حين تكون الأنجح والأنبل يصبح التربص بك أمرًا متوقعًا ومنتظرًا.. تحاصرك الأكاذيب والشائعات والأحقاد من كل حدبٍ وصوب.. يتسلل بعضهم كل صباح ليفسد نجاحك وازدهارك وتفردك.. لم يجدوا فيك عيبًا فقالوا «يدعم المتحرشين» ويمشى فى طريق الغرور ويحتفل بتعالٍ على الجمهور.. ينبشون فى ألبوم بداياتك ليخرجوا لك صورًا وأنت فى قريتك «نجريج» تسول لهم نفوسهم المريضة أنها تنتقص من قدرك.. كل هذا النقد الجارح والتحطيم المدروس والإهانة المتعمدة والغيرة المؤذية والمحاولات المفتعلة لتشويهك ما هى إلا ترجمة محترمة لتفوقك.. أهم وأنبل أيقونات هذا الجيل. ماخور الدعارة الفكرية النابع من مدّعى المثالية وحراس الفضيلة لن يتوقف ضدك.. وستظل قضية عمرو وردة التى أصبحت بقدرة قادر قضيتك يا «صلاح» مفتوحة حتى نهاية البطولة.. وسيظل هواة الشعور بالدونية يطاردونك بتلك القضية ليمارسوا حالة الخلل النفسى والاضطراب الفكرى بداخلهم فى المطالبة بتشجيع المنتخبات المنافسة لبلادهم.. وستظل أصابع الجماعة الإرهابية تعمل ضدك فى الخفاء ولن يرفعوا أيديهم ولن يكفوا ألسنتهم عنك وأنت الذى أشعلت حقدهم الدفين بخروج إحدى الفلتات المصرية بعيدًا عن كهفهم.. ولكن فى النهاية.. ستظل أنت «محمد صلاح».. من خارج الكهف أول من يتربصون بصلاح هم جماعة «الإخوان الارهابية».. فقد نجح صلاح فى أن يجمع المصريين بل والعرب جميعًا، من أجل رؤيته ومشاهدته وهو يبدع فى الملاعب الأوروبية.. أدخل السعادة على قلوب الجميع، بمهاراته الرائعة وتسجيله وصنعه للأهداف.. أحبه الناس لأنه لم يهتم سوى بالأداء والجهد والعرق والأخلاق وكان وفيّا لأهل بلده وقريته، حتى بات قدوة جعلت الكثير من الأمهات يتمنين أن يكون لديهن ابن بمثل هذه المثابرة والخلق الكريم بل ويدعين لصلاح لأنه نموذج للابن الناجح البار بأهله وبلده.. شاهدت الجماعة نجوميته الساطعة، وكيف صار مصدر إلهام للكثير من الشبان بالعالم العربى.. طغت نجوميته على كل الأسماء الكبيرة فى عالم كرة القدم المصرية بمن فيهم «محمد أبو تريكة».. أثار ذلك حقدهم الدفين.. فكيف تخرج إحدى الفلتات المصرية بعيدًا عن كهفهم.. فى البداية حاولوا التقليل من القيمة المعنوية والجماهيرية لصلاح والمكانة التى وصل لها.. فلما فشلوا حاولوا نزع مصريته عنه وروجوا للفكرة العدمية البائسة التى ينشرها بعض معتنقى الدونية وهى «ماذا قدمت مصر له ولماذا تعتز مصر به وهى ليس لها شىء فيه».. لكن النجم صلاح كان يطوى المسافات طيّا إلى قلوب المصريين فيتبرع لصندوق تحيا مصر ولأهالى قريته وينأى بنفسه عن الدخول فى مساحات شائكة لها علاقة بالسياسة وبالإخوان تحديدًا.. وبعد أن فشلت الجماعة فى اغتياله معنويّا أو نزع مصريته عنه حاولوا استقطابه حتى لو عن طريق اقتران اسمه باللاعب محمد أبو تريكة، وأن صلاح يعتبره قدوته وأستاذه.. وهذا غير صحيح بالمرة.. وربما يكون تعليق محمد أبو تريكة الأخير على تضامن لاعبى المنتخب الوطنى، بعد واقعة عمرو وردة، والذين أعلنوا دعمهم لوردة، وطالبوا بعودته بعدما اعترضوا على قرار إقصائه من بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، أكبر دليل على أن محاولات اصطياد صلاح والمزايدة عليه وزلزلة جماهيريته الواسعة ممنهجة، فقد كتب أبو تريكة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى تويتر قائلاً: «قال على ابن أبى طالب رضى الله عنه : إن كان لا بدّ من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق» ليؤكد أبو تريكة، معارضته على تضامن لاعبى منتخب مصر، وعلى رأسهم محمد صلاح والمحمدى قائد الفريق، بخصوص أزمة وردة. توقيت نشر أبو تريكة لهذا الكلام غير برىء بالمرة.. وأى محاولة لفهم كلامه على أنها مزايدة فجة ورخيصة على صلاح بالتحديد سيكون معها كل