بطريركية الأقباط الأرثوذكس تشرف على كل مدافن الأقباط بالقاهرة ما عدا مدافن دير القديسة بربارة بمصر القديمة "ثلاثة مواقع" تحتوى على 2541 مقبرة ويقدر عدد المنتفعين بها ب71 ألفا و061 فردا، إذ تشرف عليها جمعية القديسة بربارة، والتى تأسست عام 6491 وتم تسجيلها بوزارة الشئون الاجتماعية برقم 501 فى 8/1/6491 وأعيد إشهارها برقم 382 فى 31/3/8591 ، وايضا أعيد إشهارها بالقانونين رقمى 23 لسنة 4691 و48 لسنة 2002.. أى أن الجمعية تشرف على المدافن منذ 26 عاما، ومنذ نوفمبر 7002 هناك صراع بين البطريركية والجمعية على إدارة المدافن، دخل فى هذا الصراع كل أنواع العنف المادى والمعنوى والبلطجة والمحاضر والإعلانات فى الصحف.. وعلى الرغم من صدور حكم محكمة جنوبالقاهرة فى الاستئناف المقيد برقم 992 و203 لسنة 9002 مستأنف مستعجل القاهرة والمقيد طعنا على الحكمين الصادرين برقمى 09 ،58 لسنة 9002 بتأييد القرار الصادر من المستشار المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة الكلية فى المحضر رقم 1546 لسنة 8002 إدارى مصر القديمة والمقيد برقم 253 لسنة 8002 حيازة جنوبالقاهرة والصادر فى 1/1/9002 والذى قضى بتمكين الجمعية من حيازة المدافن المغتصبة ومنع تعرض بطريركية الأقباط الأرثوذكس أو غيرها فى ذلك". ! التنفيذ تم بالقوة الجبرية يوم 22 مارس الماضى إلا أن الصراع لم ينته بعد وكما يقول المثل "الشيطان فى التفاصيل"، وهى تفاصيل فى غاية الغرابة وتكشف عن أبعاد عجيبة فى قضية رغم أنها تمتلك قوة الحقائق البسيطة، لكنها وفى ذات الوقت تحتوى على جوانب شائكة. بدأت "أشواكها" تبرز فى يوم 72 يوليو 8002 حيث اقتحم مجموعة من البلطجية يصحبهم القس "قسطنطين إبراهيم" - راعى كنيسة القديس بشنونة - والعامل "عبد النور واصف" "المشهور بكمال واصف"، والذى كان يعمل "تربى" بالجمعية، وتم إنهاء خدمته لارتكابه أخطاء تمثل خطورة على حرمة المدافن "نبش قبور"، وقد تحرر محضر بفصله ومحاميان ادعيا وكالتهما من قبل قداسة البابا.. اقتحموا الموقع الثانى للمدافن التابعة للجمعية "ويحتوى على 515 مقبرة" وقد أبرز العامل المفصول من الجمعية خطابا صادرا من الديوان البابوى وبتوقيع السيد "ممدوح عبده" رئيس الديوان البابوى السابق يصفه بأنه المشرف على المدافن من قبل البطريركية. وقد حرر المسئولون عن الجمعية محضرا بهذه الواقعة برقم 1546 لسنة 8002 إدارى مصر القديمة، ويضيف عميد مهندس "فهيم سعد" - بالمعاش مدير الجمعية: إن الديوان البابوى العام رغبة منه فى الاستيلاء على المدافن التى تشرف عليها الجمعية أرسل خطابا رسميا إلى مدير عام إدارة الأملاك بمحافظة القاهرة إدارة الجبانات مطالبا بكتاب يفيد أن بطريركية الأقباط الأرثوذكس مسئولة عن الإشراف على مدافن القديسة بربارة بمصر القديمة.. إدارة الجبانات ردت بخطاب رسمى جاء فيه أنه بالفحص والدراسة تبين أن بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة هى جهة الاختصاص والإشراف على مدافن الأقباط الأرثوذكس بمدافن القديسة بربارة بناحية مصر القديمة... وتعقيبا على هذا الخطاب أرسلنا إلى المهندس مدير عام الأملاك بمحافظة القاهرة متضمنا كل المستندات الخاصة بالجمعية، وبناء عليه أرسلت إدارة الجبانات بالإدارة العامة للأملاك إلى رئيس نيابة مصر القديمة، والذى