«الصورة تساوى ألف كلمة»، حكمة تنطبق على أعمال المخرج الفلسطينى «إيليا سليمان»، الذى قاوم بأفلامه رصاص الاحتلال الإسرائيلى..فكانت صناعة السينما، هى سلاحه الذى استخدمه بحرفية شديدة أمام عدوه، ليظهر للعالم حقيقة ما يحدث داخل أراضى الاحتلال، لتصبح أفلامه علامة موجودة داخل عدد من مهرجانات العالم الكبرى. وفى هذا العام ينافس «إيليا»، وهو المخرج العربى الوحيد، فى «مهرجان كان السينمائى الدولى»، فى دورته ال72، المقرر عقدها فى الفترة من 14 إلى 25 مايو 2019، عن فيلم «It Must be Heaven»، أو «لابد أن تكون الجنة» فى المسابقة الرسمية، التى يتنافس فيها 20 فيلمًا على جائزة «Palme d'Or»، أو «السعفة الذهبية». فيلم «لا بد أن تكون الجنة»، هو فيلم كوميدى، اعتبره النقاد الغربيون «ملحمة هزلية»، يُستكشف فيه قضايا «الهوية، والجنسية، والانتماء»، فهو عبارة عن انعكاس لما يعنيه أن يكون المرء فلسطينيًا فى عالم يغرق وسط عمليات التفتيش الأمنى داخل البلاد وخارجها.. فتعكس قصة الفيلم حياة المخرج نفسه، الذى يروى قصص نفيه من وطنه (فلسطين) إلى بلد جديد. ويقوم «إيليا» بزيارة مدن مختلفة، ويجد فيها أوجه تشابه غير متوقعة مع وطنه (فلسطين)، موضحًا الحنين الذى يلازمه عن أراضيه المحتلة. وفيما يخص حياة «إيليا سليمان»، فقد ولد فى الناصرة عام 1960. واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية فى شبابه، بينما كان فى (تل أبيب)، وطلب منه الاعتراف بعضويته فى «منظمة التحرير الفلسطينية»، ولكنه رفض وهاجر بعدها بفترة قصيرة إلى (لندن)، ثم إلى (فرنسا)، حيث أقام هناك عامًا، ثم عاد بعدها إلى أراضى الاحتلال.. وبعد أن أقام فى (الناصرة) عدة سنوات أبدى فيها اهتمامًا بالسينما، هاجر مرة أخرى إلى (نيويورك) بالولايات المتحدة عام 1982، ولكنه أقام تلك المرة لمدة 12 عامًا. الفيلم، الذى تدور أحداثه فى ساعة و 37 دقيقة، هو فلسطينى -فرنسى - كندى الإنتاج، وعرف بالفرنسية تحت عنوان «Ce doit être le paradis». من بطولة: «إيليا سليمان، على سليمان، هولدن وونج، روبرت هيجن، وفرانسوا جيرارد». هذه هى المرة الثانية التى يشارك فيها «إيليا» بنفس المهرجان، فقد حاز فيلمه الروائى الطويل «يد إلهية»، بجائزة «لجنة التحكيم» فى الدورة ال55 فى عام 2002، وكان الفيلم العربى الوحيد أيضًا المشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو عبارة عن مجموعة من القصص الصغيرة المفعمة بالإشارات والرموز، التى تنمو متجاورة، لتشكل فى مجموعها قصة الفيلم، وتحكى عن قصة الوطن (فلسطين)، وهو من إنتاج مشترك «فلسطينى، فرنسى، مغربى، ألمانى» عام 2001.. ويذكر أنه فاز أيضاً بجائزة «سكرين» العالمية فى «مهرجان السينما الأوروبية للفيلم غير الأوروبى». وهو من بطولة: «إيليا سليمان منال خضر جورج إبراهيم عامر ضاهر جميل ضاهر لفوف نويزر». كما تم اختيار فيلمه «الزمن المتبقى» رسميًا للمشاركة فى الدورة ال62 من «مهرجان كان السينمائى الدولي»، وأيضًا عرض ضمن فعاليات «مهرجان تورنتو السينمائى الدولى» فى عام2009. ويروى الفيلم السيرة الذاتية للمخرج، ويشمل أربعة فصول من حياة عائلة فلسطينية، من العام 1948 إلى الفترة الحالية. ويمزج المخرج بين ذكرياته الخاصة، وذكريات والديه، واصفًا شكل الحياة اليومية لهؤلاء الفلسطينيين، الذين بقوا فى أرضهم، بعد عام 1948، والذين أطلق عليهم مسمى «عرب إسرائيل». الفيلم من إنتاج مشترك «فرنسى، إيطالى، بلجيكى، بريطانى»، وهو من بطولة: «على سليمان، صالح بكرى، أيمن الإسبانيولى، وياسمين حاج».