صاحب الصنائع السبع، مزج دراسته للهندسة بحبه للموسيقى وألف أروع الألحان الموسيقية ورددها بصوته العذب، مزج بين الأصالة وحب الوطن فى صوت الناى وخلق حالة من الروحانية الموسيقية، لمع نجمه فى عالم الموسيقى التصويرية خلال الأعوام الماضية ليُطل علينا هذا العام باثنين من الأعمال المميزة (صيد العقارب وجودر). الموسيقار المصرى «شادى مؤنس» يتحدث فى السطور التالية حول مشاركته الموسيقية فى السباق الرمضانى وكيفية تعامله مع النص وتحويله لمقطوعة موسيقية.. بداية هل يمكن أن تخبرنا كيف تتعامل مع النص وتترجمه إلى موسيقى؟ لكى أقوم بتأليف الموسيقى التصويرية لعمل ما أقرأ أولًا العمل جيدًا، لكننى لا أكتفى بالورق المكتوب؛ فأجلس مع المخرج حال يمتلك رؤية محددة؛ ولكن إذا كان الأمر عكس ذلك؛ أتجه مباشرة لقراءة السيناريو والتطبيق الفعلى لاستخراج التيمات الموسيقية الخاصة بالمسلسل. فأحيانًا أبدأ بالتتر ومنه إلى التيمات الداخلية، وأحيانًا العكس. ما العوامل التى تؤثر على اختياراتك الموسيقية فى عمل ما؟ لكى أستطيع أن أستخرج الموسيقى التصويرية لعمل ما لا بُد أن يكون النص جيدًا بشكل كاف وجاذب لى حتى أقوم بتأليف موسيقاه بسلاسة؛ ورُغم عدم ضمان أن يكون التنفيذ على مستوى التوقعات لكن عنصر الجذب مهم لمشاركتى فى العمل. حدثنا عن الموسيقى التصويرية لمسلسل (صيد العقارب)؟ حين عًرض على المخرج (صيد العقارب) وجدت النص جذابًا، وبدأت فى تنفيذ الموسيقى التصويرية. وخلال قراءتى للعمل لاحظت وجود جيلين يدور بينهما صراع مستمر. جيل الآباء ويمثل الجزء الصعيدى وجيل الأبناء والأحفاد ويمثل الجزء الحديث؛ ولكن لهم أصول صعيدية. ولذلك أحببت أن تكون الموسيقى مصرية جدًا لأن أغلبيتنا لنا أصول ريفية أو صعيدية. فالموسيقى تُعبر عن الصراع أحيانًا وتعبر عن الحزن والشجن أحيانًا أخرى. ما الأفكار التى ركزت عليها فى موسيقى مسلسل (جودر)؟ تعاقدت على مسلسل (جودر) متأخرًا، وعندها كان لدى المخرج «إسلام خيري» والمونتير «رحيم العويلي» تصور محدد للموسيقى؛ وبعد أن قمت بالاطلاع على رؤيتهما ألفت سريعًا التيمات الموسيقية. وبما أن (جودر) مسلسل يقوم على الخيال والمغامرة كنت دائمًا أعتمد على النمط الفانتازى فى الموسيقى. فقمت بتسجيل الأوركسترا فى روسيا. وخرجت أغلبية الموسيقى التصويرية بشكل أوركسترالى وكلاسيكى بما يتناسب مع الصورة. علاوة على الاستعراضات الشرقية وموشح ل«كارمن سليمان». بما أن مسلسل (جودر) مأخوذ عن (ألف ليلة وليلة)؛ ألم تخش من المقارنة الموسيقية؟ لا يوجد وجه مقارنة؛ لأن الوقت مختلف وتفاصيل العمل مختلفة. فتيمة موسيقى (ألف ليلة وليلة) الخاصة ب«كورساكوف»، «الملحن الروسى صاحب سيمفونية شهرزاد»، ستُستخدم فى العمل فى الجزء المتعلق بالحكايات،. وفى باقى أجزاء العمل، استخدمتُ موسيقى تصويرية عصرية مختلفة تمامًا بما يليق مع ضخامة الإنتاج. وتتنوع الموسيقى التصويرية وفقًا للدراما؛ فأحيانًا نقترب من تيمة «كورساكوف»، وأحيانًا نستخدم موسيقى شرقية وأحيانًا مغربية وأحيانًا نمط المغامرة. فهناك زخم موسيقى متنوع فى العمل. الناى متواجد بشكل كبير فى موسيقاك فما هى دلالته؟ رُغم أننى عازف عود؛ إلا أننى أحب آلة الناى جدًا لأنها آلة مصرية فرعونية؛ وبالتالى ستجدين آلة الناى متواجدة فى أغلب أعمالى والعود أيضًا إذا كان العمل يميل للطابع المصري؛ أشعر أن تلك الآلة تترجم موسيقاى بجانب التشيلو. كونك مغنيًا هل يمكن أن نراك فى تتر مسلسل بجانب صناعة الموسيقى التصويرية؟ لستُ مطربًا ولا أهدف لاحتراف الغناء، كل ما فى الأمر أننى كنت أقوم بغناء قصائد كنتُ أريدها أن تخرج للنور، وأعرف أن لا أحد سيغامر بغنائها من المطربين لأنها ليست تجارية، كما أن موضوعاتها مختلفة. ومن الممكن أن أغنّى تترًا لعمل درامى فى حالة واحدة أن أشعر بأننى أفضل من سيقوم بذلك.
