انطلاق فعاليات الملتقي التوظيفي السنوى لكلية الزراعة بجامعة عين شمس    التنظيم والإدارة: 59901 متقدم بمسابقة شغل وظائف معلم مساعد مادة    محافظ القاهرة يؤدي صلاة الجمعة بمسجد السيدة زينب    إزالة 30 حالة تعدي بأسيوط حفاظا على الرقعة الزراعية وأملاك الدولة    إطلاق مراجعات الثانوية العامة لمبادرة «تقدر في 10 أيام» بمطروح.. 29 مايو الحالي    توريد 572588 طنًا من القمح لمراكز التجميع بالشرقية    محافظ المنوفية استمرار تلقى طلبات التصالح على مخالفات البناء أيام العطلات الرسمية    تراجع اسعار الحديد بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 17 مايو 2024    تيسير إجراءات استيراد المكونات الإلكترونية للشركات الناشئة بمجال التصميم الإلكتروني    وفد جنوب إفريقيا: نأمل أن تتخذ «العدل الدولية» قرارًا بمنع تفاقم الأوضاع في غزة    إذا هوجمت رفح.. ماذا سيفعل نتنياهو بعد ذلك في الحرب؟    متحدث "فتح": نخشى أن يكون الميناء العائم الأمريكي ممرا للتهجير القسري للفلسطينيين    إصابات إسرائيلية إثر إطلاق 80 صاروخا من لبنان تجاه الجليل الأعلى والجولان    من بوابة «طلاب الجامعات».. بايدن يسعى لأصوات الأمريكيين الأفارقة بانتخابات 2024    كولر: لا نمتلك الأفضلية على الترجي.. ومباراة الغد تختلف عن لقاء الموسم الماضي    وفاة المراسل أحمد نوير.. ماذا كتب قبل رحيله عن عالمنا؟    فرق الصحة المدرسية بالقليوبية تستعد لامتحانات الشهادة الإعدادية    جمارك الطرود البريدية بقرية البضائع تضبط 3995 قرص ترامادول داخل كمبروسر    متحف الطفل يحتفي باليوم العالمي للمتاحف.. غدا    حفل ختام مهرجان المسرح وإعلان الجوائز بجامعة قناة السويس    منهم يسرا وعدوية.. مواقف إنسانية لا تنسى للزعيم عادل إمام يكشفها النجوم    «الصحة» توجه عددًا من النصائح لحماية المواطنين من مضاعفات موجة الطقس الحار    لأطفالك.. طريقة عمل ميني الكرواسون بالشوكولاتة    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    لعدم تركيب الملصق الإلكتروني .. سحب 1438 رخصة قيادة في 24 ساعة    بشهادة عمه.. طارق الشناوي يدافع عن "وطنية" أم كلثوم    في يوم الجمعة.. 4 معلومات مهمة عن قراءة سورة الكهف يجب أن تعرفها    "الإفتاء" توضح كيفية تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    الأمن العام: ضبط 13460 قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي الجديد    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    كوريا الجنوبية: بيونج يانج أطلقت صاروخًا باليستيًا تجاه البحر الشرقي    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    هل يمكن أن يؤدي الحسد إلى الوفاة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    أستاذ تمويل يكشف توقعاته بشأن ارتفاع سعري الذهب والفائدة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    هانئ مباشر يكتب: تصنيف الجامعات!    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد 30 عاما من الهروب: توفيق عبدالحى: عدت لأصلح الاقتصاد المصرى!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 10 - 12 - 2011

بقدر ما صاحب خروجه من مصر جدل كبير.. جاءت عودة توفيق عبدالحى - صاحب قضية استيراد الدواجن الفاسدة - تحمل جدلا أكبر خصوصا مع توقيت العودة وشكلها وأجندته الاقتصادية بعد سقوط النظام السابق الذى اتهمه بتلفيق القضايا له ومطاردته فى الخارج.. خصوصا أنه شخص يحمل الكثير من الأسرار الاقتصادية ومتهم بالتحول السياسى.
* أنت متهم بالتحول السياسى من الإيمان بالناصرية إلى أن أصبحت فتى السادات المدلل ثم إدانتك فى عهد مبارك!
