء مجدي أيوب محافظ قنا: إن مرتكب الحادث المسجل جنائيا معروف عنه عدم السواء النفسي، ويمكن إغراؤه بأي طريقة لارتكاب جريمة لا يعرف مداها وأبعادها، لافتا إلي أن الأجهزة التنفيذية بالتعاون مع الأجهزة الشعبية ستقوم بإنهاء أي احتقان وبشكل سريع حتي تعود الأمور لطبيعتها. لكن وحتي كتابة هذه السطور كانت نجع حمادي قد تحولت لثكنة أمنية.. فلا يوجد شارع رئيسي أو فرعي إلا وبه قوات أمن.. وخلت الشوارع من المارة تقريبا باستثناء بعض السيارات التي يخرج أصحابها من منازلهم بشكل اضطراري!؟