بدء التشغيل التجريبي لديوان عام محافظة دمياط    عاجل.. بلينكن يعلن عن حزمة مساعدات إنسانية ب 440 مليون دولار للفلسطينيين    الخطيب يسافر إلى فرنسا في رحلة علاج لمدة 3 أشهر    عاجل.. برشلونة يفاوض "مكوك" الدوري الألماني    الأعلى للإعلام يستدعي الممثل القانوني ل أمازون مصر    رئيس جامعة بني سويف يفتتح معرض بيع اللحوم والمواد الغذائية بمناسبة عيد الأضحى    موعد التقديم على شقق مشروع فالي تاورز في حدائق أكتوبر.. الاستلام فوري    وزير التجارة يبحث مع نظيره الإندونيسي فرص التعاون التجاري والاستثماري    أسعار اللحوم في منافذ التموين قبل عيد الأضحى 2024.. الكيلو من 220 جنيها    «220 درجة».. محافظ أسوان يعتمد تنسيق القبول بالثانوي العام والفني 2024 /2025    الحكومة الإيطالية تعلن تقديم حزمة دعم جديدة ب140 مليون يورو لأوكرانيا    رسائل مبكرة في صيف الجحيم المناخي بدأت ب"ربيع ملتهب" وموجات حرارة غير معتادة    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    رفض إعفاء سامح شكري من منصبه واستمراره بالوزارة الجديدة |خاص    حسام حسن: "اللى خايفين من نجاح المنتخب مش سامعهم"!    قائمة منتخب أوكرانيا النهائية في يورو 2024    من الأحد للخميس.. إجازة عيد الأضحى في البنوك    موعد الطعون على نتيجة الشهادتين الابتدائية والإعدادية 2024 بالأزهر    ننفرد بنشر الصور الأولى لشقيق لاعب الأهلي محمود كهربا بعد القبض عليه    عيد الأضحى في تركيا.. عادات وتقاليد    جريمة الدار ويب.. تطور جديد في قضية مقتل طفل شبرا    "أعتذر".. عمرو مصطفى يثير الجدل ب منشور غامض على الفيسبوك    الأزهر للفتوى يحذر من 10 أخطاء يقع فيها الحاج أثناء أداء المناسك    هيئة الرعاية بالأقصر تكرم 111 فردا من قيادات الصف الثاني بالمنشآت التابعة لها    أهم النصائح والإرشادات للحاج للمحافظة علي صحته خلال تأدية المناسك    الكرملين: روسيا على أهبة الاستعداد القتالي في ظل الاستفزازات الغربية    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    ندوة تثقيفية لمنتخب مصر للكرة الطائرة حول مخاطر المنشطات    جامعة النيل تنظم لقاء مفتوح لطلاب الثانوية العامة وأسرهم    رئيس هيئة الدواء: حجم النواقص في السوق المصري يصل ل7%    نجم الزمالك السابق يفتح النار على حسام حسن.. «إنت جاي تعلمنا الأدب»    «قلبه في معدته».. رجال هذه الأبراج يعشقون الأكل    "القلعة" تنهي المرحلة الأخيرة لشراء الدين بنسبة تغطية 808%    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    مجد القاسم يطرح ألبوم "بشواتي" في عيد الأضحى    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    للمرة الأولى بالحج..السعودية تدشّن مركز التحكم والمراقبة لمتابعة حركة مركبات بمكة المكرمة    «الصحة» إدراج 45 مستشفى ضمن البرنامج القومي لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات    ما هو يوم الحج الأكبر ولماذا سمي بهذا الاسم؟.. الإفتاء تُجيب    القباج تؤكد دور الفن التشكيلي في دعم التنمية المستدامة وتمكين المرأة    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    تراجع كبير في أسعار السيارات والحديد والهواتف المحمولة في السوق المصري    محاولات للبحث عن الخلود في "شجرة الحياة" لقومية الأقصر    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 11-6-2024في المنيا    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    أدعية مستحبة فى اليوم الخامس من ذى الحجة    استخدام الأقمار الصناعية.. وزير الري يتابع إجراءات تطوير منظومة توزيع المياه في مصر    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    فلسطين.. إضراب شامل في محافظة رام الله والبيرة حدادا على أرواح الشهداء    مختار مختار: غينيا بيساو فريق متواضع.. وحسام حسن معذور    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رواد «تبسيط العلوم».. محاربون على جبهة المعرفة

فى منطقة نائية من العالم دائمًا هناك أناس مختلفون عنا، مختلفون فى اهتماماتهم وعاداتهم وسلوكياتهم، يمثل الاقتراب منهم والتعرُّف على تجاربهم نوعًا من الشغف بالنسبة للبعض وضربًا من الواجب بالنسبة لآخرين، هكذا يكون الحال بالنسبة لرواد مواقع التواصل الاجتماعى، فبالنسبة لمن يتخذون هذه المواقع كمنصات للنقاش والتجاذب السياسى أو من يجدون فيها وسيلة للتسلية والتواصل مع المحيطين فى نطاق العمل أو الدراسة أو السكن، يمثل الشباب المهتمون بتبسيط المعارف والحقائق العلمية الجانب الآخر من العالم.
