«الليلة يا عمدة».. برنامج تليفزيونى يبدو أنه موعود بالكوارث، بعد أن تم تسجيل أكثر من حلقة تمهيداَ لعرضه على قناة «مودرن مصر»، ولما قامت الثورة وتم إغلاق القناة وأعيد إطلاقها باسم قناة «مودرن حرية»، كان على «صلاح السعدنى» - مقدم البرنامج - أن يعيد تسجيل الحلقات من جديد بسبب التطورات السياسية التى أعقبت الثورة، خاصة أن بعض الشخصيات التى تم التسجيل معها كان لابد من استبدالهم بآخرين يتناسبون مع المرحلة الجديدة.البرنامج الذى أذيع مؤخراً بنفس فكرته وبشكل يتناسب مع شخصية العمدة التى يؤديها «السعدنى» حيث الديكور عبارة عن دوار ريفى والمضمون عبارة عن مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية فى المجتمع، كارثة البرنامج تتلخص فى رغبة بعض الأشخاص فى مقاضاة قناة «مودرن حرية» التى تعرض البرنامج حالياً، بما لديهم من أدلة تثبت ملكيتهم لفكرة البرنامج. الحكاية تبدأ من عام 2009 عندما فكر «أحمد علام» و «ماجد الشاذلى» فى عمل برنامج تليفزيونى فى شكل جديد، فقفزت إلى ذهنيهما فكرة برنامج «توك شو» يتناول قضايا سياسية فى ديكور ريفى ويقدمه «صلاح السعدنى» فى هيئة عمدة باعتباره الأشهر الذى قدم شخصية العمدة فى تاريخ الدراما المصرية من خلال مسلسل «ليالى الحلمية».. كتبا تفاصيل الفكرة وحاولا الوصول «للسعدنى» لعرضها عليه لكنهما فشلا فى مقابلته.. فى الوقت نفسه كانا يحاولان الوصول لجهة إنتاجية لتنفيذ البرنامج، وتعرفا على أحد مخرجى التليفزيون وعن طريقه حصلا على الموافقة المبدئية لإنتاجه فى التليفزيون المصرى إلا أن الوصول للسعدنى كان الأساس لاكتمال فكرة البرنامج ليقدمها، وبعد محاولات عديدة استطاعا الوصول إليه ومقابلته فى «هايبر الشيخ زايد» ونالت الفكرة إعجابه ووافق على تقديمها واشترط الحصول على أجر يزيد على ال10 ملايين جنيه سنوياً أثناء تلك الجلسة اتصل المخرج برئيسة القناة الأولى ليؤكد لها موافقة السعدنى على تقديم البرنامج.. بعد هذا اللقاء بأيام ذهب «علام» و «الشاذلى» لمصلحة الشهر العقارى وسجلا الفكرة باسميهما بتاريخ 2010/5/9 المفاجأة أن البرنامج تم رفضه فى التليفزيون المصرى بسبب ميزانيته الضخمة والتى رفض وزير الإعلام الموافقة عليها وخاصة أجر السعدنى الذى تجاوز 10 ملايين جنيه حسب شرطه.. وحاولا تقديمه لأكثر من قناة فضائية إلا أنهما فى كل مرة كانت تواجههما مشاكل بسبب أجر «السعدنى» المرتفع، خاصة أن المنتجين أجمعوا على أن اسم «السعدنى» لايبيع فى سوق البرامج التليفزيونية ولا يجلب إعلانات. يقول أحمد علام: ما لفت نظرنا هو ظهور تنويهات عن استعداد «السعدنى» لتقديم برنامج «الليلة ياعمدة» على قناة «مودرن مصر»، ولم نتوقع أن يكون هذا البرنامج قائما على فكرتنا خاصة أن السعدنى لم يتصل بنا للمشاركة فى إعداده أو حتى ليستأذننا. هذه كانت قصة برنامج «الليلة ياعمدة» حسب رواية «أحمد علام» و «ماجد الشاذلى».. ومن منطلق إتاحة فرصة حق الرد استمعنا إلى كل من «وليد دعبس» مالك القناة و «صلاح السعدنى» مقدم البرنامج. يقول دعبس: هذا برنامج توك شو وليس من اللائق أن كل من يقوم بتصوير برنامج فى ديكور ريفى على هيئة دوار ويقدمه مذيع فى هيئة عمدة أن يرجع إلى هذين الشخصين اللذين يدعيان أنهما يملكان فكرة البرنامج. أنا فى رأيى إن دول ناس فاضية وكلامهم فارغ.. ويعملوا إللى هما عايزينه بأدلتهم. رداً على هذا الكلام يقول علام: إذا كان مقدم البرنامج أى شخص آخر غير «صلاح السعدنى» كان الأمر اختلف لأن فكرتنا تكتمل بوجود «السعدنى» لكونه ركنا أساسيا من أركان الفكرة والذى كان شاهداً عليها وما حدث أن «وليد دعبس» أنتج البرنامج بنفس تفاصيل فكرتنا.. وعدم اهتمامه بوثيقتنا يوضح أنه مازال يعيش فى عصر الظلام ولايعرف شيئا عن حقوق الملكية الفكرية.. القانون هو الفيصل الوحيد بيننا وبينه، ونحن لانطالب إلا بحقوقنا المعنوية والتعويض المادى وهو ما يجعلنا نطالب بوقف عرض البرنامج. فى أول رد فعل «لصلاح السعدنى» قال: «بلغ عنهم عبدالمجيد محمود».. أنا لا أخرج من منزلى ولا أرى أحداً، ولم يكن أحد فى العالم يعرف شيئاً عن هذا البرنامج قبل طرحه إعلامياً، ومن يدعى أنه صاحب فكرة البرنامج «شخص حرامى». سألته كيف جاءتك فكرة البرنامج فقال: «وليد دعبس» جاءت له الفكرة وطلب منى تقديمها فى سبتمبر الماضى وقبل هذه الفترة لم أكن أفكر فى ذلك، ولم يطرحه على أى شخص آخر. يرد «علام» على كلام «السعدنى»: هذا الكلام فى صالحنا، خاصة أن لدينا صوراً أخذناها مع السعدنى فى أول لقاء تم بيننا وبينه بخصوص البرنامج، وتحدث هاتفياً مع رئيسة القناة الأولى آنذاك أمامى أنا «وماجد» والمخرج ليؤكد لها موافقته على فكرتنا، أيضاً لايعقل أن يكون برنامج بنفس الفكرة وبنفس الشكل والمضمون الذى اقترحناه عليه صدفة!! إذا كان «وليد دعبس» يمتلك وثيقة تثبت ملكيته للفكرة قبل تاريخ تسجيلنا لها فليظهرها وله كل الحق فى البرنامج وإما فالأمر متروك للقضاء لحسم الأمر ورد حقوقنا.