شريف عبد المنعم: توقعت فوز الأهلي على الاتحاد لهذا الأمر.. وهذا رأيي في أبو علي    المتحدث الرسمي للزمالك: مفأجات كارثية في ملف بوطيب.. ونستعد بقوة لنهضة بركان    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 بعد الانخفاض الجديد    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    البيت الأبيض يعلن فتح معبر كرم أبو سالم اليوم    العاهل الأردني من واشنطن: يجب منع العملية العسكرية الإسرائيلية البرية على رفح    عاجل.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه لفلسطين المحتلة لاستكمال مباحثات هدنة غزة    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة، أبرزها مواجهة ريال مدريد والبايرن    «الجميع في صدمة».. تعليق ناري من صالح جمعة على قرار إيقافه 6 أشهر    تعليق ناري من شوبير بعد زيادة أعداد الجماهير لحضور المباريات المحلية والإفريقية    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من تحول حالة الطقس اليوم وتنصح بضرورة توخي الحذر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    ياسمين عبد العزيز: بتعرض لحرب مش طبيعية من تحت لتحت وهذا سبب زعل أحمد حلمي مني    3 أبراج تحب الجلوس في المنزل والاعتناء به    ياسمين عبدالعزيز تكشف أعمالها الجديدة بين السينما والدراما    بعد 18 سنة.. ياسمين عبدالعزيز تكشف كواليس لأول مرة من فيلم الرهينة    "ارتبطت بفنان".. تصريحات راغدة شلهوب تتصدر التريند- تفاصيل    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    قبل بداية الصيف.. طرق لخفض استهلاك الأجهزة الكهربائية    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    جريشة: ركلتي جزاء الأهلي ضد الاتحاد صحيحتين    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    هل نقترب من فجر عيد الأضحى في العراق؟ تحليل موعد أول أيام العيد لعام 2024    ضبط تاجر مخدرات ونجله وبحوزتهما 2000 جرام حشيش في قنا    تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية لأجل غير مسمى    الأونروا: مصممون على البقاء في غزة رغم الأوضاع الكارثية    أبطال فيديو إنقاذ جرحى مجمع ناصر الطبي تحت نيران الاحتلال يروون تفاصيل الواقعة    اعرف تحديث أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 8 مايو 2024    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    معجبة بتفاصيله.. سلمى الشماع تشيد بمسلسل "الحشاشين"    حسن الرداد: إيمي شخصيتها دمها خفيف ومش بعرف أتخانق معاها وردودها بتضحكني|فيديو    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر ذى القعدة لعام 1445 هجريًا    اليوم، تطبيق المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال بجميع المحافظات    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    سليمان جودة: بن غفير وسموتريتش طالبا نتنياهو باجتياح رفح ويهددانه بإسقاطه    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    في يوم الربو العالمي.. هل تشكل الحيوانات الأليفة خطرا على المصابين به؟    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة أقباط المهجر على البابا
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 18 - 10 - 2014

على الرغم من أن جميع الأقباط فى الداخل والخارج توسموا خيرا فى قداسة البابا تواضروس الثانى إبان اعتلائه الكرسى البابوى وتصريحه أن على رأس أولوياته ترتيب البيت من الداخل، فإن التجربة العملية كانت المحك فى طبيعة عمل البابا لترتيب البيت، ودون مواربة أو تورية فإن محصلة عمل البابا حتى الآن تفضى إلى خراب ما تبقى من البيت صالحاً فما بالنا بما أفسده الزمن من البيت.
لا أحد يستطيع أن ينكر تعثر البابا فى أولى خطواته نحو إدارة الكنيسة فمظاهر هذا لم تعد خافية بل ظاهرة للعيان ولم تعد الكنيسة تستطيع أن تخفى سراً على شعبها فمواقع الأخبار على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعى تكشف كل الأحداث عقب حدوثها بالصوت والصورة، وهو ما لا يدع مجالاً لإنكار أى حدث أو الالتفاف عليه، والحقيقة فإن تخبط البابا فى اتخاذ القرار لم يأت عشوائياً أو بالمصادفة، بل هو مرتب وممنهج وما نرصده هنا ليس كل الأداء البابوى، ولكن نرصد فقط الجزء الخاص بكنائس وإيبارشيات المهجر والتى اندلعت فيها الثورة ضد البابا فى الأسبوع المنصرم فى حادثة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الكنيسة القبطية والتى سوف نأتى إليها بالتفصيل لاحقاً، ولكن بداية يهمنا أن نكشف عن منهج البابا فى إدارة الكنيسة لأن هذا سوف يساعدنا كثيراً فى قراءة أحداث التمرد التى تعج بها الكنائس القبطية فى معظم دول العالم.
