من حكمة الله أن بنوك أوروبا صناعة إبليس شخصيا.. والفلوس السرية التى تدخل إليها لا يمكن أن تخرج منها بالطبل البلدى أو الخواجاتى بحال من الأحوال! وعندما تفتح سعادتك حسابا فى بنك أوروبى.. فإن البنك يطلب منك الإجابة عن بعض الأسئلة العجيبة.. منها مثلا اسم الست الوالدة.. وتاريخ ميلاد صديقك المقرب.. ومكان زواجك وتاريخه ونوع واسم الحيوان الأليف التى تقتنيه فى بيتك.. إلى آخر تلك النوعية من الأسئلة التي لا تعرف لها معنى أو مغزى! ولكن حذار.. عندما تذهب بعد ذلك لاستعادة الأموال أو لإغلاق الحساب.. يطلبون منك الإجابة من جديد عن تلك الأسئلة.. ولو فشلت فى الإجابة عن واحد منها.. فهذا يعنى أنك غير راغب فى استعادة الأموال.. أو أنك واقع تحت ضغوط خاصة يمتنع معها البنك عن الاستجابة لطلب سحب الأموال! البنوك الأوروبية ليست على نياتها.. وهى ليست مستعدة لتسليم الأموال لكل من هب ودب لمجرد أنه يحمل توقيعك على إقرار يفيد برغبتك فى استعادة الأموال.. وتلك البنوك تعرف أن سعادتك وضعت الأموال السرية بها هربا من ملاحقة السلطات أو الأفراد.. وهى بنوك لا تعطى فائدة تذكر على الودائع.. هى بنوك تعلم أن وظيفتها هى الحفاظ على أموال سعادتك.. ولهذا أتعجب من سذاجة البعض فى جهاز الكسب غير المشروع.. عندما يطالب البهوات من الحيتان بالتوقيع على إقرارات بالعربى والإنجليزى والفرنساوى تفيد موافقتهم على الكشف عن حساباتهم فى بلاد بره.. ونقول لحضرات المسئولين بالجهاز أن هذه التوقيعات توقيعات فشنك.. مضروبة يعنى.. لا يمكن معها استعادة «سنت» واحد من الحسابات السرية المستقرة فى بنوك أوروبا وأمريكا.. بدليل أن حكومة زائير قد فشلت تماما فى استعادة أموال الديكتاتور الراحل «موبوتو» التى تبلغ 15 مليار دولار لاتزال نائمة مجمدة فى بنوك سويسرا! يزداد العجب.. ويرتفع ضغط الدم عند محسوبكم.. عندما تقرأ أن الجهاز قرر سفر بعثة من المحققين فى جولة لدول أوروبا لاستعادة تلك الأموال.. ولا تعرف كم يتكلف السفر.. وماذا ستفعل البعثة غير صرف بدل سفر محترم والإقامة فى الفنادق الفخيمة على حساب صاحب المحل.. الذى هو دافع الضرائب والمواطن الغلبان فى مصر! قلنا مرارا.. إن استعادة تلك الأموال تحتاج إلى خبراء متخصصين فى عمليات الكشف عن غسيل الأموال.. وقلنا إن هناك مكاتب قانونية متخصصة فى ذلك.. وأن عملها يستغرق سنوات طويلة لتتبع مسار تلك الأموال.. وأن هذه المكاتب القانونية تتقاضى غالبا ما يقرب من 20 فى المائة من أصل الأموال! لحسن الحظ أن عندنا خبيرة مصرية فاهمة وواعية وتقيم فى سويسرا وتتمتع بجنسيتها.. وهى ناشطة سياسية وخبيرة مصرفية.. وهى فوق هذا أو هى بسبب هذا نجمة من نجمات المجتمع والتليفزيون.. ولها ثلاثة كتب مهمة من الأكثر مبيعا.. وهى كتب تخصصت فى فضح فساد البنوك السويسرية والأمريكية.. والكشف عن دهاليز وخفايا عالم غسيل الأموال. الخبيرة اسمها ميريت ذكى.. وهى ابنة الكاتب الصحفى المرموق نبيل ذكى.. هى تعيش فى سويسرا منذ سنوات بعيدة.. وقد تخصصت تماما فى الشأن المصرفى هناك.. ولا أعرف لماذا لا يستفيد جهاز الكسب غير المشروع من جهودها؟ وأراهن أنها سوف تعمل متطوعة.. وتستطيع أن تفك لنا طلاسم البنوك.. وكيفية الكشف واستعادة حسابات الحيتان فى تلك البنوك! دعونا نعطى العيش لخبازه.. وفى تقديرى فإن الدكتورة ميريت نبيل ذكى تستطيع أن تقدم لنا خارطة طريق لنبدأ رحلة البحث عن أموالنا فى الخارج. أما مسألة التوقيع على إقرارات بالعربى وبالإنجليزى والفرنساوى.. فهى مسألة مضحكة وساذجة.. وقديما قالوا للحرامى: احلف.. فوقع على قفاه من الضحك وهتف من أعماق قلبه: جالك الفرج!