«ربنا يعدّيها على خير».. كانت تلك هى دعوة رؤساء الجامعات ردّا على طرُق مواجهة ومكافحة فيروس «كورونا» داخل جامعاتهم، التى بدأت بشكل كبير فى اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة؛ لمنع تفشّى الفيروس بين الطلاب، فى محاولة منهم لاستمرار الدراسة داخل معامل وكليات الجامعة. مصدر مسئول بوزارة التعليم العالى قال إن قرار د. «طارق شوقى»- وزير التربية والتعليم- بعدم وقف الدراسة بالمَدارس يجعل من المستحيل تعطيلها فى الجامعات؛ حيث إنها منظومة واحدة، وفى حال تعطّل «ترم» كامل بهذه الجامعات يجعل لدينا «تيرم» فارغًا فى العام المقبل، أو أن تكون هناك دراسة بالجامعات خلال مرحلة التنسيق للعام الجديد، وكل هذه احتمالات تجعل العام المقبل أكثر اضطرابًا وزخمًا، وهو ما أثار تخوُّف رؤساء الجامعات جراء تبعات القرار الذى تمت مناقشته فى الجلسة الطارئة للمجلس الأعلى للجامعات، وكان الرأى بالإجماع، أنه لا توجد أى حالة تستدعى التعطيل. مؤكدين أن الجامعات ستتبع الطرُق الوقائية قدر المستطاع، على أن يتم وقف الدراسة حال اكتشاف الإصابة بالفيروس لمدة شهر كامل، على أن تستكمل الدراسة خلال الموسم الصيفى.
شائعة إسراء: عزل وفصل من «عين شمس»
لم يكتفِ طلاب الجامعات بإثارة البَلبَلة عبر صفحات التواصل، أو السخرية من فيروس «كورونا» عبر «الجروبات» الجامعية؛ إنما وصلت إلى حد نشر أخبار كاذبة؛ حيث نشرت «إسراء.م.ب»- الطالبة بعلوم عين شمس- منشورًا ادّعت فيه أنها مصابة بفيروس «كورونا»، ما تسبب فى إثارة حالة من الهلع والذعر بين صفوف طلاب الجامعة، لتنفى الجامعة على لسان د. «عبدالفتاح سعود»- نائب رئيس الجامعة لشؤن التعليم والطلاب- تلك الشائعات. مؤكدًا أن تحقيقًا أثبت كذب الطالبة التى اعترفت كتابة أنها تعانى من صرع، وعند شعورها بالحالة التى انتابتها داخل الكلية أكدت لزملائها أن هناك اشتباهًا فى إصابتها بالفيروس وطيّرته عبر صفحتها على فيسبوك، لتسارع الجامعة بحجز الطالبة ليلة كاملة وعزلها داخل غرفة بمستشفى الطلبة، لتؤكّد نتيجة العينة سلبية الفحوصات، ويكون القرار فصل الطالبة أسبوعين من الكلية؛ لإثارتها الذّعر بين الطلاب.. وقال «سعود» ل«روزاليوسف»: إن الجامعة وضعت خطة كاملة للوقاية من الفيروس، بالتنسيق بين فِرَق مكافحة العدوَى بالمستشفيات لعمل مجموعة ورش للتوعية بمخاطر (COVID-19)، والتعاقد مع شركات متخصصة بالتعقيم لتطهير منشآت الجامعة.
وضعت جامعة القاهرة، برئاسة د. «محمد عثمان الخشت» خطة مُحكمة من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وتعقيم المُدرّجات بشكل يومى، وتكثيف حملات التوعية داخل الكليات والمدن الجامعية؛ لتوعية الطلاب بأعراض الفيروس الجديد وطرُق الحفاظ على الصحة العامة، والتعريف بالإجراءات الوقائية لمكافحة العدوَى أو الإصابة بالفيروسات.
«الجامعات غير مضطرة لوقف الدراسة».. بنبرة تحدٍّ أكد د. «محمد عيسى»- رئيس جامعة الفيوم- أنه تم اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمحاصرة الفيروس المستجد قبل دخوله أبواب جامعته. مؤكدًا أنه لم يجد أى حالة حتى الآن بين طلابه، إضافة إلى أن أغلب الجامعات اتخذت بالفعل إجراءات احترازية لمنع انتشار «كورونا» ومنع وصوله قدر المستطاع.
أكد «عيسى» أنه ستتم الاستعانة بجهاز كشف درجات الحرارة بدءًا من غدٍ الأحد، على جميع مداخل الحرم الجامعى، كما تم تجهيز غرفة عزل وسيارة مخصّصة لنقل أى حالة يمكن الاشتباه فيها، كما يتم حاليًا تطهير المُدرَّجات والمدن الجامعية، بعد مغادرة الطلاب، وتجهيز أعضاء هيئة التدريس لتكثيف المحاضرات على مدار اليوم لعدم تكدس الطلاب داخل المُدرّجات.
كشف د. «يوسف غرباوى»- رئيس جامعة جنوب الوادى- أنه أصدر قرارًا بإيقاف العمل بجهاز بصمة الإصبع لعموم العاملين بالجامعة لمدة 3 أسابيع لحين استخدام جهاز بصمة الوجه، وإعداد جداول محاضرات جديدة فى الكليات كثيفة العدد لتقسيم الطلاب إلى مجموعات أصغر عددًا؛ لتقليل تكدس القاعات، مع مضاعفة الدراسة فى الكليات كثيفة العدد على مدار اليوم الواحد؛ لتقليل زمن تواجُد الطلاب بكثافة فى الجامعة، وزيادة ساعات الدراسة العملية، ومحاولة الانتهاء من الدروس العملية قبل شهر رمضان.