أكد أن الرد من محافظة القاهرة "إدارة الجبانات" على الديوان البابوى العام "بطريركية الأقباط الأرثوذكس" كان بناء على طلب منهم من المشرف على مدافن القديسة بربارة بناحية مصر القديمة وجاء بكتابهم أنهم هم المشرفون. ويقول الأستاذ "منصور بسطاوى" - المحامى بالنقض وأمين صندوق الجمعية: أعتبر أن الديوان البابوى استخدم طريقة البلطجية بوضع اليد حيث تم كسر قفل بوابة المدافن واقتحام الموقع الثانى ومحاولة الزج بإدارة الأملاك بمحافظة القاهرة فى الموضوع.. أيضا كان هناك صراع على مستوى الإعلانات فى الصحف حيث نشرت البطريركية إعلانا مدفوعا بصفحة 9 "اجتماعيات" بجريدة الأهرام 6 أغسطس 2008 جاء فيه أن "بطريركية الأقباط الأرثوذكس تنبه أنها جهة الاختصاص والإشراف الوحيدة على مدافن القديسة بربارة بمصر القديمة، وتحذر من التعامل من غير طريقها وأى تصرف أو إجراء يتخذ دون الرجوع للبطريركية لا يعتد به".. وتم الرد عليه بإعلانات مضادة. وعلى الرغم من أن حق "جمعية القديسة بربارة" فى الإشراف على المدافن واضح وضوح الشمس إلا أن شهادة نيافة الحبر الجليل الأنبا "سلوانس" النائب البابوى لمصر القديمة والمنيل وفم الخليج وهو الرجل المشهود له بالتقوى والحق والحكمة فى هذه القضية تمثل أهمية قصوى كممثل للكنيسة، ويمتلك الموضوعية الكافية للحكم فى هذا النزاع.. وفيما يلى النص الكامل للتقرير الذى كتبه نيافة الأنبا سلوانس: قد اطلعت على المستندات الرسمية التى تفيد حيازة وإشراف جمعية القديسة بربارة بمصر القديمة بالقاهرة على المدافن بالمواقع الثلاثة التابعة لها، والمعروفة بأديرة القديسة بربارة، وذلك من واقع اللوائح والنظام الأساسى للجمعية المختومة بختم وزارة الشئون الاجتماعية فى 6/1/6491 . كما اطلعت على ملحق جريدة الوقائع المصرية الرسمية الصادرة يوم الاثنين 21/1/9591 المشهر به جمعية القديسة بربارة بمصر القديمة بالقرار رقم 92 فى 82/7/8591 ، من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل تحت رقم 382 بتاريخ 31/3/8591 كما اطلعنا على إعادة شهر الجمعية برقم 451 لسنة 6691، كما أعيد شهر الجمعية فى تاريخ5/3/3002 بذات رقم الشهر طبقا للقانون رقم 48 لسنة 2002 وأعيد شهر الجمعية أيضا فى 4/3/8002 تحت ذات رقم 451 واللوائح الثلاث ثابت بها أن أغراض الجمعية إدارة تنظيم مدافن الأقباط الأرثوذكس بدير "مواقع" القديسة بربارة بمصر القديمة بالقاهرة وإنشاء مدافن للفقراء. كما اطلعت أيضا على كتاب مكتب الشئون الاجتماعية "التضامن الاجتماعى" الذى يفيد أن جمعية القديسة بربارة - بمصر القديمة القاهرة - هى المشرفة على إدارة المدافن الكائنة بالمواقع الثلاثة خاضعة إداريا وماليا لوزارة الشئون الاجتماعية "سابقا" وزارة التضامن الاجتماعى "حاليا". كما اطلعت على العقد المسجل المشهر برقم 6737 لسنة 6591 توثيق السيدة زينب الثابت به ملكية جمعية القديسة بربارة بمصر القديمة بالقاهرة لكامل مساحة الأرض والمبانى والمقر القديم لجمعية القديسة بربارة بمصر القديمة. وأيضا طالعنا أصل كتاب الإدارة العامة للتنظيم والإدارة ببلدية القاهرة للسيد رئيس جمعية القديسة بربارة بخصوص دراسة المشروع المقدم من الجمعية تحت رقم 71/5891 بخصوص الأرض الكائنة بشارع الفسطاط "موقع الأرض حاليا محل موضوع هذا