حالة من الذعر تسيطر على العاملين فى القنوات الخاصة بعد تسريب أنباء لا تنقطع عن بيع العديد من هذه القنوات بعد الخسائر الفادحة التى لحقت بها وتتجاوز حاجز المليار جنيه، دفعت أصحابها فى للتفكير جديا فى التخلص منها بالبيع. وتتنوع أسباب الخسائر والرغبة فى البيع من قناة إلى أخرى، بعد أن تحولت إلى صداع عنيف فى رأس الملاك والذين لا يفكرون الآن سوى فى كيفية الخروج من هذا المأزق. قائمة القنوات دريم المملوكة لرجل الأعمال أحمد بهجت، والمحور المملوكة لرجل الأعمال حسن راتب، والنهار المملوكة لرجل الأعمال علاء الكحكى، وأون تى فى المملوكة لنجيب ساويرس، والحياة المملوكة للسيد البدوى، والسى بى سى المملوكة لمحمد الأمين ومساهمين، وقنوات ten المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس وآخرين، وكلها تواجه الآن شبح الإفلاس وتدرس الاكتفاء بالخسائر التى تكبلتها خلال السنوات الأربع الماضية رغم اتجاه البعض منهم نحو التكتلات والشراكة لتعويض الخسائر المتتالية بعضها بدا على خلفية أهداف سياسية وإعلامية. قنوات المحور حسب التصنيف الإعلامى، ووفقا لمستوى الجودة فئة «C» أى ترتيب ثالث وسط القنوات الإعلامية الخاصة منذ ظهورها حتى الآن، يرجع لأسباب كثيرة أهمها تواضع التكلفة الإنتاجية على المنتج الإعلامى ويظهر ذلك بوضوح فى مستوى الديكورات والشكل التقنى الذى يظهر على الشاشة وعلى الرغم من أنها تستقطب مذيعين لهم تاريخ فى العمل الإعلامى، ولكن يبقى تواضع الإنفاق على الحزمة البرامجية التى تطل على شاشات المحور وحسب ما أكدت مصادر فإن الإدارة المتعاقبة على قناة المحور هى المسئولة عن هذا التواضع والانهيار الذى عليه القناة ولم يبق فى القناة سوى برنامج 90 دقيقة للإعلامى محمد شردى وبرنامج للمذيعة إيمان الحصرى، والبعض يؤكد أن وفيق راتب شقيق رجل الأعمال حسن راتب مسئول عن هذا التواضع الذى عليه شاشة المحور والبعض الآخر يؤكد أن انسحاب رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة بعد أن سدد راتب حصة أبوهشيمة بمبنى إدارى فى مشروع سما الذى يمتلكه هو ما أثر على القناة، فى نفس الوقت تحملت خسائر فى رمضان الماضى وصلت إلى 60 مليون جنيه بسبب شراء مسلسلات لم تحقق عائدا إعلانيا سوى 5 ملايين جنيه بواقع 150 ألف جنيه عن اليوم الواحد حتى وصلت جملة الخسائر الآن 450 مليون جنيه داخل مجموعة قنوات المحور، مما دفع رجل الأعمال حسن راتب البحث عن مخرج وإيجاد شريك مصرى أو عربى، حتى ولو اضطر حسن راتب أن يضحى بشقيقه وفيق راتب إلي والمجموعة الفنية التى تدير قنوات المحور التى يحملها البعض مسئولية تدهور الوضع الفنى فى القناة. مجموعة cbc من أكثر القنوات تميزا على مستوى شاشات الإعلام الخاص، ولكن ارتفاع تكلفة المنتج الإعلامى وانخفاض العائد الإعلانى لمجموعة البرامج التى أطلقتها قنوات السى بى سى مثل برنامج مدحت العدل ومحمد على خير، وغيرها وبرنامج عرض كبير للمنتج عمر قاسم كل هذه البرامج رفعت الخسائر إلى 300 مليون جنيه مما دفع رجل الأعمال محمد الأمين إلى أن ينهى عقود الإعلاميين الذين يمثلون عبئا على القناة لتخفيض حجم الخسائر بالإضافة إلى وقف برنامج عرض كبير الذى لم يحقق أى نجاح نظرا لضعف مستواه الفنى، ولم ينقذ السى بى سى سوى مسلسلات رمضان التى تحقق أعلى عائد إعلانى، ولهذا يفاضل رجل الأعمال محمد الأمين بين شراكة عربية ومصرية لتطوير القنوات والمحافظة على مستوى الجودة الإعلامية فهناك عرض كويتى وعرض مصرى من أحد رجال الأعمال وحسب ما أكدت مصادر أنه رجل الأعمال محمد فريد خميس. تواصل قنوات دريم حالة من الضعف والتدهور ولم يحافظ على استمراريتها سوى برنامج العاشرة مساء للصحفى وائل الإبراشى الذى مازال يحظى بأعلى نسبة مشاهدة على مستوى برامج التوك شو، ولكن مازالت تعانى من ضعف شديد للعائد الإعلانى الذى أصبح