- لا أنكر أننى كنت ناصريا، ففكرة عبدالناصر تختلف عن الماركسية أو الاشتراكية، بل كانت اشتراكية عربية.. فالميثاق الوطنى يقول إن 75% من حجم المعاملات للقطاع الخاص و25% للقطاع العام على عكس ما كان يروج لها أعداء الناصرية. ونحن كناصريين شعرنا أن الرئيس أنور السادات عندما تولى الحكم انقلب على الناصرية، رغم أنه كان أحد روادها حيث كنا نعمل فى التنظيم الطليعى وهو كان على رأس هذا التنظيم، فعندما أراد الرواد أن ينقلبوا وقفنا أمامهم وأصدرنا جريدة اسمها «صوت الطلاب» وهاجمنا السادات بضراوة.
إن الخصومة مع السادات كانت شريفة، وكذلك ممدوح سالم، فعندما طالبنا باستقالة ممدوح سالم فى الجريدة قرأ الموضوع ولم يصادر جريدة صوت الطلاب، وكان يستطيع أن يصادرها ويحبسنا جميعا، لكنه لم يفعل فالخصومة كانت شريفة.
وعندما جاءت مرحلة الانفتاح الاقتصادى قال الرئيس السادات: الحروب أصبحت شيئا تقليديا قديما والحروب لا ينتصر فيها أحد، والحرب الجديدة هى الحرب الاقتصادية وهذه المنطقة الذى يكسب فيها الرهان الاقتصادى سيسود المنطقة.
ومنذ هذه اللحظة اقتنعت بفكر السادات، لكنى لم أذهب للسلطة وطلبت التعاون معهم، ولكننى قمت بالتنفيذ العملى فاستوردت 155 طن دجاج ب 500 دولار للطن وكان الاستيراد من اليونان.
وكشفت للسادات أنه يوجد فى هيئة السلع التموينية فساد وسرقة، وذلك لأننى قمت ببيع الدجاجة ب 80 قرشا وكانت تباع من قبل الحكومة بجنيه، وبذلك كشفت للسادات منظومة فساد وبالفعل قام بمحاسبتهم وعقابهم، ومنذ تلك اللحظة بدأ فكر الدولة يتغير وبدأ البحث عمن يسرق.
ولكن فى ذلك الوقت كان البعض يعتقد أننى أحارب المجمعات الاستهلاكية، لكن هذا غير صحيح لأننى كنت أسعى إلى أن أقدم أقل سعر للمواطن، فعندما وجدت أن الموز ارتفع ثمنه إلى 70 قرشا قمت باستيراد التفاح الأمريكى وبعته ب 75 قرشا!
أنا أول من قام وفتح الاستيراد للقطاع الخاص وذلك لأن الاستيراد كان من حق القطاع العام فقط، وصدر قرار ممدوح سالم عام 1976 بأن من حق القطاع الخاص الاستيراد.
* من ساعدك من المسئولين وأعطاك هذه الفرصة؟
- أنا لا أعترف بالعمل مع المسئولين، ومن يعمل من خلال المسئولين هو رجل أعمال فاشل.
* كيف لم تتصل بالمسئولين وقمت بالاستيراد وهناك قانون يحرم على أى أحد الاستيراد إلا القطاع العام فقط؟
- أنا أومن بوضع الحصان أمام العربة، وهذا ما نفذته، فالرئيس السادات كان يؤكد دائما أنه يعمل لصالح الشعب، فقمت بالاستيراد وأعلنت فى الأهرام والأخبار أننى استوردت شحنة دجاج وسأبيعها ب75 قرشا، وعندما ذهبت لممدوح سالم وقلت له إننى قمت باستيراد الدجاج قال لى: سوف نشتريها منك كمجمعات استهلاكية فقلت له: آسف، ورفضت وبالفعل قمت ببيعها أمام المجمعات الاستهلاكية ومجمع التحرير فى خلال ساعات قليلة لأن المجمعات كانت تبيع الدجاجة بجنيه، ويتم الختم على بطاقة التموين لأنه ليس من حق الأسرة إلا واحدة فقط، لكننى كنت أبيع لكل الناس بأى كمية.
ومنذ هذه اللحظة تم فتح باب الاستيراد للجميع.
* وماذا عما تردد من أنك كنت تستورد طيورا جارحة أو غير صالحة للاستهلاك الآدمى ولهذا كان ثمنها رخيصا؟
- من يقول ذلك لا يمكن أن يتقبله عقل فلكى أصطاد طيورا جارحة هذه تكلفتها عالية جدا، وهذا ما اتهمنى به بعض الصحفيين.
