اليوم.. وزارة الأوقاف تفتتح 8 مساجد    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 19 أبريل    تسنيم تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان    الطيران الحربي الإسرائيلي يستهدف منطقة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة    موعد مباراة جنوى ولاتسيو في الدوري الايطالي    ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مباريات اليوم الجمعة 19- 4- 2024    بعد تعليمات الوزير.. ما مواصفات امتحانات الثانوية العامة 2024؟    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    رد فعل صادم من مصطفى يونس على واقعة إخفاء الكُرات فى مباراة القمة    الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المتحدة    عيار 21 يرتفع لأعلى مستوياته.. سعر جرام الذهب بالمصنعية اليوم الجمعة 19 إبريل 2024 بالصاغة    طلب إحاطة في البرلمان لإجبار أصحاب المخابز على خفض أسعار "الخبز السياحي"    أصعب أيام الصيف.. 7 نصائح للتعامل مع الحرارة الشديدة    «ستاندرد أند بورز»: خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    حظك اليوم برج العذراء الجمعة 19-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سوزان نجم الدين تتصدر تريند إكس بعد ظهورها مع «مساء dmc»    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    تقارير أمريكية تكشف موعد اجتياح رفح الفلسطينية    ملف رياضة مصراوي.. ليفربول يودع الدوري الأوروبي.. أزمة شوبير وأحمد سليمان.. وإصابة محمد شكري    "ليست أول فرصة يهدرها في حياته".. كلوب يعلق على الانتقادات ضد صلاح    عز بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 19 إبريل بالمصانع والأسواق    وعد وهنوفي بيه، الحكومة تحدد موعد إنهاء تخفيف أحمال الكهرباء (فيديو)    3 ليال .. تحويلات مرورية بشارع التسعين الجنوبي بالقاهرة الجديدة    أسعار العملات الأجنبية اليوم الجمعة.. آخر تحديث لسعر الدولار عند هذا الرقم    الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبار ذلك سبيلاً للسلام    حزب الله اللبناني يعلن استهداف جنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب بقذائف المدفعية    صدمة .. إصابة أحد صفقات الأهلي في الميركاتو الصيفي    هدف قاتل يحقق رقما تاريخيا جديدا في سجل باير ليفركوزن    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    شاهد.. نجوم الفن في افتتاح الدورة الثالثة ل مهرجان هوليود للفيلم العربي    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    #شاطئ_غزة يتصدر على (اكس) .. ومغردون: فرحة فلسطينية بدير البلح وحسرة صهيونية في "زيكيم"    البابا تواضروس خلال إطلاق وثيقة «مخاطر زواج الأقارب»: 10 آلاف مرض يسببه زواج الأقارب    «علاقة توكسيكو؟» باسم سمرة يكشف عن رأيه في علاقة كريستيانو وجورجينا (فيديو)    متحدث الحكومة: دعم إضافي للصناعات ذات المكون المحلي.. ونستهدف زيادة الصادرات 17% سنويا    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد الكبرى الجمعة    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    النشرة الدينية.. هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟.. وما هي أدعية شهر شوال المستحبة؟    الصين: العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة أكثر إلحاحًا في الوقت الحالي    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    بسبب أزمة نفسية.. فتاة تنهي حياتها بالحبة السامة بأوسيم    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطواف حول الأزهر!

خطب رئيس وزراء إنجلترا فى مرة فقال: «إن إنجلترا لا تشرف بشىء قدر شرفها بأن منها وليم شكسبير»، وكانت بريطانيا حينها الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس.. ومع الوقت ومرور الزمن.. ضعفت الإمبراطورية وغابت عنها الشمس، بل غابت شمسها هى أيضًا، وبقيت كلمات كاتب وشاعر عظيم اسمه «شكسبير».. لك أن تتخيل أن دولة كانت هى الأعظم والأقوى على وجه الأرض يقف حاكمها ليفتخر لا بشىء إلا بشخص تناقلت الأجيال إبداعاته وأقواله وأفكاره (!) هنا ثلاثة معانٍ مهمة يجب أن نستلهمها.
