على مدار عام كامل، عانت مصر من جائحة الإخوان الإرهابيين التى كادت أن تدمر تراث حضارة صنعت تاريخ أمم.. وكان اللقاح الناجع بسواعد وطنية لبت نداء كل المصريين فى ثورة 30 يونيو لتحرير مصر من الإرهابيين والخونة المتأسلمين. ثورة «30» المجيدة سجلت ملحمة شعبية عظيمة شارك فيها كل المصريين باختلاف الأعمار والأطياف، وتصدَّرها المبدعون من نجوم الشعب وقوات مصر الناعمة الذين أدركوا منذ البداية مخططات العدو الإرهابى ولهذا تصدروا صفوف المواطنين الشرفاء من أبناء الوطن لتحقيق النصر المبين.
نجوم الشعب كانوا الشرارة الأولى التى أشعلت حماس كل المصريين وبدأت بالتفاف الفنانين حول القائد والمنقذ الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى مناسبات فنية مختلفة واشتعلت، بعد أن أقال الوزير الإخوانى المريب علاء عبدالعزيز وزير الثقافة فى ذلك الوقت.. الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا، فقد كان المخطط واضحًا بالقضاء على المبدعين من بوابة بيت الفن الرفيع وأسوار الأوبرا المصرية كبداية لمذبحة الفنانين، وعلى مدار 25 يومًا اعتصمت الدكتورة المبدعة أمام مقر وزارة الثقافة بالزمالك بشجاعة، وانضم إليها جموع الفنانين والمثقفين للتصدى للمخطط الأسود للجماعة الإرهابية لتتعدد منصات الرفض فى ميادين مصر وشوارعها للمطالبة بالقضاء على حكم الإرهابيين، فقد كانت الخطة واضحة وبدأت بدار الأوبرا لتشمل باقى الفنون المصرية تحت نيران فتاوى تحريم الفن المضللة، ولعبت منصة «روزاليوسف» دورًا بارزًا على مدار سنوات طويلة لإحباطها وإسقاط طيور الظلام التى كانت تلوح بتكفير المبدعين.
وبعد أيام وليالٍ من الترقب والغليان انطلقت الضربة الغنائية إيذانًا بنجاح الثورة برائعة «تسلم الأيادى» لكبار المطربين هشام عباس وإيهاب توفيق وحكيم ومصطفى كامل وغادة رجب التى أشعلت مشاعر المصريين وكان يرددها الشباب والأطفال وكل القلوب العاشقة لتراب هذا الوطن الغالى لكتابة تاريخ جديد بعد عام كامل غير محسوب فى ذاكرة مصر توالت فيه كل الكوارث التى كادت تعصف بالحياة الطبيعية لأبناء النيل العظيم.
فنانون وشعراء وكُتَّاب ونجوم شباب التحموا فى واقعة هى الأولى فى تاريخ مصر والثورات المصرية، ذابوا جميعًا مع المصريين فى شوارع مصر لتسجيل أروع اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر المعاصر من أجل حياة كريمة خالية من الشعارات الزائفة وأجندات الخيانة.
ثورة 30 يونيو هى بداية بناء مصر الجديدة الخالية من الخونة والمتآمرين، وبعد مرور 7 سنوات على إطلاقها تسجل مصر وجيشها العظيم إنجازات فى كل أنحاء مصر على المستوى الرأسى والأفقى من مشروعات زراعية غير مسبوقة إلى أكبر شبكة طرق وكبارى فى الشرق الأوسط سبقها افتتاح قناة السويس الجديدة بأموال وأيدٍ مصرية وسط تقدير عالمى للإنجازات المصرية فى مختلف المجالات فى أرض مصر حتى المشروعات القومية الكبرى التى تصب فى مصلحة المواطن المصرى وفى مقدمتها حملة (100 مليون صحة) ضد فيروس (C) التى حسمت كل الدراسات والتقديرات بعد جائحة كورونا اللعينة وهى حملة لو تعلمون عظيمة، كانت مصدرًا لثقة القيادة السياسية فى إدارة الأزمة العالمية بإيمان واقتدار وهى الحملة التى أذهلت العالم بعمق النظرة المصرية وحرصها على صحة المواطنين ولبناء مصر المستقبل بمشروع العاصمة الإدارية العملاق ومدينة العلمين الجديدة مع التوسع غير المسبوق فى المشروعات الزراعية، ويكفى مصر فخرًا أنها من الدول الأولى التى واجهت أزمة كورونا دون الإحساس بوجود أزمات للمواطنين فى السلع والخدمات وممارسة الحياة الطبيعية رغم الذعر الذى ملأ العالم من المحيط للخليج.
وتأتى ملاحم النضال الكبرى لتحرير سيناء من البؤر الإرهابية من أبرز المعارك التى تخوضها مصر (30 يونيو) ضد الخونة والمتآمرين من أجل هز استقرار الوطن ولاتزال قواتنا المسلحة تقود ببسالة معركة تطهير سيناء من الإرهابيين جنبًا إلى جنب مع تطوير القدرة العسكرية لمواجهة أى تهديد خارجى بأحدث الأسلحة والقواعد العسكرية الكبرى.
إن قدر مصر فى معاركها التاريخية خوض حروب فاصلة لا يكون العدو الحقيقى فيها معلومًا، بل إن عبر تاريخها العتيد تواجه أعداء فى الخفاء.. فى حرب 73 انتصرت على إسرائيل وما وراء إسرائيل.. فى 30 يونيو انتفضت فى ثورة شعبية فارقة لإحباط المخطط الصهيونى لتقسيم الوطن العربى بأذرع إخوانية وتصدت له مصر بجسارة وكبرياء.
فى أكتوبر 73 وضع الرئيس الراحل السادات وجيش مصر العظيم ساعة الصفر فى ملحمة عسكرية لاسترداد الأرض، وفى 30 يونيو 2013 استجاب الجيش المصرى لنداء الشعب وفى ساعة الصفر قبل ساعات قليلة من مشروع التمكين وأخونة الدولة المصرية بفتاوى التخريب.
إن ثورة 30 انتصرت لمصر على مخطط عودتها لعصور الظلام وقضت على المخربين فى الأرض أعداء الحياة.