الحق. ويبقى الشىء المؤكد أن الآلة الإعلامية للإخوان واللجان الإلكترونية التى خصص لها التنظيم موازنات ضخمة والقنوات التى تبث من الدوحة ولندن واسطنبول ستظل على أجندتها إما بتشويه صلاح أو تطويعه واستقطابه أو نزع مصريته عنه، فهذه إحدى الخطط الشيطانية لبث الطاقة السلبية إلى الداخل المصرى، واستخدام كل الوسائل لإحباط الناس وحرمانهم من أى فرحة، وكلما ابتسمت الدنيا فى وجوه المصريين، سيطلقون علينا دعاة الإحباط وناشرى اليأس ومروجى الطاقة السلبية؛ ليسلبوا الفرحة والحدث المبهج حتى ولو كان «صلاح».. كما أن تزامن التركيز من قبل الآلة الإعلامية الإخوانية على تصفيق وهتاف بعض الجماهير فى المدرجات لأبو تريكة وتضخيم الأمر وكأنه ظاهرة جامحة.. تزامن ذلك مع الهجوم على صلاح والتربص به يشير إلى تفكير إخوانى ممنهج فى هذا الشأن. أنبياء الفضيلة المدهش حقًا هو ظهور مدعى المثالية وحراس الفضيلة وأنبياء العصر الحديث الذين يتربصون بصلاح ويبالغون فى الهجوم عليه بسبب موقفه فى أزمة عمرو وردة.. بل إن تحويل قضية وردة وجعلها بفعل فاعل قضية «محمد صلاح» أمرًا يدعو للدهشة والريبة ولا يخلو من أصابع خفية تقف وراءه وتحركه.. فقد اتهم مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعى صلاح بازدواجية المعايير، إذ إنه دعا فى حديث إلى مجلة «تايم» الأمريكية فى أبريل الماضى إلى تغيير طريقة معاملة النساء فى العالم العربى، بينما يدافع حاليًا عن زميل متهم بالتحرش. واستغرب كثيرون دعوات صلاح لمنح وردة فرصة ثانية خاصة بعدما كشفت صحيفة Record البرتغالية فى عام 2017 عن اختصار فترة إعارة اللاعب المصرى مع فريق Feirense بعد «مضايقة زوجتى زميلين فى الفريق». وعلق الكاتب محمد خير بالقول «من أمن العقاب أساء الأدب. هيتحرش تانى واللى هيتحرش بيها هيبقى ذنبها فى رقبتك (صلاح)».. ودخل اللاعب أحمد حسن عبر «تويتر» على خط الأزمة منوهًا بأن صلاح بدا «أقوى من اتحاد الكرة والمنظومة الرياضية كلها». ولم تتردد عارضة الأزياء ميرهان كيلر فى استغلال الموقف وكسب مزيد من الشهرة إذ أكدت أنها ستكون «فى خطر» إذا قررت زيارة أهلها فى مصر لأن «الناس سوف يهاجموننى فى الشوارع» لأن صلاح «مقدس وأنه لا يستطيع أن يخطئ». وأضافت «حقيقة أنه لا يزال يقف إلى جانبه (وردة) مؤلمة حقا».. وقالت: إنها ستتخذ إجراءً قانونيّا ضد وردة فى دبى. وقالت صحيفة الجارديان: إن ما قام به صلاح خطوة محفوفة بالمخاطر و«خرقاء»، مضيفة أنه حاول أن يتعامل مع الأمر «كرجل دولة لكن الأمر انتهى به إلى الغموض، ثم بدأ يتحول إلى تأييد على نطاق واسع». وفى الوقت نفسه يهدد تدخل محمد صلاح فى أزمة وردة، بضياع صفقة تجارية منه، حيث ذكرت صحيفة ليكيب فى تقرير مطول لها أن شركة الألعاب الإلكترونية المسئولة عن إصدار لعبة (فيفا 2020) تفكر فى وضع صورة صلاح على البوستر الخاص بإصدار العام الجديد للعبة. وأضافت الصحيفة الفرنسية أن تفكير الشركة فى صلاح بعد استبعاد كريستيانو رونالدو من الحملة الدعائية للعبة منذ فبراير الماضى، وكذلك ترددها بشأن الاستعانة بصورة نيمار جونيور بسبب الجدل المثار حول اللاعب البرازيلى وتفكيره فى مغادرة فريقه باريس سان جيرمان هذا الصيف للعودة إلى صفوف برشلونة الإسبانى. وألمحت الصحيفة إلى أن تدخل صلاح ودفاعه عن زميله عمرو وردة، المتهم بالتحرش بفتاة، أثر كثيرًا على الصورة الذهنية للمهاجم المصرى الذى يتألق فى كأس الأمم الإفريقية التى تقام حاليًا فى مصر، وذلك بعد تتويجه مع الليفر بلقب دورى أبطال أوروبا. وطرحت ليكيب أسماء أخرى مرشحة حال استبعاد صلاح من حسابات الشركة الإلكترونية، وهم إيدين هازارد نجم ريال مدريد الوافد هذا الصيف من تشيلسى الإنجليزى، إضافة إلى رحيم سترلينج مهاجم مانشستر سيتى