«الفساد فى المحليات للركب» قالها كمال الشاذلى فى عهد المخلوع مبارك وكأننا لم نقم بثورتين لتصحيح المسار فمازال الفساد يرتع فى المحليات وأصبحنا نترحم على زمن الفساد للركب فلقد صرح رئيس الجمهورية منذ أيام «أن الفساد احتل المحليات ونحن جميعاً نعمل على مكافحة الفساد». فى واحدة من حلقات الفساد من المحليات والتى امتدت هذه المرة لاستغلال اسم القوات المسلحة على واحد من منافذ بيع المنتجات غير المعلومة المصدر ورفع عليها شعار القوات المسلحة. تماشياً مع رغبة رئيس الجمهورية فى تمكين الشباب فقد أقبل محافظ دمياط الدكتور «إسماعيل عبدالحميد» على تمكين الشباب فى نسبته المقررة لكل محافظ بتعين %20 من رؤساء مدن محافظته، اختار منذ عام بالتحديد فى شهر سفبتمبر 2015 الشاب «محمد على على عجم» خريج كلية الاقتصاد «قسم المحاسبة» بجامعة مصراته الليبية سنة 98 - 99 وأوكل إليه بتولى إدارة المتابعة بديوان عام المحافظة وبعدها بأقل من 3 أشهر تمت ترقيته ليصبح رئيساً لمدينة «الروضة» وهو لم يتعد عمر 38 عاما. وبدأ رئيس المدينة «عجم» بالتحرك فى جولات ميدانية بشوارع المدينة ويطارد الإشغالات ليل نهار وسط حماسة وتشجيع من أهالى مدينة الروضة الذين تحمسوا لرئيس مدينة شاب، وإن أخدوا عليه انفراده ببعض القرارات دون الأخذ بحوار مجتمعى حقيقى خاصة فى أشياء تمس حياتهم اليومية مثل تغيير مدخل موقف سيارات الأجرة بمدينة الروضة ليصبح المدخل الجديد مواجهاً لمدخل مسجد الرحمة «أحد أكبر مساجد المدينة» مما يسبب شللاً مرورياً أثناء خروج الجنازات أو عند خروج المصلين من المسجد. لم يمض أكثر من شهرين إلا وقد ظهرت على رئيس المدينة الشاب علامات السلطة والتأثر بالكرسى فلقد بدأ تكوين شلة من حوله «موظفين ومواطنين» يروجون له ويدعمونه فى أى من قراراته وكان لابد أن تبدأ السقطات، فاستعان بمقاولين ورجال أعمال لتمويل تطوير فى ميدانين فى الروضة، وذلك لعدم توافر مبالغ كافية بميزانية المدينة ولكن بكل أسف الأعمال تمت بدون إشراف هندسي! وبعيوب معمارية بشعة! وبدون موافقات مديرية النقل أو هيئة الطرق!! والنتيجة كانت مأساوية منذ أيام احترقت إحدى السيارات «بميدان الكباس» نتيجة حركات بهلوانية بالميدان الذى تمت توسعته ليصبح قرابة 30 متراً من الأسفلت غير المخطط المحاور!! وسط دفاع مستميت عن كل ما يفعل من أنصاره ولجانه الإلكترونية، ومهاجمة كل من يبدى تعليقاً غير إيجابى على ما يحدث. اسم القوات المسلحة على منفذ مجهولوسط ترحاب شديد من أهالى مدينة الروضة والمدن والقرى حولها تم الإعلان عن افتتاح منفذ العبور لبيع منتجات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة «كما تم الإعلان الرسمى عنه» المنفذ الذى استمر قرابة أربع أشهر لم تكتشف زيفه أى جهة رقابية!! حتى حين أعلن محافظ دمياط الدكتور «إسماعيل عبدالحميد» فى 15 مايو 2016 مراجعة موقف كافة منافذ بيع السلع والمواد الغذائية فى مختلف أنحاء محافظة دمياط بعد الكشف عن منفذين لبيع لحوم مجهولة المصدر فى منطقتى باب الحرس وميدان سرور فى مدينة دمياط، ولم تتمكن جهات التحقيق وقتها من كشف أمر منفذ الروضة المزيف وبدا رئيس مدينة الروضة وكأنه فوق المساءلة. تم الكشف عن زيف المنفذ من خلال المشرف المالى المسئول عن المنفذ «خالد عبدالله» وذلك عن طريق تقديمه لمذكرة المحافظ يوضح فيه أن المنفذ المزعوم للقوات المسلحة كل فواتيره ومستحقاته ومصاريفه يتم تداولها على أوراق تحمل اسم شركة «المصطفى والأدهم» وهى الشركة التى لم يعلم ما ماهيتها حتى الآن. واستدعى محافظ دمياط المشرف المبلغ عن الواقعة واجتمع به فى مكتبه بديوان عام المحافظة قرابة ساعة ونصف استمع خلالها لجميع تفاصيل واقعة المنفذ المزيف وأمر على الفور بإجراء تحقيق عاجل واتخاذ كافة الإجراءات القانونية، ولكن رئيس المدينة عندما علم باللقاء المشرف قرر نقله للعمل كمشرف نظافة!! رغم أن المشرف المالى حاصل على دراسات عليا فى الحكم المحلي. وأعلن محافظ دمياط التحقيق فى واقعة نقل المشرف المبلغ عن المنفذ ولكن يبقى السؤال: هل يلقى «محمد على عجم» وأمثاله من المستغلين لاسم القوات المسلحة جزاء رادعاً يمنع غيره من التجرأ على الجيش والتربح باسمه؟