وفى الوقت نفسه كانت توجد بطالة مقنعة فى المجتمع لطلبة الجامعات قلت للمحافظ إننا كشركة سنقوم بعمل منافذ بيع على مستوى الجمهورية، ويعمل بها الخريجون من ثلاث إلى خمس سنوات والذى يصلح أن يملك سنجعله يمتلك المنفذ، وهذا كان يستهدف إنشاء جيل جديد من التجار ونعطيه فرصة أكبر لأن من كان يعمل بالمنفذ كان سيحصل على 150 جنيها شهريا، وفى الأماكن الأخرى كان يحصل على 30 جنيها، وبذلك كبرت شركتنا وكان اسمها «إيريك» واستمرت تجارتنا على أفضل حال.
وكنت أقود غرفة الأمن الغذائى ونجتمع مع محافظى القليوبية والإسماعيلية والقاهرة والجيزة، ورؤساء الجمعيات الاستهلاكية كل أسبوع ونبحث كيف نحافظ على سعر السلعة للمواطنين، وعندما رفع التجار الأسعار أحضرنا شمسية وطبلية وخضارا من الإسماعيلية والقليوبية وأحضرنا الطلبة يبيعون هذه السلع، فخفض التجار السلع من خضر وفاكهة، وأصبحت الأسعار مستقرة بفضل منافذ الأمن الغذائى وأصبح سعر كيلو اللحم يباع فى أى مكان ب 25,2 جنيه، وعندما ذهب المهندس سيد مرعى ورئيس جمعية المربين إلى الرئيس أنور السادات وقال له إن توفيق عبدالحى سيقضى على تربية المواشى داخل البلاد بسبب انخفاض الأسعار التى يبيع بها قال لهم مادام انخفاض الأسعار فى صالح الشعب فليستمر توفيق عبدالحى فيما يفعله.
* هل تغير الأمر فى عهد الرئيس السابق مبارك؟
- عندما جاء الرئيس مبارك كانت هناك شخصية منافسة له هو الدكتور فؤاد محيى الدين الذى كان يجد فى نفسه أنه أكفأ من مبارك وأن من حقه أن يكون رئيس جمهورية وكان من المجموعة التى تكره عثمان أحمد عثمان، وكنت أنا جوكر مجموعة عثمان، وهذا كان معروفا فى ذلك الوقت للجميع، فكنت فى لجنة المشروعات وفى الأمن الغذائى وفى التنمية الشعبية، وشركتى كانت تربح يوميا فى السبعينيات نصف مليون جنيه فلم أكن محتاجا أن أحصل على أى أموال من أى جهة، ولذلك كان السادات يردد دائما أن توفيق عبدالحى وعثمان بياكلوا من بيتهم والدولة لا تعطيهم شيئا.
وكانت الأمور كلها تسير بشكل جيد إلى أن قتل السادات فأصابتنى صدمة فتوقفت عن العمل. وقمت مع د. سيد مرعى وعثمان أحمد عثمان بالسفر إلى الخارج لنقنع المصريين بتحويل مدخراتهم إلى مصر.
* هل وفاة السادات رفعت عنك غطاء الحماية وبدأت تقلق على مستقبلك؟
- بداية القلق كانت من خلال حوار إبراهيم نافع مع الدكتور فؤاد محيى الدين، وكان فى ذلك الوقت رئيس وزراء مصر وصرح فيه أنه لن يوجد شخص أو مسئول فى مصر يتولى أكثر من مسئولية 3 مناصب قيادية، ولم يكن أحد لديه أكثر من 3 مناصب غيرى، وفى ذلك اليوم 1982 شعرت أن هناك ضربا تحت الحزام فقدمت استقالتى من كل المناصب، وبدأت المشاكل وكانت أولى هذه المشاكل عندما أصدر د. فؤاد محيى الدين قرارا بمنع سفر المصريين الفنيين للعمل فى الخارج، فذهبت إليه وقلت له: لقد أعددنا كثيرا من القوانين لتسهيل سفر المصريين للعمل بالخارج كيف تمنعهم الآن وهؤلاء يساهمون فى الدخل القومى لمصر بمقدار 8 مليارات؟!
فقال: أنا أعرف شغلى أكثر منك ونادى على سكرتيره والحرس، وقال لهم: وصلوا توفيق لسيارته وطردنى من مكتبه، بعدها بأسبوعين أصدر قرارا بوقف مشروع إنتاج الدواجن ثم قرارا آخر بوقف مشروع الحضانات والثلاجات فشعرت بشىء ما غير طبيعى يتم.
