الأعياد والاحتفالات وسيلة ابتدعتها شعوب العالم للبهجة وكسر الملل وإقامة احتفالات يشارك فيها الجميع، وكل عيد يكون الاحتفال به تعبيرا عن ثقافة الشعب ووفقا لعادات وتقاليد كل مجتمع. الاحتفالات في أفريقيا تختلف عما يجري في جنوب شرق آسيا والتي تختلف بدورها عن احتفالات أوروبا نظرا لثقافتها المختلفة. في إسبانيا تحتفل البلاد سنويا بمهرجان "لا تواتينا" أو مهرجان إلقاء الطماطم، يتميز هذا الاحتفال بأنه أصبح مصدر جذب للسياح، إذ يشارك فيه الكثيرون من جميع أنحاء العالم، يتضمن المهرجان موسيقي ومواكب في الشوارع ورقصا وألعابا نارية. ترتدي النساء ملابس بيضاء بينما لا يرتدي الرجال أي ملابس، وهذه هي شروط المسابقة التي يستمتع فيها المشاركون بالخروج عن المألوف والتخلص من رتابة الحياة. الغريب أن هذا المهرجان القديم للغاية لا يعرف سبب نشأته حتي اليوم إلا أن الإسبان يقيمونه تكريما لذكري القديس لويس برتراند والسيدة العذراء. في انجلترا هناك احتفال يعرف ب "لندن ميلا"، وكلمة ميلا ذات أصل آسيوي وتعني تجمع الناس، ومن هنا يظهر المعني الحقيقي لهذا الاحتفال الذي يتجمع فيه سكان لندن ليستمعوا إلي الموسيقي والغناء ويشاركوا بالرقص أيضا، يعتبر هذا الاحتفال بوابة مجانية لكل المواهب الشابة من الموسيقيين لتقديم فنهم مباشرة إلي الجمهور الذي يأتي متعطشا لسماع كل جديد وقضاء يوم مختلف ليس فقط مع الأهل والأصدقاء ولكن مع جميع سكان المدينة. بدأت لندن إقامة هذا الاحتفال في 2003، أي أنه ليس بالاحتفال القديم، وهو ما يدل علي البحث المستمر عما هو جديد والسعي الدائم وراء إقامة الاحتفالات التي تتسم بالمشاركة الشعبية للتنفيس عن الطاقات من خلال الاستماع إلي الموسيقي بجميع أنواعها والرقص بدون توقف، أما عن المشاركة في هذا الاحتفال الجديد نسبيا فقد شارك ستون ألف شخص في العام الأول، بينما زادت النسبة في العام التالي بعد نجاح الاحتفال لتصل إلي أكثر من تسعين ألف شخص ولا تزال في زيادة كل عام. وإذا كانت هولندا مشهورة بزهورها المبهرة فكان من الطبيعي أن تضيف إلي أعيادها القومية احتفالا خاصا بالزهور بعيدا عن الطقوس المكررة والتي تكون أحيانا مملة في المناسبات الرسمية. يضم الاحتفال الذي يسمي مهرجان الزهور أكثر من ألف وخمسمائة مجموعة من الزهور التي تنتشر في الشوارع بشكل يجعل البلاد أشبه بحديقة كبيرة ينعم بها أبناء الشعب المشاركون في المهرجان كبارا وصغارا. تعلن زهور التيوليب والنرجس والبنفسج عن بدء موسم الربيع، هذا إلي جانب الأشجار ونباتات الزينة، وغير ذلك فيما يشبه المعرض المفتوح الذي يقام في شهر فبراير من كل عام. الإيطاليون يحتفلون بمهرجان إلقاء البرتقال الذي يعود إلي عام 1194 عندما بدأت فتاة شابة ثورة إلقاء الحجارة ضد الاستبداد، وفي الفترة ما بين عامي 1830 و1860 كانت الفتيات الإيطاليات يلقين بالبرتقال بدلا من الحجارة علي المسيرات التي تجوب البلاد إحياء لذكري الثورة، وبعد الحرب العالمية الثانية تحول الأمر إلي مهرجان يتضمن مسابقة لرمي البرتقال لها قواعد خاصة. "أسالا بيراهيرا" هو أكبر احتفالات سريلانكا، يرتدي المشاركون ملابس بألوان زاهية، وهو احتفال بوذي يتضمن رقصا باستخدام النار وغناء إلي جانب الفيلة المزينة بألوان مبهجة والتي تشارك في الاحتفال. مواكب الزهور وقداس ديني هي مراسم الاحتفال بما يعرف في الفلبين ب "سينولوج". الاحتفال يهدف إلي تكريم المسيح عليه السلام، يرقص المشاركون في الاحتفال علي أنغام الطبول والأجراس وآلة الساكس. اسم الاحتفال نفسه هو اسم الرقصة التي يرقصها المشاركون طوال الاحتفال. وفي كوريا الجنوبية نجد الاحتفال بالطين والذي يعرف ب "مهرجان بوريونج"، وهو من الأعياد الحديثة في البلاد، حيث أقيم لأول مرة عام 1998 ، لكنه جذب ما يقرب من مليوني شخص فاستمر حتي اليوم بعد أن أبدي الجميع سعادتهم بهذا الاحتفال الذي قد يراه البعض مقززا، لكنه مثل رمي البرتقال والطماطم يساعد علي كسر الروتين! أما في نيبال فيمزج الفلاحون بين المرح والعمل، بحيث يصبح العمل متعة يعشقونها وينتظرون الاحتفال بعد نهاية العمل بنهاية موسم زراعة الأرز. يقوم الفلاحون باللهو والمرح وإلقاء الطين أيضا علي بعضهم البعض بمشاركة زوجاتهم، وهو ما يكسر رتابة العمل ويجلب جوا من المرح والسعادة والمتعة.