ولأن دور السوشيال ميديا لم يعد مقتصرًا على التواصل غير الهادف أو تمضية وقت الفراغ، فقد راحت شرائح واسعة من الشباب تلتف مؤخرًا حول قيادات جماهيرية ذات طبيعة مختلفة تسعى كل منها لتحويل مواقع التواصل إلى منصة تعليمية قوية لتبسيط العلوم..
آخرون اتجهوا إلى تصحيح المفاهيم السائدة ومحاربة ما يسمى ب«العلوم الزائفة» التى تروج لها مجموعات من الشباب باسم الدين، وفريق ثالث راح يقدم محتوى مبسطًا عن طريق كتابة المقالات العلمية بشكل يفهمه عامة الناس، وكان لطلاب الجامعات دور بارز أيضًا فى تلخيص الكتب المهمة فى مختلف المجالات، وفى ترجمة الأخبار والأبحاث العلمية المهمة.. فى السطور التالية نتعرف على كل تلك التجارب.
«محمد دياب»
يصحح المفاهيم العلمية الخاصة بالفيزياء الكونية
«الباحث فى الفيزياء»..أطلقها «محمد دياب» 27 عاما، هو مهندس مدنى خريج عام 2009 وهى صفحة متخصصة فى تصحيح المفاهيم العلمية الخاصة بالفيزياء الكونية وفيزياء الجُسيمات التى درسها البعض فى التعليم المنهجى المدرسى، كان «محمد» شغوفًا بالفيزياء منذ صغره وكان يحرص على تطوير ذاته بها، وأن يصل إلى النظريات والمُعادلات، كان دائمًا معترِضًا على نظام التعليم المنهجى المدرسى بالنسبة للفيزياء، لأنه يرى أن الفيزياء هى أساس فهمنا للحياه ولا تعتمد على الحفظ أو التأويل. الفيزياء يجب أن تُفهم ويستوعبها العقل طِبقًا للمُعادلات والتجارُب.
شجع الشاب العشرينى من خلال صفحته على التفكر وأهمية إعمال العقل، عملًا على المساهمة فى نشأة جيل واعٍ يستطيع أن يصِل إلى استنتاجات وقوانين ونظريات مهمة ويستطيع الإجابة عن العديد من التساؤلات، يقول: «عنوانى الرئيسى دائِمًا أن تدع عقلك يعمل، الحفظ والتمسُك بفِكر عالِم مُحدد خطأ جدًا لإن حسب مبدأ هايزنبرغ (عدم اليقين) فإنه لايوجد شيء صحيحًا بنسبة 100 %، فقد يُخطئ العالِم فى شيء أو يتوقف عِند معلومة ما وأنت تكتشفها بفضل تفكيرك وبحثك حول الأمر، لأنك لا تنساق وراء الآراء الأخرى، فقط اعرفها لكن عليك النظر داخل عقلك هذا هو الأهم».
المقالات التى يقدمها «محمد» تختلف عن أى محتوى آخر يُقدم، لأنه يتبع فكره واستنتاجاته وفقًا للمعادلات والتجارب، مشيرًا إلى أن المحتوى الذى يقدمه يستهدف كل من يحب الفيزياء ويسعى لمعرفة كُل ما هو غامض عن أسرار الكون: «لم أُجبِر أحدًا على المُتابعة ولا أقوم بعمل دعاية أو إعلانات، فقط من يُحِب التعلم والمُتابعة فليتعلم».
