طالعتنا بعض الصحف بخبر غريب لم أستطع تصديقه وهو إلزام المعلمين فى المدارس بارتداء زى موحد، ولكن إذا كان هذا الخبر صحيحًا فهو مثير للدهشة ولا أدرى من صاحب هذه الفكرة أو هذا القرار هل هو وزير التربية والتعليم المشغول حاليا بتطوير التعليم لتطوير عقول التلاميذ وتوفير التابلت لهم بالإضافة إلى المشاكل والعقبات التى يواجهها داخل الوزارة لتنفيذ أفكاره؟ لذلك أريد أن أعرف المبدع صاحب فكرة الزى الموحد هل هو معجب بفكرة الزى الصينى فيريد أن يطبقه فى مصر أم أنه توجد شركة ما للملابس سوف تتخصص فى إنتاج هذا الزى وهل انتهت جميع مشاكل المعلمين لتختلق لهم مشكلة جديدة لشراء زى من مكان محدد مثل التلاميذ الذين تلزمهم المدارس بشراء الزى المدرسى من مكان محدد؟! وما هو الهدف أن يرتدى المعلمون زيًا موحدًا، هل كى يتم التعرف على المدرسين الذين يزوغون من المدارس لكى لا يحضروا جميع الحصص وبذلك يسهل ضبطهم وإجبارهم على العودة إلى مدارسهم بالقوة الجبرية. ولم يذكر القرار هل كل مرحلة تعليمية لها الزى الخاص بها، فمعلمو المرحلة الابتدائية زيهم يختلف عن المرحلة الإعدادية والثانوية ؟ وهل زى المعلمين يختلف عن زى المعلمات أم أن الزى واحد؟. ومما زاد من دهشتى أن محافظ الوادى الجديد بمجرد صدور هذا القرار قام بتطبيقه على الفور على مدرسى المحافظة بإحدى المدارس الإعدادية بحى المروة بالخارجة وصرح المحافظ أن هذه المبادرة تهدف إلى رفع مكانة المعلم بشكل ومظهر يليق به ويعلى شأنه داخل أسوار الحرم المدرسي، ولكن نسى سيادة المحافظ أن كفاءة المعلم هى التى تعلى من شأنه وليس الزى الموحد. والغريب والعجيب أن وكيل وزارة التربية والتعليم إبراهيم التداوى قام بزيارة إحدى هذه المداس فارتدى المعلمون فى هذه المدرسة بالطو ذا شكل موحد ليؤكدوا له أنه تم تنفيذ الأوامر وطالعتنا صحيفة الأهرام بنشر صورة لهؤلاء المعلمين. وإذا كانت وزارة التربية والتعليم اتخذت قرارا بتوحيد زى المعلمين فهل نستيقظ بعدها لنجد وزارة الزراعة اتخذت قرارًا بأن يرتدى العاملون بالوزارة زيا موحدا وهو الجلباب وكل وزارة تتخذ قرارًا بأن يكون لها زى خاص بها فيعرف كل مواطن ماذا يعمل المواطن الآخر وربما يكون ذلك هدفا للمسئولين لا نعرف قيمته الآن !! إن ما حدث شيء غريب وعجيب أن يكون لكل وزارة زى خاص بها وهذا لم نره فى أى بلد فى العالم، ولكننا فى مصر نرى العجب ولكننى أطالب من فَكَّر فى تلك الفكرة وهى الزى الموحد أن يراجع نفسه أو يراجعه من هو أكبر منه ولنعتبر ما حدث نكتة سخيفة يجب ألا تتكرر.