المعنى الأول والمباشر هو أن الأمم مهما كانت قوية فإن موطن بقائها وقوتها الحقيقية الذى يعيش ويستمر عبر التاريخ يكمن فيما تقدمه من معانٍ وأشياء إيجابية للإنسانية، والمعنى الثانى أن إعلان المبادئ والأفكار ليس فقط من قبيل الشجاعة المحتومة، ولكن فى الأساس هو انتصار لفكرة مستنيرة وإعلان حرب على أفكار أخرى ظلامية، والمعنى الثالث والأخير هو أن التحيز للوطن فريضة لا يمكن الفكاك منها وأنت تناقش بعض القضايا وتفتح بعض الملفات.. وقد تكون تلك المعانى الثلاثة مداخل ملائمة لمحاولة العصف الذهنى الجادة والهادئة للنقاش حول «القوة الناعمة للأزهر الشريف.. أين وإلى أين»؟ (!)
1000 سنة إشعاع
عبر أكثر من عشرة قرون ظل الأزهر قلعة الإسلام الحصينة، وصرحًا شامخًا يتميز بالوسطية والاعتدال فى الفكر والثقافة. ومركز إشعاع روحى يؤدى رسالة نبيلة لجميع شعوب العالم الإسلامي، حيث ينهل من علومه آلاف الطلاب الوافدين من آسيا وأفريقيا وأوروبا. ويعتبر الجامع الأزهر أهم المساجد فى مصر وأشهرها فى العالم الإسلامى. وبالرغم من أنه أنشئ لغرض نشر المذهب الشيعى عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلى قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، فإنه حاليا وعبر قرون مضت كان يدرس الإسلام حسب المذهب السني، وبعدما أسس الصقلى مدينة القاهرة شرع فى إنشاء الجامع الأزهر واستمر بناؤه لمدة عامين حتى أتمه وأقيمت فيه أول صلاة جمعة فى 7 رمضان 361 ه - 972م. وهو بذلك أول جامع أنشئ فى مدينة القاهرة وهو أقدم أثر فاطمى قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون فى أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها.
ولعل ما ذكره الدكتور عبدالرحمن زكى الباحث والمؤرخ فى كتابه (حواضر العالم الإسلامى فى ألف وأربعمائة عام- القاهرة.. منارة الحضارة الإسلامية) يلخص بلغة رشيقة الكثير من الجذور التى ينبغى علينا الوقوف أمامها ونحن نتحدث حول حاضر الأزهر ومستقبله، حيث قال: إن تاريخ الأزهر هو تاريخ الثقافة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجرى إلى اليوم، وإذا كانت مصر قد وضعتها الأقدار فى هذا الموقع الخطير على خريطة العالم، حيث تقع مركز اتصال بين القارات، ترسل من أشعتها الثقافية والحضارية إلى شتى أنحاء العالم شرقية وغربية، فإن الأزهر قد نهض فى هذا المكان، ولا يزال يقوم بدور رائع عظيم الأثر فى الفكر الإسلامي، بل الفكر الإنساني، يرسل دعاته وأفكاره فى كل اتجاه ينشر العلم والمعرفة، وقد وقف الأزهر ألف سنة أو تزيد، يصارع الحوادث، فلم يلبث أن تحوّل الأزهر بعد إنشائه إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية، يجتمع فيها طلاب العلوم والفنون من جميع الأقطار. وكان الخلفاء الفاطميون حريصين على الاهتمام بهذا المعهد الكبير وتزويده بكثير من الكتب وتخصيص موارد باهظة للإنفاق على طلابه الوافدين عليه، وبقى الأزهر منذ إنشائه مسجد الدولة الفاطمية الرسمى وكان الخليفة بنفسه يؤم الناس فى صلاة عيدى الفطر والأضحى التى تقام فيه، وقام الأزهر بدور كبير فى إذكاء الحركات القومية فى مصر فى العصور القديمة والحديثة وقد تجلت زعامته الشعبية بأروع مظاهرها أيام الحكم العثمانى والاحتلال الفرنسى لمصر (1798 - 1801) حينما تولى شيوخه وطلابه قيادة المقاومة الشعبية وتنظيمها، واحتمل الأزهر خلال تلك الحوادث أقسى التضحيات.
