«مَحَدّش هيتخلد فى الدنيا.. فلازم نجهز كوادر قادرة على قيادة الدولة».. بضع كلمات من الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، خلال كلمته بفعاليات أحد مؤتمرات الشباب، ليتم الإعلان عن تأسيس «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» فى 2018، كمَنصة تجمع جميعَ الأطياف والأيديولوجيات السياسية فى حوار وعمل جاد، هدفها الاصطفاف خلفَ الوطن وتنمية الحياة السياسية، وشعارُها «سياسة بمفهوم جديد»؛ لتتحول الفكرةُ إلى واقع وتستمرُ إنجازاتها سياسيّا ومجتمعيّا على مَدار سَنوات، بفضل الرؤية الشبابية «الطامحة» والقيادة السياسية «الداعمة». «نحن جيل جديد من الشباب السياسى، يدرك مسئولياته تجاه وطنه ويرغب فى المُضى قُدُمًا، وترتيب الصفوف وعيًا بقضايا الوطن».. هكذا أعلنت «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» عن نفسها فى بيانها الأول، يونيو 2018، هدفها العمل على تحقيق التكامُل والتلاحُم بين شباب الأحزاب والسياسيين، وترسيخ تجربة جديدة فى ممارسة العمل العام؛ بهدف التكاتف خلفَ مشروع وطنى جامع، تتعاظم فيه أهمية البحث عن المساحات المشتركة بين أطياف العمل السياسى فى مصر، واستثمارها الجيد بما من شأنه إرساء دعائم الدولة المصرية وإعلاء مصالح المجتمع، إضافة لفتح قنوات اتصال مباشرة مع الدولة ومؤسَّساتها؛ تأكيدًا على رغبة جادة فى تحمُّل المسئولية الوطنية بتجرُّد، ولجعل أصوات الشباب مسموعة وحاضرة فى صُنع القرار السياسى؛ لتقديم السياسة بمفهوم جديد يُحقق أحلامَ جيل من الشباب فى دولة مَدنية حديثة. «التنسيقية» بدأت بمشاركة 19 حزبًا، و6 من الشباب المستقلين، ولكنْ الأمْر قد تغير بعدما وضعت قدَمَها بقوة فى «المَلعب السياسى»، وأثبتت أنها مشروع شبابى واعد، فأصبحت تضم شبابَ السياسيين من 25 حزبًا، من بينهم: «مستقبل وطن، الوفد، الشعب الجمهورى، حُماة الوطن، الحرية، التجمع، النور، الإصلاح والتنمية، مصر الحديثة، المؤتمر، الحركة الوطنية، المصرى الديمقراطى، مصر بلدى، إرادة جيل، السادات، الاتحاد»، إضافة لأكثر من 40 شابًا فاعلًا من السياسيين المستقلين، وتم وضعُ ميثاق للتنسيقية ليلتزمَ به الجميعُ، وآليات للأحزاب والشباب السياسى الذى يطلب الانضمام. 3سنوات من الإنجازات قدّم شبابُ التنسيقية نموذجًا فريدًا للممارسة السياسية منذ التأسيس فى 2018، وتطبيقًا فعليّا لشعارهم «سياسة بمفهوم جديد»، من خلال تقديم 6 نواب للمحافظين، و16 عضوًا بمجلس الشيوخ، و32 عضوًا بمجلس النواب، الأمْرُ الذى دعا شركة ويليس تاورز واتسن، لتوقيع برتوكول تعاون مع التنسيقية، وتُعَد « ويليس تاورز واتسن» من شركات الاستشارات الرائدة عالميّا ومتخصصة فى الوساطة والاستشارات، وتعمل فى نحو 140 دولة حول العالم، وتأسَّسَت فى 1828 ولديها نحو 40 ألف موظف فى مكاتبها حول العالم، هدفها بناء القدرات فى مختلف المجالات، وتقييم وتطوير القيادات الشبابية. فالتنسيقية كانت على قدر المسئولية منذ تأسيسها، بدءًا من التعاون مع لجنة العفو الرئاسى، إضافة للمشاركة الفاعلة فى مؤتمرات الشباب بمشاريع ومقترحات أشاد بها الخبراء والسياسيون، من بينها مقترحات لتعديل قانون الهيئات الشبابية وقانون الأحزاب السياسية، وكذلك التقدُّم بمقترح لإنشاء مَدرسة الكادر السياسى والمجلس الوطنى للشباب. والظهور الأكبر للتنسيقية كان من خلال منتدى شباب العالم، نوفمبر 2018، من خلال المشاركة الكبيرة والفاعلة فى ورش العمل المختلفة، فمَثّل شبابُ التنسيقية مصرَ وعَبَّروا عمّا يدور فى عقولهم من أفكار وطموحات أمامَ شباب العالم، إضافة لإطلاق حوارات مجتمعية للتقارب بين الشباب العربى والإفريقى، وتم طرح ذلك موضوعيّا وعمليّا فى صالون التنسيقية السياسى، والحديث عن السياسة المصرية فى البُعدَيْن العربى والإفريقى، على هامش ملتقى الشباب العربى والإفريقى فى أسوان 2019، الذى نجح بشكل كبير فى طرح القضايا والمناقشات المتعلقة بهذا الملف، وكان