لم أفكر يومًا أن أكتب عن الساحرة المستديرة كرة القدم، وذلك لأننى أعتقد أن مصر مليئة بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى لها الأولوية، بالإضافة إلى أن كرة القدم لها كثير من الكتاب والصحفيين المتخصصين فى تلك اللعبة التى تهم قطاعًا كبيرًا من الجماهير، بل هى اللعبة الأكثر شعبية فى العالم ومصر، ولكن ما حدث مؤخرًا فى روسيا فى كأس العالم وما قام به المنتخب المصرى جعل كل المصريين يتحدثون عمّا فعله بهم المنتخب بداية من أول مباراة مع أورجواى وكانت البداية غير مبشرة بخسارة المنتخب المصرى مما سبب ضيقًا وقلقًا لنا جميعًا حتى جاءت مباراة مصر مع روسيا وكانت النتيجة سيئة وضاع أمل المصريين فى صعود المنتخب لدور 16 وأدرك الجميع أننا خرجنا مبكرًا من سباق المونديال، ولكن انتظر كل المصريين مباراة المنتخب المصرى مع السعودية بهدف الفوز ليشعر المصريون أن لديهم منتخبًا قادرًا على المنافسة وتحقيق النصر على فريق تؤكد كل الإحصائيات أنه أقل فنيًا من الفريق المصرى، وأن الفوز عليه ضرورة ولكن للأسف جاءت المباراة مخيبة للآمال وفاز الفريق السعودى بكفاءة مما أدى إلى إصابة الشعب المصرى بحالة حزن شديدة واعتصرت القلوب المصرية صغارًا وكبارًا ألم وسادت حالة اكتئاب شديدة فى كل ربوع مصر، وتساءل الجميع عن حالة اللامبالاة التى اتسم بها الفريق المصرى وماذا كان ينقص المنتخب المصرى ليؤدى واجبه؟ إن الدولة لم تتأخر فى دعم اللاعبين وكذلك الجماهير والشعب المصرى وقفوا معهم ووراءهم بالتشجيع وتكلفوا آلاف الجنيهات والدولارات لمؤازرتهم أثناء المباريات، ولكن للأسف المنتخب المصرى لم يهتم بذلك بل كان مشغولاً، بعضهم فى الإعلانات المدفوعة والبعض الآخر فى التسجيل للظهور أمام شاشات التليفزيون مقابل مبالغ مالية طائلة والبعض الثالث مشغول فى الخناقات وخلق المشاكل وإثارة القلق. لقد اعتبر المنتخب المصرى كأس العالم فرصة لجمع أكبر قدر من الدولارات بأى وسيلة وأى شكل بدلاً من أن يكون المونديال فرصة لإظهار المواهب والقدرات العالية فى الأداء. بذلك يجب أن لا يمر ما حدث مرور الكرام دون محاسبة سواء للاعبين واتحاد الكرة الذى كان عاملاً رئيسيًا فى التسيب والاستهتار الذى اتسم به المنتخب، وأعتقد أنهم جميعًا يعتمدون على أن ما حدث وأحزن المصريين ينتهى بعد فترة قصيرة وينسون ما حدث ولن تتم محاسبتهم على ما فعلوه بنا وهم يعتمدون على مرور الوقت فى ذلك وتهدأ الأمور وتعود ريما لعادتها القديمة وكأن شيئًا لم يحدث.