رئيس جامعة قناة السويس يُعلن انطلاق أكبر حملة تشجير بجميع الكليات    محافظ مطروح يطمئن على حالة مدير الأوقاف إثر تعرضه لحادث سير    متى يبدأ التوقيت الصيفي 2024.. اعرف مواقيت الصلاة بعد تغيير الساعة    انقطاع المياه عن بعض المناطق فى البياضية والحبيل بالأقصر    توريد 22 ألف طن قمح للشون والصوامع الحكومية بالمنيا    بالفيديو.. تصعيد غير مسبوق من الاحتجاجات بالجامعات الأمريكية بسبب غزة    الرئيس الفلسطيني يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار فورا في غزة ومنع التهجير    رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا    الترجي يهزم الأهلي ويتأهل لنهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    مدرب الترجي: سنعمل على تعطيل القوة لدى صن داونز.. وهدفنا الوصول لنهائي إفريقيا    وزير الرياضة يشهد افتتاح البطولة الأفريقية للجودو المؤهلة لأوليمبياد باريس    استجابة لشكاوى المواطنين.. محافظ القاهرة: تحرير 5 محاضر و18 حالة إزالة بالبساتين    بلغ من العمر عتياً.. مسن ينهى حياة زوجته بعصا خشبية بقرية البياضية بالمنيا    معلومات مهمة حول امتحانات الدبلومات 2024    تاريخ موعد عيد الأضحى في مصر فلكيًا مدفوعة الأجر للموظفين 2024    أجمل 10 صور وعبارات تهنئة بمناسبة عيد القيامة المجيد..عيد على حبايبك    أكاديمية الفنون تنظم مهرجان الفيمتو آرت الدولي الثالث بمشاركة 11 دولة منتصف مايو المقبل    تفاصيل الاجتماع المشترك بين "الصحفيين" و"المهن التمثيلية" ونواب بشأن أزمة تغطية جنازات المشاهير    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    حسام المندوه يعقد جلسة مع جوميز في مطار القاهرة | تفاصيل    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    بشرى للسيدات.. استحداث وثيقة تأمين على الطلاق يتحمل الزوج رسومها كاملة    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    هشام الحلبي: إرادة المصريين لم تنكسر بعد حرب 67    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    آخرهم وائل فرج ومروة الأزلي.. نجوم انفصلوا قبل أيام من الزفاف    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    فرج عامر: لم نفكر في صفقات سموحة حتى الآن.. والأخطاء الدفاعية وراء خسارة العديد من المباريات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    منصة شاهد تعرض أول حلقتين من مسلسل البيت بيتي 2    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى تقرير أمريكى خطير 3 آلاف جندى من المارينز حاربوا ضد مصر فى 6 أكتوبر

نصر أكتوبر أسطورة تجدد نفسها مع كل ذكرى ولهذا لن تنتهى أسرارها، حيث كشف أحدثها تقرير عالى التصنيف «سرى للغاية» صدر مؤخراً فى 38 صفحة مليئة بالبيانات والأسماء والوقائع الحصرية عن كلية حرب البحرية الأمريكية - تأسست عام 1884 - الواقعة على جزيرة «رودى» بولاية نيويورك الأمريكية.
«روزاليوسف» حصلت على نسخة حصرية من التقرير الذى قلبت أسراره تابوهات تاريخية أبرزها تأكيده إبلاغ الرئيس السادات الاتحاد السوفيتى ضمنياً بموعد الحرب يوم 4 أكتوبر 1973 والاعتراف بوجود ثلاثة آلاف مقاتل من النخبة الخاصة الأمريكية خاضوا الحرب ضد مصر ضمن صفوف جيش الدفاع الإسرائيلى مع أسرار الجسر الاستراتيجى الأمريكى الجوى لإسرائيل ورغبة واشنطن فى تدمير مصر واحتلال قناة السويس.