∎ التباديل والتوافيق
علينا بداية أن نرصد المشاكل التى أدت إلى إضعاف البابا وكيف كانت رؤيته للتغلب عليها كما يلى:
أولى المشكلات التى واجهت البابا تواضروس هى الحرب الضروس التى يشنها عليه كبار أساقفة المجمع المقدس والذين عرفوا إعلامياً بالحرس القديم، فهؤلاء الأساقفة وهم 25 أسقفاً من كبار أساقفة المجمع المقدس لا يرضون بسيطرة البابا عليهم رئاسياً وإداريا ويقبلون على مضض رئاسته الروحية وكانت رسالتهم واضحة له فى بداية عهده أن قبولهم رئاسته الروحية مشروط بعدم التدخل فى إدارة شئون إيبارشياتهم وهو ما قبله البابا صاغراً حتى لا يبدأ عهده بصدامات لا طاقة له بها، ولكن سرعان ما تفتق ذهن البابا عن تكوين حرس جديد له يواجه به هذا الحرس القديم وسريعاً بدأ فى رسامة أساقفة لكل شارع وحارة فى إيبارشيته (القاهرة) مثل أسقف لكوبرى القبة وآخر للمقطم وغيره لشبرا.. إلخ وما يستتبع تلك الرسامات من رسامة جيش من الكهنة الجدد فى محاولة للاستقواء فى مواجهة الحرس القديم.
الانسداد الروحى بين البابا والشعب فالبابا لم يكن من نجوم المجمع المقدس أصحاب الشعبية الطاغية، بل إن معظم الشعب لم يتعرف إليه إلا عند طرح اسمه فى القرعة الهيكلية لاختيار البابا وتعامل البابا مع هذا الأمر على محورين الأول خاص بالعامة والحرافيش من الأقباط وترك أمر تقريبهم منه إلى الأساقفة الجدد الذين قام برسامتهم فى مناطق التجمعات القبطية الشعبية وعزل نفسه عنهم، أما المحور الثانى فهم صفوة الأقباط فى الداخل والخارج وقرر قداسته التعامل المباشر معهم لما يملكه هؤلاء من تأثير مادى وسياسى وإعلامى داخل الكنيسة ليكون من هؤلاء الصفوة ظهيرا لوجيستيا يعتمد عليه فى حربه الضروس مع الحرس القديم.
أما كبرى المشكلات التى واجهت البابا فهى عدم سيطرته على منابع التمويل الكنسى والذى تأتى روافده الرئيسية من أقباط المهجر من خلال التبرعات الفردية أو جلب الدعم من مؤسسات دولية تنموية هذا الدعم الذى يسيطر عليه أساقفة وكهنة المهجر والذين يخضعون فى معظمهم لسيطرة الحرس القديم بالكاتدرائية بالعباسية فقرر البابا خلط أوراق اللعب وتوزيعها من جديد عن طريق نقل الكهنة الكبار أصحاب الشعبية الجارفة من كنائسهم إلى كنائس أخرى تبعد آلاف الأميال عن تلك الكنائس على أن تتم رسامة كهنة جدد للكنائس التى أبعد كهنتها أو جلب كهنة لتلك الكنائس موالين للبابا وحرسه الجديد لضمان السيطرة على منابع التمويل، ولم يفت البابا أن يعيد كل من حرمهم البابا شنودة من الأساقفة والكهنة إلى الخدمة بالكنيسة من جديد مثل الأنبا دانييل أسقف سيدنى.
