اجتمع الرئيس الأمريكى مع مستشارى البيت الأبيض للأمن القومى لدراسة التدخل العسكرى فى سوريا وهو الاجتماع الذى يعد الأحدث فى سلسلة طويلة من المناقشات الداخلية بالولاياتالمتحدة حول ما يجب القيام به لإنهاء الحرب الأهلية التى استمرت لأكثر من خمسة أعوام وأسفرت عن مقتل 300 ألف شخص على الأقل وتشريد نصف سكان البلاد. والهدف النهائى من أى إجراء جديد يتفق عليه أوباما مع مستشاريه يمكن أن يكون لدعم المتمردين المعتدلين حتى يتمكنوا من مواجهة القوات الروسية والرئيس السورى بشار الأسد وميليشيات إيران، كما أنه قد يخفف الشعور بالخيانة بين المتمردين المعتدلين الذين يشعرون أن أوباما شجع على الانتفاضة ضد الأسد ثم تخلى عنهم، حتى إنه فشل فى تحقيق تصريحاته السابقة بما أسماه «خط أحمر» ضد استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية. الاجتماع بين أوباما ومستشاريه يتبعه اجتماع السبت بين وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا جون كيرى وسيرجى لافروف فى لوزان بسويسرا لاستئناف المحاولات لإيجاد حل دبلوماسى، وهناك توقعات بانضمام نظرائهم من تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية وإيران فى الاجتماع، الاجتماعان يأتيان قبل 100 يوم فقط من نهاية ولاية أوباما الثانية والأخيرة، وهى آخر جولة يواجه فيها قرارات أخرى حول التدخل العسكرى فى الشرق الأوسط. خيارات أوباما تضيق فى المرحلة الراهنة فبجانب بحث الخيار العسكرى يبحث أيضًا مع مستشاريه خيارات أخرى محتملة، وحتى مع الخيار العسكرى يؤكد مسئولون أنه لن تقوم واشنطن بشن غارات جوية على أهداف للحكومة السورية، ومن ضمن الخيارات المطروحة هو السماح للتحالف بتزويد معارضين محددين بعتاد عسكرى متطور ليس من ضمنه أسلحة دفاع جوى محمولة على الكتف، التى تتخوف واشنطن من أن تستخدم ضد طائرات التحالف الغربى التى تقوده الولاياتالمتحدة. جدير بالذكر أن الاجتماع الثالث سيكون يوم الاثنين فى لوكسمبرج بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، والذى سيناقش فيها تسمية الهجمات الأخيرة على حلب عن طريق القوات الروسية والجيش النظامى السورى بأنها ترقى لجرائم الحرب، وخاصة بسبب استهداف أماكن مدنية ومستشفيات، وسيتم مناقشة فرض عقوبات حتى على السوريين المقربين من الرئيس بشار الأسد كرد على تلك الهجمات، أيضًا ستتم دراسة تحويل الأزمة السورية للمحكمة الجنائية الدولية.