عبدالناصر لم يكن زعيما.. عبد الناصر كان ديكتاتورا.. وكان سببا فى أن يأتى مبارك فى الحكم.. بسبب ترسيخ عبدالناصر لحكم الفرد والقمع الأمنى لحماية النظام).. هكذا قال أحد الشباب فى ميدان التحرير فى تظاهرة تزامنت مع ذكرى ثورة يوليو المنصرمة.. ورغم أننى لست من الناصريين وأننى أختلف مع كثير مما صنع عبد الناصر.. إلا أننى عندما سمعته قلت له بغضب.. لا عبد الناصر كان زعيما.. له ما له.. وعليه ما عليه. (واستطردت قائلا.. جمال عبدالناصر.. رجل قلما تجود به الأزمان.. عبد الناصر لم يكن مجرد شخص أو رئيس.. عبدالناصر كان تجربة وملحمة وطنية كانت لها أمجادها كما كانت لها عثراتها.. كثيرون اختلفوا حول تجربته فى إدارة مصر والوطن العربى.. لكن قلة من اختلفوا على شخصه.. كان المصريون ينتظرون خطاباته التى كانت تزلزل وجدانهم.. وتمس مشاعرهم.. عبد الناصر تحول إلى رمز واسمه أصبح ترادفا للوطنية والكرامة والعروبة. عبد الناصر رجل صنع ثورة.. ومات بلا ثروة.. لقد كان راتب عبد الناصر الشهرى 395 جنيها.. وقد حصرت الأجهزة الرسمية ممتلكاته وأمواله بعد وفاته.. فوجدوها حوالى 3 آلاف و700 جنيه مصرى. حكم عبد الناصر مصر وهو ثائر شاب فى منتصف الثلاثينيات من العمر.. فسارت مصر مثله شابة متألقة وثائرة.. لقد كان أصغر رئيس جمهورية فى تاريخ مصر.. كما كان أصغر رئيس جمهورية مات فى تاريخ مصر.. كانت لديه قدرات لا يتحلى بها كثير من الشباب أهلته أن يكون رئيسا محنكا يبلغ من سن الرشد السياسى 100 عام أو يزيد. عبد الناصر كان يحكم مصر بنظرية.. المستبد المستنير.. فنعم كان حكمه ترسيخا لحكم الفرد.. كما شهد عصره تعاظما لفساد بعض مقربيه.. كما شاهد ترسيخا للأجهزة السيادية التى تستخدم التعذيب الممنهج لحماية النظام.. لكن لم يكرهه أحد عاصره حتى الذين دخلوا سجون نظامه.. فكثير من المثقفين والشعراء سجنوا فى عصر عبد الناصر لكن عشقهم لعبد الناصر لم ينقطع قط. عبد الناصر لم يكن ملاكا أو شيطانا.. عبد الناصر كان إنسانا احتارت فيه أجهزة مخابرات الدول المعادية لحكمه.. لأنه كان مستقيماً ليس له سقطة أو نزوة من نزوات أصحاب السلطان.. بل كان يحيا حياة عادية يأكل، مما يأكل منه المصريون.. يرتدى الكاستور المصرى.. وملابسه بسيطة مكتوب عليها.. صنع فى مصر. لقد أذهل عبد الناصر الغرب والعالم.. فمصر فى وقت من الأوقات لم تكن تُعرف أو تُنادى فى الغرب إلا.. ببلد الكولونيل ناصر.. فقد قالوا عنه: «إن الرئيس جمال عبد الناصر قدم لبلاده وللعالم العربى بأسره خدمات لا نظير لها بذكائه الثاقب وقوة إرادته وشجاعته الفريدة، ذلك أنه عبر مرحلة من التاريخ أقسى وأخطر من أى مرحلة أخرى. لم يتوقف عن النضال فى سبيل استقلال وشرف وعظمة وطنه والعالم العربى بأسره».. الأسقف مكاريوس.. رئيس قبرص. «إن وفاة جمال عبد الناصر صدمة مفاجئة وخسارة لا يمكن أن تعوض لقد كان لا يهدأ أبدا. وكان كل أمله أن يرى حياة شعبه قد تحسنت، ويرى الوحدة العربية وقد تحققت. إن جمال عبد الناصر واحد من البناة الذين سعوا إلى تحقيق وحدة أفريقيا.. وقد كانت حياته القصيرة حياة غنية ولم يكن أحد سواه يستطيع القيام بما قام به لما كان له من نفوذ عظيم فى كل الدول العربية».. شارل ديجول.. رئيس فرنسا «كان لدى موعد قد تأخر ربع قرن مع رجل رفعت رأسى من بعيد كى يراه، ثم حالت ظروف قاهرة بينه وبينى لألقاه، وحين جئت إلى مصر فقد كان من سوء حظى أن جمال عبد الناصر لم يعد هناك سأزور فى مصر ثلاثة أماكن الأهرامات والنيل العظيم وضريح الرئيس جمال عبدالناصر».. جومو كينياتا.. رئيس كينيا.