عقد فى أحد فنادق مدينة إسطنبول التركية فى الفترة من 4 إلى 7 ديسمبر الجارى برنامج جيل التغيير فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، التابع لمعهد السلام الأمريكى، الذى يعمل تحت مظلة الكونجرس الأمريكى ويهدف إلى تمكين وبناء قدرات الشباب مجتمعياً ومدنياً فى مرحلة بروزهم كقادة فى مجتمعاتهم. ويهدف البرنامج- من خلال توفير قيادة متخصصة وتدريب فى مجال حلّ النزاع- إلى توفير قادة شباب يملكون المهارات الضرورية لزيادة ثقة المجتمع المحلى وتشجيع حوارات بناءة وتقديم بدائل لحلّ النزاع بدون عنف. وتشكل شبكة جيل التغيير للقادة الشباب عبر البلاد منبراً للتبادل الحرّ للآراء عبر الحدود والثقافات، ومجتمعاً من الزملاء والنظراء والراعين، ومصدراً للمشاركين فى أوقات الأزمات بحسب ما جاء فى التعريف بأهداف البرنامج. الهدف الحقيقى أما الهدف لبرنامج جيل التغيير للشرق الأوسط، والذى زادت فعالياته مع ثورات الربيع العربى، فهو تدريب الشباب على إسقاط الأنظمة مثلما حدث فى 25 يناير 2011 فى مصر وفى غيرها من دول ما يسمى بالربيع العربى. وبحسب ما يقول القائمون على البرنامج فإنه يوفر للمشاركين تدريباً فى مجال القيادة وحلّ النزاع حتى يتسنى لهؤلاء القادة الناشئين زيادة درجة مرونتهم ليكون لهم أثر أعظم على مجتمعاتهم المحلية. أيضا يوفر التدريب، ما يسمى ب«مساحة آمنة» للمشاركين للتشارك فى آرائهم واكتساب أدوات جديدة وإجراء حوارات بنّاءة وفهم حلّ النزاع بصورة أفضل، خاصة من حيث علاقته بالشرق الأوسط. كما يعرّف البرنامج المشاركين على «خبراء» فى مجالات تطوير القيادة وحلّ النزاع. ومن خلال البرنامج يمكن تدريب المشاركين على بناء شبكة من القادة الشباب المجتمعيين فى منطقتهم وعالمياً. وعند الانتهاء من التدريب ينضم المشاركون إلى شبكة جيل التغيير العالمية من القادة المجتمعيين الناشئين وتكون لهم سبل وصول إلى موارد متنوعة يوفرها معهد السلام الأمريكى. استمرار المؤامرة تم اختيار المشاركين فى البرنامج التدريبى الذى أقيم سرا فى اسطنبول بالتنسيق بين معهد السلام الأمريكى والحكومة التركية من مصر والأردن واليمن والمغرب، من الأعمار التى تتراوح ما بين 18 و35 عاما بشرط أن يكون كل مشارك أقام فى مصر أو الأردن أو المغرب أو اليمن لمدة تزيد على 3 سنوات، وله دور قيادى فى منظمة مجتمعية، ومستعد للمشاركة والتعلّم من الزملاء والميسّرين، بتغطية مالية كاملة للمصروفات من جانب معهد السلام الأمريكى سواء فيما يتعلق بتذاكر السفر أو الإقامة أو التنقلات. وتم تلقى الطلبات حتى 15 سبتمبر الماضى على موقع [email protected] . انضم إلى البرنامج مجموعة من شباب من 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين والإخوان المسلمين وبالنسبة لشباب الإخوان المسلمين فإن من شارك منهم بقى فى إسطنبول ولم يعد مرة أخرى بهدف الابتعاد عن الملاحقات الأمنية والاستمرار فى تلقى التدريب، وقد يتم إعادة بعضهم قبل حلول ذكرى 25 يناير للمشاركة فى الفعاليات وأعمال الفوضى التى تعتزم جماعة الإخوان المسلمين والداعمون لها إشعالها فى مصر. أبعاد المخطط أبعاد هذا المخطط الجديد بدأت تتجمع منذ شهر أكتوبر الماضى، حيث عقدت فى اسطنبول لقاءات بين أيمن نور الهارب إلى لبنان وعدد من قيادات الإخوان المسلمين فى مقدمتهم نائب المرشد العام للإخوان المسلمين محمود حسين، وأعضاء ما يسمى بالمجلس الثورى المصرى، الذى أصدر منذ أيام بيانا موقعا باسم أمينه العام عمرو دراج ، وزير التخطيط فى عهد المعزول مرسى، دعا فيه إلى تصعيد ما سموه بالمد الثورى لاسترداد ثورة 25 يناير. وتناول بيان دراج موضوع إغلاق السفارتين البريطانية والكندية فى مصر محاولا الإيحاء بأن السلطات المصرية تخطط من وراء ذلك إلى ما أسماه بأعمال إجرامية تستهدف الثوار فى ذكرى 25 يناير. أما باقى جوقة جماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعى فعزفت نغمة أخرى لتشتيت انتباه الناس بالزعم بأن إغلاق السفارات سببه عدم قدرة أجهزة الأمن المصرية على حمايتها ودليل على ضعف وتآكل سلطة «الانقلاب العسكرى» وأنهم ينتظرون يوم العودة فى 25 يناير، وذلك بعد أن فشلت مخططات التوارى خلف ستار الجبهة السلفية. تحركات محمومة لكن الثابت والمؤكد، والذى تحققت منه «روز اليوسف» أن أعضاء ما يسمى بالمجلس الثورى المصرى يتحرك ومعه بعض أعضاء الجماعة الإرهابية فى أوروبا فى إطار حملة تحريضية واسعة النطاق على مصر تستهدف الإيحاء بانعدام الأمن والاستقرار فى مصر وتخويف الدول الغربية على مصالحها وسفاراتها لتصعيد الضغط على النظام فى مصر. وتهدف هذه التحركات المحمومة إلى زعزعة الثقة فى الاقتصاد المصرى أيضا وتخويف المستثمرين الأوروبيين والأمريكيين من العمل فى مصر من خلال عقد لقاءات معهم لحثهم على سحب استثماراتهم وعدم الإقدام على القيام باستثمارات جديدة فى مصر.
هذه التحركات تحظى بدعم تركى- قطرى، كما حظى اجتماع جيل التغيير فى اسطنبول بنفس الدعم والتعبئة له من عدة عواصم غربية تتمركز فيها عناصر الإخوان المسلمين.∎