يقوم الشاب العشرينى بالكتابة وصناعة الفيديوهات بمفرده، وهدفه نقل نظام تعليمى جيد عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، موضحًا أن الصعوبات التى كانت تواجهه تمثلت فى تمسك البعض بالآراء الخاطئة ومنها أن الأرض مُسطحة وأن الكون نشأ من العدم وغيرها من النظريات الباطلة التى ليس لها أساس علمي: «استطعت خلال سلاسل بعض المقالات الرد بشكل مُبسط على هذه الآراء وتم توضيح تِلك الأمور الخاطئة واستطاع العديد من القراء تغيير وجهة نظرهُم للفكر السليم، ربط العلم بالمنطق هو أهم شىء، يجب أن يكون الموضوع العلمى يُحافِظ على منطقيتِه، التى يستوعبها العقل، وهذا ما أحرِص عليه دائِمًا فى مقالاتى».
يسعى «محمد» إلى تأسيس موقع ليكون بمثابة أرشيف لجميع سلاسل المقالات بشكل مُرتب، ومنسق، يحمى المقالات من السرقة،
«شادى عبدالحافظ»
صيدلى يقدم وصفات الفلك فى جرعات مخففة
كانت والدته منعزلة عن المحيطين بها، حيث عاشت فى بلد غير الذى نشأت فيه، انعزل معها أبناؤها وكان «شادى» بينهم طفلًا صغيرًا يقضى ليله فى القراءة والاطّلاع وتأمل السماء والنجوم، حتى أيقن أنه شغوف بهذا العالم، وأراد أن يكتشفه ويعرف خباياه، فى المرحلة الإعدادية بدأ قراءة كتب عن أماكن النجوم فى السماء، وفى الثانوية العامة التى يراها مقبرة المصريين، اجتهد وبذل قصارى جهده والتحق بكلية الصيدلة، جامعة المنصورة.
«شادى عبدالحافظ» الآن صاحب 34 عاما يعمل صيدليًا، تخرج عام 2006، وظل حتى عام 2011 مشوشًا لا يعرف ماذا يريد ولا يتذكر شيئًا عن طفولته سوى شغفه بالسماء والنجوم: «جت ثورة يناير غيرت فيا بشكل شخصى وحياتى وأفكارى الخاصة، وسألت نفسى إيه الحاجات اللى بحبها، لقيت إنى بحب النجوم ومتابعة السماء ليلا، مكنش ينفع أدخل فى مجال الفلك لإنى متجوز وعندى أولاد كملت فى الصيدلة وخدت الفلك كهواية، اشتريت الأدوات وذاكرت، وبدأت أدخل على الفيسبوك أكتب معلومات بسيطة جدًا عن السماء الليلة».
تطرق الشاب الثلاثينى إلى الحديث عن النجوم، فكان يخبر الناس من خلال منشوراته أن النجمة الواقفة بجوار القمر فى الوقت الحالى ليست نجمة وإنما هى كوكب المشترى، استقطبت منشوراته آلاف المعجبين والمهتمين بعالم الفلك: «مكنش فى حد فى الفترة دى مهتم بالنوعيات دى من المنشورات، عشان كده الجمهور أقبل عليّا خاصة إنى بقدم معلومات مبسطة وعملية، والمتابع بيطلع يبص على الشيء فوق السطوح، مش مجرد معلومات فلكية معقدة بقدمها».
«كلمتنى كذا مؤسسة صحفية أكتب معاهم مقالات والمقالات لاقت إعجاب الجمهور جدا» اتسعت شهرة «شادى» وبدأت تراسله العديد من المنصات الإلكترونية لكتابة مقالاته العلمية بها، وكان من بينها «الميدان، وإضاءات، وناشيونال جيوجرافيك، وساينتيفيك أمريكان، وبوبيولار ساينس»، موضحًا أنه يحب القراءة والتعلم والاستماع إلى المحاضرات والتعلم عبر الكورسات منذ صغره، ما ساعده على الكتابة للجمهور باستخدام أسلوب مبسط».
