هو يعنى إيه «الأوفسايد» ده؟، هو ليه الأهلى لابس «تى شيرت» أزرق النهاردة؟، هو ليه محمد صلاح بيلعب مع المنتخب بس؟ هو إزاى الفريق اللى كسب يخرج والخسران هو اللى صعد؟.. بمجرد طرح هذه النوعية من الأسئلة تعرف أن صاحبتها أنثى، ليس لأن كرة القدم لعبة مليئة بالألغاز ولكن لأن كثيرات من المصريات ليس لديهن اهتمام كافٍ باللعبة ولا «يضيعن» أوقاتهن فى مشاهدتها، فلديهن قائمة طويلة بالمهام التى يمكن تضييع الوقت فيها. ربما لإيمانهن بأن «البنت زى الولد.. مش كمالة عدد»، أو لاعتقادهن بحق البنت الكامل فى المساواة، أو لإثبات أن الفتيات أيضًا يفهمن فى كرة القدم، أقدمت مجموعة من الفتيات المصريات على تأسيس أول رابطة نسائية لتشجيع المنتخب المصرى، عقب إعلان تأهله لبطولة كأس العالم المقامة فى روسيا خلال يونيو 2018، للمرة الأولى منذ 28 عامًا. على استحياء دخلت مجموعات صغيرة من الفتيات مجال تشجيع كرة القدم من خلال الروابط «الأولتراس»، ولكن سرعان ما اختفت هذه الروابط ومنها «زمالك جيرلز» وغيرها، وذلك لصعوبة مهمة التشجيع فى الاستاد وكون الأمر ينطوى على كثير من المشقة والمغامرة، لكن تجربة هؤلاء الفتيات مختلفة عن روابط التشجيع التقليدية، رحنا نتعرف عليها منهم تفصيلًا. مروة طه إحدى منسقات رابطة مشجعات المنتخب المصرى، تقول: جاءت فكرة تكوين «رابطة نسائية» بهدف تشجيع المنتخب بعد وصوله لكأس العالم، حيث تحولت فكرة التشجيع بمصر إلى العنف والسباب والشجار، وأمور من غير اللائق أن ترتبط بكرة القدم كرياضة باعتبارها اللعبة الأوسع انتشارًا على مستوى العالم، فقررنا أن نرسم صورة محترمة لمشجعى منتخب مصر، كى نغير الفكرة لدى الناس فى الداخل والخارج. نهدف من خلال المبادرة أن يدرك المجتمع أن تشجيع كرة القدم من الممكن أن يتم بصورة محترمة وأن ندعم فريقنا دون تجريح للفرق المنافسة، وبذلك سيتحول الهدف من تشجيع كرة لمحاولة الارتقاء بمستوى التشجيع ورفع اسم مصر عاليًا فى الخارج. كثيرون يعتقدون أن الفتيات لا يفهمن فى كرة القدم، ولا يفهمن قوانينها - تضيف مروة - لذلك أردنا أن نثبت أنه توجد فتيات كثيرات مصريات يحببن كرة القدم ويدركن جميع قوانين اللعبة، ويشجعن بطريقة لائقة ومحترمة، ويوجد فتيات ولاؤهن للفرق اللاتى ينتمين إليها أكثر من الرجال بكثير. وعن اختيار عضوات الرابطة تقول مروة: تم اختيار الفتيات بالرابطة بعناية فائقة وهن متنوعات فى التخصصات، فبينهن ربة منزل وصحفية ومذيعة ومهندسة وطالبات بالكليات الإعلام والسياحة والفنادق وجميعهن يتفقن فى حب كرة القدم ويفهمن قوانينها. بدأت فكرة تكوين الرابطة من خلال 5 فتيات وطفلة صغيرة اسمها «توتا إيهاب»، عمرها 6 سنوات، قالت إنها تحب لعبة كرة القدم وتمارسها، وقد تابعت مباريات المنتخب المصرى الأخيرة، ولاحظت أن عضوات الرابطة يفعلن أشياء مسلية ومفيدة إلى جانب التشجيع الكروى، فقررت المشاركة معهن، ولديها رغبة فى الاستمرار فى الرابطة، وشجع انضمام توتا طفلات أخريات للانضمام للرابطة. عن هيكل لرابطة مشجعات النسائية تقول ميرنا الشناوى، وهى فتاة تتحدث أكثر من لغة أجنبية أهمها الفرنسية، وهى صاحبة فكرة الرابطة: نعتمد فى إدارة الرابطة على عدد من الملفات، فهناك مسئولة ملف الرياضة وهى «نورهان طمان»، ومسئولة ملف السياحة «أسماء رؤوف»، والشباب والرياضة «سندس حمدى»، ومنسقة اختيار عضوات الرابطة « عزة جلال». تقول ميرنا: «بعد تصفيات كأس العالم 2018 وتأهل المنتخب المصرى للمرة الأولى منذ فترة طويلة، فكرنا فى تأسيس رابطة نسائية لتشجيع منتخبنا الوطنى، تبدأ التشجيع للمرة الأولى من روسيا، وهى فكرة جديدة، تكوين رابطة من مشجعات مصريات، بدأت عمل صفحة على فيس بوك بدعوة بنات للانضمام لرابطة مشجعات، بالفعل حدثت استجابة كبيرة ووجدنا بنات كثيرة تطلب التوقيع على استمارة عضوية الرابطة، ومنذ تشكيل الرابطة وقعت أكثر من 10 آلاف فتاة وسيدة حتى