قبل عام وتحديدا فى الدورة الثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول حوض البحر المتوسط، أقيمت ضمن فعالياته ندوة للفنان الراحل نور الشريف بمناسبة تكريم المهرجان له، ويمكن القول إنها من أروع الندوات التى أقيمت للفنان العملاق تحدث فيها بصدق وبحب عن مشواره الفنى الحافل بالأساطير والمغامرات ولم يبخل بوصاياه للسينما المصرية والفن المصرى الأصيل، وفى الوقت نفسه قوبل بحفاوة وإقبال غير عاديين من المشاركين فى المهرجان الذين يمثلون أجيالا مختلفة وجميعهم تحدثوا بعشق عن وقفاته ولمساته. قبل اكتمال مرور العام رحل «نور» عن عالمنا، لكن تبقى ذكراه الخالدة سواء فى الشريط السينمائى والدرامى أو عند تلاميذه وعشاقه. «نور الشريف» ستحلق روحه فى سماء الدورة ال 31 التى تبدأ فى 2 سبتمبر المقبل لأكثر من سبب، الأول فى نفوس كل من التقاه فى الدورة الماضية وترك بداخله ذكرى الرحيل، ولأن إدارة المهرجان قررت إطلاق اسمه على مسابقة الأفلام العربية وتكريمه ضمن أربعة من عمالقة التمثيل والإخراج والسيناريو وهم عمر الشريف وفاتن حمامة وصلاح أبوسيف والكاتب صبرى موسى، وهو تقليد رائع لإدارة المهرجان برئاسة الناقد الأمير أباظة وإدارة الناقد محمد قناوى وأعضاء مجلس إدارة جمعية كتاب ونقاد السينما الذى ينظم المهرجان، وهى إضافة تحسب للمهرجان لأسماء نجوم الشعب وكل من أثرى بجهده وإبداعه الشاشة. الدورة ال 31 لمهرجان الإسكندرية إلى جانب تقديم لمسة وفاء لنور الشريف نجم الدورة السابقة، فإنها ترد اعتباره فى معركته الكبرى وتثبت أن المبدع الحقيقى دائما على حق بعرض فيلم بعنوان «ناجى العلى بحضن حنظلة» ضمن برنامج فلسطين فى مهرجانات العالم، الذى يقدم بجانب هذا العمل 6 أعمال سينمائية أخرى شاركت فى العديد من المهرجانات الدولية، وحصدت عشرات الجوائز وهى «رقم خاص» لعمر العماوى و«لا تعطنى سمكة بل علمنى كيف أصطادها» لإياد الأسطل، وفيلم «أوتار مقطوعة» لأحمد حسونة، وفيلم «صرخة طفولتى» لأحمد موقدى و«وصفة حب» لمحمد الجبالى وفيلم «ميرامية» لعبدالرحمن الحمروان. وفى تقليد نبيل لإدارة المهرجان فقد أطلقت اسم الفنان العملاق محمود ياسين على الدورة ال 31 تكريما له على مسيرته الفنية المميزة والمؤثرة، ليس فى تاريخ السينما المصرية، بل العربية أيضا.. وتناغما مع الأحداث السياسية يرفع المهرجان شعار «السينما فى مواجهة الإرهاب» وهى الحرب التى يخوضها كل المصريين للقضاء على المتطرفين والمتاجرين بحضارة مصر أم الدنيا لتأكيد دور الفن السابع فى محاربة الإرهاب واقتلاع جذوره السوداء، وستقام ندوة ضخمة تديرها الناقدة ناهد صلاح ويشارك فيها عدد من المتخصصين ليقدموا شهاداتهم حول دور السينما فى مواجهة الإرهاب والتطرف، ويشارك فى الندوة الناقد على أبوشادى والمخرج على عبدالخالق والمخرج خالد يوسف ومدير التصوير د. رمسيس مرزوق، والمنتج محسن علم الدين والسيناريست ناصر عبدالرحمن. فى الدورة ال 31 تشارك 33 دولة فى أقسام المهرجان المختلفة أولها البرنامج الرسمى ويضم المسابقة الرسمية، وتمنح جائزة تمثال عروس البحر لأحسن فيلم وجائزة