في سلسلة "فقهية" جديدة ترتكن إلي "النقد" والتحليل العقلاني لواقعنا المعاصر تواصل "روزاليوسف" ابتداء من هذا العدد نشر أحدث دراسات المفكر البارز د. أحمد شوقي الفنجري عضو مجمع البحوث الإسلامية عبر حلقات متتابعة تحت عنوان "كيف نحكم بالإسلام في دولة عصرية؟" وذلك بعد أن أثارت دراسته السابقة "الإسلام في خطر" والتي قمنا بنشرها العديد من ردود الأفعال. ففي الدراسة الأولي تصدي الدكتور الفنجري بجرأة إلي العديد من المرويات التي تذخر بها كتب الحديث وتنسب إلي الرسول - صلي الله عليه وسلم - كذبا.. بَيَّن زيفها.. وكشف عن أن مضمونها لا يمكن أن يخرج عن نبي لا ينطق عن الهوي.. وضع حدا لمهاترات عديدة كان يتخذها أنصاف الفقهاء ومدعو العلم تكأة لتمرير معتقداتهم الخاصة! وتتبع د. الفنجري كيف أن هذه المرويات دُسَّت علي الرسول "صلي الله عليه وسلم" في مراحل مختلفة، وكيف أن "الوضاعين" - وفقا لمصطلح علوم الحديث - ضللوا بها المسلمين قرونا! وكيف أنها استقت أصولها من الإسرائيليات في واحدة من أكبر المؤامرات علي الإسلام! وبنفس الجرأة يخوض كاتبنا البارز في تحليل الواقع السياسي والاجتماعي لعالمنا الإسلامي بعد مرور 41 قرنا من ظهور الإسلام. يعرض كيف فشلت الأنظمة التي وصفت نفسها بأنها "دينية" في تطبيق الشريعة الإسلامية وفقا لثوابت الدين وأصوله.. وكيف أنها اتخذت من الدين ستارا لتمرير سلوكياتها البغيضة!.. وتناست مبدأ "الشوري" ونكلت بمعارضيها ومخالفيها!.. تمسكت بقطع يد من يسرق "رغيف خبز" ليأكله، وتجاهلت أساطين الحكم بها ممن نهبوا خيرات بلادهم وأودعوها بنوك "سويسرا"! وكيف أن هذه الأنظمة شوهت صورة تراثية كانت مزدهرة في الماضي وأخرجت للعالم أجمع علماء برعوا في مختلف المجالات والعلوم الطبيعية.. وكيف أنهم أصبحوا في وقتهم أساتذة للعالم بينما أصبحنا - نحن بعد كل هذا الوقت - لا نعرف كيف نتلمس طريقنا نحو "التمدن" والعصرية، بعد أن أصبح الجهل والانغلاق جزءا من سلوكنا اليومي! روزاليوسف