الآن. وضعت مؤسسات الرابطة مجموعة شروط للعضوية، أهمها أن تكون الفتاة تحب كرة القدم وتفهم قواعدها، وتقول ميرنا: الفتيات اللاتى سوف يسافرن لتشجيع المنتخب بروسيا يجب أن يكنّ أهلًا لأن يمثلن مصر فيكون لديهن لغة ومستوى اجتماعى وتعليمى وثقافى جيد، حيث سوف يتقابلن مع ثقافات مختلفة كثيرة جدًا، ومما لا شك فيه أنه سوف يحدث اندماج مع تلك الثقافات وستتحدث معهم، فتشجيع مصر بالخارج يعتبر تمثيلًا لمصر كدولة حتى لو كان ذلك التشجيع فى كرة القدم. تعتقد ميرنا أن مشجعة المنتخب فى روسيا يجب أن تكون قادرة على إقناع الجاليات التى سوف تتقابل معها على زيارة مصر، وعن كيفية الاختيار بين المتقدمات، أوضحت: نقبل طلبات المشجعات الراغبات فى الانضمام إلى الرابطة من خلال الصفحة «رابطة مشجعات النسائية»، ونتلقى طلبات الراغبات فى الذهاب لتشجيع المنتخب، ونسأل المتقدمات مجموعة من الأسئلة الأساسية فى قواعد اللعبة ونطلب منهن إرسال صورة شخصية، ونقوم بعمل فيديو أسبوعيًا لتوثيق عملية اختيار العضوات. لا تشترط الرابطة سنًا بعينها، فالمشاركات بالرابطة أعمارهن متباينة وبعضهن متزوجات وبعضهن فتيات، أعمارهن تبدأ من سن 6 سنوات إلى أكثر من 60 سنة طالما تم تطبيق الشروط عليها. أسماء رؤوف، منسقة الملف السياحى بالرابطة، تقول إن دور عضوات الرابطة لن يتوقف عند دعم المنتخب فقط، بل سوف نستكمل مسيرتنا من خلال تكوين أولتراس نسائى للمنتخب، موضحة أن العضوات يشجعن منتخب مصر ولا علاقة لهن بتشجيع أى فريق بالدورى. وعن المطالبات بإلغاء روابط الأولتراس، أكدت أسماء أن هذا ناتج عن السلوك غير اللائق من أعضاء الأولتراس من عنف وسباب وشجار والذى يخرج التشجيع من الروح الرياضية التى يجب أن يتحلى بها . وأضافت أيضًا أن عمل الرابطة لا يقتصر على التشجيع الكروى، بل تروج العضوات للسياحة المصرية والأماكن الأثرية الشهيرة، عبر صفحة الفيس بوك الخاصة بالرابطة، فمصر بها العديد من الأماكن السياحية الخيالية التى لا يعلم بها كثيرون حول العالم، وسوف نستغل وجودنا فى روسيا لتشجيع المنتخب، فى حث وتشجيع العالم للزيارة مصر، لذلك أعددنا خطة محكمة لتعريف العالم بالسياحة المصرية من خلال تشجيع كرة القدم، وستكون هذه الخطوة مفاجأة للجميع. وتقول سندس حمدى، مسئول ملف الشباب فى الرابطة: كل الفتيات الآن يتحدثن عن كرة القدم خاصة بعد النجاح الكبير لأسطورة كرة القدم محمد صلاح، والرابطة تدعو جميع المصريات للانضمام للرابطة، وقد تم التعاقد مع إحدى الشركات حتى نستطيع السفر لتشجيع المنتخب بروسيا، وقد تم وضع خطة للتشجيع بحيث يكون المظهر مختلفًا فى كل مرة يظهر فيها أعضاء الرابطة أثناء تشجيعهن للمنتخب. وأكدت سندس أن بعض الدول الأوروبية بها مدارس منظمة لتعليم التشجيع الكروى، كى لا يكون التشجيع عشوائيًا وليظهر المشجعون بصورة حضارية ومشرفة، ونحن هنا للقيام بهذا الدور. فمهمتنا كأول رابطة نسائية فى مصر تفعيل دور المرأة فى التشجيع، لإظهارها بصورة مشرفة تبهر العالم. وأضافت: نشر الصورة الإيجابية للفتيات المصريات، هو أحد أكبر أهداف الرابطة وأهمها، فمثلما نرى الفتيات الجميلات يشجعن المنتخبات الأوروبية فى البطولات الكبرى، سنجعل الفتيات المصريات مؤثرات فى المجال الكروى بصورة مشرفة لمصر وللرياضة المصرية، كما صنعنا عددًا كبيرًا من الشعارات التشجيعية، وستكون رمزًا للتشجيع النسائى لكرة القدم فى مصر. لقد أنشأنا قسمين للتواصل باللغتين الفرنسية والإنجليزية، مع وسائل الإعلام غير العربية فى دول العالم المختلفة، وستعتمد الرابطة على الظهور ولفت الأنظار من خلال ارتداء ملابس مختلفة كملابس الفراعنة وجميع الملابس الخاصة بالفلكلور المصرى، والتشجيع بطريقة مختلفة والظهور بمظهر مختلف، يعكس الثقافة المصرية دون أى إضافة عليها، وقد تم إعداد أغنية تشجيع للمنتخب المصرى خاصة بالرابطة وتم تسجيلها وسيتم تصويرها قريبًا، قبل السفر لروسيا.