كل هذا إضافة إلى أن فساد بعض أساقفة المهجر الروحى والمادى والأخلاقى أدى إلى اشتعال نار الفتنة والثورة والتمرد على البابا وحرسه القديم فلقد فات البابا أمر مهم وهو أن طبيعة أقباط المهجر تختلف عن طبيعة أقباط الداخل.. فأقباط المهجر مانحون وداعمون للكنيسة الأم مادياً ولن يقبلوا أو يرضوا بفساد كنائسهم التى عكفوا سنوات على بنائها وتنميتها عكس أقباط الداخل الذين ينتظرون الفتات الساقط من مائدة الكاتدرائية ويرضخون للقرارات البابوية مجبرين وليسوا مخيرين، كل ما ذكرناه سلفاً سوف نجده متجسداً فى أحداث التمرد على البابا وحرسه الجديد فى الكنائس القبطية فى كل أنحاء العالم.. فإلى الأحداث.
∎ الثورة فى نيو جيرسى
تتصدر نيو جيرسى الأحداث والتى كانت ذروتها وتفجرت يوم الأحد الماضى فلقد كانت الولايات المتحدة أولى محطات البابا التى خلط فيها الأوراق وأعاد توزيعها من جديد للسيطرة على منابع التمويل، حيث إن الأقباط فى أمريكا يشكلون فى مجموعهم أكبر إيبارشيات الكرازة المرقسية ولقد بدأ البابا الصدام فى أمريكا بالأنبا مايكل أسقف فيرجينيا الذى رسمه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث أسقفاً على فيرجينيا وتوابعها والأنبا مايكل أسقف محبوب من شعبه، ويرجع الفضل له فى تأسيس كنائس كثيرة فى فيرجينيا ونيوجيرسى ونيويورك، وهو ما يعنى ثراء إيبارشية فيرجينيا، وهو ما أغرى البابا لمحاولة ضمها إلى المناطق التى يشرف عليها مباشرة عن طريق نائب بابوى غالبا ما يكون راهبا من أتباعه، ولذلك قرر فى آخر اجتماع للمجمع المقدس أن الأنبا مايكل أسقف عام وليس أسقف إيبارشية ومن ثم يمكن نزع ولاياته على إيبارشيته وتعيين أسقف آخر بدلاً منه أو نائب بابوى، ولكن أساقفة كثيرين فى المجمع استنكروا ما يريد أن يفعله البابا لأن جميعهم سيكونون معرضين لنفس المصير فقرر البابا جمع ترشيحات من فيرجينيا تؤيد ولاية الأنبا مايكل عليها، وهو ما أثار سخرية المجمع فالبابا يطلب ترشيحات لأسقف هو بالفعل أسقف الإيبارشية وتم تجميد الموقف، ولكن البابا لم يستسلم، بل قام بنقل وتعيين بعض القساوسة فى إيبارشية الأنبا مايكل دون أخذ رأيه، وهو ما يمنعه القانون الكنسى فقام البابا بتعيين القس دوماديوس صرابامون رزق الكاهن فى كنيسة مارمرقس التى بها القمص بيشوى أندراوس والذى يقود حملة شعواء ضد الأنبا مايكل بتكليف من البابا، وتم تكليفهما بتشييد كنيستين: الأولى فى سبرنجفيلد فرجينيا، والأخرى فى شانتيلى فرجينيا وهى تابعة للأنبا مايكل، حيث سيخدم القس تادرس صليب الذى تخصص فى إطلاق الأكاذيب على الأنبا مايكل، وأصدر البابا قرارا بتشكيل لجنة من الأنبا كاراس، الأسقف العام والنائب البابوى بأمريكا، للإشراف على كنيسة العذراء بنيوجيرسى وتضم كلا من القمص إبرام سليمان، كاهن كنيسة العذراء بنيوجرسى، والقمص مويسيس بغدادى، كما أصدرا قرارا بتجميد عمل مجلس كنيسة القديس أبانوب والأنبا أنطونيوس فى بايون بأمريكا وتعيين القمص هدرا بسادة فى كنيسة العذراء والأنبا إبرام فى سنت لويس ميسورى، وإعلان كنيسة مارمرقس تابعة للبابا علماً بأن مؤسسها هو الأنبا مايكل وأخطر المقر البابوى كهنة نيوجيرسى بنزع ولاية جيرسى من الأنبا دايفيد الذى كان أسقفا عاما ل 6 ولايات ومركزه الأساسى جيرسى سيتى حيث يوجد المقر البابوى فى شمال أمريكا. وتعيين الراهب القمص سيرافيم السريانى نائبا بابويا لشمال أمريكا فى الولايات التى تم نزعها من الأنبا دايفيد والمعروف أن مقر البابا يقع فى مدينة سيدرجروف بولاية جيرسى.