منارة العلم والمقاومة
وكان الأزهر ورجاله يغذون الثورات الوطنية بخطبهم وكتاباتهم ويتركون أثراً فعالا فى تكوين شخصيات ثورية مثل أحمد عرابى قائد الثورة العرابية الذى تلقى علومه فى الجامع الأزهر لمدة أربع سنوات، وجمال الدين الأفغانى وعمر مكرم والشيخ محمد عبده، وغيرهم من الذين أثاروا العقول لمحاربة الجهل والظلم والعدوان. وجدير بالذكر أن الزعيم سعد زغلول قائد ثورة 1919 تلقى العلم فى الأزهر وتخرج فيه قبل دراسته للحقوق.
وجامعة الأزهر لا تختلف غايتها عن غاية الأزهر الشريف فى تاريخه المديد إلا من تغيير الخطط وتعديل الوسائل بقدر ما تتطلبه الحياة المتطورة، ولم ينحرف طريقها عن طريق أبيها الجليل «الجامع الأزهر»، حيث إن التاريخ الصحيح يقول إن الأزهر كانت تدرس فى أروقته، إلى جانب التفسير والحديث والفقه والأدب، علوم الفلك والهندسة والطب والرياضة والحساب، وكانت تعقد فيه حلقات العلم للنساء؛ ولذلك فإن الأزهر جزء بارز فى كيان المجتمع الإسلامي، وله تراث مجيد يعتز به كل مسلم فى مشارق الأرض ومغاربها، وكان يجاهد فى ميادين العلم والدين والإصلاح الاجتماعى والخلقى والسياسى فى مصر والعالم العربى والإسلامي، ويبقى كذلك حتى اليوم مقصد طلاب العلوم العربية والثقافات الإسلامية من مختلف الأمم والشعوب.
أزمة التجديد
الكلام عن البعد التاريخى لمؤسسة الأزهر ليس من قبيل «الحكي»، فعندما يدور جدل عريض حاليًا حول استعادة دور الأزهر الذى يعد بمثابة القوة الناعمة للإسلام وليس لمصر فقط، ويطرح الكثيرون أفكارهم فى هذا المضمار ويصوب البعض الآخر سهام اتهاماته، بل رصاصاته نحو الأزهر فلابد من التأكيد أولاً على أن مؤسسة الأزهر لها تأثير عميق فى المجتمع المصرى والعربى والإسلامى ورمزًا من رموز مصر والحضارة الإسلامية. وإنه يتخطى فى الوجدان المصرى كونه مجرد جامع وجامعة، بل إن وجوده على مستوى التأثير السياسى والاجتماعي، أكثر عمقا بسبب أدواره التى اضطلع بها عبر التاريخ والتى ذكرناها آنفًا.
الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية يؤكد أن مصر والعالم العربى والإسلامى جاءت عليهم أزمنة وكان الأزهر وحده هو منبر العلوم الإسلامية، وحتى البلد الذى نزل فيه الوحى تعلموا علوم الدين على أيدى علماء الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن الأزهر لم يتخلف عن مواجهة التطرف وتجديد الخطاب الدينى لحظة، وأن الهجوم على الأزهر الشريف هو هجوم على القيم الوطنية، وأوضح النجار أن منابع العلم الآن كثرت وتشعبت، لكن يظل «الكبير كبيرًا»، والأزهر هو الأسبق على كل الجامعات والفضل فى العلم دائمًا للأسبق واعتبر أن فكرة تجديد الخطاب الدينى ليست ثغرة كما يراها البعض لأن التجديد يقوم فى الأساس على فهم النص وإنزاله على الواقع وليس تهميش النص أو إنكاره والسخرية منه، مشددًا على أن الأزهر هو أهم قوة ناعمة لمصر وأحد أهم أسباب ريادتها وزعامتها عبر كل العصور، حيث إنه مؤسسة علمية سجلت لمصر فى كل الأزمنة أنها رائدة التنوير والوسطية.
وينتقد النجار الباحث إسلام بحيرى قائلا: «مسكين ومش فاهم»، ويعتقد هو والبعض أن تجديد الخطاب الدينى يعنى شتيمة الإمام «البخاري»، الذى أسس هو ورفاقه منهج التوثيق وقدموا للبشرية خدمة يسير عليها مليارات البشر فى الوقت الراهن، وتابع النجار: «إسلام بحيرى ظاهرة ستنتهى قريبًا وسينضم إلى مجاهيل التاريخ لأنه مش فاهم نقد أساسًا».