نواة تستمر لتحقيق توصيات هذا الصالون السياسى الفاعل مع كل القضايا التى تخص الشبابَ فى المنطقتَيْن. فضلًا عن مبادرات التنسيقية لخدمة المجتمع؛ خصوصًا خلال الفترة الأخيرة مع جائحة «كورونا»، مثل دعم مديريات الصحة بالمستلزمات الطبية ودعم العمالة غير المنتظمة، وإطلاق عدة مبادرات من بينها «البالطو الأبيض» بالتعاون مع وزارة الصحة، وتقوم على تدريب وتأهيل طلبة السَّنَة النهائية من كليات الطب والصيدلة للعمل كأطقم طبية مساعدة حال الاحتياج لذلك، ومبادرة «الوعى أمان» التى قدمت معلومات وقائية مهمة تم نشرُها عَبْرَ المنصات الإلكترونية الخاصة بالتنسيقية، ومبادرة «أبطالنا رموز العُملة الوطنية» بالتعاون مع وزارة المالية عن طريق طباعة (لوجو) دعم الأطقم الطبية على العُملة الوطنية كرسالة شُكر وعرفان لهم، وتم تقديمُها عن طريق أعضاء التنسيقية بمجلس الشيوخ، ومبادرة «على راسنا» لتكريم أسَر الشهداء؛ تقديرًا للتضحيات التى قدّموها من أجل الوطن. تمثيل برلمانى وتنفيذى بَعدما استطاعت «تنسيقية الأحزاب» إثبات ذاتها فى المشهد السياسى، كان لا بُدَّ من إظهار كفاءاتها نيابيّا، فدفعت بمرشحيها فى الانتخابات البرلمانية بمجلسيها، وحصدت 32 مقعدًا بمجلس النواب، و16 مقعدًا بمجلس الشيوخ، واستكمالًا لروح التعاون داخل التنسيقية؛ لتدعيم وصقل قدرات أعضائها الجُدُد بالبرلمان، أطلقت لجنة التدريب برنامجًا تحت مُسمَّى «نُواب بتفيد نُواب»، هدفه الرئيسى أن يفيد النوابُ ذوو الخبرات السابقة النوابَ الجُدُدَ؛ ليمثلوهم تمثيلًا مشرفًا. كما ترجمت الدولة إيمانَها بقدرات الشباب (المؤهَّل سياسيّا وعلميّا)، عندما تم اختيار 6 من شباب التنسيقية فى نوفمبر 2019، نوابًا للمحافظين؛ حيث تم اختيار «إبراهيم الشهابى» نائبًا لمحافظ الجيزة، و«حازم عمر» نائبًا لمحافظ قنا، و«هيثم الشيخ» نائبًا لمحافظة الدقهلية، و«محمد موسى» نائبًا لمحافظ المنوفية، و«بلال حبش» نائبًا لمحافظ بنى سويف، و«عمرو عثمان» نائبًا لمحافظ بورسعيد. تنسيقية الأحزاب: «قوتنا فى تنوُّعنا».. والرئيس مَنحنا الأملَ ومن جانبه، قال المهندس «كريم عبدالعاطى»، المتحدث باسم تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين: إن مؤتمرات الشباب كانت بمثابة قناة للتواصُل ما بين الشباب والقيادة السياسية؛ لطرح العديد من الملفات التى تشغل الشباب، والوقوف على حلول ومخرجات قابلة للتنفيذ، موجّهًا شُكرَه للرئيس السيسى، الذى أولَى اهتمامًا كبيرًا بتلك المؤتمرات، واعتماده للتوصيات التى خرجت منها وتطبيقها على أرض الواقع؛ إيمانًا منه بالدور الفاعل للشباب وأهمية العمل على تنمية مهاراته وقدراته، إلى أن اعتمدت الأممُالمتحدة منتدى شباب العالم الذى أطلقته مصر، منصة رسمية لمناقشة قضايا الشباب حول العالم. وأضاف «عبدالعاطى» ل«روزاليوسف»: إن «تنسيقية الأحزاب» التى أُسِّسَت تزامنًا مع دعوة الرئيس لتنمية الحياة السياسية، أصبحت نموذجًا يُحتذَى به للعمل السياسى، بفضل تطبيق شعارها «سياسة بمفهوم جديد»، فهى قائمة على التنوّع والتعددية بما يضمن تمثيل جميع التيارات السياسية، وهذا هو مَكمَن القوة لديهم. مؤكدًا أن سياسة الدولة فى تمكين الشباب، ومنحهم الفرصة لتولى المسئولية والمشاركة فى دوائر صُنع القرار؛ زادت من إصرارهم وتطلعهم لمستقبل أفضل لمصر. وعن المجهودات التى قدّمتها التنسيقية، أوضحَ أن اللجان النوعية قدمت أداءً كبيرًا خلال الفترة الماضية سياسيّا ومجتمعيّا، فمنها ما خرج فى شكل مشروعات قوانين وتوصيات، أو مبادرات ارتبطت بجائحة «كورونا»، مثل «البالطو الأبيض»، و«الوعى أمان»، و«أبطالنا رموز العُملة الوطنية»، و«على راسنا». مشيرًا إلى أن لديهم العديدَ من الأهداف المستقبلية، بتوسيع قاعدة المشاركة وضم المزيد من العضويات للمساهمة فى تطوير قدرات الشباب، وكذلك الوصول إلى المواطنين فى مختلف القرى والنجوع لسماع أصواتهم، والمساهمة فى تقديم حلول لتحسين أحوالهم. 1 2 3