أصابتنى دهشة مشوبة بكثير من الحزن والألم بعد سماع خبر وفاة الكاتب الصحفى إبراهيم نافع، لاشك الحزن والألم لوفاة الرجل بعد رحلة معاناة مع المرض بعيدا عن وطنه، هذا البعد الإجبارى الذى وضع ألما ربما يفوق آلام المرض، وبالرغم من طلب ورجاء إبراهيم نافع كما قالت زوجته أن يعود إلى أرض الوطن خاصة فى أيامه الأخيرة إلا أن أحدًا لم يسمع نداءه ولم يستجب أحد لطلبه، وكل ما كان بيده الأمر ويستطيع مساعدته لم يتقدم بخطوة واحدة لمساعدة أفضل وأقوى نقيب صحفيين عرفته نقابة الصحفيين، بالرغم أن هذا الرجل أفضاله كثيرة على صحفيين داخل مؤسسة الأهرام وخارجها. أما الدهشة التى انتابتنى حالة الانتفاضة التى التى ظهرت على البعض وأيضا حالة الوفاء الغريبة التى انتابت البعض الآخر وتسابق الجميع لذكر محاسن إبراهيم نافع وأنه سيتم رد اعتباره فى جنازة وعزاء مشرف وإننى أوجه كلامى للسادة الذين اهتموا بعمل جنازة وعزاء مشرف للإبراهيم نافع أن هذا الرجل كان يتمنى أن يحصل على أقل قدر من الاهتمام منكم قبل وفاته، ولكن للأسف هذه صفة من صفات كثير من المصريين أن يهتموا بالشخص بعد وفاته وبعد أن يصبح ما يقدم ليس له معنى أو قيمة فالمهم تقديم التقدير فى الوقت المناسب، ولكن للأسف لم يقدم أحد يد العون لإبراهيم نافع فى وقت كان يحتاج فيه للجميع خاصة من له فضل عليهم ووضع أسماءهم فى عالم الصحافة، وأنا شخصيا لم يقدم لى إبراهيم نافع أى خدمة أو مساعدة فى أى شيء، ولكننى كنت أحترم هذا الرجل وأقدره، فقد استطاع أن يجعل مؤسسة الأهرام أكبر مؤسسة صحفية فى الشرق الأوسط، وكان يتعامل مع الجميع بوقار واحترام، وازدهرت الأهرام فى عهده، وعندما جاء نقيبا للصحفيين كان نموذجًا مشرفًا للاحترام والقوة، وكنت وجيلى نستمد قوتنا الصحفية من قوة نقيبنا، فالنقيب القوى يعطى القوة لزملائه وأبنائه، فإبراهيم نافع عندما كان يتصل بأى مسئول فى الدولة لحل مشكلة أو طلب ما للصحفيين كانت تتم الاستجابة على الفور وكان اتصاله بالرئيس مبارك مباشرًا، وهو الوحيد الذى لم يكن لصفوت الشريف سلطان عليه، ومواقف إبراهيم نافع تجاه المهنة معروفة ولا أحد يستطيع إنكارها، إن بصمات إبراهيم نافع كانت واضحة فى كل مكان يتواجد فيه أو يتولى مسئوليته، ولعلنا نتذكر مبنى نقابة الصحفيين فى عهده حيث قام بتجديد المبنى وتحولت النقابة إلى فندق 5 أو 7 نجوم، وهذا شيء طبيعي، فإبراهيم نافع كان رجلاً أنيقاً وراقياً فى ملابسه وكلامه وتصرفاته وانعكست هذه الصفات على كل شيء فى النقابة، ولكن للأسف تدهورت النقابة بعد إبراهيم نافع ليس فقط كمبنى وإنما كنقباء ووصلت إلى حد الضعف حتى إننا كنا نخجل أن نذكر من هو نقيبنا، خاصة وقت تولى الإخوان الحكم. واليوم ومع بداية سنة جديدة أتمنى أن نمد يد العون لمن يحتاجنا ولا نتجاهل من يطلب المساعدة ، والمهم أن نقدم هذه المساعدة فى الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان.