اختيار القيادات الجديدة رغم أنه جاء بعد طول انتظار ومماطلة، إلا أنه جاء مطمئنًا للعاملين وأثلج صدورهم باعتبار أنها قيادات نزيهة، محبوبة، انتماؤها الوطني لا يخضع لمعايير الحزب الوطني والنظام البائد بقدر انتمائها للوطن نفسه. «إبراهيم الصياد» الذي تولي رئاسة قطاع الأخبار، كان مهمشًا عندما كان يجلس في مقعد نائب رئيس القطاع، لم تكن لديه أية صلاحيات فعلية لممارسة مهامه الوظيفية، ولم يعل صوته في إطار العمل المهني إلا أثناء أحداث ثورة 52 يناير عندما تصدي- وعلي مسئوليته الشخصية- لإذاعة بعض الأحداث التي رأي أن المشاهد المصري من حقه معرفتها، وأن يكون علي دراية بها، والتي احتار محررو النشرة- آنذاك- في اتخاذ قرار بشأنها، وخاصة أثناء فترات راحة ونوم «المناوي» بمكتبه في الرابعة صباحًا، مثل إلقاء جمرات النار وزجاجات المولوتوف علي المتحف المصري، وعلي المتظاهرين. «الصياد» ارتفع رصيده عند العاملين بالقطاع في الفترة الأخيرة بعد أن دافع عنهم وعن حقوقهم عندما تولي رئاسة لجنة الشكاوي لبحث مظالمهم واتخاذ قرارات بشأنها وهو ما عرضه «لمصادمات» عنيفة مع «المناوي». «الصياد» متفائل بالمرحلة القادمة وهو ما أكده للعاملين في اليوم الثاني من توليه المسئولية، عندما اجتمع بهم ليعدهم بأنه سيعدل الهرم المقلوب، يقول «الصياد» لأننا نتلمس الخطي نحو أداء مهني أفضل، خاصة أننا في ظروف ليست طبيعية، فهناك احتقان جماعي، والرؤية مازالت ضبابية، ولكن علينا ترتيب البيت أولا والإنصات لكل الناس حتي نعمل في جو هادئ مريح نفسيا لأنني لن أقبل بأنصاف الحلول المهنية فيما بعد، ولن أقبل أن يذاع خبر في «صباح الخير يا مصر» أذيع من قبل في نشرة التاسعة من اليوم السابق - كما كان يحدث - إلا إذا كان خبرا مهما جدا وتضاف إليه التعديلات المناسبة. ويكمل «الصياد»: سيتم تحويل القطاع إلي فرق عمل سواء أخبار مصر أو النيل للأخبار أو راديو مصر أو أخبار الإذاعة أو موقع «إيجي نيوز» لتكون منظومة إخبارية متطورة متكاملة بمنهج جديد يتناسب مع روح الثورة لأننا نسعي لاستعادة ثقة المشاهد المصري ويؤكد «الصياد»: عندما تمارس عملك المهني في جو من الحرية يكون هناك نوع من التنفيس بعيداً عن الاحتباس الحراري الذي أدي إلي انفجار ثورة 52 يناير. جو الحرية هذا محتاج إلي ضمير وطني والتزام مهني، خاصة ونحن من المفترض أن نكون إعلام شعب وليس إعلام نظام أو حكومة لأن الإعلام ليس من وظيفته مساندة النظام، بل وظيفته الأساسية مساندة الشعب الذي أتي بهذا النظام، إعلام لابد أن يخرج من رحم 52 يناير وهو الرهان الذي راهنت عليه.. وعن استقلالية الأخبار عن قنوات التليفزيون قال «الصياد»: آمل أن ننطلق من خلال قناة النيل للأخبار في أول مواجهة إخبارية حقيقية لنا بعد ثورة 52 يناير، وأن نستقل بعيداً عن القنوات التليفزيونية الرسمية لنتركها لبرامجها مع الاحتفاظ بالخدمة الإخبارية الأساسية كنشرتي السادسة والتاسعة مساء وأحداث 42 ساعة التي ستكون بديلاً عن الواحدة صباحاً وسيتم إطلاق قناة النيل للأخبار قريباً من ستديو «5» الذي تكلف ما يقرب من 001 مليون جنيه وبعد أن يتم تسليمه لنا متكاملاً، خاصة أننا وجدنا فيه بعض العيوب الفنية التي تحتاج إلي تعديل مثل أجهزة الجرافيك وتصميم الشريط الإخباري بخطوط يصعب قراءتها، ويضيف «الصياد»: المرحلة القادمة الأهم من الشكل عندي المضمون، وعن استمرار وجوه المذيعين والمذيعات التي ساهمت في تضليل الناس قبل ثورة 52 يناير علي الشاشة بعد المرحلة الجديدة قال «الصياد»: سيعاد التقييم مرة أخري ومن يريد الاستمرار عليه اتباع سياستنا الجديدة، ومن لم يستطع فلن نسمح لأحد بأن يشاركنا نجاحنا إلا من تفاعل معنا، مع العلم بأنه ستشكل لجنة محايدة تماماً في الاختبارات القادمة علي أن يتم اختيار أفضل العناصر التي تليق بتليفزيون مصر، وفي الأول والآخر أنا نجاحي مرتبط بهم، أنا فقط مجرد سبب في النجاح ولو فشلت سأترك القيادة وأعود إلي صفوف العاملين، وعن إذاعة راديو مصر أكد الصياد علينا الاهتمام بإذاعة «راديو مصر» التي تدر ربحاً مادياً مقابل الإعلانات وصل إلي 03 مليون جنيه لكنها كانت تدخل - للأسف - إلي خزينة صوت القاهرة وليست إلي خزينة قطاع الأخبار، مع مراعاة أنه من الصعب أن أقبل باستمرار شخص واحد يقود إذاعتين في وقت واحد وهو «طارق أبوالسعود» الذي يتولي رئاسة «راديو مصر» التابع لقطاع الأخبار، و«راديو النيل» التابع للإذاعة من خلال شركة خاصة، ويبدو أنه سيستمر رئيساً «لراديو النيل» ويترك «راديو مصر».