التقرير" بمصر القديمة. كما طالعت صورة قرار المجلس التنفيذى لحى مصر القديمة بتاريخ 71/01/5991 بتخصيص قطعة أرض بمصر القديمة حتى يمكن إقامة دار للمسنين وصورة من كتابات المجلس الأعلى للآثار تفيد صفة الجمعية على المدافن بتواريخ 91/3/5991، 11/8/6991، 91/7/7002. أيضا طالعنا اصل كتاب خطاب إدارة الأملاك بمحافظة القاهرة الذى يفيد أن الخطاب الصادر من إدارة الجبانات بمحافظة القاهرة قد صدر بفحوى أن المحافظة غير مختصة بإصدار أى خطابات بهذا الشأن بخصوص "إدارة وإشراف وإنشاء وترميم" المدافن، وبالتالى لا يعتد بخطاب إدارة الجبانات الصادر من محافظة القاهرة. ناتج ما تقدم من أنزعة وشكاوى متعددة من قبل الجمعية ضد السيد ممدوح عبده وبصفتى النائب البابوى لمنطقة مصر القديمة ومطالعتى للمستندات السالف إيرادها، قمت بالاتصال مع السيد ممدوح عبده - بالمقر البابوى وأفدته بمطالعتى على المستندات "السالف ذكرها" وما تتضمنه من صفة الجمعية فى الإدارة والإشراف لتلك الأديرة "المواقع الثلاثة".. فوجئت فى يوم الأحد 72/7/8002 بإبلاغى باقتحام كل من القس قسطنطين "راعى كنيسة القديس بشنونة" بمصر القديمة ومن دون أدنى تكليف منا أو انعقاد اختصاص له على تلك الأرض "لتواجدها جغرافيا فى منطقة بعيدة عن منطقة كنيسته، ونطاق وعمل خدمته" وبصحبته العامل العرضى عبد النور واصف "المشهور بكمال واصف" الذى تم الانتهاء من خدمته من قبل جمعية القديسة بربارة لسوء سلوكه وإتيانه من التصرفات الخاطئة التى تم اتصال علمى بها وبصحبة القس وهذا العامل محاميان "أحدهما يدعى عادل لبيب المحامى" ويدعيان وكالتهما من قبل قداسة البابا وإبراز الخطاب الصادر من الديوان البابوى وبتوقيع السيد ممدوح عبده بإصباغ صفة للمدعو عبد النور واصف "الشهير بكمال" بادعاء وصفه بالمشرف على المدافن من قبل البطريركية "كما هو موضح من تعليقنا على هذا الخطاب فى هذا التقرير بعدم صحة هذا الخطاب" ومعهم عشرون فردا تجمهروا وتم كسر الأقفال والأبواب المغلقة لباب الموقع "الدير" الثانى للمدافن بمدافن جمعية القديسة بربارة بمصر القديمة بالقاهرة، وقاموا بطرد العاملين بهذا الموقع وللأسف تحرر بشأن ذلك المحضر رقم 1546 لسنة 8002 إدارى مصر القديمة. من جماع ما تقدم عليه، تبين الآتى : أن الخطاب المنسوب صدوره للديوان البابوى والموقع عليه من السيد / ممدوح عبده، والمذيل بخاتمها، والذى يتضمن أن البطريركية هى التى تشرف على المدافن وأن المدعو عبد النور واصف "المدعو كمال واصف" هو القائم على مباشرة إدارة تلك المواقع، هو خطاب فى الحقيقة فى غير محله ومخالف للمستندات الرسمية، ومخالف لدرايتى للواقع الذى عاينته بصفتى نائبا لقداسة البابا لمنطقة مصر القديمة. إن جمعية القديسة بربارة قد تم الاعتداء على أملاكها للمواقع الثلاثة للمدافن من قبل المدعو عبد النور واصف - المشهور بكمال واصف - "المعين من قبل البطريركية" وآخرين منهم القس قسطنطين وذلك بإساءة استخدام خطاب غير صحيح تم بموجبه انتحال صفة على إدارة تلك الأملاك من دون سند وإغراق المواقع الثلاثة بلافتات من الأقمشة والإعلانات الورقية المعادية للجمعية. تأكد لى أن جمعية القديسة بربارة هى صاحبة الصفة على الإشراف على تلك المدافن للمواقع الثلاثة "المسمى الأديرة الثلاثة، الأول والثانى والثالث" منذ عام 6491 وحتى تاريخه. إن تلك المواقع "للأديرة الثلاثة" هى إشراف وإدارة خالصة لجمعية القديسة بربارة بمصر القديمة بالقاهرة والخاضعة ماليا وإداريا لوزارة التضامن الاجتماعى "مكتب مصر القديمة بالقاهرة" وأن تلك المدافن خاضعة لسيطرتها، علما بأن ممتلكات جمعية القديسة بربارة بوصفها جمعية خيرية تخضع لوزارة التضامن وعليه، تلك الأملاك هى أموال عامة. من رأينا يجب ألا نتعرض لأملاك الغير "جمعية القديسة بربارة" حرصا على عدم نشوء منازعات بين الديوان والجمعية ممثلة فى مجلس إدارتها، وهى جمعية مشهرة وتحت الإشراف المالى والإدارى لوزارة التضامن الاجتماعى والتعدى على تلك الأملاك سيتخذ بعد أنه تعدّ على أموال الجمعيات الخيرية بوصفها أموال الدولة "حيث إن أراضى الجبانات هى أملاك للدولة". تم إبلاغى أن الجمعية بشأن اتخاذ إجراءات قضائية جنائية ومدنية "بتعويضات بمبالغ عالية القيمة" ضد الديوان البابوى والبطريركية وكل من تدخل بصفة مباشرة أو غير مباشرة. لا نبغى فى الوقت الراهن أن يكون هناك خلاف من أى من الجهات الرسمية الحكومية خاصة فى ظل الظروف القائمة وغياب قداسة البابا عن أرض الوطن إذ نما إلى علمنا أن جمعية القديسة بربارة ستتقدم بشكاوى للجهات المتعددة متخذة إجراءات قضائية قد تعرض الكنيسة القبطية وقداسة البابا "بسبب من قاموا بأعمال التعدى" لابتزاز وتشويه "على غير الحقيقة" بأننا فى حالة تعد مستمر ومتعمد على أراضى الدولة، وخاصة فى تلك الحقبة لمشكلة دير أبو فانا والتى يدعى الإعلام "باطلا" أن هناك تعديا من قبل الكنيسة ممثلة فى الدير. أخيرا إن جمعية القديسة بربارة تقوم بأنشطة واسعة لكنيستنا الأرثوذكسية من حيث التبرع للفقراء والمساهمة فى الإنشاءات، ونحن على دراية بتلك الخدمات. هذه الوقائع الواردة بالتقرير أرفعها إلى قداسة البابا المعظم / الأنبا شنودة الثالث للمشورة وإبلاغنا "وفق ما يراه قداسته" باتخاذ اللازم. الأنبا / سلوانس النائب البابوى لمنطقة مصر القديمة وبعد القرار الصادر بتمكين الجمعية وكذلك شهادة نيافة الأنبا سلوانس يتبقى سؤال حول استمرار هذا الصراع الذى يمثله الوضع الراهن حيث تقوم البطريركية بتحريك دعاوى قضائية عن طريق بعض الأشخاص ضد الجمعية وأعضاء مجلس الإدارة - الأمر الذى أكده العميد مهندس فهيم سعد - وعددها "4 قضايا". أما الأمر الأخطر من ذلك فهو الإعلانات التى تصدرها البطريركية وتطالب بها تسديد الاشتراكات لها. وقد ذهب بالفعل بعض المنتفعين إلى الديوان البابوى وسددوا الاشتراكات فى مقابل إيصال مطبوع ومختوم ويعلوه شعار البطريركية "بطريركية الأقباط الأرثوذكس" الديوان البابوى العام دير القديسة بربارة بمصر القديمة" !! ولأننا ننأى بقداسة البابا شنودة الثالث عن مثل هذا الصراع الذى لا يتجاوز فى قيمته ال 30 ألف جنيه "قيمة اشتراكات المدافن السنوية" فإننا ننبه من خلال هذا التحقيق إلى من يستغلون كثرة أعباء قداسته وانشغاله الدائم بأحوال الأقباط أو سفره للخارج فى استخدام ختم البطريركية ودفاتر الديوان البابوى لتحقيق المكاسب. فما أجمل وأعظم قول السيد المسيح "ماذا ينتفع الإنسان إذا ربح العالم كله وخسر نفسه"، ويلا وياللعجب فبدلا من أن تتحول المقابر إلى دروس وعظات وعبر عن فناء الدنيا وزيف مظاهرها صارت محل صراع للوصول إلى الأموال.