رئيس جامعة جنوب الوادى أكد أنه تم تفعيل دور إدارة مكافحة العدوَى بالمستشفيات الجامعية للعمل بكل أرجاء الجامعة، والتواجد بين الطلاب على مدار ساعات اليوم الدراسى للاطمئنان عليهم لحظة بلحظة، وتعقيم القاعات الدراسية والمعامل والمدن الجامعية بالكامل.
قال د. «جمال السعيد»- رئيس جامعة بنها- إن الجامعة نظمت عدة حملات وندوات تثقيفية لرفع الوعى الصحى لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والعاملين بالجامعة؛ للتوعية بمخاطر فيروس «كورونا». مؤكدًا رفع حالة الطوارئ واتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية والاحترازية، وذلك بتكثيف النظافة والتهوية للمُدرّجات وقاعات الطلاب وأماكن تجمُّعاتهم مع العمل على تقليل الكثافات العددية داخل المحاضرات واستخدام الكواشف الحديثة فى الفحص، كما تم مد مواعيد المحاضرات طوال اليوم وتقسيم الطلاب على أكبر عدد من قاعات التدريس لمنع التكدس.
استعدت جامعة سوهاج، برئاسة د. «أحمد عزيز»، لمحاصرة فيروس «كورونا» من خلال عمل ورش توعية مكثفة لطلبة الجامعة، واتخاذ الإجراءات الوقائية عن طريق تطهير المدينة الجامعية، ومنع أعضاء هيئة التدريس من السفر إلى الخارج طوال مارس الجارى، ومنح زملائهم القادمين من الخارج (الصين تحديدًا) إجازة 15 يومًا قبل عزلهم داخل مستشفى مطروح؛ لإجراء مسح شامل لهم، ومنع الحفلات والمؤتمرات بالجامعة، كما أن الحضور أصبح ضعيفًا من جانب الطلاب، لذلك سيتم تصوير المحاضرات وبثها عبر موقع الجامعة للكليات النظرية وتوجيه عمداء الكليات العملية بإنهاء المقررات الدراسية قدر المستطاع نهاية أبريل المقبل.
جامعة السادات: دكتوراه فى «كورونا»
«أزمة كورونا بسيطة للغاية».. هكذا قَلّل د. «أحمد بيومى»- رئيس جامعة السادات- من الفيروس المستجد. مؤكدًا أن رسالته للدكتوراه كانت عن عائلة «كورونا»، وهى عائلة قديمة منذ قديم الأزل وليست بالفيروس الرهيب الذى يصوّره البعض. لافتًا إلى أن الفيديوهات التى تنتشر عبر فيسبوك بموت الناس فجأة بالشوارع لا يمت نهائيّا ل«كوفيد- 19». مؤكدًا أنه فيروس كبقية الفيروسات يحتاج إلى نظافة ورعاية وتعقيم، ولا يؤثر إلّا على ضعيفى المناعة وكبار السّن: «نسبة الوفاة من «كورونا» لا تتعدى ال2 % فقط».
وقال «بيومى»: إن جامعة السادات اتخذت الإجراءت اللازمة لمنع تفشّى «كورونا» عن طريق منع التجمعات التى تساعد بشكل كبير فى انتشار الفيروس، كما يتم تطهير مدرجات الكليات والمدن الجامعية ومكاتب الموظفين، والعاملين وأعضاء هيئة التدريس، كما ناشد طلاب الكليات العملية بضرورة المشاركة مع الجامعة بوقف الشائعات التى يطلقها بعض الطلاب والرد عليهم عبر منصات التواصل الاجتماعى.
جنوبًا، خفّفت جامعة أسوان، برئاسة د. «أحمد غلاب» العبء عن مدرجات الجامعة، عن طريق تكثيف عدد المحاضرات وتطهير أرجاء الجامعة والمدن الجامعية.
مؤكدًا أنه لا يوجد ما يضطر الجامعات لتأجيل الدراسة؛ حيث إن أغلب الجامعات وضعت خططا وقائية كبيرة بين طلابها، وحال اكتشاف أى حالة هناك غرفة عزل مخصصة داخل الحرم الجامعى لحين نقله إلى مستشفى الصداقة التى تم تجهيزها بالمحافظة للحالات المؤكّدة بالإصابة، على أن يكون مستشفى الحميات للكشف فقط.
«التعليم العالى»: لا تفرقة مع «كورونا»
على صعيد متصل، لم تكتفِ وزارة التعليم العالى بتحقيق أعلى معدلات الأمان والوقاية بالجامعات الحكومية، فقط؛ إنما امتدت للجامعات الأجنبية فى العاصمة الإدارية؛ حيث تم تشكيل لجنة للوقوف على استعدادات الجامعات الدولية بالتوعية والوقاية ضد «كورونا»؛ حيث أكد التقرير المقدم للدكتور «خالد عبدالغفار»، أن طلاب الجامعات الدولية لا يرغبون فى وقف الدراسة حاليًا كإجراء وقائى للحد من انتشار الفيروس، وأنهم يشعرون بالأمان ولا يوجد ما يستدعى القلق أو تعطيل الدراسة.