فى سياق الدعم المستمر للقضية الفلسطينية برز دور دار الإفتاء المصرية فى المواجهة الفقهية تجاه ما يحدث من جرائم صهيونية على أرض غزة، حيث استنكر فضيلة المفتى ما يقوم به الكيان الإسرائيلى المحتل من تكثيف الهجمات والاعتداءات الوحشية الغاشمة وتكثيف الهجمات على أبناء الشعب الفلسطينى وما يسفر عنه من سقوط مئات الضحايا الأبرياء من المواطنين الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح واصفًا هذه الاعتداءات الوحشية بأنها «جرائم حرب مكتملة الأركان». وقال مفتى الجمهورية: «إن هذه الجرائم والاعتداءات الغاشمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطينى الذى يطالب بحقوقه المشروعة، فى الوقت الذى تضرب فيه قوات الاحتلال بالقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية عُرض الحائط، وسط صمت تام من المجتمع الدولى». كما أدان الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم- بشدة تصريحات وزير التراث بحكومة الاحتلال الإسرائيلى عميحاى إلياهو، التى دعا فيها إلى إمكانية إلقاء القنبلة النووية على قطاع غزة للتخلص من كل مَن فيها.
وقال مفتى الجمهورية: إن هذه التصريحات غير المسئولة تعكس تعطش الكيان الإسرائيلى إلى مزيد من سفك دماء الأبرياء على مرأى ومسمع من العالم أجمع. واستنكر فضيلة المفتى ما يقوم به الكيان الإسرائيلى المحتل من تكثيف الهجمات والاعتداءات الوحشية الغاشمة وتكثيف الهجمات على أبناء الشعب الفلسطينى وما يسفر عنه من سقوط مئات الضحايا الأبرياء من المواطنين الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح، واصفًا هذه الاعتداءات الوحشية بأنها «جرائم حرب مكتملة الأركان». وقال مفتى الجمهورية: «إن هذه الجرائم والاعتداءات الغاشمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطينى الذى يُطالب بحقوقه المشروعة، فى الوقت الذى تضرب فيه قوات الاحتلال بالقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية عرض الحائط، وسط صمت تام من المجتمع الدولى». ودعا مفتى الجمهورية عقلاء العالم والمجتمع الدولى بمنظماته وهيئاته المعتبرة، أن يتدخلوا بشكل فورى وحازم لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والمنشآت المدنية، ووضع حد للعقاب الجماعى الذى يمارسه الكيان الإسرائيلى المحتل تجاه أبناء الشعب الفلسطينى المناضل نتيجة مطالبته بحقوقه المشروعة. من جهة أخرى ثمَّن الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم- الدَّور المحورى الرئيسى الذى تضطلع به جمهورية مصر العربية بشأن القضية الفلسطينية والأقصى الشريف، مؤكدًا أنَّ مصر -انطلاقًا من مسئوليتها التاريخية والحضارية والإقليمية والدينية- لم ولن تتخلى، ولو للحظة واحدة، عن القضية الفلسطينية وعن الدفاع عن حق الشعب الفلسطينى الحر فى المقاومة من أجل استرداد أرضه ومن أجل الحياة فى أمن وسلام وطمأنينة كما يحيا سائر شعوب العالم. الزكاة لفلسطين وأكد مفتى الجمهورية أنه يجوز التبرع ونقل أموال الزكاة والصدقات لأهل غزة ولكن عن طريق القنوات الرسمية والقانونية والمعتمدة، وهذا الدعم ليس من باب التفضل والمنة ولكن من حقوقهم علينا انطلاقًا من واجبنا الإنسانى والوطنى أيضًا. وشدد على أن الاعتقاد بأن الوطن مجرد «حفنة من التراب» لا قيمة لها هو تغييب للأجيال وإبعاد للناس عن جزء مهم من شعورهم الإنسانى الغريزى الذى يحملهم على حب أوطانهم والدفاع عن بلادهم، وأنَّى لهم أن يضادوا الفطرة والغريزة بهذه الأكاذيب والأوهام! وقال: لا يخفى على أحد ما يمر به العالم من اختلاط فى المفاهيم، ومن المفاهيم التى اختلطت على بعض المجموعات الضيقة الأفق الحطُّ من قيمة الوطن، وما تبعه من محاولات لزعزعة الثقة بالدولة الوطنية، متوهمة أنه لا قيمة ولا فائدة لهذه الدولة ما دام الإنسان ينتمى إلى دين. وتساءل المفتى: «كيف يفسر هؤلاء موقف النبى صلى الله عليه وسلم ودفاعه عن المدينة وحفر خندق حولها؟» متابعًا: «ألا يُعد هذا دفاعًا عن الوطن؟» مشيرًا إلى أن الحفاظ على الأوطان من أهم السبل لتحقيق مقاصد الله الكلية، التى جاء الشرع للحفاظ عليها. وأكد مفتى الجمهورية أن دعوات فصل محبة الدين عن محبة الوطن هى دعوات خارجة عن صحيح الدين، وأن إقامة شعائر الدين وتحقيق معانيه ومبادئه وقِيَمِه لا ترتفع دون وطن قوى ثابت وراسخ. مشددًا على أن حب الوطن ودعمه وانتماء أبنائه إليه من حقائق الإيمان، أما الوطن الضعيف المضطرب فإنه يحل فيه الخراب والفتنة وتختفى منه شعائر الدين ومبادئه. وأشار فضيلته إلى أنه لا فرق بين قيمة حب الوطن وقيمة حب الدين، ولا تعارض بينهما بل هما متجذران فى أعماق النفس البشرية، وحب الوطن والدين دوائر ليست متقاطعة بل دوائر متكاملة، والدين يحث على حب الوطن والدفاع عنه. وأردف قائلًا: إن الحفاظ على الوطن والدولة الوطنية واجب شرعى ومقدس؛ ولذا علينا الوقوف بإجلال وإرسال رسالة تحية وتعظيم للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولكل أفراد الجيش والشرطة. وشدد مفتى الجمهورية على أننا -نحن المصريين- لن نفرط فى حبة رمل واحدة من أرضنا، وهى عقيدة راسخة عند الشعب المصرى على مر العصور سواء كانوا حكامًا أو جنودًا أو شعبًا. وتوجَّه المفتى بالتحية والتقدير والثناء للشعب الفلسطينى الصامد الأبىّ على موقفه الصامد ورفضه التهجير من أرضه بأى وضع من الأوضاع قائلًا: اصبروا وصابروا ورابطوا؛ فأنتم على الحق ولا تقبلوا تحت أى مبرر ترك الأرض، فتركها انسلاخ عن الهوية والذات؛ عليكم البقاء؛ أبشروا فإن شهداءكم فى الجنة، والنصر بعد الصبر ولا تحزنوا ولا تيأسوا، فالرسول انتصر بعد الصبر. وأكَّد مفتى الجمهورية أن للشهيد فضلًا كبيرًا لا يُقاربه فضل؛ فإن له الشفاعة فى سبعين من أقاربه، كما جاء فى السنن عن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ، وذكر منها: وَيُشَفَّعُ فِى سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ». وطالب مفتى الجمهورية عقلاء العالم والمجتمع الدولى بمنظماته وهيئاته المعتبرة، أن يتدخلوا بشكل فورى وحازم لوقف الاعتداءات البشعة على الفلسطينيين والمنشآت المدنية، ووضع حد للعقاب الجماعى الذى يمارسه هذا الكيان المحتل تجاه أهالى غزة. وأكد قائلًا: إن ما تقوم به قواتنا المسلحة الشامخة، وشرطتنا الباسلة هو من الواجبات الشرعية التى تحمى بها العِرض والوطن والدين، وهى تمثل حائط صد منيعًا لحماية الوطن، وأن ما تقوم به من صميم الدين وصميم مقاصد الشريعة؛ فالتاريخ يسجل لكم بحروف من نور جهودكم، وقال لرجال القوات المسلحة: «أنتم على الحق، لأنكم تخوضون معركة فاصلة وحاسمة فى تحقيق الأمن والأمان، ويكفى شهادة الرسول الكريم لكم بأنكم خير أجناد الأرض». من جانبه أكد الدكتور إبراهيم نجم الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم أن صمت منظمات المجتمع الدولى قد شارك فى استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلى فى أعمالها الإجرامية التى تستهدف المدنيين والأطفال والمنشآت المدنية والطبية دون رادع. وجدد نجم نداءه إلى عقلاء العالم أن يتدخلوا لوقف هذا العدوان الغاشم والعقاب الجماعى الذى لا يرحم كبيرًا ولا صغيرًا، فى تجاهل واضح للقوانين الدولية ومخالفة للمبادئ الإنسانية. أمناء الفتوى
فى سياق متصل شهدت دار الإفتاء اجتماعًا واسعًا بأمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية برئاسة مفتى الجمهورية د.شوقى علام تمَّت فيه مناقشة القضايا الدينية والإنسانية المهمة التى تشغل بال المسلمين حول العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث قرأ المجتمعون الفاتحة لأرواح الشهداء الأبرار من أهل غزة، متوجهين بأسمى آيات التعازى والدعم لأهالى الضحايا من شهداء ومصابين، وبكل كلمات التقدير والثناء للشعب الفلسطينى الصامد الأبىّ على موقفه الصامد ورفضه التهجير من أرضه بأى وضع من الأوضاع.
وخلال الاجتماع تم التأكيد على أهمية دَور أمناء الفتوى والباحثين فى نشر الوعى الصحيح بالقضية الفلسطينية وشرح أبعادها الحقيقية للجماهير ودعم دور الدولة فى نصرة القضية الفلسطينية؛ لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى من حرية وكرامة وعودة إلى أرضه.
وتقدم أمناء الفتوى بكل معانى التأييد للقيادة؛ لوقوفها بكل صرامة وشجاعة أمام مخطط تصفية القضية بتهجير الشعب الفلسطينى خارج أراضيه. وناشد أمناء الفتوى عقلاءَ العالم والمجتمع الدولى بمنظماته وهيئاته المعتبرة أن يتدخلوا بشكل فورى وحازم لوقف الاعتداءات البشعة على الفلسطينيين ووضع حد للعقاب الجماعى الذى يمارسه هذا الكيان المحتل تجاه أهالى غزة.
وأكد المجتمعون أن الحفاظ على الوطن والدولة الوطنية وعدم التفريط فى أى شبر من أرض الوطن هو واجب شرعى ومقدس. وأوضح أمناء الفتوى أن القضية الفلسطينية هى قضية عدل وحق وحرية لشعب مظلوم ومحتل من قِبل كيان غاصب وعنصرى، مثمِّنين كل صور التضامن مع الشعب الفلسطينى بجميع الوسائل المشروعة، سواء بالدعاء أو التبرع والتى تكون من خلال القنوات الشرعية والقانونية والمعتمدة.