وهكذا سادت ولايات شمال أمريكا حالة من الغضب العارم وفى أجواء حزينة لاقتطاع نيو جيرسى منه تمت مراسم تجليس الأنبا دايفيد أسقفا لنيويورك وليس نيوجيرسى مركز المقر البابوى، والطريف أنه كان من بين الحضور نيابة عن البابا القمص سيرافيم السريانى الذى عهد له البابا بمهمة النائب البابوى لنيوجيرسى ومشرفا على كنائسها والمقر البابوى الذى يقيم فيه الأنبا دايفيد، ولكن الشعب لم يتقبل القمص سرافيم كنائب بابوى وتم استبداله بالأنبا كاراس الأسقف العام، أما ما فجر ثورة أقباط بايون فى نيو جيرسى فهو نقل كاهن كنيستهم القس جورج جريس والذى يرتبط بعلاقات من الود والحب بشعب الكنيسة، وتم إرسال فاكسات للبابا لعودة الكاهن المبعد، ولكن دون جدوى فقرر شعب الكنيسة منع الأسقف من الصلاة يوم الأحد الماضى وهو ما جعل الأسقف يصعد مع الشعب ويتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور وحضر الأسقف إلى الكنيسة وسط حراسة كثيفة من الشرطة وبدأ القداس فى أجواء ملتهبة وانتشر رجال الشرطة داخل الكنيسة وحول الهيكل، وأحيط الأسقف ببودى جاردات أثناء أداء الطقوس ولكن فجأة قرر الشعب توقيف الأسقف عن تكملة الصلاة وهنا اشتعلت الأجواء وتم التشابك بالأيدى بين كهنة الكنيسة والشعب وأمر الأسقف الشرطة بالقبض على ثلاثة من المصلين، بينما أصيب العديد من أفراد الشعب بينهم سيدة تدعى مريم عادل عزيز، حيث قام القس موسيس بغدادى بالتعدى عليها بعنف شديد حتى فقدت الوعى وتم نقلها عن طريق الإسعاف إلى المستشفى للعلاج، وقام زوجها بتحرير محضر ضد الأسقف والكهنة مشفوعاً بشهادة ثلاث سيدات من شهود العيان تؤيد ما جاء بأقوال الزوج من حدوث اعتداء على زوجته، والسؤال الذى تداوله الشعب فى الكنيسة: هو هل يدفع الشعب التبرعات للكنيسة حتى تنفقها على حراسات خاصة تعتدى على الشعب؟ وحتى كتابة هذا التحقيق مازالت الأجواء مشتعلة وسط اتخاذ الأسقف والكهنة والمعتدى عليهم الإجراءات القانونية وتباشر الجهات المختصة التحقيق فى الواقعة فى ظل صمت المقر البابوى والناطق الرسمى باسم الكنيسة عن إصدار أى تصريحات فى هذا الشأن.