مضت 6 أعوام ومازال مستمرًا فى كتاباته العلمية لكنه لم يتخذ قرارًا بعد بالاستمرار فيها أو التفرغ للصيدلة، وفى العام 2012 بدأ الرجل أول مبادرة له، حيث كان ينتقل ب «التليسكوب» بين الجامعات المختلفة: «كان نشاطا كبيرا جدًا، لفينا معظم جامعات مصر، كانوا بيشوفوا النجوم والسما والكواكب والسدوم والمجرات وتفاصيل القمر، كنا بنتوقع إن اللى هيحضر 15 فردا ونتفاجأ إن اللى هيحضروا 600 طالب»، مشيرًا إلى أن الأمر تطور ليدشن مبادرة «السماء الليلة» التى تهدف إلى توصيل علم الفلك للجمهور بطريقة مبسطة وعملية مثل النظر فى التليسكوب والاستمتاع برؤية كوكب المشتري: «جربت ده مع الأطفال والنتيجة كانت جميلة وفعّالة جدًا».
مضى عامان على انطلاق مبادرة «السماء الليلة» التى تستهدف الأطفال والكبار معًا، كما أنها حققت إنجازات عديدة؛ حيث اختارتها وزارة الشباب والرياضة لتكون ممثلة للمبادرة المصرية فى مؤتمر مبادرون، كما أنها حصلت على تصريح من الاتحاد الفلكى الدولى لتكون نقطة له فى مصر: «فى المبادرة شغالين على إنتاج أول كتاب بيقدم علم الفلك للكبار بطريقة سهلة جدًا، وشغالين، إننا برضه ننتج كتابا للأطفال، وبنعمل تقارير شهرية أنا بكتبها عن السما فوقك، اللى هتشوفه الشهر ده مثلًا يوم 12 أكتوبر هتلاقى نجمة جنب القمر تبقى عارفة إيه هى وإيه طبيعتها».
«عبدالرحمن»
أسس صفحة «المعمل» لنشر وتبسيط العلوم باللغة العربية
مقال مبسط عن «المناعة الذاتية» فى يوليو 2017 كان بداية انطلاق صفحة «المعمل» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وهى منظمة شبابية مصرية تهدف لتبسيط العلوم وتأهيل جيل من الشباب يمتلك القدرة على وضع بصمةِ فى العلوم العربية والعالمية، يتألف فريق الكتابة العلمية من 15 كاتبًا وكاتبة أصغرهم «ضحى» و«محمد إيهاب» طالبان بالثانوية العامة.. أسس المبادرة «عبدالرحمن محمد» 20 عامًا، طالب فى قسم الميكروبيولوجى بكلية العلوم، مصمم جرافيك ومدرب ريادة الأعمال بشركة EYouth، يقول: «بيكتب على الصفحة شاهيناز، نور عبدالوهاب ومريم لاشين خريجة صيدلة وأسست المبادرة معايا وغيرهم من الشباب الكُثُر».
حب «عبدالرحمن» للعلوم دفعه إلى أن يفيد غيره فى الشيء الذى برع فيه، نظرًا لإيمانه الشديد بأثر الفراشة وحيث إنهم ينشرون العلم فلعلهم يكونون جناح الفراشة ذاك، يقول: «فريق الكتابة العلمية المتميز بشبابه يبحث دائمًا عن الأفكار، مقالات عن أمراض وظواهر علمية أو أخبار ربما صدرت للتو أو حتى تغطيةِ أحداثٍ علميةٍ كبرى كأحداثِ نوبل وغيرها؛ تتم عملية البحث والكتابة والتبسيط ومراجعة المصادر والمراجعة اللغوية ومراجعة تكنيكات كتابة المحتوى ثم تصدر المقالات المنشورة فى شكل مقالات قصيرة وطويلة أو أبحاثٍ مترجمةٍ أو تقارير علمية عربية مدعومة بالمصادر العلمية الموثقة».
تهدف فكرة «المعمل» إلى نشر العلوم بشكل مبسط لكل الفئات العمرية، لاسيما الشباب المختصون، وتهتم بجميع العلوم بلا استثناءات.
وأوضح الطالب العشرينى أنه فى عام 2020 سيقام أول معسكر لتبسيط العلوم بنظام المحاكاه فى مصر والشرق الأوسط بداية من الفيزياء والفلك مرورًا بباقى المجالات للأطفال والشباب، وسينطلق أيضًا موقع المعمل لتوثيق الأخبار والمقالات العلمية، وكذلك تطبيقًا محمولًا لصناعة المحتوى العربى الهادف.
