كتبت - اماني فريد 3 بنات، لكل واحدة منهن حلم ترغب فى تحقيقه، ربما يكون الحلم بسيطاً، ولكنه مهم. فكرت البنات الثلاث فى تدوين أحلامهن على مواقع التواصل الاجتماعى فى شكل «هاشتاج»، حتى يشاركهن أصدقاؤهن على الفيس بوك وتويتر، ويشجعوهن، وبالطبع وجدن من بعضهم الاستهتار والسخرية. ولكن لم تستسلم الفتيات الثلاث، وقررن أن تصبح كل واحدة منهن شعلة للأمل والإيجابية فى حياة المحيطين، وألا يستسلمن لليأس والحالة المحبطة المسيطرة على الأجواء، وأن تضع البصمة فى الحياة، وألا تتركها إلا بعد أن تغير ملامحها للأفضل، فبدأت كل منهن طريق حلمها ب# هشتاج على الفيس بوك. # كلام - فاضى بدأت رحاب هانى الأستاذ المساعد بكلية الإعلام بجامعة القاهرة تأثيرها فيمن حولها عن طريق تسجيلات صوتية لها على موقع الساوند كلاود بمناقشة الأحداث اليومية بأسلوب ساخر وملىء بالحيوية، حيث استغلت قدراتها فى التلاعب بنبرات الصوت على بث البهجة فى النفوس. اتخذت رحاب من شخصية «صلاح» أهم شخص فى حياتها يشاركها فى كل شىء كنفسها، وهى شخصية وهمية ولكن جمهورها قد أحب صلاح بقدر حبه لرحاب، واللذان لايفترقان أبدا فى أى موقف تتحدث عنه. وصل عدد المتابعين لرحاب على الساوند كلاود ما يقرب من 27 ألف متابع فى وقت قصير جدا، حيث أطلق الجميع عليها «صاحبة قانون الاكتئاب»، بعد مقطع قانون الاكتئاب الذى نشرته ووصل إلى 250 ألف مستمع الذى يرفض مبدأ أن هناك ما يستحق الحزن عليه، وأن الاكتئاب إن وجد فلابد ألا يتخطى اليوم الواحد وبعدها فلتتركه خلفك وتمضى. لم يقف طريقها عند كتابتها الساخرة ومقاطعها المبهجة فقط، ولكن اتجهت لنشر أول كتاب لها «كلام فاضى»، والذى يحتوى - كما تقول رحاب - على مجموعة من التجارب الحياتية والمواقف والاعترافات الإنسانية جدا، وتضيف أن كتابها بمثابة رحلة قصيرة لإنسان بيحاول فى دنيا صعبة». شهد ببراعة رحاب كل من قرأوا كتابها وأنها تمكنت من الوصول للجمهور بطريقتها السلسة وغير المتكلفة فقد اجتمعوا على أن أجمل ما فى كلام رحاب أنه غير متكلف فهى تتكلم بصوت الطبيعة والعفوية والحياة اليومية لهم فلمست قلوبهم ببساطتها. أعلنت رحاب أن حفل توقيع كتابها «كلام فاضى» فى مكتبة مصر العامة يوم 13 ديسمبر الحالى، وذلك بعد النجاح الذى حققه ونشر الطبعة الثانية منه، حيث حصل الكتاب على ثانى الكتب الأكثر مبيعا فى جميع فروع مكتبات الشروق. ويجمع كل طلاب كلية الإعلام وأساتذتها على أن رحاب هى ضحكة الكلية والروح المبهجة فيها وأن كلماتها وصوتها من أكثر مباهج الحياة عندهم. # تبرعات - لهنا - عشان - تسافر درست «هنا المصرى» بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر ولكنها تحلم بإتمام تعليمها والتخصص فى مجال الدعاية والإعلان بشهادة متخصصة، تكتب «هنا» كل يوم على حسابها الخاص على الفيس بوك أنها تحيا على أمل أن تصبح ART Director وهو على حد وصفها، الشخص المسئول عن كل شىء بصرى فى أى شركة وهو المسئول عن ابتكار الأفكار وهذا ما يتطلب منها دراسة مادة علمية تدعى Creativ Direction أفضل الأماكن التى بحثت عنها لتلك الشهادة بأكاديمية الفنون فى سان فرانسيسكو. كانت «هنا» تأمل فى إيجاد منحة من الأكاديمية ولكنها وجدت أن الدراسة سوف تكلفها مبالغ لاتطيقها، ومع ذلك لم تيأس وبحثت عن طريق آخر لتحقيق الحلم، وهى حملتها التى قامت بتدشينها تحت عنوان «تبرعات لهنا عشان