خاصة من لجنة التحكيم إلى جانب جائزة يوسف شاهين لأحسن مخرج وجائزة نجيب محفوظ لأحسن كاتب سيناريو وجائزة عمر الشريف لأحسن ممثل، وجائزة فاتن حمامة لأحسن ممثلة وجائزة أحسن إنجاز فنى وجائزة كمال الملاح لأحسن مخرج عمل أول أو ثانٍ، وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية إلهام شاهين وعضوية كاستيل الإيطالى وكاثرين كوريل الفرنسية وحسن بن جلون من المغرب ونجيب بالقاصى من تونس ويانيس داسكالو من اليونان وبوستجان من سلوفينيا. ويشارك فى المسابقة الرسمية 16 فيلما تمثل 15 دولة. أما القسم غير الرسمى فيرأس لجنة تحكيمه الكاتب السينمائى الفرنسى فيليب جالادو وتضم لجنة التحكيم الفنانة الشابة هنا شيحا، ويشارك فى هذا القسم 24 فيلما من 17 دولة. أما مسابقة نور الشريف للفيلم الروائى العربى فيشارك فيها 15 فيلما عربيا من 10 دول وهى مسابقة تنظم بالتعاون مع نقابة المهن السينمائية برئاسة النقيب مسعد فودة ويرأس لجنة التحكيم بها المخرج عمر عبدالعزيز وعضوية د. سمير فرج مدير التصوير والمخرج د. خالد الزدجالى من سلطة عمان وصبا مبارك من الأردن والمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى ومفاجأة الأفلام المتنافسة هى الممثلة السورية سولاف فواخرجى التى تقدم نفسها كمخرجة لأول مرة بفيلم «رسائل الكرز». أما مسابقة الفيلم العربى الوثائقى الطويل التى تنظمها الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بالتعاون مع الاتحاد العام للجمعيات السينمائية العربية فتمنح جائزة النخلة الذهبية ويرأس لجنة تحكيمها المخرج الكبير صبحى سيف الدين وعضوية سعد هنداوى. وفى برنامج خاص ضمن فعاليات المهرجان تحت عنوان «رموز مصرية» يعرض فيلم «صخرة القصبة» وهو آخر أعمال النجم المصرى العالمى عمر الشريف مع مناقشة كتاب «عمر الشريف» تأليف د. وليد سيف وفيلم «بتوقيت القاهرة» إخراج أمير رمسيس وهو آخر أفلام نور الشريف إلى جانب فيلم «الفاتنة» الوثائقى إخراج ماجى أنور، وهو عن سيدة الشاشة فاتن حمامة مع عرض كتاب عنها بعنوان «فاتن حمامة» تأليف عبدالنور خليل ويدير ندوتها الكاتب الصحفى محمد عبدالنور، وفيلم «حادث النصف متر» للكاتب الكبير صبرى موسى مع ندوة يشارك فيها الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن والناقدة أنس الوجود رضوان. وأخيرا مئوية ميلاد المخرج الراحل صلاح أبوسيف وعرض فيلمه «رصيف نمرة 5» ومنافسة كتاب موسيقى أفلام صلاح أبوسيف تأليف د. رانيا يحيى. إدارة المهرجان لم تغفل فرحة كل المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة وتقدم ضمن فعالياتها احتفالية بعنوان «قناة السويس فى السينما المصرية»، وتتضمن عرض مجموعة من الأفلام الروائية وهى «ناصر 56» تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج محمد فاضل وفيلم «لا تطفئ الشمس» إخراج صلاح أبوسيف وفيلم «شفيقة ومتولى» بطولة سعاد حسنى وأحمد زكى إخراج على بدرخان والفيلم الوثائقى «القنال» إنتاج أكاديمية الشروق إشراف د. هويدا مصطفى والاحتفالية للمساهمة فى أهم حدث مصرى بعد أعوام من الأحزان والإرهاب.∎