∎ الكينج يسيطر فى كندا
«الكينج» هكذا يطلق أقباط كندا هذا الاسم على القمص أنجيلوس سعد فهو الرجل الأقوى فى كل كنائس كندا وصاحب القرار النافذ فى كل الأمور فهو يسيطر على دائرة بيزنس دولية بمعاونة كل من القس فلوباتير جميل والقس متياس نصر بطلى واقعة ماسبيرو الشهيرة والهاربين إلى كندا، فالكينج وأبطال ماسبيرو يديرون شبكة من المؤسسات والجمعيات الخيرية والتى تدعى زوراً وبهتاناً مساعدة فقراء الأقباط ومنكوبى حكم الإخوان ويقومون بعمل بحوث اجتماعية لفقراء الأقباط خاصة فى الصعيد عن طريق وسطاء لهم بالداخل لجلب الدعم المالى من الحكومة الكندية ومن المؤسسات الأهلية، هذا الدعم الذى يبلغ الملايين من الدولارات لا يصل منه إلى الفقراء سوى بطانية رديئة الصنع لكل أسرة لتنتفخ جيوب الكنج وتابعيه، وهناك شبهة غسيل أموال تحوم حول الكينج فمن عجائب الرجل الأقوى فى كندا أنه يقوم بجمع التبرعات لفقراء إثيوبيا وكأن مصر خلت من الفقر والفقراء ويتم إرسال تلك التبرعات متضمنة الأموال المطلوب تبييضها حيث تنعدم الرقابة على غسيل الأموال فى إثيوبيا ويدير تلك العمليات هناك الراهب سدراك الأنبا بيشوى والذى يريد البابا إزاحته فأرسل الأنبا بيمن أسقف نقادة إلى هناك فى محاولة للإحلال والسيطرة، وفى كل الأحداث التى تحدث فى كندا فتش عن الكنيج فهو من أشار على البابا برسامة الأنبا مينا أسقفاً لمسيسوجا وهى مقر تمركز الأقباط فى غرب كندا، وهو الرجل الذى أتى خصيصاً لجمع التبرعات وما يشوبها من عمليات فساد ولقد ضجر شعبه منه فالأسقف لا يقابل أحدًا من الشعب ولكنه يكتفى بالصفوة حتى القداس لا يصليه! والكينج هو أيضا من يقف وراء خلو مونتريال من كاهن يريده الشعب وأرسل للبابا ترشيحات لسيامة هذا القس وهو جابى ثروت والذى بسببه كان يتعنت البابا فى رسامته قساً ومع إصرار الشعب قرر الكينج التخلص من جابى ثروت فأشار على البابا برسامته قساً وإرساله إلى الخدمة فى أفريقيا، وهو ما كان، وفى زيارة البابا الأخيرة إلى كندا قرر الشعب أن يواجه البابا بفساد الكينج والكنيسة فى كندا ولكن هيهات فالكينج اتخذ من زيارة البابا (سبوبة) وأقام العديد من الحفلات على شرف استقبال البابا وتم من خلالها جمع التبرعات وكانت أسعار تذاكر الدخول لتلك الحفلات تتراوح بين 200 و300 دولار للفرد وتم عمل سور حديدى حول البابا ومنع الشعب من مقابلته لتظل كندا تغلى فوق صفيح ساخن!
فرنسا
إن مؤشرات الأجواء فى باريس تفضى إلى أن هناك تمرداً وانفجاراً كبيراً على وشك الحدوث فنفس السيناريو الذى حدث فى نيوجيرسى يتكرر بكل تفاصيله مع تغيير الأشخاص، وبطل الأحداث هنا هو القمص اليشع البراموسى كاهن كنيسة الملاك ومارجرجس بحى فيل جويف بباريس وهو صاحب الشعبية الكبيرة بين أبنائه من شعب الكنيسة، ولكن فجأة قرر البابا الإطاحة به ورسامة أسقف جديد لباريس وتم تشكيل لجنة من 36 فرداً من شعب الكنيسة من الموالين للبابا واجتمعوا خلسة فى أحد الفنادق الخمسة نجوم بباريس لإصدار بيان يناشدون فيه البابا برسامة أسقف جديد ورجوع القمص اليشع إلى ديره، ولأن الرجل ليس ذا باع فى المؤامرات فقد قرر الرجوع إلى القاهرة والإقامة بدير البراموس بيته الأصيل، وهو ما جعل شعب الكنيسة يستشيط غضباً ورفضوا توصيات لجنة ال 36 وطالبوا البابا بعودة القمص اليشع فما كان من البابا إلا أن شكل لجنة لبحث الأمر - الذى لا يستدعى بحثا - من الأنبا كيرلس أسقف ميلانو والنائب البابوى والأنبا لوكا الأسقف العام والقمص يوسف منصور كاهن بهولندا، وما إن وطئت اللجنة الكنيسة فى باريس حتى قوبلت بعاصفة من الهجوم على البابا وتمسك الشعب بالكاهن وقررت اللجنة عرض الأمر على البابا لاتخاذ ما يراه والذى بدوره علق الموضوع وسط تظاهرات الشعب فى باريس مطالبين بعودة القمص اليشع ومهددين بإغلاق الكنيسة فى حاله عدم عودته، هذا وقد وقع مئات الأقباط على مذكرة رسمية تطالب بسرعة عودة الراهب اليشع البراموسى، وبدأ الأقباط فى كنائس أخرى فى جمع توقيعات مماثلة، وقد التقى وفدا من أقباط فرنسا البابا تواضروس فى النمسا فى مقابلة استمرت 45 دقيقة ووعدهم البابا خيرا.
