وكأن التاريخ يعيد نفسه، كما بدأت الإذاعة المصرية لبث الخناقات والفضائح بين التجار والجيران أو لبث رسائل الحب والغرام عن طريق أسطوانات أغان بين شاب وفتاة ميسورين يمتلكان الراديو ويتخذها البعض وسيلة لتحديد المواعيد الغرامية وإعلانات من عينة ألو ألو الحق يا أخينا أنت وهو قنبلة وانفجرت فى الموسكى.. القنبلة هى الأسعار المذهلة لمحلات الضبع!! إضافة إلى سباب وبذاءات أدت إلى إغلاق الإذاعة الأهلية فيما بعد! اليوم ومع التطور التكنولوجى المذهل وأجهزة البث وقنوات الاتصالات صار بمقدور أى شخص أن ينشر أى شيء بالصوت والصورة سواء مزحة أو تقليعة أو دعاية لموهبته أو للفضائح الثقيلة! أشعلت سعودية منذ فترة قصيرة موقع تويتر بنشرها مقطع فيديو حيا يصور زوجها أثناء تحرشه بالخادمة فى المطبخ وممارسته الجنس معها! ونشرت المقطع واصفة زوجها بالخائن ورأت الزوجة أن نشر الفيديو هو أفضل عقاب لفضحه وتجريسه! ورغم اعتراض البعض وتوصياتهم العاقلة بستر الزوج إعمالا بمقولة الرسول «من ستر مؤمنا..» إلا أن كثيرين ساندوا تصرف الزوجة وكان المبرر أنها لو كانت مكانه لذبحها أو طبق عليها حد الزنى بعد أن شاهده الملايين! هذا الفيديو لم يكن الأول من نوعه ولا الأخير بمواقع التواصل خاصة تويتر حيث يوجد الآلاف من هذه الفضائح المخزية والموثقة. المأساة التى تنتظر الزوجة بسبب نشرها الفيديو الفاضح هو الحبس لمدة عام وغرامة على الأقل نصف مليون ريال رغم أن زوجها زان ويجب إقامة الحد عليه وأن فضيحته أقل واجب! الفضيحة الثانية كانت لقطرى اغتصب فتاة بأحد المولات ولم تشفع القوانين الشديدة للتحرش فى قطر من أن يحدث هذا وفى مكان عام ومزدحم، زوجة القطرى أصرت على نشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعى الذى أثار دهشة الكثيرين، البعض مستاء للغاية والبعض يشكك أن الفيديو مفبرك صنعه حوثى أو حاقد وتحول الأمر إلى عراك سياسى لا علاقة له بالحدث الأصلى الذى أكدته زوجة الرجل! والحقيقة أن انتقام النساء من الخيانات الزوجية فى بلاد العرب بحورها واسعة فمن حرق خيمة الزفاف وقتل الكثيرين إلى ذبح ضرتها الأمريكية فى أحد المولات بالإمارات ووضع كاميرات مراقبة فى بيت عروس زوجها الجديدة خاصة فى غرفة النوم ونشرها فى مواقع التواصل الاجتماعى لا ينضب خيال المرأة العربية فى الانتقام! أما المرأة فى الغرب فقد نشر الزوج الأول لكيم كاردشيان مقطعا جنسيا وهى تستمتع بالضرب على مؤخرتها. أما النجمة جيسيكا آلبا فقد اكتشفت أن صديقها السابق سرب فيديو لها وهى عارية كانت قد أهدته له فى إحدى لقاءاتهما الحميمة. كما تم تسريب فيديوهات وصور عارية من التليفونات المحمولة للنجمتين جينيفر لورنس ومايلا كويس. النجمة سكارليت جوهانسون بعد أن فوجئت هى الأخرى بتسريب فيديوهات عارية لها قامت بإبلاغ المباحث الفيدرالية وتم القبض على السارق وهو كريستوفر تشانى الذى حوكم بالحبس والغرامة 66 ألف دولار وقد اعترف أنه سرق لصالح طليقها الممثل ريان رينولدز الذى أراد الانتقام منها. وتعانى النجمات أحيانا من فيديوهات مفبركة منها تايلور سويفت وفانيسا هادجنز وبلايك لافلى. أما بالنسبة لباريس هيلتون فلم يعد غريبا أن ينشر لها صور وفيديوهات جنسية فاضحة كثيرة وأشهرها الفيلم الجنسى NIGHT IN PARIS والذى صورته مع صديقها نيك سولومون وحققا من ورائه ثروات طائلة مما أغضب جدها وأدى إلى حرمانها من الميراث! وتعرض الإذاعات الخاصة أحيانا فى أمريكا وأوروبا بعض المقاطع الصوتية لأشخاص بقصد الإشهار كما يقوم بعض الرجال بنشر محادثاتهم الساخنة مع زوجاتهم وعشيقاتهم على الواتس آب. وعن انتشار الفضائح على مواقع التواصل الاجتماعى يقول البروفيسير كريستوفر كولن الطبيب الأمريكى الشهير إن شغف العالم بمواقع التواصل الاجتماعى وصل إلى مرتبة الجنون وأن مرد ذلك هو أن الناس خاصة النساء يعتقدون أن اللجوء لهذه المواقع لفضح شركائهم الخائنين هو الحل الأفضل للحصول على الحقوق، فكثيرون يعتقدون أن المجتمع والمحيطين لن يقدموا لهم العون والمساندة والإنصاف المطلوبين. إن الطرف المكلوم يحاول ببساطة الانتقام دون التفكير فى العواقب، وأن بعض المرضى ممن يحبون التباهى بالعلاقات قد يفبركون محادثات أو فيديوهات لعرضها للأصدقاء فيفاجأون أنها أنتشرت. إن إدمان العالم على مواقع التواصل الاجتماعى ومنها تويتر، واتس آب شات، وإنستجرام ينتشر بسرعة البرق وأدى إلى تغيير طبيعة المجتمعات حتى المنغلقة التى لم نكن نعرف ما يدور خلف أسواره إلى مجتمعات شبه منفتحة يمكن أن نعرف ما يدور فيها وما يحدث داخل البيوت من خلال متابعة الإنستجرام أو السناب شات.