تسافر»، ولأن مبدأ هنا فى الحياة «اتشقلب عشان تحقق حلمك» فلم تخجل من أن «تشحت على حلمها»، فهى لا تطلب من كل فرد سوى جنيه واحد فقط سيشكل فارقا جذريا فى مستقبلها. «هنا» مقتنعة تماما أنها لا تطلب صدقة أو تتسول، ولكنها فى مقابل التبرع ستقدم رسالة وستحصل على علم ستفيد به غيرها أكثر مما استفادت، وقد ردت على كل من هاجمها بأن المرضى أحق بالتبرعات منها قائلة: «إن الجهل مرض.. ومرض معدى كمان، ولو متعالجتش منه هتموت بيه» السفر بالنسبة لها ليس «غاية» بل وسيلة، لجأت إليها بسبب نظام تعليمنا الفاشل على حد قولها الذى لم يوفر لها ما تريد في مخيلتها وإنها إن كانت وجدته فما يضطرها للسفر. كانت حصيلة ما جمعته «هنا» فى أول يوم من الحملة 708 جنيهات 75 قرشًا، ولكن لم تكمل هنا حملتها لجمع التبرعات حيث إنها خشيت من القانون وأن جمع أموال بدون تصريح يعد خرقًا له، ولكنها كما صرحت أوقفتها مؤقتًا لحين وضع خطة متكاملة وأن تستشير مختصين عن الوضع وتداعياته قانونيًا. أوضحت «هنا» أن ما توقف هو الحملة موقتًا، وأن حلمها وسعيها وراء تعليمها وثقتها بنفسها لن يتوقف أبدًا. # اشتروا محاضرتين وكوباية شاى حملة بدأتها سارة، المعيدة بكلية الإعلام جامعة القاهرة قسم الإذاعة والتليفزيون وهى للترويج لكتابها الجديد الساخر «محاضرتين وكوباية شاى»، حيث قالت سارة إنها تعمل على أكبر فيديو دعائى له، عن طريق كل مؤيدى الحملة فهو منهم وإليهم. أوضحت سارة أن الحملة تقوم على تصوير كل فرد يدعم الفكرة وهو يحمل لافتة عليها اسم الكتاب وهاشتاج # اشتروا محاضرتين وكوباية شاى لسارة فوزى. تفاعل كل محبى سارة وأصدقائها بداخل الكلية وخارجها بقوة مع حملتها، حيث امتلأ حساب الفيس بوك الخاص بها بالعديد من صور لأفراد يحملون لافتات ويعلقون بعبارات رقيقة مدعمة ومحفزة لها متمنين لها النجاح. صرحت سارة بأن حملتها الدعائية من أجل تحقيق حلمها فى شراء السيارة التى تتمناها، والتى تأمل الحصول عليها من مبيعات الكتاب جراء الحملة. لعب عمل سارة فوزى عاملا مهما فى حملتها، حيث إن أغلب المشاركين فى حملتها من طلاب كلية الإعلام أى طلابها التى تقوم بالتدريس لهم، فلم تتوقف الحملة عند أصدقاء سارة وعائلتها فقط ولكنها تعدت ذلك مبشرة بأن حلم السيارة من الممكن تحقيقه. تقول سارة ربما تكون صورة وعليها عبارة اشتروا محاضرتين وكوباية شاى شيئا ترفيهيا بالنسبة لى تمثل دعما معنويا جبارا ويثبت لى مدى حب الناس. تخشى سارة من عدم نجاح كتابها وألا يحقق حلمها، حيث إنه يحتوى على يومياتها الساخرة ولا يحمل قضايا عامة وتأمل ألا يمل الناس تفاصيله، وتصرح أن ما طمأنها تعليق صديق لها ب«إن المصريين حشريين وفضوليين وبيحبوا التدخل فى حياة الغير» وبالتالى فإن كتابها سوف يلبى ما يرغبون فيه. وعلقت أخيرًا بأن جزءًا من مقدمة كتابها تقول فيه: «ممكن حد يسأل أنا هاوجع دماغى ليه بيوميات أو قصة حياة واحدة معرفهاش». أحب أرد عليه وأقوله يعنى إشمعنى بتتفرج على ستار أكاديمى وهى يوميات لناس متعرفهاش وإلا علشان أنا مش مشهورة ولا باطلع فى الCBC واللا ما اشبهشى».!
وفى العالم الافتراضى لموقع التواصل الاجتماعى لا تنتهى أحلام الشباب وتطلعاتهم، فمنهم من يضع لحلمه أساسًا على أرض الواقع ومنهم من يتركه حروفًا بائسة مسلسلة فى #هاشتاجات وينسونها ليقوموا بتدوين غيرها، فالاختيار الخاص بحلمك بين يديك، وأنت #وهاشتاجك! ∎