ربما تكون الغيرة من بعض القنوات ذات نسبة المشاهدة العالية أو تفضيل المشاهدين لقنوات بعينها على حساب أخرى هى التى دفعت بعض أشباه القنوات لانتهاج قاعدة «خالف تعرف» من أجل الشهرة حتى وإن كانت السخرية مما تقدمه تلك القنوات التى تصل إلى حد السباب العلنى بين المشاهدين، هى أسمى غاياتها، ولذلك تصدرت السباق قناة «الفراعين» بفارق نقاط قليلة عن قنوات «الراى» و«سكوب» و«إم. تى. فى». «الفراعين» التى سبق أن أغلقت بسبب استخدامها كوسيلة دعاية لرئيسها «توفيق عكاشة» بشكل فج فى انتخابات مجلس الشعب الماضية، عادت مرة أخرى، لكن مع استمرار نفس النهج «المستفز». «عكاشة» المتضارب فى أقواله والتى ترمى تارة لصالح الحزب الوطنى الذى كان أحد أشد المنتمين إليه لدرجة أنه قبل يد أمينه «صفوت الشريف» وتارة ضده، قال فى إحدى حلقات برنامجه «مصر اليوم»: أنا باسأل الدكتور البرادعى باعتباره مرشحا محتملا لرئاسة الجمهورية: هو يعرف الست فى الفلاحين بتزغط دكر البط والوز إزاى؟ هل يقدر يقولى الفرق بين تزغيط الفول أو الدرة؟ وإذا عرف بتزغطه إزاى؟! هننتخبه رئيس للجمهورية.. ليه لأ؟! وبسخرية شديدة استمر «عكاشة» فى توجيه الأسئلة حيث قال: يا ترى البرادعى يعرف سعر ركن البقرة فى السوق كام.. والله لو عرف السعر يبقى راجل مصرى أصيل.. باعتباره راجل عايز يحكم مصر، يبقى لازم يعرف كل حاجة فى مصر، فهل يا ترى عمنا البرادعى يعرف الكلام ده!.. ولا مالوش غير فى النووى بس؟! الغريب أن عكاشة ظهر منذ عدة أيام مدافعا عن نفسه بعد هجوم عليه وقال فى نفس البرنامج أن هناك مخابرات أجنبية تريد اغتياله وتسعى لتصفيته موضحا أنه يتعرض لخطر بسبب ما ينشره من حقائق وأن أجهزة مخابرات أجنبية تريد التخلص منه. ثم أشار إلى الآية القرآنية بطريقة جنون العظمة: «يأتيكم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة»، متابعا: ««الحافظ هو الله الذى يكتب الميلاد والممات» بأسلوب يظهر جهله دينيا. ثانى تلك القنوات التى تسير ضد التيار أيضا هى قناة «سكوب» الكويتية التى تبنت حملة للدفاع عن الرئيس المخلوع «مبارك» فى الوقت الذى تستعد مصر لمحاكمته بالعديد من التهم منها إعطاء أوامر لقتل المتظاهرين واتهامات بإهدار المال العام ومثوله أمام جهاز الكسب غير المشروع. وظهر المذيع الكويتى سعود الورع وهو يتحدث عن الرئيس السابق من خلال برنامجه «مع الناس» واصفا إياه بالبطل وواصفا الشعب المصرى ب «قليل الأصل» الذى وجه كلمة له وقال: يا إخوانا المصريين أنا عايز أقول لكم كلمة، أنا مواطن كويتى يوم ما بلدى احتلت حسيت إن الدنيا كلها سكرت فى وجهى كنت حاسس فى بلدى إن مفيش أمن وأمان وأنا حاسس بيكم.. مبارك مسجون.. ليه الإهانة بالشكل «الوحش ده» الرئيس ينشتم؟! والزوجة تنشتم؟! كان يقدر يهرب ويطلع بكرامة.. حرام عليكم عاوزين الراجل يخرج من الدنيا بكرامته فى آخر أيامه.. الله يخليكم.. الله يخليكم.. والله العظيم حرام عليكم.. 30 سنة تمجيد و30 يوم إهانة.. الإهانة من الأهل صعبة.. هتقتلوه .. لو مات انتوا قتلتوه! ولم تكتف القناة بذلك فقط، بل إنها اتهمت الثوار أنفسهم بالعمالة لحساب الجهات الأجنبية وبتنفيذ مخطط ماسونى. الحملة «المشبوهة» التى تتبناها تلك القناة جعلت العديد من الشباب يطالبون بمقاطعة القناة التى تمجد قاتل الشهداء» وإغلاقها. وما تقدمه قناة سكوب يختلف 180 درجة عما انتهجته قناة «الراى» السورية فى الوقت الذى قامت فيه الثورة المصرية، عندما كانت تعطى أحداثا مغايرة للثورة، وكانت تضخم الأحداث بشكل فج ونشر معلومات مغلوطة مثل إطلاق نار بين بدو سيناء وأجهزة الشرطة أو قتل العديد من ضباط الشرطة على أيدى المتظاهرين والتمثيل بجثثهم وهى كلها أخبار كاذبة للإثارة والتحريض، وهى نفس نوعية الأخبار التى تقدم حاليا ولكن مع استبدال الشأن المصرى بالشأن اليمنى والليبى والفلسطينى، ومع ذلك لا تلقى أى ضوء على ما يحدث فى سوريا من انتهاكات لحقوق الإنسان من خلال سياسة القمع التى ينتهجها نظام بشار الأسد ضد معارضيه! أما رابع تلك القنوات فهى قناة «إم. تى. فى» اللبنانية التى تقدم «نكتا جنسية» صريحة من خلال برنامج «هاضم شىء»، الذى تقدمه المذيعة اللبنانية ميراى مزرعانى، حيث تقدم النكت من خلال فريقين أمام بعضهما، ويلقى كل منهما نكتة ومن يحصل على قدر أكبر من تصفيق الجمهور المشارك فى الحلقة هوالفائز فكانت هناك نكات جنسية غاية فى الوقاحة نخجل من نشرها احتراما لقارئنا وحفاظاً على حيائه من الخدش. وعن مدى مسئولية اللواء أحمد أنيس - رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية «النايل سات» - عن السفه والتجاوزات المهنية التى تقوم بها تلك القنوات قال: سلطتى فقط تقف عند حد البث ووقف أى قناة لا يمكن أن يتم بسهولة كما يعتقد البعض لأن هناك الآلاف من القنوات الموجودة، ومن غير المنطقى أن نتابع كل تلك القنوات، ولكن هناك إجراءات تتخذ حيال القنوات التى تقدم فيها شكوى موثقة للمنطقة الحرة ثم توجه بعدها إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون المسئول عن متابعة كل ما يذاع على مختلف القنوات، ثم يتم توجيه إنذار لتلك القناة المخالفة لميثاق الشرف الإعلامى، وبعدها إذا لم تغير القناة من سياستها يتم اتخاذ قرار الغلق كخطوة أخيرة.