قاصرا على برنامج العاشرة مساء وقد وصلت خسائر دريم إلى 700 مليون جنيه منها 350 مليون جنيه ديون لشركات الإنتاج الدرامى نظير شراء مسلسلات خلال شهر رمضان، ولكن نوعية هذه المسلسلات لم تحقق أى عائد إعلانى نظرا لسوء اختيار المسلسلات بالمقارنة بالمسلسلات التى تعرض على قنوات السى بى سى والنهار والحياة وقد اكتشف أحمد بهجت أن بعض من تتولى رئاسة دريم خلال فترات مختلفة كانوا يشترون مسلسلات دون المستوى كنوع من المجاملة لأصدقائهم المنتجين وهو ما رفع سقف الخسائر بشكل تجاوز كل التوقعات داخل القناة، وقد أكدت مصادر أن المفاوضات فشلت بين رجل الأعمال أحمد بهجت وامبراطور الحديد رجل الأعمال أحمد عز لأسباب مرتبطة بسعر القناة فقد طلب بهجت مليارا ونصف مليار جنيه فى مقابل بيع دريم وهو ما رفضه أحمد عز الذى عرض 750 مليون جنيه فى مقابل تسديد المديونيات التى على قنوات دريم. فى المقابل مازال رجل الأعمال نجيب ساويرس يضخ الأموال لقناة ten التى يراهن على استحواذ أكبر قدر من الكعكة الإعلانية من خلال العضو المنتدب والخبير الإعلانى إيهاب طلعت الذى يواجه منافسة شرسة من وليد العيسوى مسئول التسويق فى قنوات السى بى سى الذى يسيطر على السوق الإعلانية، وعلاء الكحكى صاحب قنوات النهار والذى يتحكم فى ثلث إعلانات السوق المصرية، فى نفس الوقت حسب ما أكدت مصادر يحاول إيهاب طلعت ضرب السوق الإعلانية بتخفيض سعر الدقيقة الإعلانية بالمقارنة بنفس السعر فى السى بى سى والنهار، وذلك بهدف ضرب الكحكى ووليد العيسوى، ولكن ما ظهر على شاشة قناة ten من حزمة برامجية فرضت حالة من عدم التفاؤل من قوة إيهاب طلعت كخبير إعلانى فى أن يستعيد عرش الإعلانات ويتسيد كما كان من عشر سنوات، فمازلت نسبة مشاهدة قناة ten ضعيفة بالمقارنة بالنهار والحياة والسى بى سى، وفورمات البرامج تقليدية ومقررة على الرغم من أن إيهاب طلعت أنفق ما يقرب من 350 مليون جنيه فى خروج قناة ten للنور، هذا بجانب شراء مسلسلات رمضان، وهو ما جعل رجل الأعمال نجيب ساويرس يشعر بالقلق حول نجاح تجربة ten مع إيهاب طلعت الذى فشل على الأقل حتى الآن فى السيطرة على السوق الإعلانية مثلما كان يفعل قبل الثورة. أما قنوات أون تى فى التى تمثل قلب وعقل رجل الأعمال نجيب ساويرس، وعلى الرغم من أنها تمثل عبئا ماديا على رجل الأعمال فإن البعض يعتبرها قوة ضاربة من الناحية السياسية والإعلامية ولها تواجد إخبارى يفوق قطاع الأخبار فى التليفزيون الحكومى، وهو ما دفع ساويرس للإبقاء على ألبرت شفيق على رأس مجموعة قنوات أون تى فى نظرا لامتلاك شفيق شبكة علاقات واسعة مع إعلاميين وسياسيين فى الدولة وفى مراحل مختلفة ولديه قدرة على التوازن بين الملفات الساخنة التى كانت تنطلق عبر القناة من ليليان داود ويسرى فودة وريم ماجد، ولكن حسب ما أكدت مصادر فإن قنوات أون تى فى تخسر شهريا 50 مليون جنيه، يتحملها ساويرس كاملة حفاظا على مصالحه السياسية والاقتصادية، حيث يعتبر من أكبر رجال الأعمال فى الشرق الأوسط وتؤكد مصادر عودة يسرى فودة خلال الأيام القادمة وهو رجل المهام الصعبة ويمثل قوة ضاربة بالنسبة لمجموعة قنوات أون تى فى. أما قنوات الحياة فتعانى من مشاكل مالية طاحنة نظرا للديون المتراكمة على قنوات الحياة التى وصلت 650 مليون جنيه، وحسب ما أكدت مصادر قريبة الصلة من رجل الأعمال الدكتور سيد البدوى بأنه تلقى عروضا كبيرة من رجال أعمال عرب من الإرمارات والكويت من مجموعة الخرافى فى مراحل سابقة لشراء قنوات الحياة، ولكنه رفض لنفس السبب الذى يصر عليه نجيب ساويرس، فجميعهم بيعتبرون ملكيتهم لهذه القنوات قوة ضاربة ومؤثرة فى المنطقة العربية بل فى العالم ويعتبر البعض الشراكة التى وقعها البدوى بين قنواته والوكالة الإعلانية التى يمتلكها ساويرس خسارة على السيد البدوى نظرا للمنافسة الشرسة من الوكالات الأخرى.∎