وفى ذلك الوقت صدر قرار وزارى بسفرى كرئيس وفد التايكوندو إلى الإكوادور، لكننى لم أتمكن من السفر وذلك لأنه كان عندى بعض العمل فى اليونان يتطلب ضرورة وجودى فقررت السفر إلى اليونان فى البداية، ومن هناك أسافر وألحق بالوفد فى الإكوادور، فوصلت إلى اليونان ولكننى فوجئت بأن الصحف المصرية بها صفحات كاملة أن شحنة الدواجن التى وصلت فاسدة وتسبب تسمما للمواطنين، فكيف يكون هذا ونحن كنا نرسل كميات من الدواجن إلى رئاسة الجمهورية، فهل من المعقول أننا كنا سنرسل لهم دواجن فاسدة؟! وفى اليونان عرفت أنه كانت هناك مؤامرة تم حبكها من بعض المنتفعين الذين كان وجودى بمصر يمنعهم من ممارسة تجارتهم لأننى كنت أقدم دواجن منخفضة الثمن وهم يريدون عكس ذلك فتجمعوا للتآمر ضدى ولم أمكث فى اليونان فترة طويلة وذهبت إلى لندن وجاءنى الكاتب موسى صبرى وطلب منى أن أكتب استرحاما ليعفو عنى الرئيس مبارك فقلت له اكتب الذى تراه وأنا موافق عليه وعندما لم يرد على اتصلت به وقلت له لماذا لم تكتب الاسترحام؟ فقال لقد بحثت لك عن شىء يمكن أن تطلب عنه العفو فلم أجد وقال ذلك للرئيس مبارك فلم يرد عليه لهذا الشأن.. ثم جاءنى الكاتب سعيد سنبل فى لندن وأجرى معى حوارا نشر فى الأخبار فى صفحتين عرفت أن الرئيس مبارك استاء من هذا الحديث لأننى قلت إن خروجى من مصر سيؤدى إلى انهيار فى العملة المصرية.
وفى لندن قررت أن أبدأ من جديد وكانت زوجتى وأبنائى فى مصر وشهادة للحق لم يمسهم أحد بسوء، وهذا ما يشكر عليه الرئيس مبارك وكان مسموحا لأسرتى أن تأتى لتزورنى وكانت أعمال شركتى تسير كما هى ولم يتعرض لها أحد بأى مشكلة وكانت أموالى فى مصر ولكن تم التحفظ عليها ثم استولوا عليها وكانت هناك تعليمات أن يتم خراب بيتى.
* هل عرض عليك أحد من المسئولين قبل سفرك أن يكون شريكا معك فى مشروعاتك؟
- أنا فى حياتى لم أدفع رشوة ولم أقبل أن يضغط أحد على ولم يعرض أحد على أن يشاركنى، لأن أى طرف كان يخاف أن يعرض على ذلك لأن علاقاتى كانت جيدة بكل الناس وكانت علاقتى ممتازة بالشباب وبأمناء الأحزاب وقد جاءنى الإسرائيليون وعرضوا على أن آخذ منتجاتهم مجاناً وأوزعها ولكننى رفضت وظللت فى لندن أربعة شهور فقط ثم ذهبت إلى اليونان وأنشأت مطعما وبدأت من هذا المطعم وكان اسمه المطعم العربى وعشت هناك خمس سنوات وفى السنوات الخمس وقعت مصر مع اليونان اتفاقية بين مجلس النواب فى مصر ومثيله فى اليونان فنصحنى الأصدقاء أن أغادر اليونان فغادرتها إلى قبرص وكان جواز سفرى قد انتهت صلاحيته سنة 1987 فى ذلك الوقت فجاء د. رفعت المحجوب إلى قبرص والتقى برئيس قبرص وقال له: عندى مواطن مصرى اسمه توفيق عبدالحى يعيش فى بلادكم دون جواز سفر كيف يتم ذلك، وكان الحل الوحيد فى ذلك أن أحصل على وثيقة وأذهب إلى مصر ولكن تم تجديد جواز السفر.
* بعد أن تركت مصر لماذا هذا التتبع لك كل هذه السنوات؟
- التتبع كان حتى العام الماضى وكان هذا بتعليمات من مبارك.
والتتبع كان قويا بالرغم من أن محكمة أمن الدولة العليا حكمت ببراءتى، وتوليت منصب مستشار رئيس وزراء روسيا البيضاء ولى حق التوقيع على الاتفاقيات عنه وقد أصبحت مستشارا لاتحاد الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتى، وكان لدى بطاقة دبلوماسية ثم تم تعيينى فى منصب المستشار الأول وسكرتير عام المنظمة الأوروبية لتطوير الاقتصاد الأوروبى.
