تنفرد مصر عن معظم بلاد العالم بتنوع وتعدد أنواع السياحة وتشمل السياحة الثقافية والترفيهية الدينية، العلاجية والبيئية وأيضًا سياحة المهرجانات وسياحة المؤتمرات والمعارض.. الإضافة الجديدة رغم تواجدها منذ زمن هى سياحة مراقبة وتصوير الطيور المهاجرة والمستوطنة.. تضم مصر 34 موقعًا تمثل مسارات تهاجر إليها الطيور من الشمال إلى الجنوب فى أواخر نوفمبر وتعود منها فى شهر مايو متجهة مرة أخرى إلى الشمال.. المثير أنه يصل إلى تلك المواقع 224000 طائر سنويًا تشكل 255 نوعًا مختلفًا.. وتمثل بورسعيد أهم موقعين فى مصر لما تتميز به من التنوع البيولوجى من بحيرات وأراضٍ رطبة منها بحيرة المنزلة وتضم محمية آشتون الجميل التى تقبل عليها الطيور المهاجرة للحصول على الغذاء من الأسماك والحشرات والنباتات.. هذا التميز حاز اهتمام وزارة البيئة لإقامة مشروع صون الطيور الحوامة بالتعاون مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة والمجلس العالمى لحماية الطيور، من خلال هذا المشروع أجريت العديد من الأبحاث والدراسات العلمية والبيئية، لكن للاهتمام العالمى بظاهرة رصد الطيور المهاجرة والمحلية فى مختلف أنحاء العالم تقرر إطلاق مهرجان مخصص يُدعى فيه المصورون العالميون المحترفون والهواة للمشاركة فى المهرجان الأول الذى أطلق من محافظة بورسعيد ليتحول المهرجان إلى أحدث أنواع السياحة فى مصر.. نتيجة جهود وزارة البيئة وإدارة المحميات تم تدريب عشرات المرشدين السياحيين وتزيدوهم بالمعلومات الفنية للترويج لسياحة الطيور المهاجرة. الأسبوع الماضى تم إطلاق مهرجان bird said 2023 لمراقبة وتصوير الطيور فى نسخته الثانية بمدينة بورفؤاد محافظة بورسعيد تحت رعاية وزارة البيئة وهيئة تنشيط السياحة والجمعية المصرية لحماية الطبيعة والجمعية المصرية لمصورى الحياة البرية فى مصر، وقد تم دعوة جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب الصحفى الدكتور محمود بكر و30 صحفيًا متخصصًا فى البيئة. والحق أن نجاح مهرجانات الطيور وتحوله إلى أيام سياحية وراءه جهد كبير للدكتور حسين رشاد مدير محمية آشتون الجميل وزملائه فى محمية المنزلة للترويج لهذا النوع من السياحة التى أقبل عليها الأجانب والمصريون بتوفير منصات مخصصة لمراقبة وتصوير الطيور الرائعة، حيث لاقى المهرجان الأول نجاحًا كبيرًا بحضور أكثر من 5 آلاف شخص من الأجانب والمصريين والذى أكد خلال حديثه أن الصور التى أخذت للطيور وانتشرت فى المواقع السياحية والإعلامية أدت إلى زيادة الطلب على التوسع فى مهرجانات الطيور وإدراجها ضمن خطة السياحة فى مصر، كما طلبت المحافظات التى لديها مواقع مسارات الطيور إقامة مثل هذا المهرجان لديها. للجمعية المصرية لحماية الطبيعة التى أسسها العالم الكبير الدكتور عبدالفتاح القصاص دور كبير فى إنجاح مهرجانات وسياحة مشاهدة وتصوير الطيور. الدكتو خالد النوبى المدير التنفيذى أكد خلال لقائه بأعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية على الدور الذى تقوم به الجمعية لنشر المعرفة والوعى وحماية التنوع الطبيعى ومنها الطيور التى تتعرض للصيد الجائر والإتجار غير المشروع مما يخل بالتوازن الحيوى.بالفعل لقد ازداد الوعى لدى جميع المواطنين حتى البسطاء منهم لحرصهم الدائم على الإبلاغ عن أى صيد أو استحواذ غير قانونى عن الطيور، كان آخرها ضبط قوات حرس الحدود 60 طائر فلامنجو فى ملاحة بورفؤاد نتيجة إبلاغ أحد الأشخاص، وأيضًا تم الإبلاغ عن مجموعة تقوم بعرض بيع عدد من الصقور فى الإسكندرية.