«الدحيح»
يقدم المعلومة العلمية فى قالب كوميدى ويصل لسائقى التوك توك
كانت بدايته من القنصلية البريطانية، حيث شارك فى مسابقة بها تقوم على طرح فكرة علمية فى ثلاث دقائق، وقف أمام الحاضرين وبعدما انتهى من الشرح، أُعجب به الجميع وشجعوه على تقديم فيديوهات على «يوتيوب»، درس «أحمد محمد الغندور» الأحياء بالجامعة الأمريكية، ومع مرور السنوات صار «يوتيوبر» شهيرًا يتابعه الملايين من الناس.
أطلق «أحمد» اسم الدحيح على ذاته، فهو الأكثر شيوعًا بين الناس والأكثر ارتباطًا بالأسئلة التى يطرحها الطلاب خارج المنهج، يقول: «المحتوى اللى بقدمه يعتبر صحافة علمية، وبحاول أشوف القصص المثيرة بالنسبة للناس، وإيه الدراسات اللى بتستخدم التجارب أو بتستخدم فلسفة أو رأيًا معينًا»، تحمل قناته على اليوتيوب 35 مليون مشترك، من كافة طبقات المجتمع، فى الوقت الذى يتابع فيه طلاب العلم «الدحيح» يتابعه أيضًا سائقو «التوك توك» حيث يهتم بتوصيل المعلومات بطرق كوميدية وسهلة، تجعل الجميع يهتم بالاستماع إليها.
شباب عراقى
يواجهون العلوم الزائفة والخرافة ب Real science»»
فى عام 2011، دشن مجموعة من الشباب العراقى ملتقى على «فيس بوك» وتجمعوا حول استنكار انتشار العلوم الزائفة والخرافات وردًا على ذلك كان موقع «العلوم الحقيقية»، ولمن لا يعرف فإن العلوم الزائفة هى المجالات التى تتقنع بقناع العلوم وهى ليست علمية مثل مجالات الطب البديل والعلاج بالأعشاب والباراسايكولوجى؛ حيث تستخدم هذه المجالات مصطلحات علمية ويتخذ المروجون لها سمات علمية وهم ليسوا بعلماء وهى ليست بعلوم. أما الخرافات فهى التفسيرات غير المنطقية للعالم التى تستند إلى الفكر السحرى أو إلى الروابط غير المنطقية بين حدوث الأشياء مع الجهل التام بقوانين الكون والطبيعة.
«عمر المريوانى» 30 عامًا، أحد المؤسسين، درس هندسة البرمجيات ثم الملتيميديا ثم الماجستير فى تحليلات النصوص، يقول: «بعد كتابة عدد من المقالات فى المجموعة وتداول نقاشات مهمة فى المجموعة وفى اللقاءات قرر الأعضاء تأسيس موقع وقد تم إطلاق موقع العلوم الحقيقية فى يناير 2012 وشرع الأعضاء بالكتابة والترجمة فى الموقع منذ ذلك الوقت، أسس العلوم الحقيقية عدة أشخاص من تخصصات هندسية وانضم للمجموعة لاحقًا عدد كبير من ذوى التخصصات الدقيقة فى الطب والكيمياء وعلوم الحاسوب والبيولوجيا والفيزياء»
يؤكد «عمر» أن موقع وصفحة العلوم الحقيقية يقومان على استهداف الخرافات والعلوم الزائفة ودحضها من جهة وتقديم الحقائق العلمية بطريقة صحيحة من جهة أخرى: «العلوم الحقيقية تستهدف الخلل والمرض وتقدم العلاج والداء فى الوقت نفسه. العلوم الحقيقية أيضًا تتابع أنشطة الصحافة العلمية فى العالم العربى وتستهدف الأساليب المبتذلة والمسيئة للعلم فى الصحافة. كما تتابع العلوم الحقيقية والأنشطة البحثية وواقع التعليم الجامعى فى العالم العربى».
تهتم «العلوم الحقيقية» بالعلوم الطبيعية القائمة على المنهج التجريبى ولا يشمل ذلك مجالات مثل الاقتصاد والعلوم الاجتماعية، كما أنجزت، خطتين كانت الأولى عام 2014، تضمنت تناول كافة الحالات النفسية الواردة فى دليل التشخيص النفسى الأمريكى وتعاونت مع مبادرات أخرى فى تقديم مقال عن كل حالة نفسية، ثم شرعت العلوم الحقيقية بخطة أخرى لتغطية عدد كبير من العلوم الزائفة والخرافات الرائجة وذلك فى عام 2016، وكان أبرز إنجازاتها تصحيح الأفكار للآلاف من الأشخاص ما دفع بعض المتأثرين بها إلى الانضمام لكتابها.
ويشير «عمر» إلى أنها تهدف أيضًا إلى تقديم صحافة علمية حقيقية قائمة على البحث والتقصى ضمن البحوث الأكاديمية وليس الاقتصار على الترجمة فحسب وقد نجحت فى ذلك كما نجحت فى استقطاب عدد كبير من المختصين الذين يكتبون فى مجالاتهم بشكل دقيق وصحيح ومفهوم: «أبرز الصعوبات التى تواجه العلوم الحقيقية هى انعدام مصادر الدخل، مما يجعل العمل تطوعيًا بالكامل ويجعل كثيرًا من الأعضاء معرضين للانقطاع بسبب العمل والدراسة. كما تواجه العلوم الحقيقية الكثير من التهجم والتجاوز من أشخاص يرون فيما تطرحه العلوم الحقيقية تحديًا للخطوط الحمراء التى يبجلونها».
يوضح «عمر» أنهم يسعون إلى إصدار تقارير سنوية ثابتة حول تدريس العلوم فى العالم العربى وحول الإعلام الجامعى والصحافة العلمية فى العالم العربى. كما تسعى إلى توسيع نطاق وقنوات النشر إلى الصوت والفيديو. وتسعى العلوم الحقيقية أيضًا إلى الوصول إلى الشارع عبر طباعة المجلة التى مضى على صدورها سنتان متواصلتان.
«بوبيولار ساينس»
مجلة عالمية ومنصة إلكترونية عمرها 150 عاما
تهتم مجلة «بوبيولار ساينس» بنشر مقالات فى العلوم والتقنية، صدر العدد الأول منها عام 1872، كتب بها علماء ومخترعون كبار من بينهم «داروين» و«آينشتاين» و«توماس آديسون» و«لويس باستور»، إلى أن جاء عام 2017، وأعلنت مؤسسة دبى للمستقبل عن إطلاق النسخة العربية منها بهدف أن يستفيد أفراد المجتمع فى منطقة الشرق الأوسط بالمعارف والعلوم وإطلاعهم على أحدث التطورات فى المجالات التقنية والعلمية.
أكد الدكتور «سعد لطفى» رئيس التحرير، أنه يتم إصدار 6 أعداد ورقية سنويًا بواقع عدد كل شهرين للمجلة بالإضافة إلى المنصة الإلكترونية: «يقارب عمر المجلة 150 عامًا، وهى أقدم المجلات العلمية فى العالم ومقرها فى أبو ظبى ومسؤول عنها فريق من بلدان عربية متعددة، لذا هذا ليس جهدًا فرديًا بل هو عمل جماعى»، مؤكدًا أنهم أطلقوا فى المجلة منذ فترة قريبة «نادى بوبساى» العلمى والهدف منه تنظيم فعاليات علمية، تتم فيها استضافة متخصصين فى مجالات مختلفة ومتميزين فى تبسيط المعلومات للجمهور العام بهدف نشر المعرفة وتبسيط العلوم للجميع.
وأوضح «لطفى» أنه إضافة إلى أنشطتهم الميدانية يقومون بتنظيم فعاليات علمية عبر الإنترنت حتى يتمكن الجميع من الحضور والاستفادة: «فى حدث أونلاين مجانًا بيتكلم عن جوائز نوبل هذا العام بشكل مبسط وبيشرح القصة وراء الأبحاث الفائزة فى الطب والفيزياء، المحاضرة الأولى بعنوان فيزياء بداية الكون والكواكب الخارجية، هيحاضر فيها أ.د نضال قسوم أستاذ الفيزياء الفلكية بالجامعة الأمريكية فى الشارقة، المحاضرة الثانية بعنوان قصة الأكسجين: دراما الحياه والموت.هيحاضر فيها أ.د سامح سعد على مدير برنامج بيولوجيا الأورام بمستشفى سرطان الأطفال 57357».