بينما نحتفل بذكرى مرور 41 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة سيشعر بالفخر كل من سيطالع ذلك التقرير غير المسبوق الذى اعترف بأن الولايات المتحدة حاربت مصر على الأرض مع إسرائيل فى أكتوبر 1973، حتى إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال «جورج سكراتشلى براون» فقد وظيفته بالإقالة التعسفية بسبب برقية أرسلها إلى البيت الأبيض كشف فيها مخالفة الإدارة الأمريكية لأخلاق الفروسية فى الحروب واعتراضه على الظلم الذى تعرضت له مصر ليلة 12 أكتوبر .1973
وكان «ريتشارد ميلهاوس نيكسون» الرئيس الأمريكى الجمهورى - ال37 - الثابت شغله منصبه فى الفترة من 20 يناير 1969 حتى 9 أغسطس 1974، قد قرر فتح كل مخازن السلاح الأمريكى الحديث للجيش الإسرائيلى لتعويض وحداته عن كامل الأسلحة والقطع الحربية بأنواعها الثقيل والخفيف التى فقدت خلال معارك الأيام الأولى.
وطبقاً للأسرار غير المسبوقة التى كشفها التقرير الأمريكى أقال الرئيس نيكسون الجنرال جورج سكراتشلى براون رئيس هيئة الأركان المشتركة عقب 333 يوماً من تاريخ تعيينه بالمنصب الذى شغله خلال الفترة من 1 أغسطس 1973 حتى إقالته من وظيفته فى 30 يونيو 1974 وذلك عقب إرسال براون ببرقية شديدة اللهجة سرية للغاية إلى البيت الأبيض اعتبر فيها تدخل الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل بالمعارك ضد مصر أسود أيام انحطاط شرف العسكرية الأمريكية على أيدى إدارة نيكسون.
المعلومات الحصرية وثقت لأكبر عملية جسر جوى عسكرى فى تاريخ معارك الشرق الأوسط تمت أثناء معارك حرب أكتوبر 1973 بكود Nickel Grass استمرت على حد المعلومات الأمريكية الرسمية 32 يوماً، امتدت بين 14 أكتوبر وحتى 14 نوفمبر 1973 شحنت فيها الولايات المتحدة الأمريكية إلى المطارات الإسرائيلية المختلفة بواسطة طائرات شحن عملاقة من طرازىC-141 وطراز Galaxy C-5 أسلحة وذخائر متنوعة وزنت 325,22 ألف طناً معظمها من الدبابات الحديثة والمدافع الثقيلة إلى الطائرات وجميع أنواع الذخائر الحديثة.
المعلومات الاستخبارية الموثقة ذكرت أن الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون أمر فى 12 أكتوبر 1973 بإرسال كل الطائرات المتاحة التى يمكنها الشحن لإسرائيل لإنقاذ جيشها من الهزيمة التى لحقت به أمام الجيش المصرى خلال أيام المعارك الأولى، خاصة بعدما فشلت شركة العال الإسرائيلية - تأسست فى 15 نوفمبر 1948 - فى استيعاب شحنات الأسلحة الأمريكية الثقيلة التى طلبتها تل أبيب على متن رحلاتها الجوية التجارية المدنية.
البيانات المكتوبة فى التقرير أن الدول الغربية فرضت قيوداً على حركة الشحن الجوى العسكرى الأمريكى لمنطقة الشرق الأوسط فتحايلت واشنطن على العالم واتفقت مع دولة البرتغال سراً لاستخدام إحدى قواعدها العسكرية الجوية كمحطة لنقل الشحنات لإسرائيل فوضعت البرتغال قاعدتها العسكرية Lajes Air Base أو القاعدة رقم 4 تحت تصرف القوات الأمريكية وهى قاعدة عسكرية شيدت عام 1943 تبعد 3680 كيلومتراً شرق ولاية نيويورك الأمريكية و1600 كيلو متر غرب العاصمة لشبونة تقع على جزيرة تيراكيرا Terceira.