وكيليان مبابى مهاجم باريس سان جيرمان وهداف الدورى الفرنسى. ورغم أن صلاح، أكد قبل مطالبته بفرصة أخرى لوردة ولو بشكل مستتر دون أن يذكر اسمه، لكنه شدد بشكل مباشر على وجوب «معاملة النساء بأقصى درجات الاحترام» وأن «لا» تعنى «لا».. لكن ستظل قضية وردة مفتوحة حتى نهاية البطولة.. لأن الهدف هو صلاح ذاته ثم المنتخب ككل ونشر أفكار عبثية خبيثة مثل «منتخب المتحرشين وليس الساجدين» والمطالبة بتشجيع المنتخبات المنافسة.. فكل أنبياء الفضيلة الكاذبين ومدعى المثالية ومن لهم مآرب أخرى ضد الدولة وإدارتها يسعون للانقضاض على اسم مصر حتى لو فى المستطيل الأخضر وعبر كرة القدم. اتهامات الغرور واحدة من سهام التربص بصلاح مؤخرًا هى اتهامه بالغرور.. للدرجة التى جعلت البعض يقول: إنه يحتفل بعد إحرازه للأهداف بتكبر وغرور على الجماهير.. وبدأت تلك التهمة بعدما عبر محمد صلاح عبر تغريدة له عن غضبه بشأن عدم تمكنه من أداء صلاة عيد الفطر المبارك، بسبب توافد أهالى قريته أمام منزله بقرية نجريج، حيث أثارت التغريدة ردة فعل واسعة بين محبيه ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعى. وكان صلاح قد قال فى تغريدة على حسابه الرسمى على «تويتر»: «اللى بيحصل من بعض الصحفيين وبعض الناس أن الواحد مش عارف يخرج من البيت علشان يصلى العيد. دا ملوش علاقة بالحب. دا بيتقال عليه عدم احترام خصوصية وعدم احترافية». وكان أهالى قرية نجريج، تجمعوا أمام منزل اللاعب محمد صلاح، هداف فريق ليفربول الإنجليزى، بمسقط رأسه من الخروج لتأدية صلاة العيد فى ساحة القرية المخصصة لتأدية الصلاة فيها. وبسبب احتشاد الأهالى، لم يستطع صلاح الخروج من منزله، ولم يؤد صلاة العيد مع أهل قريته، فيما أدت زوجته الصلاة وسط الأهالى. وقررت قوات الأمن، إغلاق الشارع المؤدى إلى منزل اللاعب، خوفًا من تزايد أعداد أهل القرية. وفى الحقيقة نحن نهتم بكل تفاصيل صلاح دون التفكير فى عواقب ذلك السلبية، ودون حتى المقارنة بما يفعله نجوم كبار فى أوروبا فى مواقف شبيهة.. فمثلاً كريستيانو رونالدو الذى توجد ضده هو نفسه قضايا تتهمه بالتحرش ويُعامل كملك متوج فى البرتغال وأوروبا كلها، قد تعامل بطريقة مسيئة مع أحد معجبيه فى أحد الأماكن العامة، عندما حاول الآخر التقاط صورة سيلفى معه، وأظهر فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى، قيام اللاعب البرتغالى بإبعاد شخص عنه بدفعه بقوة، بعدما حاول التقاط صورة معه، فيما أرجع رونالدو ذلك إلى رغبته فى الاستقلال والخصوصية فى ذلك الوقت، ولم تقم الدنيا ضد رونالدو. وفى موقف آخر، تسبب رونالدو فى سقوط سيدة من معجباته على الأرض، وانهيار أحد الأطفال من البكاء، بعد أن رفض التوقيع لهم والتقاط الصور التذكارية معهم، وقالت صحيفة «آس» الإسبانية وقتها: إن بعض الجماهير استوقفوا النجم البرتغالى والتقطت إحدى السيدات صورة تذكارية معه، وطالبه المعجبون بالتوقيع لهم والتقاط الصور التذكارية معه، ولكنه رفض وانصرف يقود سيارته بسرعة عالية، وتسبب انصرافه بسيارته بسرعة بشكل مفاجئ فى سقوط إحدى السيدات التى كانت ترغب فى التحدث له، ودخل أحد الأطفال من عشاق الدون فى حالة بكاء شديدة لعدم استطاعته التقاط صورة تذكارية برفقته. لكن يبدو أن تألق وأداء الملك المتوج على عرش قلوب المصريين فى كرة القدم محمد صلاح مع ناديه ليفربول فى المسابقات المحلية والقارية، يثير حسد وحقد الكثيرين، ويبدو أيضًا أن الحملات ضد الفرعون المصرى ومهندس الأنفيلد الذى حصد جائزة أفضل لاعب فى أفريقيا موسمين متتاليين ودورى أبطال أوروبا مع ناديه لن تتوقف.. لكن الأكيد أن صلاح لا يلعب ضد كل هؤلاء منفردًا.. ل«صلاح» شعب يحميه وقلوب محبة وعاشقة تدعو له طالما ظل بارًا بأهله وبلده.. وفاءً للأوفياء.