واعترف النجار بوجود قصور فى بعض الأمور، ولكن يتم التعامل معها أيضًا، فمناهج الأزهر لا تختلف كثيرًا عن كل المناهج التعليمية فى مصر وتحتاج إلى مراجعة وتطوير وتنقيح، وكذلك فإن البحوث والدراسات فى الأزهر وفى مصر كلها بشكل عام تعتمد على الفردية وليس الجماعية كما يحدث فى الغرب، رغم أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسسوا لمبدأ «الإجماع»، ويعنى ذلك أنهم تشاوروا واتفقوا واختلفوا حتى اجتمعوا على أمر، فالدراسات ورسائل الماجستير والدكتوراه يجب أن تكون جماعية وليست فردية لإحداث قدر أكبر من الاستفادة الحقيقية والتطوير.
من جانبه قال د. محيى الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إن الأزهر كان وسيظل سندًا لمصر وأمته العربية والإسلامية، وأحد أهم قواها الناعمة إن لم يكن الأهم على الإطلاق، مؤكدًا أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يبذل جهودًا حثيثة فى قضية تطوير الخطاب الديني، وأن علماء الأزهر أول من يدركون أن الإسلام لم يأت ليكون حبيسًا فى النصوص، ولعل من عظمة القرآن الكريم أنه لم يتعرض لتفصيلات، ليترك المساحة للعقل البشرى أن يتأمل، لكن هذا لا يعنى القطيعة مع موروثاتنا العلمية كما يتخيل البعض، لأن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى نسف التراث وبناء منظومة جديدة، فهذا أمر غير معقول ولا يتقبله منطق.
الطلبة الوافدون
يستقبل الأزهر الشريف نحو 4 آلاف طالب وافد يدرسون بمنح من الأزهر الشريف ونحو أكثر من 30 ألف طالب وافد يدرسون على حسابهم الخاص، وعدد الفتيات فيهم يبلغ 9154 طالبة، وذلك بالمعاهد الأزهرية المختلفة وجامعة الأزهر ومرحلة الدراسات العليا. ويبلغ عدد الطلاب الوافدين من قارة أوروبا نحو 1341 طالبا وطالبة، ومن دولة الصين 1705 طلاب وطالبات، وفى محاولة من الأزهر لنشر اللغة العربية وتعليم طلاب الأزهر الوافدين من الخارج إلى جامعة الأزهر، وكذلك لنشرها بسلاسة خارج القطر المصرى فى الدول الأفريقية والآسيوية والأجنبية، قرر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية فى بنجلاديش، يقوم الأزهر بتزويده بالمدرسين والمناهج الدراسية. وقد بدأ إنشاء معاهد اللغة العربية بالخارج والداخل لتعليم الأشقاء عبر الأزهر منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، حيث تم إنشاء مدينة البعوث الإسلامية التى كان ولا يزال يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين على مساحة 30 فدانًا، وتضم طلابًا وافدين من 70 دولة إسلامية يتعلمون فى الأزهر ويقيمون فى مصر مجانًا.
الأزهر وأفريقيا
ربما لا يعرف كثيرون أن أغنى رجل فى أفريقيا وهو النيجيرى أليكو دانجوتي، ويبلغ من العمر 60 عامًا، قد تخرج فى كلية التجارة جامعة الأزهر. وهو مسلم الديانة ويتكلم العربية وبحسب مجلة فوربس فإن ثروته تقدر ب16 مليار دولار ويملك مصانع عديدة للأسمنت والسكر، مع بعض الاستثمارات فى أوروبا والولايات المتحدة. ويساهم ب35 مليون دولار سنويًا فى المشروعات الخيرية ويصنف من أكبر 10 متبرعين للأعمال الخيرية فى العالم.. الدلالة المهمة التى يجب أن تستوقفنا هنا هى الدور البارز والأيادى البيضاء للأزهر على القارة السمراء، ونظرًا لأهمية وجود علاقات تواصل مع المجتمعات الأفريقية وما تتمتع به من تعدد للثقافات حرص الأزهر على إنشاء قسم اللغات الأفريقية عام 1967م ليقوم بمهمة تدريس اللغات الأفريقية الأكثر انتشاراً فى القارة وهى: السواحلية، والهوسا، والأمهرية، والفولانية منذ النشأة وحتى وقتنا الحاضر (2017م)، وذلك حتى يقوم القسم بتحقيق جزء من رسالة الأزهر الشريف وجامعته فى هذه المجتمعات ومنها نشر صحيح الدين وتصحيح المفاهيم المغلوطة والخاطئة التى تضر بالإنسان فى كل زمان ومكان، والتعرف على آداب وثقافات الشعوب الأفريقية، ولم يقتصر القسم فى التدريس على أعضاء هيئة التدريس المصريين وإنما استعان ولا يزال يستعين فى التدريس بمجموعة من أبناء اللغات الأفريقية ممن درسوا فى الأزهر الشريف فى إطار التعاون والتواصل الثقافى بين الأزهر الشريف والشعوب الأفريقية. وحرصاً من الأزهر الشريف على نشر صحيح الدين الإسلامى فقد تم إنشاء شعبة لتدريس الدراسات الإسلامية باللغة السواحلية داخل قسم اللغات الأفريقية باعتبارها أكثر اللغات الأفريقية انتشاراً فى شرق القارة الأفريقية ووسطها يقوم بالتدريس فيها أعضاء هيئة تدريس مصريون وأفارقة من أبناء القارة الأفريقية.
