بنجاح وإبهار كانت فعاليات منتدى شباب العالم بمدينة السلام شرم الشيخ بحضور رؤساء وملوك وأمراء و52 وفدا رسميا و3000 من الشباب، حضر الجميع لتحقيق أحلام الشباب وكل شعوب الأرض فى حياة بلا حروب وبلا إرهاب أو تطرف.. المنتدى بدأ قويا بالكلمة التى وجهها الرئيس السيسى إلى العالم وهى أن مقاومة الإرهاب حق من حقوق الإنسان، وذلك لأن الإرهاب ينتهك الإنسانية ويعتدى عليها ويحطمها، وقال الرئيس إنه يجب علينا جميعا الاضطلاع بمسئوليتنا التاريخية من أجل صياغة رؤية للغد تتضمن أن يكون العالم آمنا ومستقرا يعيش أفراده فى ظل سلام وحرية للمعتقد والرأى وبلا عنف أو تمييز دينى أو طائفى أو عرقى أو جنسى. وبالرغم من أن جميع الجلسات التى عقدت بالمنتدى كانت مهمة وتم تناول موضوعاتها بشكل جديد ومبتكر فإن جلسة «الحضارات والثقافات.. صدام أم تكامل» كانت مهمة جدا، وكان محتواها هو كيفية تغيير الخطاب الدينى، هذا المطلب الذى دعا إليه الرئيس السيسى منذ عدة سنوات، لكن للأسف لم نر أى مؤشرات لتحقيق هذا المطلب الذى أصبح ضرورة ملحة، وقد جاءت كلمات الرئيس السيسى فى تناوله لهذا الموضوع قوية، وكانت رؤيته فى قضية صدام الحضارات مبنية على بناء فكرى مختلف، حيث قال إن الحق سبحانه وتعالى خلق الوجود بتنوع واختلاف شديدين فى كل شيء، وهذا معناه أنها سنة إذا أراد أحد أن يأخذها من منظور دينى، وهذه سنة كونية ولا يمكن أن تصطدم ببعضها البعض. والصدام يحدث عندما يكون هناك شكل من أشكال الاستعلاء بالديانة أو الجنسية أو المذهبية، وقال الرئيس السيسى إن الصدام دائما يكون لدول تحقق مصالحها من خلال الصدام السياسى والعسكرى، وأكد على أن التنوع من سنن الكون والاستعلاء هو ما أخرج الشيطان من مكانة كبيرة كان بها، ولذلك من يدعو للصدام سيفقد مكانته، فالصدام أمر محتمل ولكن التفاعل أمر حتمى وما يتم وما قبل يؤكد ذلك وطلب الرئيس من الشباب التفاهم والتفاعل والتسامح مع الآخر، وقال: «اعتز بدينك وقوميتك ولا تتصادم مع الآخر، ولا تتكبر بدينك وجنسيتك وعرقك وعندما نقبل بعضنا البعض لا يعنى التنازل، فالمشكلة الكبيرة للمتطرف أنه يستعلى بفكره ودينه رغم أنه غير مسئول عن الآخرين، بل هو مسئول عن نفسه فقط ونحن نحتاج جميعا أن نعمل كثيرا من أجل ذلك وأن نحترم الآخرين حتى من لا يؤمنون فكل إنسان مسئول عن اختياره فقط، وطالب الرئيس السيسى ألا يستخدم الدين كوسيلة لتدمير الأمم من خلال الفهم الخاطئ. وبناء على ما طالب به الرئيس السيسى فى هذه الجلسة يجب أن يضع الأزهر ووزارة الأوقاف ممثلة فى الدعاة كل ما قاله الرئيس أمام أعينهم والعمل على تنفيذه، يجب وضع ما قاله الرئيس فى مناهج الأطفال والمرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية وكذلك القنوات الفضائية وكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تعمل على تطبيق ما قاله الرئيس فى هذه الجلسة فما قاله إذا تم تطبيقه سيعم السلام بلادنا، فقبول الآخر أصبح أمرا حتميا وضروريا لإنقاذ بلادنا والعالم من الإرهاب والتطرف.