عندما نكون أمام أزمة حقيقية بين اثنين من المبدعين يتبادلان الاتهامات فيما بينهما فلابد من المواجهة لنعرف الحقيقة ولنعطى مساحة بوح لكل منهما لتفريغ شحنته الداخلية، سواء كانت هجوما أو دفاعا.. المخرج مجدى أحمد على والكاتب وحيد حامد لا يمكن السكوت عليهما، فكلاهما له اسمه وتاريخه السينمائى الذي لا ينكره أحد. وحيد حامد الذي قدم للسينما أفلاما هاجمت النظام السابق والتى تعتبر من أهم أفلام السينما المصرية ولعل أبرزها «البرئ» و«طيور الظلام» وأيضا «مجدى أحمد على» الذى يعد واحداً من أهم المخرجين المصريين خلال ال20 سنة الماضية، قدم أفلاماً تنتصر لصالح المواطن المصرى البسيط ولعل أبرزها « يا دنيا يا غرامي» و«عصافير النيل». روزاليوسف مجدى أحمد على: «وحيد حامد» حاول تجنيدى بأمن الدولة المخرج «مجدى أحمد على» عندما يثور لا يهدأ إلا إذا فجر البركان الموجود بداخله ثورة. «مجدى» انفجر فى وجه الكاتب «وحيد حامد» موجها إليه اتهاما شديد القسوة بأنه أحد عملاء جهاز أمن الدولة والدليل أن «وحيد» حاول تجنيده لحساب هذا الجهاز المنحل عندما عرض عليه منذ 10 سنوات إخراج أفلام تجمل صورة النظام المخلوع. مجدى قال لنا: الآن بعد الثورة لابد من كشف تلك الوجوه المزيفة وعلى رأسهم «وحيد حامد» الذى سقط قناعه أخيرا وعليه ألا يتحدث باسم الثورة. سألنا مجدى أحمد على: * كيف حاول وحيد حامد تجنيدك ؟ قال: وحيد اتصل بى وطلب منى إخراج فيلم تسجيلى عن مصلحة السجون ولما سألته عن شكل التناول اكتشفت أنها ستكون صورة تجميلية للنظام البائد! * وما قصة ذلك الفيلم؟ - القصة تدور حول فتاةيصرح لها بالخروج من السجن لمدة يوم لزيارة أهلها وترتدى ملابسها البيضاء النظيفة ويقوم أهلها بحفل استقبال لها وهو أمر غير واقعى فى السجون المصرية وكأن الحياة داخل السجون أفضل من بورتو مارينا. * ما رد فعل «وحيد حامد»؟ حاول إقناعى والإلحاح على لتغيير موقفى الرافض للفيلم قائلاً: الفيلم عادى ولا يوجد به تجميل لمصلحة السجون إلا أننى أصررت على رفضى.. وقام وحيد حامد وقتها بإسناد الفيلم للمخرج سعد هنداوى وعرض فى أعياد الشرطة. * هل عرض عليك أفلاما أخرى فيما بعد من نفس النوعية؟ عرض فيلم سوق المتعة ورفضته لأنه من الأفلام التى تقوم بالتخديم على توجيهات النظام فى إظهار المجتمع الذكورى معاناته من الكبت الجنسى. * هل حاول وحيد الاتصال بك مرة أخرى؟ تقابلنا مرة واحدة فقط فى اجتماع أقامه «نجيب ساويرس» جمع العديد من الفنانين والشخصيات العامة من أجل تأسيس جمعية أهلية ضد التطرف الدينى ولكننى رفضت الاشتراك عندما فوجئت بحضور شخصيات غير مرغوب فيها ومدافعة عن سياسات النظام السابق ومنها «وحيد حامد» و«مكرم محمد أحمد» و«على الدين هلال» و«السيد يس» وقلت لنفسى: كيف يقبل مؤيدو قانون الطوارئ الانضمام إلى جمعية أهلية ضد التطرف الدينى. * ما تفسيرك بأن قناع وحيد حامد لم يسقط حتى هذه اللحظة رغم سقوط أقنعة الكثيرين؟ لأن وحيد حامد ذكى وقادر على التحول سريعاً للوجه الآخر بالإضافة إلى أنه يعتمد على تاريخه لدى الناس وبالتالى يسحب من هذا الرصيد وقد يكون هناك اعتقاد عن «وحيد حامد» بأن النظام السابق كان نظاماً وطنيا لذلك كان يدافع عن وجهة نظرهم. * كنت معترضاً منذ فترة على إحدى مقالات وحيد تحت عنوان «ثورة تحتاج إلى ثورة» فما السبب؟ - لأننى أعتقد أن وحيد ضد الثورة حتى هذه اللحظة فهو متشكك فيها منذ اللحظة الأولى ولكنه فى النهاية يعبر عن نفسه ووجهة نظره فقط وفى نفس الوقت يحاول أن يوصل للقارئ أن من قام بالثورة شوية عيال بتلعب! * ولكن هناك أفلاما هاجمت النظام مثل «طيور الظلام» و«عمارة يعقوبيان»؟ طيور الظلام لم يكن ضد الظلام بدليل أنه قام بعمل مشهد حميمى بين «الإخوان والبطل الشعبى المحبوب» من أجل تلبيس المشاهد العمة، أيضا فى «يعقوبيان» قام بمشهد شديد الغرابة من خلال إختلاط دماء كل من الإرهابى وضابط أمن الدولة وكأنه يريد أن يقول إنهم جميعا أبناء الوطن، وكأنه يساوى هنا بين الثوار فى ميدان التحرير والقاتلين إذا جاز التشبيه.. كما أنه دمر الرواية الحقيقية ل «علاء الأسوانى» الذى اختلق معه مشكلة ومنعه من دخول الفيلم، كما أنه أعطى «علاء الأسوانى» 20 ألف جنيه فى حين حصل هو على مليون جنيه. وكيف تفسر اختيار «مروان حامد» ضمن مخرجى فيلم «18 يوم» رغم أنه قد أخرج بروموهات وإعلانات الحزب الوطنى؟ أعتقد أن «وحيد حامد» قضى على مستقبل ابنه بأن وضعه فى هذه الخانة رغم أنه قام بإخراج فيلم «لى لى» وكان عملا ينم عن مخرج واعد إلا أنه بعد ذلك قام بدفعه نحو إخراج الحملات الرئاسية فى 2005 وبالتالى ربطه بالنظام بشكل يقضى على مستقبله. أما فى فيلم «عمارة يعقوبيان» فقد كبل ابنه بكم هائل من النجوم فى عمل متواضع وقاموا بأداء مسرحى ولذلك خرج العمل ضعيفا ولهذا أنا مندهش من أن يمثل «مروان» وجه الثورة فى مهرجان كان. * ولماذا الآن تهاجم وحيد حامد خصوصا بعد نجاح الثورة؟ -انتقادى لوحيد كان من قبل الثورة وفى عز سطوته كما أن تاريخ وحيد به بعض الإيجابيات مثل فيلم البرئ على سبيل المثال. * هل يمكن تفسير مواقف وحيد حامد بأنه كان من الفريق الذى يريد التقرب إلى السلطة فى إطار علاقة الفن والسلطة الممتدة عبر التاريخ السينمائى؟ - أعتقد أن علاقة الفن والسلطة لابد أن تكون قائمة على كفاءة العمل، ولكن لا يمكن أن نسلم بأن العلاقة هى علاقة تزييف لإرادة الشعب وخداع لنتائج انتخاباته ومحاولة إيجاد تبريرات لقمعه وقهره. * هل ترى أن قناع وحيد حامد بدأ يتساقط منذ بداية مسلسل «الجماعة»؟ - أنا توقفت عن متابعة مسلسل الجماعة بعد الحلقات الأولى لأنه تحول من تفريغ لمذكرات حسن البنا إلى تقارير مباحث أمن الدولة وهو ما جعل العمل رديئا، لقد كان «وحيد حامد» تلميذا نجيبا ومطيعا لأمن الدولة مثله مثل الكثيرين من الفنانين والمثقفين.