ما له وما عليه
تحضرنى عبارة الدكتور الراحل عبدالغنى الرابحى عميد كلية أصول الدين الأسبق عندما قال فى مقالة له عنونها ب«للأزهر أن يقول»: (لو اعتبرنا الإسلام كتابًا لجاز لنا أن نعتبر عنوانه هو «الأزهر» ومازلت أذكر وأرددُ كلمة حصيفة لمستشرق قالها منذ نصف قرن: «إن الإسلام تتركز مهابته فى ثلاثة أشياء: الكعبة والقرآن والأزهر، فالكعبة هى قبلة الصلاة والقرآن هو دستور الإسلام، والأزهر هو قبلة الفكر والثقافة الإسلامية).. ولنا أيضًا أن «نقول للأزهر» ونسجل عدة ملاحظات للقائمين على المؤسسة التى نفخر بها وسنظل نناقش شئونها وننتقد سلبياتها بكل تجرد ومحبة:
الجدل الثائر دائمًا حول استعادة دور الأزهر كقوة ناعمة ليس فقط لمصر، ولكن للإسلام والعروبة والإنسانية برمتها ورغم ما يحمله كثيرًا من انتقادات وهجوم ضارٍ وشرس إلا أنه أمر صحى وإيجابي، ولا يجب أن يتململ منه مشايخ الأزهر، أو أن ينهروا بعض الباحثين الذين يقدمون رؤى وأفكارًا مختلفة، لأنه لا يملك أحد صكوك الغفران ولا الحق والحقيقة المطلقة، بل يكون الرد على النقد بالنقد والحجة بالحجة.
على مؤسسة الأزهر أن تختار من يمثلها فى الإعلام وخصوصًا على شاشات الفضائيات لأنه وللأسف الشديد يسيء بعض المنتسبين للأزهر إليه بمستواهم الضحل وردودهم غير المقنعة.
المستوى المادى للوعاظ والأئمة ورواد القوافل التى تجوب المحافظات ضعيف للغاية، وهذا ينعكس على قدرتهم على البحث والقراءة والتنقيب والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ما يعنى فى النهاية ضعفا فى المستوى أيضًا، وهذا الواعظ هو أهم حلقة فى المنظومة لأنه صاحب رسالة التواصل المباشر مع الجمهور.
يطرح البعض بين الحين والآخر مشروعًا لاستقلالية الأزهر ماديًا، وذلك عبر فصله عن مجلس الوزراء والانتخاب الكامل لشيخ الأزهر، وهذه فكرة غير مقبولة لأنها تجعل من الأزهر دولة دينية متعالية لا تتمتع بالشعبية الجارفة ومحبة كبيرة من الناس كما هو حاصل الآن.
كم الفوضى الهائل من الفتاوى تحتاج تعاملا حاسما من المؤسسة الأزهرية.
الأزهر تحول فى الضمير المصرى إلى مرجعية معنوية وأخلاقية وإنسانية حاكمة، ولذلك عبر الكثيرون - وأنا منهم - عن صدمتهم لرفض الأزهر تكفير أعداء الدين والأوطان والشعوب والإنسانية.. الدواعش.
يوجد شبه إجماع على ضرورة تنقيح وتعديل وتطوير المناهج الأزهرية فى جميع المراحل التعليمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.