وللتوثيق طبقاً للمعلومات الرسمية كانت وجهة رحلات الجسر الجوى الأمريكى للعملية Nickel Grass مطار «اللد» المعروف أنه نفسه مطار بن جوريون الدولى، الذى احتلته القوات اليهودية فى 10 يوليو 1948 وأن الجسر الأمريكى الأول هبط بمطار اللد العسكرى فى تمام الساعة السادسة والنصف مساء 14 أكتوبر 1973 وطبقاً للمسجل يومها هبطت الدبابات الأمريكية من ذيل طائرات الشحن العملاقة مباشرة إلى ساحة المعارك مع مصر وسوريا حتى دون إمكانية صبغها بالعلامات الإسرائيلية لضيق الوقت فحاربت مصر دبابات أمريكية كاملة المعالم.
وربما من أخطر المعلومات الموثقة التى كشفت عن أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية «جولدا مائير» - الرابعة - الثابت شغلها منصبها فى الفترة من 17 مارس 1969 حتى تقدمها باستقالة حكومتها بتاريخ 3 يونيو 1974 ،اتفقت سراً مع الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون ليلة 8 أكتوبر 1973 على إمكانية قصف منطقة العبور المصرية بقنبلة نووية إسرائيلية محدودة زنة20Kiloton .
وأن تلك القنبلة الصغيرة أخرجت بالفعل من مخازن السلاح النووى من المفاعل الإسرائيلى فى منطقة ديمونة جنوب صحراء النقب وتم تحميلها على الصاروخ الإسرائيلى أريحا الذى ركب على طائرة أمريكية مقاتلة من طراز إف4 قيادة طيارين أمريكيين.
وأن الخطة الإسرائيلية - الأمريكية قضت أن تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل مساء 14 أكتوبر 1973 من منطقة المجرى المائى حتى تسقط الطائرة الأمريكية القنبلة الإسرائيلية على قناة السويس بهدف إبادة القوات المصرية التى احتلتها.
على أن تقف الولايات المتحدة الأمريكية خلف تل أبيب فى مجلس الأمن أمام العالم لتبرير الضربة النووية لمنع تدمير الدولة اليهودية وبعدها تسلم إسرائيل قناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية كى تحتلها وتديرها لحسابها إلى الأبد وأن تكون شبه جزيرة سيناء دولة عازلة بين مصر وإسرائيل.
وتشير المعلومات إلى لأن الحسابات المتسرعة للرئيس الأمريكى عارضها بقوة مجلس الشيوخ ووزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA التى عرضت على نيكسون تقريراً علمياً أكد أن قصف قناة السويس بالقنبلة الذرية الإسرائيلية سيتسبب فى تلوث المجرى الملاحى وضفتيه بالإشعاعات الذرية التى ستمنع الاقتراب من المجرى المائى وإمكانية استغلاله للملاحة الدولية لفترة ربما زادت على المائة عام فتراجع نيكسون صباح 12 أكتوبر 1973 وأبلغ جولدا مائير رفض واشنطن النهائى للضربة فصدرت التعليمات السيادية من واشنطن إلى الطائرة الأمريكية إف4 بإلغاء الاستعداد فى مطار اللد مع وقف أمر عملية القصف فى اللحظات الأخيرة.
فى سياق متصل، ألقت المعلومات عالية التصنيف غير المعدة للنشر الضوء على يوميات المواجهات البحرية بحوض البحر الأبيض المتوسط بين القطع الحربية السوفيتية والتابعة لدول حلف شمال الأطلسى - تأسس فى 4 أبريل 1949 - المعروف اختصاراً NATO.
وأكدت يوميات البيانات الدقيقة أن الأسطول البحرى السوفيتى الخامس المعروف دولياً باسم ESKADRA FIFTH الذى ساد البحر المتوسط فى الفترة من عام 1967 حتى نهاية عام 1974 نفذ قبل شهر أكتوبر 1973 مناورة كبرى شاركت بها عشرات القطع البحرية الروسية بالقرب من الشواطئ المصرية والسورية.
