قبل ما لا يزيد على 10 سنوات من الآن لم تكن رقصة الزومبا وجدت طريقها إلى أسماع الكثيرين من المصريين، غير أنها خلال السنوات القليلة الماضية عرفت طريقها إلى أبناء الطبقة العليا ثم سرعان ما انتشرت فى مختلف الطبقات الاجتماعية، خاصة فى الأوساط الشبابية. بشكل مضطرد تزايد عدد مراكز تعليم الرقص والتدريبات الرياضية فى مصر، كلون جديد من الرقصات التى تعتمد على التمارين القاسية، التى تساعد على حرق كميات كبيرة من السعرات الحرارية، ثم امتدت الزومبا باعتبارها لونًا ثقافيًا جديدًا لتدخل إلى المدارس المصرية، من باب الترفيه وتنشيط الطلاب خلال الطابور المدرسى فى إحدى مدارس اللغات بأكتوبر، لتكون هى التمارين الصباحية التى تحفز الطلاب على بداية نشيطه لليوم الدراسى. الرقصة التى بدأت فى 2001 على يد ألبرتو بيريز الكولومبى والمعروف ببيتو انتشرت فى 185 دولة خلال الست عشرة سنة الماضية، دخلت مصر سنة 2008 من خلال المدربة الأجنبية «آلى برانكو»، حققت نجاحا كبيرا حتى أن كثيرًا من الأطباء النفسيين يصفونها لمرضاهم الذين يعانون الاكتئاب وهى عبارة عن برنامج رياضى مستوحى من الإيقاعات اللاتينية. تعد الزومبا من أكثر الرقصات التى تحرق السعرات، إذ يحرق من يمارسها ما يقرب من 600 إلى 850 وحدة حرارية فى الساعه الواحدة، وغالبا لا يشعر الراقص بهذه الساعة، فالأجواء والموسيقى الصاخبة والرقص تفقد الراقص الإحساس بالوقت، وغالبا ما يمارس محبو هذه الرياضة الزومبا ما يقرب من 3 مرات أسبوعيا». سالى سلامة إحدى مدربات الزومبا استخدمت الرياضة فى الترويج للسياحة المصرية، فقد نظمت احتفالا رياضيا ترويجيا بالتنسيق مع برنامج «زومبا فيتنس» المعروف عالميا فى 185 دولة لاستقطاب محبى هذه الرياضة لزيارة مصر تحت اسم «جلام جيتاور» فى الاحتفالية التى أقيمت الأسبوع الماضى بحضور أكثر من 15 مدربًا أجنبيًا إلى مصر, وتشير سالى إلى أنه تم تحديد الأقصر وأسوان لاستضافة الاحتفال لتعريف المشاركين بالآثار المصرية والترويج لهاتين المنطقتين سياحيا فى العالم. سالى التى تعد من أشهر مدربى الزومبا فى مصر قالت أن الرياضة راجت على نطاق واسع فى مصر منذ استضافة أول دورة لإعداد المدربين فى القاهرة 2012 والتى نتج عنها تأهيل أكثر من 40 مدربًا ومدربة معتمدين، وحتى الآن استضافت القاهرة حوالى 55 دورة إعداد مدربين، لافتة إلى أن مصر بها ما يقرب من 350 مدربًا ومدربة معتمدين. وتقول سالى سلامة إن برامج التدريب ليس لها سن محددة فهى مقسمة لأكثر من فئة، فهناك زومبا للأطفالzumba kids وهى مخصصة للصغار من سن أربع سنوات وهناك زومبا للكبار فقط تسمى زومبا جولدzuma gold وهى مخصصة لكبار السن حتى سن 80 عامًا. اللافت أن الزومبا امتدت أيضا «إلى المدارس والحضانات ودخلت ضمن البرنامج التعليمى كنوع من الترفيه وتنشيط الطلاب خلال الطابور المدرسى، وهو ما رصدناه فى إحدى مدارس اللغات بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة. وبحسب جيهان على مديرة المدرسة فإن الفكرة طرحها أحد مدرسى التربية الرياضية بعدما طلبت منه تنفيذ فكرة غير تقليدية للحد من تأخير التلاميذ عن طابور الصباح وتشجيعهم على المشاركة فيه، والحد من الغياب عن المدرسة مؤكدة أن معدلات الغياب انخفضت بالمدرسبة بنسبة 30 % بعد تطبيق رقصة الزومبا فى الطابور. يبدأ الطابور فى السابعة والنصف وينتهى فى الثامنة صباحا، ويحتوى على الإذاعة المدرسية وتحية العلم وتمارين الزومبا، التى تحتوى على الموسيقى بدلا من العد الممل الذى تعتمد عليه المدارس العادية، وتقوم المدرسة كل يوم بإدخال حركات جديدة حرصاً على جذب اهتمام ومشاركة الطلاب. وأضافت مديرة المدرسة أن الزومبا أدخلت إلى الطابور الصباحى منذ العام الماضى لمرحلة الKG فقط، وبعد نجاحها وتفاعل الطلاب معها قررت إدارة المدرسة تعميمها على باقى الفصول حتى المرحلة الثانوية بداية من العام الحالى بديلاً عن التمارين الصباحية التقليدية، حيث يقوم مدرسو التربية الرياضية بقيادة التلاميذ لتأدية حركات رياضية على أنغام أغنية الزومبا. سعاد محمود إحدى أولياء الأمور قالت إن التمارين الصباحية أثبتت فشلها بشكل واضح وملحوظ منذ زمن بعيد، وأنها عندما علمت بما يجرى داخل المدرسة أيدت الفكرة، خاصة وأن أبناءها أحبوا المدرسة بعد أن كانوا يشعرون بالملل وتابعت: المدرسة لا يمكن أن تحول الطابور الصباحى لحفلة رقص. معاذ أحمد أحد طلاب الصف الأول الثانوى، قال إن الطابور أصبح ممتعا وأكثر حيوية وبه روح كانت مفقودة طوال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه كان يرفض حضور الطابور الصباحى لأنه كان يرى أنه بلا فائدة وتمارينه «عبيطة» أما الزومبا فهى رقصة شهيرة بها العديد من الحركات الجذابة، وأضاف أنه حريص على الحضور باكرا للمدرسة مع زملائه فى موعدهم. الفنانة ريم أحمد التى تعمل مذيعة حاليا وكانت قد قدمت دور الطفلة «هدى» فى مسلسل «يوميات ونيس» تعد أحد أمهر مدربى الزومبا فى مصر وهى تشارك فى العديد من الاحتفاليات، وكان فيديو شهير لها وهى تمارس هذه الرياضة قد أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى قبل أن توضح للجمهور طبيعة الرقصة والهدف منها وهو ما ساعد فى انتشار الرقصة على نطاق واسع.