رب ضارة نافعة، فعلى الرغم من اشتياق جمهور الفنان «أحمد عيد» طوال السنوات التسع الماضية، إلا أنه استطاع بعودته بدور واحد أن يقدم أداءً منفردًا ومختلفًا عما عرف عنه.. ففاجأ عيد الجمهور بتخليه عن الكوميديا وخفة ظله المعهودة مؤكدًا نجاحه الفنى بدور الشرير الصعيدى بمسلسل (عملة نادرة). ومع مرور الحلقات كسب «عيد» الرهان الذى دخله مع نفسه ويتصدر إعجاب الجمهور بأدائه وتلقائيته.. وفى حواره مع «روزاليوسف» يفتح قلبه ليتحدث عن تخوفاته من دور «مسعود» والتحديات التى واجهته.
كيف استقبلت ردود الفعل حول دورك بمسلسل (عملة نادرة)؟ - أنا شخصيًا لم أكن أتوقع كل هذه الضجة التى أحدثها دور «مسعود».. فعندما وافقت على العمل كنت أجتهد حتى يصل للجمهور بشكل جيد ويكون على قدر عودتى بعد غياب. ولكن صراحة ردود الفعل التى رأيتها فاقت توقعاتى ربما لأننى كنت متغيبًا لفترة مما أسعدنى كثيرًا.. خاصة وأننى كنت قلقًا بشأن ردود الفعل على الدور الذى سأعود به مجددًا للدراما. وعلى قدر فرحتى بتلك الإشادات إلا أنها حملتنى مسئولية أكبر على عاتقى بخصوص اختياراتى القادمة. • لماذا قمت برفض دور «مسعود» فى بداية عرضه عليك؟ - كان علىّ انتقاء الدور الذى سأعود به بعد غياب، وعندما قرأته تخوفت من تقديمه ليس لأنه شرير أو غير كوميدى أو درامى، ولكن لأنه صعيدى، فللدراما الصعيدية أبعاد أخرى وعالم مختلف فى التفاصيل، والشخص الصعيدى بلهجته كان بالنسبة لى تحديًا كبيرًا جدًا خاصة وأننى لم أقدمه من قبل. ولكنى بعد رفضى له فوجئت بمكالمة هاتفية من المخرج «محمد العدل» تحدث معى عن الشخصية ووجدت أنه يحمل وجهة نظر معينة فى اختيارى لهذا الدور تحديدًا.. مما جعلنى أشعر بالطمأنينة، فعندما يكون المخرج يراك فى شخصية أنت بعيد عنها تدرك أنه يمتلك أدواته وواثق من هذا الاختيار. كيف عملت على التحضير لشخصية «مسعود»؟ - ظللت فى بروفات عمل وتدريبات على اللهجة لمدة شهرين تقريبًا.. ف«مسعود» ليس شخصًا شريرًا فقط، بل هناك العديد من المواقف التى يمر بها تعتمد على صدق ملامحه بينما هو يكذب، وهناك مواقف تجمعه بأسرته وأبنائه الذين يتعامل معهم كشخص طبيعى، ولكنى كنت حريصًا كل الحرص ألا تظهر روح الكوميديا حتى فى تعاملاته مع أسرته فهو شخص جاد فى أغلب الأوقات وله نظرات حادة فى عين الآخر.. فدرست تاريخ الشخصية وتأثيرها على الآخرين فهو شخص ناعم مثل الثعبان بينما يستمد قوته وجبروته من سلطة أبيه. وما أصعب المشاهد النفسية التى قدمتها؟ - هناك العديد من المشاهد ومنها مشاهد كذبه على المحيطين به وإخفاء حقيقته كقاتل صامت، بالإضافة إلى كذبه على أهله وسرد قصص خيالية فى واقعة قتل أخيه.. فكانت ملامحه تحمل الصدق وخياله يعمل بنسج الأفكار بينما ضميره يعذبه وكان يجب أن أظهر كل هذه المشاعر المتضاربة على الشاشة. كما أنه سيتعرض لأحداث تغير مجرى شخصيته تمامًا خلال الحلقات الأخيرة للمسلسل. ما أسباب غيابك لمدة 9 سنوات كاملة؟ - فى فترة من الفترات حدث ما يسمى بالكساد الفنى بالنسبة لى.. فكنت أتلقى أعمالًا كثيرة ولكن أغلبها سينمائية ولن تضيف لى الجديد.. فأنا أبحث دومًا عن العمل الذى سيضيف لى ولما قدمته من قبل. وهناك أعمال درامية عرضت على ولكنها تقلل كثيرًا من المستوى المهنى الذى وصلت له. هل هذا كان بسبب بحثك عن البطولة المطلقة كما تردد؟ - لا إطلاقًا، فأنا أنظر للعمل ككل، بمعنى أن العمل إذا كان يحمل اسم نجم مثل «عادل إمام» فهل سأرفض الظهور بدور ثان أو ثالث؟ وبالنسبة لمسلسل (عملة نادرة) فاسم «نيللى كريم» كنجمة دراما له سيط كبير ولا توجد مشكلة فى المشاركة معها. وأنا لا أتبنى ذلك التفكير، ولكن الأعمال التى كانت تعرض علىّ كانت لا تليق بما قدمته أو الأدوار غير مناسبة الأمر ليس له دخل بترتيب الاسم أو البطولة.. حتى أنى رفضت مسلسلين فى هذا الموسم لأنى رأيت فى (عملة نادرة) تحديًا مختلفًا. الممثل يقف فى طابور، هناك من سبقوه وهناك من يأتون بعده فلا يقلل منه أبدًا المشاركة بالبطولات الجماعية أو الأدوار الثانية. ولكن الفيصل فى النهاية هو الإنتاج فما فائدة تقديم مسلسل بطولة مع شركة إنتاج ضعيفة مما سيقلل من الرصيد الفنى ولا يضيف له. هل حصرك بالأدوار الكوميدية أضر بك؟ - لا، الممثل الكوميدى يحصره عمله دائمًا بقالب معين والجمهور اعتاد على رؤيته وهو يضحك ويضحكهم معه. ولكنه يمتلك كل الموهبة لتقديم جميع الأدوار، لكن للأسف هذا التغيير لا يملكه هو لنفسه.. لأنه يجب أن يراك صناع العمل فى دور مختلف مثلما حدث معى فى (عملة نادرة)، فلولا أن أحدهم يفكر أن يغير جلد هذا المسلسل ويضعه فى تحدٍ مختلف لن يعرض عليه دور خارج الإطار الكوميدى. هل هناك أعمال جديدة تعد لها فى الفترة القادمة؟ - انتهيت من تصوير الثلث الأول من فيلم (أهل الكهف) والذى سأعود به للسينما قريبًا ولكن الأمر متوقف منذ فترة بسبب مواعيد الممثلين.. فهذا العمل يحمل إنتاجًا تاريخيًا ضخمًا بوجود عدد كبير من النجوم.. وللأسف يتطلب التصوير تفرغهم للسفر مما أدى إلى توقفه بشكل مؤقت.