ففى مصر كانت هناك قضية ضدى أننى أفسدت الحياة الاقتصادية فى المجتمع وظللت فى بلجيكا 18 سنة وحصلت وأسرتى على الجنسية البلجيكية.
* لماذا عدت إلى مصر بعد كل هذه السنوات وبعد أن أصبح لك مكانة أوروبية ودولية محترمة؟
- السؤال الطبيعى لماذا لا أعود إلى مصر، خاصة أنه تمت تبرئتى من أى تهمة، لقد اتخذت قرار العودة إلى مصر فى عام 2002 وقدمت مذكرة للدولة بمشروع تحديث الصناعة فى مصر بموافقة الأوروبيين الذين اشترطوا أن يعطوا مصر كل ما تطلبه بشرط أن أكون مشرفا على المشروع وأرسلت للرئيس مبارك رسميا عن طريق السفارة المصرية فى بلجيكا وأن لدى التفويض بميزانية سيمنز للتسويق لتحديث الصناعة وقدرها 65 مليارا فذهب إليه صفوت الشريف وبطرس غالى وجمال مبارك وقالوا له: كيف يسند له تحديث الصناعة المصرية وهو متهم بإفساد الحياة الاقتصادية؟ فطلب رئيس سمينز وطلب منه تغييرى وعندما رفض رئيس سمينز توقف مشروع تحديث الصناعة.
الأمل عاد إلى مرة أخرى عندما قامت ثورة 25 يناير قررت وقتها أن الوقت قد حان لأعود إلى وطنى وأساهم فى تطويره ولذلك قمت بإعداد برنامج كامل للإصلاح وعمل معى أكثر من 60 مستشارا من جنسيات مختلفة وهذا المشروع يضع هدفا واحدا وهو أن تكون مصر فى مصاف الدول الكبرى المتقدمة مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإذا تم تنفيذ هذا المشروع سيكون المصرى مثل المواطن الألمانى فهو مشروع بناء مجتمع كامل.
إن الاقتصاد الوحيد الذى يصلح لمصر هو تنمية المعدمين برفعتهم إلى متوسطى الدخل فتتوقف المشاكل، فالبعد الاجتماعى كان منسيا ففى هذا المشروع توفير فرص عمل تصل إلى 15 مليونا والحد الأدنى للأجور 1500 جنيه والأقصى 15 ألف جنيه ولابد فى هذا المشروع أن يحصل كل مواطن على دورة تسمى الاندماج.
على كل مواطن فى مصر أن يعرف ما له وما عليه والبعد عن التفكير العشوائى.
* من ستقابله لتقدم له هذا المشروع؟
- أنا لا أعترف بمقابلة أو لقاء المسئولين أنا أعترف قبل أن أحضر بإيجاد التمويل الكامل فنحن لدينا 20 مليار دولار لعام 2012 قروضا للتنمية وهى بفائدة منخفضة مقدارها 3%.
* ما هى الإجراءات التى تجريها الآن لتنفيذ مشروعك؟
- نقوم حالياً بتأسيس شركتين مصرية أجنبية - غسيل سيارات توزع على الشباب، سنأخذ منهم 10 جنيهات فقط فى اليوم وهم يكسبون 300 جنيه وتوضع فى محطات البنزين وهى تهدف إلى خلق رجال أعمال جدد فى البداية تأمين رمزى وتعود الشباب على العمل الجماعى بشرط أن يعمل الشباب عشر ساعات فى اليوم أقل من ذلك سآخذ منهم المشروع، الشركة الثانية معها هى إعداد مجازر لحوم تستطيع أن نغطى مصر كلها باللحوم بسعر 30 جنيها للمستهلك فى مصر. الشركة الكبرى قيمتها 2 مليار وستكون فى سيناء وبها فندق 10 آلاف غرفة.
* هل عرضت هذه المشروعات على المجلس العسكرى؟
- المجلس العسكرى مؤقت وسيرحل قريباً وهذه المشروعات للشعب والمجتمع المصرى بأكمله وكل طوائفه وشبابه فإننى جئت وعدت لبلدى لأقدم خبرتى وإمكانياتى للشعب وأحتاج فقط حماس الشباب فهذه المشروعات لهم ولمستقبلهم فإننى أحتاج حماس شباب التحرير وأن يضعوا طاقاتهم فى هذه المشروعات التى ستعود عليهم وعلى وطننا بالفائدة فإننى والحمد لله أقترب الآن من السبعين عاما وعندى شركات كثيرة فى الدول الأوروبية مثل بلجيكا وإيطاليا وغيرها فمشروعاتى ليست حلما وإنما هى حقيقة يمكن تحقيقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.