وأن قطع القوات البحرية السوفيتية عانت فى البحر المتوسط بسبب تأخرها أمام التقدم العلمى والاستخباراتى الأمريكى، خاصة غواصات الديزل بعيدة المدى حاملة الصواريخ الباليستية من طرازات B-75 و ZULU-PR-611 فى غياب تام للغطاء الجوى الروسى وأن تلك الغواصات حاملة الصواريخ الباليستية اكتشف بها أثناء العمليات عيوب تقنية بالغة الخطورة خاصة فى أنظمة تبريد وشحن بطارياتها مما اضطرها الصعود على فترات إلى سطح البحر للشحن تحت مرمى طائرات حلف الناتو والولايات المتحدة التى تمسح المنطقة ليل نهار.
وفى مفاجأة من العيار الثقيل كشفت المعلومات عن أن الولايات المتحدة نصبت فى أعماق البحر الأبيض المتوسط بالتعاون مع حلف شمال الأطلسى فى مايو 1972 شبكة رصد رادارات متقدمة من نوع Sound Surveillance System تعرف بالاختصارات التقنية بنظامSOSUS
ترصد حتى يومنا هذا كل ما يصدر من أصوات داخل البحر الأبيض المتوسط من أصوات البوارج الحربية والغواصات والسفن المدنية السوفيتية إلى أصوات تزاوج أسماك الدلافين البحرية.
وأن تلك الشبكة المتطورة العاملة بنظام الهيدروفون Hydrophones التقطت فور تشغيلها من مناطق قريبة من السواحل المصرية اتصالات لاسلكية رسمية مهمة للغاية فشلت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية فى كسر شيفرتها بسبب تغيير المصريين لها على فترات متقاربة.
كما رصدت داخل المياه الإقليمية السورية مكالمات لاسلكية خاصة بمكتب الرئيس «حافظ الأسد» - الثابت توليه مهام الرئاسة السورية خلال الفترة من 12 مارس 1971 حتى وفاته بتاريخ 10 يونيو .2000
المثير أن الشبكة ما زالت عاملة بكفاءة بل تتطور عبر السنين وأن لها كابلات بحرية خاصة تحت سطح البحر الأبيض المتوسط تتصل مع المحيط الأطلسى عبر مضيق جبل طارق لتمتد حتى مركز مراقبة الأطلسى الواقع على جزر البهاماس بالقرب من السواحل الأمريكية.
وكشفت المعلومات فى مفاجأة ثمينة عن أن الاتحاد السوفيتى أبلغ الرئيس جمال عبدالناصر قبيل وفاته بشهور قليلة غضب موسكو من سياساته واتهامه باستغلال العلاقات المصرية - السوفيتية لحسابه بينما لم يقدم أية تنازلات إلى الاتحاد السوفيتى ورفضه لأعوام طلب إقامة قاعدة عسكرية روسية فى مصر.
وذكر التقرير أن القوات الروسية تأثرت بسبب رفض عبدالناصر إتاحة قاعدة عسكرية للسوفييت فى مصر وأن ناصر أبلغهم أنه ورفاقه لم يعملوا طيلة حياتهم لطرد الاحتلال البريطانى لإبداله بآخر سوفيتى وصمم على رفضه مما قيد حركة الأسطول الروسى الخامس فى منطقة الشرق الأوسط مع حرمانه من الغطاء الجوى داخل البحر الأبيض المتوسط.
كما كشفت المعلومات أن موسكو اتهمت الرئيس جمال عبدالناصر فى حياته بمسئوليته عن رفض معظم الدول العربية تمكين موسكو من تشييد قواعد عسكرية بالدول العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط لكن ناصر تجاهل الاتهام ورفض التعليق عليه.