هولندا
غضب وحزن يجتاح الشباب القبطى فى هولندا عقب زيارة البابا لها فلم تعد سياسة غلق الأبواب التى يتبعها البابا تواضروس الثانى مقصورة على اجتماعات الأربعاء أو فى زيارته للإسكندرية أو فى أى لقاء والتى يرفض فيها التواصل والرد على أسئلة الحاضرين وربما شكواهم باعتباره البابا الراعى والمسئول عن الرعية، ولكنه اصطحب تلك الأبواب المغلقة معه إلى هولندا، بل جعلها تسبقه حيث أعلن رفضه دخول عامة الشعب لمؤتمر هولندا حتى لا يلتقى الأقباط من كنائس أوروبا الذين يعانون من شكاوى مربكة لقداسته خاصة من أقباط باريس ومارسيليا واليونان وغيرها، نص فى الدعوة الرسمية أن المنع لأسباب أمنية ولم يعط البابا فرصة حتى للأقباط العاديين الذين بلا شكاوى لكى يلتقوا به راعيا وليس رئيسا لمؤسسة.
∎ سيدنى - أستراليا
تعتبر سيدنى هى النموذج الفج لسياسة البابا تواضروس لمحو كل آثار عهد البابا شنودة فلقد قام قداسته بالعفو عن كثير من الكهنة والأساقفة الذين تم حرمانهم فى عهد البابا شنودة دون ذكر الأسباب، وهو ما حدث مع الأنبا دانييل أسقف سيدنى بأستراليا فسيدنى من أكبر الكنائس القبطية فى العالم وتضم أكثر من 250 ألف عائلة أى ما يتعدى المليون نسمة، ومن نوافل القول التحدث عن مخالفات الأنبا دانييل المالية والعقائدية وهو المتورط أيضاً فى التحالف مع روافد الجماعة الإرهابية، وهو الأمر الثابت بالمستندات فالتفاصيل هنا لن تضيف جديدا فلقد استدعاه البابا شنودة الثالث قبل رحيله بتاريخ 30 / 12 / 2008 وأرسله إلى الدير ليقضى فيه باقى حياته كراهب عقاباً له على إجمالى مخالفاته، وأصبح أمر عودة الأنبا دانييل إلى سيدنى مرة أخرى فى طى النسيان وأوكل البابا شنودة شئون سيدنى لبعض كهنة المدينة الذين يأتمنهم على الكنيسة.. ورحل البابا شنودة وكانت كبرى المفاجآت أن قام الأنبا باخوميوس - شفاه الله وعفاه - وكان وقتها قائمقام البابا بإرسال لجنة من ثلاثة أساقفة برئاسة الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة حينذاك إلى سيدنى بصحبة الأنبا دانييل لإعادة تجليسه مرة أخرى على كرسيه بأستراليا، وهو الأمر المستغرب فلماذا إذن عزله البابا شنودة إن كان دانييل لا غبار عليه؟ فهل كان البابا شنودة رجلاً مستبداً؟ وإن لم يكن الأمر كذلك فما هى الأسباب التى أعاده بسببها الأنبا باخوميوس وباركها البابا تواضروس؟ والحقيقة فالبابا شنودة لم يكن مستبداً فدانييل يستحق عقابه، بل لعل البابا شنودة كان رحيما معه، كما أن البابا تواضروس لا يرى فيه الحمل الوديع ولكن دانييل سوف يحفظ الجميل للبابا ويعلى من شعبيته فى مدينة من أكبر مدن الكنيسة وهو ما سوف يكون له تبعيات من دعم سيدنى للبابا بكل ألوان وأطياف الدعم ولعله لا ضير فى هذا أن تتجمع الرعية كلها تحت عصا راعيها ولننسى ما بدر من دانييل وعفا الله عما سلف، ولكن هل بدأ دانييل عهدا جديداً يصلح فيه ما أفسدت يداه؟ بالطبع لا لينطبق عليه قول القديس بطرس الرسول «كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ، وَخِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ» (2بط 2 :22) ارتكب أسقف سيدنى كل المخالفات التى يمكن أن تطالها يداه واستبد فى التعامل مع الشعب حتى وصل الأمر لمحاولته قتل رئيس تحرير إحدى الصحف التى تصدر بالعربية فى سيدنى ويشن ضد الأسقف حملة لكشف فساده، والأمر متداول أمام القضاء الآن.. تعددت الشكاوى وعرائض التظلمات التى أرسلها شعب سيدنى لقداسة البابا، ولكن البابا فرض سياجا حديديا من حوله مبكراً يمنع صرخات المستضعفين أن تصل إليه، وكانت الطامة الكبرى حيث قرر دانييل رسامة ثلاثة من القساوسة من تابعيه والذين يرفضهم الشعب فمن المتعارف عليه كنسياً أن الشعب هو من يختار راعيه، فالشعب هو من يرشح من يراهم يستحقون الكهنوت وما على الأسقف إلا أن يقيم من اختاره الشعب «انْتَخِبُوا ..... فَنُقِيمَهُمْ» (أع 6 :3) ولكن البابا تواضروس بمجرد أن اعتلى الكرسى الباباوى حتى شرع فى تغيير لائحة الكهنة باللائحة رقم 21 لسنة 2012 والتى جعل فيها (الترشيح يتم من قبل كهنة الكنيسة بالأغلبية بخطاب موجه للرئاسة الدينية «الأسقف». ويتم أخذ موافقة أعضاء مجلس الكنيسة بالأغلبية بخطاب موجه للرئاسة الدينية. ثم يُقيم المرشحون للكهنوت من قبل لجنة تسمى لجنة تقييم المرشحين وهى لجنة يشكلها الأب الأسقف من سبعة آباء كهنة وبعد ذلك تعرض أسماء المرشحين على مجمع التزكيات للكنيسة، التى سيتم بها التصويت والمجمع يتكون من الأفراد الذين لهم حق عملية التصويت فى انتخابات الكاهن أو أعضاء مجلس الكنيسة أو أمين عام الخدمة بالكنيسة وتمنح مدة 15 يوما كمهلة زمنية لمن لديه ملاحظات أو اعتراضات على المرشحين لتقديمها بالطريقة التى تحددها لجنة تقييم المرشحين مع مراعاة السرية وتقوم لجنة تقييم المرشحين بفحص الاعتراضات والملاحظات المقدمة وتقديم توصياتها) مادة 4 وبالطبع ترفض كل الاعتراضات إن سمح بها ولم يكتف فدنييل باستخدام سلطاته بإقامة الكهنة الثلاثة ككهنة عموم، بل ألغى طقس اعتراض الشعب على المرشح للكهنوت وهو الطقس الذى كان يتم أثناء صلاة رسامة الكاهن.
ألمانيا
الأنبا ميشائيل أسقف ألمانيا من الحرس الجديد الذى قام بسيامته البابا والأنبا ميشائيل هو الرجل الذى يرفضه شعبه عن بكرة أبيه، ويرجع ذلك إلى أن معظم الأقباط فى المانيا يدخلون إليها بطرق غير شرعية ولا يجدون مكاناً للإيواء غير الكنيسة.
∎ أين الدولة؟
لا يمكن لنا النظر إلى انشقاقات الأقباط فى الخارج على أنه أمر كنسى بحت، فحقيقة الأمر أن ما يحدث من تمرد على البابا هو قضية أمن قومى فتعداد الأقباط فى الخارج بالملايين والكثيرون منهم من أصحاب النفوذ وهم فى مجموعهم يمثلون امتداداً لقوة سياسية ناعمة تستطيع أن تعمل لصالح البلاد إذا ما أحسن استغلالها، وخير دليل على ذلك موقفهم أثناء زيارة الرئيس السيسى إلى الأمم المتحدة فهل لنا أن نتنبه إلى خطر يحيق ببعد من أبعاد الأمن القومى والعمل على استقرار كنائس المهجر شاء البابا أم أبى، خاصة أن هناك جيتوهات قوية فى الخارج تعمل ضد المصالح المصرية مثل الجيتو اليهودى والجيتو الإخوانى؟!∎


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.