لأننا نسابق الزمن للخروج من غياهب الجب الذى وقعنا فيه ومن النفق المظلم الذى دخلنا فيه منذ قيام ثورة 25 يناير للآن.. فقد حان وقت العمل والتفاؤل والأمل بدلا من سلوكيات الإحباط ونغمات التشاؤم والندم، فقد أقر مجلس الوزراء الموازنة العامة للدولة للعام المالى 2012/2011 والبالغ حجمها 634 مليار جنيه مقابل 6,481 مليار جنيه بزيادة تقدر بنحو 153 مليار جنيه لتحقيق العدالة الاجتماعية مع تنشيط معدلات النمو الاقتصادى والحفاظ على التوازن المالى للدولة، وهو مشروع العام المالى الأول لثورة يناير المجيدة، وكان من الطبيعى أن تضع الوزارة نصب عينيها جميع المتطلبات المشروعة لفئات المجتمع المصرى والتى تمت بلورتها فى شعارات الثورة وهى الحرية والكرامة. أغبياء واهمون من يتصورون أن عجلة الزمان يمكن أن تعود للوراء وأن عقارب الساعة يمكن أن تتوقف عن الدوران. أغبياء واهمون من يتصورون أنهم عائدون بأموالهم التى سرقوها ونهبوها من أقوات ودماء هذا الشعب الثائر الحق العظيم بعلاقاتهم وباتصالاتهم المشبوهة مع عدد من الأنظمة الخارجية المعادية والفاسدة وأيضا مع ما يسمون فى الداخل بالفلول. أغبياء واهمون من يتصورون أن المحاولات المستمرة والدائمة لتأجيج نار الفتنة والانفلات بتشجيع المطالب الفئوية والاحتجاجات ومحاولات الوقيعة بين الشعب والجيش ما هى إلا فقاعات فى الهواء تذهب كالزبد جفاء، فهى محاولات يائسة بائسة تأتى بنتائج عكسية تزيد من يقظة وتماسك الشعب والجيش، تأكيدا لقول الله تعالى فى كتابه العزيز: «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» فمصر المحروسة بإذن الله لن تكون كالسودان أو ليبيا أو العراق، كما يريدها الأعداء والحاقدون والمتربصون، وما يحدث الآن من ردود أفعال فلول النظام السابق تجاه الثورة يمكن تشبيهه بترفيص الذبيحة التى سرقتها السكين فتتناثر دماؤها وهى تنزف وتترنح وهى ترقص رقصة الموت حتى تفارق الحياة وما يقوم به الأغبياء من محاولات لا يمكن أن نطلق عليه بالثورة المضادة، بل فى الحقيقة يمكن أن نطلق عليه تعبير «الخيبة المضادة»!