وأشارت البيانات إلى أن السوفييت تمكنوا من إقامة قاعدتين عسكريتين عائمتين متحركتين فى جزيرة KITHIRA اليونانية وفى خليج «سدرا» الليبى - سرت - وكان على القطع السوفيتية فى بعض الأحيان الإبحار لتلك المواقع للتزود بالوقود ثم العودة ثانية لمراكزها بالمنطقة.
وأن الرئيس جمال عبدالناصر بعد 1967 سمح للبحرية السوفيتية بخدمات مكنت قطع الأسطول الروسى الخامس من البقاء فى مناطق العمليات من شهرين إلى ستة أشهر دون الحاجة للتنقل للتزود بالمؤن والوقود.
وفى تلك الأثناء شيد الروس منظومة صيانة وإصلاح للقطع السوفيتية فى الإسكندرية قادرة على التعامل مع الغواصات الديزل كما نجح الروس فى إنشاء مركز جاف عائم للصيانة بميناء طرطوس السورى لإصلاح القطع.
وفى الإطار نفسه سمح الرئيس جمال عبدالناصر - خلال الفترة بين يونيو 1976 ونهاية عام 1970 - لبعض الطائرات السوفيتية بالتواجد بقاعدة جوية فى أسوان وقاعدة مطار القاهرة غرب.
وكشفت المعلومات الجديدة لأول مرة عن أن قرار الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس من مصر فى 18 يوليو 1972 قضى على مطامع التواجد السوفيتى فى مصر وأن موسكو هددت السادات بالانتقام منه بشكل شخصى والإطاحة به لكنه لم يعيرهم الاهتمام عندما أخبروه أنه أعلن الحرب صراحة على المصالح السوفيتية بالشرق الأوسط.
وأن الرئيس الأمريكى الجمهورى الأربعين «رونالد ويلسون ريجان» - الثابت شغله منصبه فى الفترة من 20 يناير 1981 حتى 20 يناير 1989 - أحاط الرئيس السادات بالخطر الذى هدد حياته بشكل مباشر لوقوفه أمام الإمبراطورية السوفيتية وذلك فى آخر زيارة قام بها السادات إلى واشنطن فى أغسطس 1981 قبل شهرين فقط من اغتياله.
وكشف التقرير لأول مرة عن أن الرئيس رونالد ريجان استدعى يومها «وليام جوزيف كايسى» مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA حيث قابل الرئيس السادات على انفراد ووضع أمامه جميع المعلومات التى أكدت وجود عملية وشيكة للتخلص منه فى مصر.
وأن كايسى أطلع الرئيس السادات بالجلسة على الصورة الكاملة للوضع الأمنى فى مصر وحذره بشكل خاص من عدد من الشخصيات المصرية النافذة من حوله لم يذكرها التقرير الأمريكى بالأسماء والبيانات وأن السادات أخبر الرئيس رونالد ريجان أنه سيجرى عملية تطهير وتغيير شاملة داخل النظام المصرى فى ديسمبر .1981
المثير للغاية فى معلومات التقرير الحصرية أن الرئيس السادات أطلع نظيره الأمريكى ريجان، عقب لقائه مع كايسى، على قائمة التغييرات السياسية التى سيجريها وكان أبرزها نائبه «محمد حسنى السيد مبارك» ووزير دفاعه المشير «محمد عبدالحليم أبوغزالة».
بعدها سجلت المعلومات أن الدول العظمى اتفقت فيما بينها عام 1967 على تقسيم سواحل البحر الأبيض المتوسط لمناطق نفوذ سياسى، حيث تترك كل منها للأخرى 2500 كيلو متر مربع من مجمل سواحل الدول العربية المطلة عليه.
وأن حوض البحر الأبيض المتوسط أصبح من يومها مركزاً استراتيجياً تستخدمه الدول العظمى للإنذار المبكر ضد الضربات النووية وتحركات حاملات الصواريخ الباليستية عابرة المدن والقارات.
