تظل «روزاليوسف» إحدى علامات الصحافة طوال تاريخها الذى يمتد إلى ما يقارب القرن من عمر الزمان بما قدمته وتقدمه من محتوى وقبل ذلك من أجيال تضخها فى شرايين صاحبة الجلالة ليظلوا علامات منيرة على طريق الحرية. تظل «روزاليوسف» حاملة مشعل الحرية.. درة التاج فوق جبين الصحافة بأبنائها طوال التاريخ.. متفردة وسابقة فى كل العصور بما صنعه أساتذتنا من تغيير وتطوير فى المهنة وفى أبنائها. ونحن فى «روزاليوسف» صنعنا لشيوخنا فى المهنة أضرحة فى قلوبنا.. نحج إليها ونقف على عتباتها المقدسة لنتذكرهم بكل حب وعرفان بما قدموه لنا وما صنعوه فينا طوال مسيرتنا معهم.. من رحل منهم ومن أمد الله فى عمره. يظل أستاذنا عبدالله كمال صاحب الضريح والساحة الأكبر الذى ترك فينا عميق الأثر حيًا بيننا وفى الحياة الأخرى.. صنع جيلاً من الصحفيين كان يرى أن استثماره الأكبر فى البشر.. فى صناعة جيل ينهض بالمؤسسة وقبلها بالمهنة.. نجح فى صناعة جيش من الصحفيين يواصلون حمل الراية ويدينون لأستاذهم ويتذكرونه بكل فخر وبكل فضل. يرقد بجواره فى ساحة القلب الأستاذ الجميل محمد حمدى مدير تحرير جريدة «روزاليوسف» الأسبق.. طاقة الحب والأمل الذى كان يملأ أركان الجريدة بالبهجة والحب.. أحد المشجعين لكل من يجتهد و صاحب القلب الطيب. وفى الساحة أيضًا مرقد أحد أساتذة المهنة.. طارق حسن مدير تحرير جريدة «روزاليوسف» الأسبق ورئيس تحرير الأهرام المسائى الأسبق.. قليل الكلام.. عظيم الأثر فى الصحفيين كان كخلية نحل تعمل فى المكان لتخرج الجريدة فى أبهى صورة. ليس بعيدًا عن الجميع ضريح أحد فلاسفة «روزاليوسف» الأستاذ عصام عبد العزيز رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» الأسبق.. الذى قاد المجلة فى فترة عصيبة من تاريخها ومن تاريخ مصر حتى عبر بها إلى بر الأمان. لكل هؤلاء ولغيرهم الكثير ممن وضعوا «روزاليوسف» نصب أعينهم نقدم لهم كل الود والحب. كانت «روزاليوسف» وستظل ليست مؤسسة صحفية تقدم الفنون الصحفية بكل أشكالها، بل هى بيت للتفكير تسبق غيرها فى استشراف المستقبل ولاقت- ولا تزال- فى سبيل ذلك الكثير من الاتهامات.. كنا- وما زلنا- نقود الصفوف الأولى فى المعركة ضد تنظيم الإخوان الإرهابى وكان غيرنا يعقد الصفقات المشبوهة بحثًا عن توزيع أكبر وأثبتت الأيام صحة رؤية «روزاليوسف» وكشف التنظيم عن أنيابه وأسلحته وقنابله التى وجهها ضد المصريين.. وانضم الجميع إلينا فى معركة الوعى، ومعركة الدفاع عن الوطن. كانت «روزاليوسف» أول من حذر من المغامرات التى تقوم بها بعض الأطراف الإقليمية على مستقبل المنطقة.. وكان غيرنا يضع زعماء الإرهاب على صدر صفحاتهم.. بل وصل الأمر إلى وضع صورهم على الصفحات الأولى كاملة.. وعادت هذه الصحف لتنضم إلى الصفوف بعد وقت طويل. فى سبيل ذلك وفى سبيل غيره طالت الاتهامات «روزاليوسف» فى كل وقت وفى كل عصر من مجلة حمراء ومجلة صفراء.. وهى اتهامات لا ننكرها فمجلتنا لونها أحمر وأبيض وأسود بلون علم مصر.. لا هدف لها عبر كل أجيالها إلا مصلحة الوطن.. فقط.. عندما كشف إحسان عبدالقدوس صفقة الأسلحة الفاسدة لم يكن يبحث عن مجد شخصى.. إنما يهدف إلى كشف الفساد.. وعندما وقفت «روزاليوسف» أمام الملك فاروق ومن بعده حزب الوفد كان لمصلحة الشعب والوطن. هكذا كانت وهكذا ستظل منبرًا للدفاع عن الحرية.. حرية الصحافة وحرية الوطن.