سطران قصيران تطل علينا بهما فيروز- ست الدني- لتمزِّق حالة اللاشيئية التى ندور فيها فنيًا واجتماعيًا وعربيًا. سطران أهدتهما لروح رفيق الدرب العاصى برسم ابنتهما ريما عاصى الرحبانى وبوعد من زياد أن يكتمل العمل إلى ألبوم كامل يصدر بسبتمبر القادم. تتساءل الأوتار الفيروزية: لمين؟؛ لمين تسهر النجمة؟ ليه تخلص العتمة؟ إلك أو إلي؟ أو مش لشي؟ مش لشي ولا أى شي لمين يبكى الحور ليه الأرض بتدور؟ إلك أو إلي؟ أو مش لشي؟ مش لشي ولا شي ظهرت الفيروز أثناء تسجيل الأغنية على الصفحة الشخصية لابنتها ليبدو صوتها يتحدى الزمن، وكأن «لمين» 2017 لا تختلف صوتًا ولا أداء ولا شجنا عن «لمين» الهدية فى سبعينيات القرن الماضي. تسهر النجمة، وببالها الرحبانى الذى اختارت أن ترسل له هذه العبارات البسيطة فى ذكراه الحادية والثلاثين، بلغة تحمل طابع الرحبانية بامتياز، بسيطة وسلسة لا تحمل فذلكات لكنها فور أن تسمعها تدعوك للتمهل قليلاً والانفصال عن دوران «دولاب الحياة المجنون» لتفكر كيف لم يخطر ببالك أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة الساذجة الصحيحة جدًا؟، وكيف لم تواتك الشجاعة كى تقتنص إجابة مثل «ولا أى شيء» بنفس هذا القدر من عدم الاكتراث! فور بث أول دقيقة من الكليب تجاوزت المشاهدات والتحميلات المليون متابعة قبل مرور ساعة على رفعه، وعلى المواقع التواصلية اشتعلت معارك التنديد والتأييد، بين من اعتبروا أن الرحبانية خدعوا جمهورهم ب«سطرين قصيرين» ليس بهما سوى كلمات مراهقة- بفتح الهاء وكسرها- وبين الجمهور الحقيقى الذى اعتبر أن مجرد إطلالة الفيروز وسط هذه الحالة المتأزمة إقليميًا وبشجن إنسانى ودفء عتَّقته سنوات الفراق هو بحد ذاته حالة تستحق الاحتفاء، وصوتها كالعادة تحتمل ساحاته شغبا وشغفا كهذا وأكثر. الألحان تحمل بصمة زياد التى استثناها الكثيرون من هجومهم العنيف والذى أكد فى أكثر من لقاء تليفزيونى سابق أن الفيروز رفضت أكثر من مرة الغناء مؤخرًا حتى أن مقربين منه أكدوا أن ألبوم «معلومات أكيدة» الذى غنته لطيفة كانت أغلب أغنياته أصلاً للفيروز لكنها رفضت، فيس بوكيا الألحان منسوبة ل«جلبير بيكو»، والألبوم كله ينتظر الصدور فى الخريف. فيروز.. دمت سهرانة مثل النجمة، بلا ولا شيء تضوى سما الطرب العربي.