فى هذه الأجواء سجل الأدميرال «يفجينى سيمينوف» الضابط الأول رئيس أركان الأسطول السوفيتى الخامس بيومياته أن دولاً غربية عدة وضعت قيوداً على تحركات القطع الروسية بالبحر الأبيض المتوسط وذكر واقعة غواصتين سوفيتيتين اضطرتا للانتظار يومين كاملين للدخول لميناء «عنابة» الجزائرى للتزود بالوقود والمؤن وفى النهاية رفض طلبهما وأجبرتا على المغادرة صباح 13 يونيو 1973 بسبب الضغوط الفرنسية.
وفجرت سجلات يوميات الأدميرال «يفجينى سيمينوف» مفاجأة تاريخية أن السوفييت كانوا على علم تام بموعد الضربة الجوية الإسرائيلية يوم 5 يونيو 1976 حتى إن موسكو أمرت قطعها البحرية فى البحر الأبيض المتوسط وطائراتها الموجودة بالقواعد المصرية ضرورة رفع أعلام معينة بداية من يوم 1 يونيو 1967 اتفقت موسكو مع تل أبيب عليها سراً حتى لا تقصفها المقاتلات الإسرائيلية أثناء القصف.
وأكد الأدميرال سيمينوف أن أى محلل استخبارات مجتهد كان يمكنه بسهولة تحديد موعد الضربة الجوية الإسرائيلية المحتملة من تحليل القرار الروسى بشأن ضرورة رفع أعلام وعلامات خاصة بداية من 1 يونيو 1967 لكن على حد شهادته لم ينتبه أحد بمصر تلك الفترة.
وأشار التقرير الأمريكى إلى يوميات سيمينوف عن عام 1973 واعترافه أن قيادته البحرية تلقت أوامر فى يناير 1973 قضت بضرورة استخدام جميع أنواع الأسلحة إذا وقع اشتباك مباشر مع قطع الأسطول الأمريكى السادس المتمركزة بالبحر الأبيض المتوسط.
لأن التقديرات الروسية أكدت أن المعركة ستنتهى بتدمير القطع السوفيتية لافتقادها للغطاء الجوى ولذلك رتب الأدميرال سيمينوف لتنفيذ عمليات انتحارية ضد الأسطول الأمريكى، وذكر قيام القطع الروسية تحت قيادته بمناورة تدريبية شاملة لتجربة الاستعداد لتلك العمليات بتاريخ 26 فبراير 1973 وأنهم ركزوا أثناء المناورة على تفعيل قدرات اعتراض وتدمير المقاتلات الأمريكية الموجودة على حاملات الطائرات لمنعها من الإقلاع بالجو وأن موسكو أجازت له ذلك اليوم بأمر مباشر استخدام خيار الضربة النووية المحدودة للأسطول السادس الأمريكى وطلب منه الحفاظ دائماً على مسافة 15 ميلاً بحرياً بين قطعه والقطع الأمريكية.
وحكى سيمينوف بيومياته التى اهتم بها التقرير الأمريكى كشهادة موثقة أنه خلال المناورة وقعت مواجهتان مباشرتان مع الأسطول الأمريكى السادس أجبرت فيهما القوات الأمريكية غواصتين روسيتين إحداهما رست فى خليج سرت الليبى والثانية فى جزيرة كريت على الصعود للسطح والانسحاب من المكان.
وتأكيداً على شهادة الأدميرال «يفجينى سيمينوف» الضابط الأول رئيس أركان الأسطول السوفيتى الخامس بالبحر الأبيض المتوسط اقتبس التقرير الأمريكى شهادة الأدميرال الروسى «يفجينى فولوباييف» قائد أسطول البحر الأسود السوفيتى.
