يبقى عالم السحر والجان أسراره غامضة ومبهمة على مر التاريخ، فلا يخفى على بشر منذ القدم استخدام الرهبان والقساوسة والشيوخ والحاخامات وحتى الأديان غير السماوية السحر لشفاء العلل وإبعاد الأذى الذى يواجهه البشر فى حياتهم اليومية بإيمان راسخ بالعالم المحتجب عن عيون البشر، لذا الجدل حول السحر هو جدل طويل حول حقيقته، وبالمجتمع العربى يجتمع كل البشر باختلاف الأديان والأفكار ومستوياتهم الاجتماعية على وجود السحر على أساس إيمان تام بالعالم الآخر. مفاجأة أن عام 2017 يحمل العديد من الأعمال الدرامية التى تهتم بالسحر والشعوذة، وأعمال الجان وتتوزع هذه الأعمال ما بين السينما والتليفزيون، أما المفاجأة الكبرى فهى عرض أبرزها على شاشة تليفزيون رمضان القادم وهو الشهر الذى يختفى فيه السحرة والشياطين، وفى مقدمتها مسلسل «عفاريت عدلى علام» وهو رهان نجم النجوم عادل إمام فى 2017. موجة أفلام السحر - العالم الغيبى - انتشرت حول العالم كالنار بالهشيم حتى بالعالم العربى ظهرت بقوة بين جمهور العرب مثل سلسلة أجزاء الفيلم التركى الذى ظهر الجزء الأخير منه dabbe 6 فى 2015 ونال نجاحا كبيرا ويدور حول سلسلة من الأحداث الغريبة والمرعبة تحدث لفتاة شابة بعد مشاهدتها وفاة والدتها من قبل قوى خارقة للطبيعة. استدعاء الطبيب، الذى لديه تجربة مماثلة مع فتاة أخرى، فتحدث ظواهر مروعة مما يؤدى إلى نتائج غير متوقعة. وفى مصر انتقلت التقليعة مع عزوف المشاهدين عن دراما البلطجة وبدأت حقبة جديدة من دراما السحر خاصة مع الإقبال الكبير على روايات السحر والرعب بين الشباب والكبار بعد الرواج الذى ناله فيلم «الفيل الأزرق» الذى يروى قصة الجن العاشق ومسلسل «ساحرة الجنوب» الفتاة الصعيدية التى تستعين بالسحر لتحقيق أهدافها ومسلسل «السبع وصايا» الذى يعرض عالم الروحانيات من خلال سبع وصايا لأب لسبعة من أبنائه، فاتجهت أعين المنتجين نحو رغبة المشاهدين واهتمامهم بأفلام السحر والرعب، ومن أجل تحقيق الربح بدأ إنتاج مجموعة من الأفلام والمسلسلات فى ذلك الإطار ظهر منها مؤخراً مسلسل «الكبريت الأحمر»، حيث قدم كاتب المسلسل عصام الشماع فيه وجبة دسمة من علوم السحر للمشاهدين بحبكة درامية وكلمات سحر ألقاها الممثل عبدالعزيز مخيون الذى لعب «دور شمس» الساحر الملم بعلوم السحر على المشاهدين فسحرهم جميعاً بأسلوبه. ومن الأعمال المترقب عرضها ما يعتمد على دراما السحر والرعب العنيف أو ذى الطابع الكوميدى ومن تلك الأعمال «القرد بيتكلم» الذى تدور أحداثه حول ساحرين شقيقين (أحمد الفيشاوي) و(عمرو واكد)، يحضران لخدعة سحرية قادرة على إطلاق سراح والدهما البريء من السجن. الفيلم الثانى هو «عمارة رشدى» الذى تدور أحداثه فى إطار كوميدى وهو مأخوذ عن قصة حقيقية تقع داخل عمارة رشدى بالإسكندرية فى حى لامار، المعروفة بأنها مسكونة بالعفاريت والتى نالت شهرة واسعة بعد الثورة حين اقتحمها عدد من الشباب، والفيلم تأليف وائل يوسف، بطولة حسن عيد، نرمين ماهر، مدحت تيخة، سمر جابر، إنجى خطاب، وأيمن قنديل. والفيلم تنتجه شركة «إن جي» للإنتاج الفني، وإخراج حسن السيد ويتناول يوميات زوجين جديدين وهما دكتور تجميل وزوجته تشاء الأقدار أن يسكنا بالعمارة. العمل الثالث هو مسلسل «كفر دلهاب» الذى كشف عنه يوسف الشريف وقال إنه سيكون مسلسل رعب بشكل جديد وعنيف، فيه شخصية «حيوان» بكل ما تحمله الكلمة من معني، حتى يتطور خلال أحداث المسلسل إلى أن يتحول إلى إنسان مرة أخري، تدور أحداث المسلسل فى أحد العصور القديمة فى أحد الكفور ويدعى كفر «دلهاب» ويقوم سكانه بالسحر والأعمال، ومن المترقب عرضه فى رمضان المقبل. «دم مريم ترنيمة إبليس» تأليف محمد راضى من الأعمال المرشحة للانضمام لدراما رمضان ويقوم ببطولته «روبي» رغم الأنباء التى ترددت بتأجيله لأسباب غير مفهومة وأحداث المسلسل مزيج من السحر واختراق العوالم الغيبية. وينضم الزعيم عادل إمام بمسلسله الجديد «عفاريت عدلى علام» لتلك النوعية والذى بدأ تصويره الأسبوع الماضى باستوديو نحاس تأليف يوسف معاطى الذى يقوم حاليا بإجراء تعديلات على السيناريو، الذى تدور أحداثه حول شخصية عدلى علام الكاتب السياسى الذى تثير كتاباته احتقان رجال الدولة وتتغير حياته عندما تظهر له عفريتة وتقوم بدورها غادة عادل.