«لخصلى»
مبادرة تثقيفية تعرض ملخصات فى مختلف المجالات من خلال مدونة
انطلقت مبادرة «لخصلى» فى بداية عام 2014، أسسها «أبوبكر العمدة»، 26 عامًا، الحاصل على بكالوريوس محاسبة من جامعة المسقبل، ويهدف من خلالها إلى توفير جهد المتلقى وجهده وأمواله ودعم شغفه وثقل قيمته من خلال مدونة، تعرض ملخصات مميزة، لأهم الكتب فى مختلف المجالات، وهى مبادرة تثقيفية مجانية، تحرص على مواكبة العصر الحالى ذو الإيقاع السريع.
يؤكد «أبوبكر» أن هناك نخبة من القراء يقضون أوقاتهم فى القراءة والتعلم من خلال المدونة، ما يجعله أكثر إلهامًا لتقديم المزيد لهم: «أحاول استخلاص الثمار الحقيقية وأكتبها لهم فى قالب فريد المضمون أكثر متعة واندماجًا مع القارئ المعاصر، كل ملخص تقرأه يضيف أفكارًا جديدة، رؤى مختلفة، معاني أعمق مما يخلق آليات داعمة لسير حياتك بأقصى درجات الكفاءة والرفاهية لفهم وعيش حياة طيبة، ذات رؤية ورسالة، ذات معنى ومغزى».
يوضح الشاب العشرينى أن مبادئ المدونة قائمة على المعنى والمعرفة والنمو والامتياز، إضافة إلى الحرفية والعلمية والموضوعية والمواكبة: «رسمت فى اسم المبادرة كتابا وملخصه على هيئة كلمة لخصلى على شكل رقم 5 وهو عدد دقائق قراءة الملخص، كتب تقرأ فى دقائق والتى تعكس رسالة الشعار وهو عبقرى، مبدع، فريد، واضح، عملى، بسيط».
منوهًا أن المبادرة غير ربحية فهى تعتمد على الجهود التطوعية المتنوعة وغير المشروطة بالإضافة إلى توليد جزء من التكاليف التشغيلية عن طريق الإعلانات التى لا تخالف قيم المبادرة وكذلك توفير منتجات ذات محتوى قيم وثمين للجهات التجارية الراغبة.
«الجرعة اليومية من العلوم»
مبادرة من 100 متطوع لنشر المعرفة
أسس مبادرة «الجرعة اليومية من العلوم» «أحمد علام»، الطالب بكلية طب الفم والأسنان، جامعة جنوب الوادى، تستهدف المبادرة جميع الناطقين والقارئين للغة العربية حول العالم، وذلك من خلال موقعها وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يتم اختيار أحدث الأخبار والأبحاث العلمية وترجمتها وكتابتها بشكل مبسط للجمهور.
تم تأسيس المبادرة فى أغسطس عام 2016، وهى مبادرة تطوعيّة علميّة يقوم عليها طلاب علم هدفها نشر وتبسيط العلوم، اتّسع نطاقها بجهود مجموعة من المتطوعين يؤمن كل منهم بأهمية ودور العلوم فى تنمية وتطوير المجتمعات، يقول «أحمد»: «بلغ عدد متطوعينا اليوم أكثر من 100 متطوع ومتطوعة مؤهلين للقيام بأعمالهم فى المبادرة، كلّ حسب موقعه وتخصصه. ويبلغ عدد مبادرات الجرعة اليومية من العلوم 6 مبادرات، ترجمت ونشرت أكثر من 1500 مقال فى مجالات علمية مختلفة، جميعها تشير إلى هدف واحد فقط وهو نشر وتبسيط العلوم».
ويؤكد الشاب العشرينى أن المبادرة تهتم بالإجابة عن أسئلة المتابعين واستفساراتهم فى جميع التخصصات العلمية إضافة إلى تنظيم أحداث علمية على أرض الواقع، تتمثّل فى محاضرات ومعارض وأنشطة علمية للتفاعل والمساهمة فى تبسيط العلوم، إيمانًا بأهمية العلوم والعمل التطوّعى.
وتقوم المبادرة بتنظيم أكبر مؤتمر علمى على مستوى صعيد مصر بشكل سنوى. يقام المؤتمر فى شهر فبراير من كل عام، وقامت بتنظيم 3 مؤتمرات حتى الآن 2017، 2018، 2019، ويضيف: «يهدف المؤتمر لنشر وتبسيط العلوم للجمهور العام وطلاب الجامعات والشباب على وجه الخصوص، باستضافة كبار علماء ودكاترة مصر فى مختلف التخصصات العلمية والهندسية من كبرى الجامعات المصرية فى محافظة مصر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.