حيث ذكر بيومياته أن الغواصات السوفيتية من نوع الديزل بعيدة المدى واجهت الأسطول الأمريكى السادس صباح 15 يناير 1973 لأن حلف الناتو نفذ ذلك اليوم مناورة كبرى فى جزيرة سالونيكى اليونانية Thessaloniki شاركت فيها قطع بحرية من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا وأن تلك المناورة استمرت حتى 21 فبراير .1973
وكشف فولوباييف عن أن البحرية الروسية أجرت فى المقابل مناورة عملاقة امتدت من يوم 9 حتى 14 مايو 1973 أطلق عليها كود العملية NAKAT هدفت للبحث عن القطع الأمريكية والغربية وتحديد مواقع تمركزها قبل يوليو .1973
وكشف التقرير الأمريكى عن حقيقة تاريخية غير مسبوقة بشأن علم الاتحاد السوفيتى بموعد شن الحرب المصرية - السورية ظهر السادس من أكتوبر 1973 حيث وثقت معلوماته أن «ليونيد بريجينيف» السكرتير العام للحزب الشيوعى السوفيتى خلال الفترة من 14 أكتوبر 1964 وحتى 10 نوفمبر 1982 أبرق إلى الرئيس السادات صباح الخميس الموافق 4 أكتوبر 1973 يومين فقط قبيل نشوب المعركة تحدث فيها بثقة بالغة وطالبه أولاً أن يكون قرار الحرب عربياً خالصاً، ثانياً أن يبلغ موسكو بالوقت المناسب حتى يمكنها إجلاء رعاياها من مصر كما وعد بريجينيف السادات فى البرقية نفسها أن موسكو ستقف بجواره وقت الضرورة.
فرد الرئيس السادات بعدها بساعة واحدة على البرقية بقبوله العرض السوفيتى السخى وشكر القيادة السوفيتية ثم دعاها لإجلاء رعاياها فوراً من مصر، الأمر الذى شكل شبه إخطار ضمنى مع تأكيد رسمى من أعلى قيادة عسكرية وسياسية فى مصر بأن الحرب على الأبواب.
وبالتفاصيل الدقيقة أبرزت البيانات الأمريكية الاستخباراتية أن الاتحاد السوفيتى أمر بدخول 52 قطعة بحرية هجومية روسية إلى البحر الأبيض المتوسط سجل بينها 11 غواصة تسلحت اثنتان منها بصواريخ نووية مع ثلاث سفن منها اثنتان تسلحتا بصواريخ ذكية موجهة مع اشتراك ست مدمرات روسية حديثة وثلاث فرقاطات بحرية وكاسحتين للألغام وسفينتين برمائيتين كلها أبحرت لحوض البحر الأبيض المتوسط عصر 4 أكتوبر .1973
كما وثق التقرير الأمريكى معلومة علم الاتحاد السوفيتى بموعد نشوب حرب أكتوبر استناداً على يوميات الأدميرال «يفجينى فولوباييف» قائد الأسطول السوفيتى فى البحر الأسود الذى شارك بالعمليات فى أكتوبر .1973
حيث سجل فولوباييف أنه كان راسياً على متن الغواصة «فولجا مشروع 1886» بالقرب من جزيرة باليارك غرب إسبانيا عندما تسلم فجأة فى تمام الساعة 0100 الواحدة صباحاً فجر الجمعة الموافق 5 أكتوبر 1973 معلومة موعد الحرب حيث أمرته موسكو بالتحرك فوراً بكامل قطعه البحرية إلى السواحل المصرية والسورية وأن مهمته الأولى كانت إجلاء الرعايا السوفييت.
وشهد فولوباييف بشهادته التى سجلها باليوميات الحربية أن موسكو طلبت منه التصرف بشكل عادى وأن يتناقل عبر اللاسلكى وقنوات الاتصال المفتوحة أمر الإبحار إلى حوض البحر الأبيض المتوسط بهدف إبدال وإحلال القوات وهى عمليات روتينية كانت تتم أكثر من مرة شهرياً.
وفى شهادته كشف فولوباييف أن ضابطاً أول يدعى «يا ياساكوف» عن قائداً للفرقاطة السوفيتية رقم 70 من قوة البحر الأسود أخبره أن قوات الأسطول السادس الأمريكية البحرية المنتشرة فى البحر الأبيض المتوسط وضعت قيوداً على حركة السفن والرحلات الجوية المتجهة إلى مصر وسوريا بداية من 9 أكتوبر 1973 بهدف عزل الدولتين ومنع الإمدادات العسكرية عنهما أثناء المعارك حتى تتمكن إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية من هزيمتهما.
وكشف فولوبايي عن أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت بالقصف يوم 11 أكتوبر 1973 سفينة مدنية روسية تجارية باسم LLYA MECHNIKOV رست بميناء طرطوس السورى وأن تل أبيب اعتذرت إلى موسكو بدعوى الخطأ وجاءت الحادثة عقب استهداف مدمرات إسرائيل يوم 10 أكتوبر 1973 لفرقاطتين يابانية ويونانية بنفس المكان تم تدميرهما.
وكشف فولوباييف عن أن الأوامر العسكرية صدرت صباح 14 أكتوبر 1973 لقطع الأسطول الروسى الخامس فى البحر الأبيض المتوسط بضرب أى قطع إسرائيلية أو طائرات على الفور دون الرجوع إلى موسكو حال تعرضها للسفن المدنية السوفيتية.
وفجر فولوباييف مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف بيومياته الرسمية التى اعتمد عليها توثيق التقرير الأمريكى أن قواته تسلمت يوم 17 أكتوبر 1973 أوامر الاستعداد لعملية إنزال برى عملاقة بالقوات الروسية فى منطقة قناة السويس المصرية تشبه عملية نفذتها موسكو فى يناير 1968 هدفت لمنع الولايات المتحدة من احتلال القناة المصرية بالقوة العسكرية.
وكشف فولوباييف عن أن السفير الروسى فى العاصمة الأمريكية واشنطن «أناتولى دوبرينن» - الذى شغل مهام منصبه فى الفترة من 4 يناير 1962 حتى 19 مايو 1982 - سلم برقية اعتراض رسمى من موسكو على الخطة الأمريكية لاحتلال قناة السويس المصرية.
أكد فيها الاتحاد السوفيتى أنه سيضطر للتدخل عسكرياً فى المعارك الدائرة إذا قررت واشنطن مع إسرائيل تفعيل خطة سرية قديمة بينهما تهدف لإعادة احتلال قناة السويس المصرية.
فى سياق متصل كشف التقرير الأمريكى الذى ننفرد بنشره نص شهادة الكابتن السوفيتى «فى آى بوبوف» V.I.POPOV سجل فيها تلقيه يوم 17 أكتوبر 1973 أمر الأدميرال «سيرجى جورشكوف» قائد القوات البرية السوفيتية وقتها للاستعداد لعملية إنزال جنود عملاقة على ضفتى قناة السويس المصرية بواسطة 6 سفن إنزال روسية لصد خطة الولايات المتحدة لاحتلال القناة بقوات قوامها 50 ألف جندى أمريكى.
وأن موسكو أمرت قطعها البحرية بالدخول إلى ميناء بورسعيد المصرية بقيادة الأدميرال «أوشاكوف» فدخلت المدمرات Otvazhnyi حاملات الصواريخ SAM ومعها المدمرة Neulovimyi والمدمرة Soznatelnyi والفرقاطة Voron Riga class Pr. 50
ووراءها سفينة إنزال الدبابات الروسية Voronezhskii Komsomolets التى حملت التعريف Alligator Class Pr.1171 تصاحبها سفينتا الإنزال SDK-83 وشقيقتها سفينة الإنزال SDK-164
وللتوثيق أسندت موسكو إلى الأدميرال سيمينوف قيادة العملية التى أطلق عليها كود «إنقاذ بورسعيد» وقد شاركه قيادة العملية كنائب له الضابط الروسى الأول كابتن «جيورجى جى جوستيف».
انتهت معلومات التقرير الأمريكى الصادمة لكن لم تنته أسرار حرب أكتوبر 1973 .. تحية عطرة لكل من شارك فى تحقيق النصر العظيم وبخاصة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة حتى انتصرت مصر.. تحيا مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.