وصل عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المطرودين من قطر إلى اسطنبول، أبرزهم جمال عبدالستار وكيل وزارة الأوقاف السابق، وأشرف بدر الدين عضو مجلس الشعب السابق، وعمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولى السابق، ورجحت مصادر وصول عصام تليمة مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق فى قطر. وأكد جمال عبدالستار فى تصريحات صحفية أنهم جاءوا إلى تركيا دون دعوة رسمية لأنها بلد الحريات والديمقراطية، نافيا إبعادهم من قطر نهائيا، وأضاف: لاتزال عائلاتنا تقيم فى قطر وتأشيراتنا قائمة ولنا حرية التردد على قطر فى أى وقت. قاعدة للإخوان أكد خبراء أن تركيا سوف تتحول إلى قاعدة للإخوان المسلمين وقياداتهم بعد طردهم من قطر، واختار الإخوان فى غالبيتهم تركيا لسهولة دخولها بلا تأشيرة لمن هو أكبر من 54 عاما، وإن كانت أنقرة لن تعلن عن ذلك ولن تتحدى دول الخليج، التى تعول على استثماراتهم فى الإبقاء على قوة الدفع فى اقتصادها. وتكشف الوقائع أن تركيا الخيار الأمثل لعناصر الجماعة الإرهابية ومن يدعمونها لعدة أسباب أبرزها أن هناك اتفاقا قطريا - تركيا على مائدة عناصر الجماعة، حيث تستضيفهم تركيا، بينما تتكفل قطر والتنظيم الدولى للإخوان المسلمين بتكاليف الإقامة والإعاشة أيضا من بين هذه العوامل أن جميع العناصر المقيمة فى قطر سبق لها التردد على اسطنبول باستثناء طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية ومحمود حسين نائب المرشد العام للإخوان المسلمين. موجة جديدة ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة موجة جديدة من النزوح الإرادى لبعض الكوادر الإخوانية مثل جمال حشمت وصلاح عبدالمقصود اللذين سبق لهما الإقامة فى تركيا، ومن العناصر الداعمة للإخوان مثل المستشار المعزول من القضاء وليد شرابى، أما قيادى حزب الوسط محمد محسوب ففضل التوجه إلى باريس أو لندن أو سويسرا، وهناك أعضاء قد فضلوا التوجه إلى ماليزيا، مثل أعضاء حزب الوسط وتحالف دعم الشرعية والمجلس الوطنى المصرى ولا يفضل الإخوان التوجه إلى السودان للجو الحار وصعوبة المعيشة وإمكانية التحول فى موقف الخرطوم. لقد صدرت الأوامر لقنوات الإخوان المسلمين فى اسطنبول «رابعة ورابعة مكملين والشرق» بالتوقف عن قبول أى عناصر جديدة للعمل فى هذه القنوات، ترقبا لاستمرار دعم قطر لهذه القنوات أم لا؟ وكذلك لتوفير أماكن لبعض من يفقدون البرامج التى كانوا يعملون منها فى قناة الجزيرة حتى لايجلسوا عاطلين عن العمل فى اسطنبول، خصوصا أن قناة «تى آر تى» التركية لاتستطيع استيعابهم، أما قناة «الشرق» المملوكة لباسم خفاجى والممولة من بعض أمراء قطر باتت تعانى من ضائقة مالية قد تجبرها على إعلان إفلاسها قريبا. مؤامرة مشتركة وسائل الإعلام التركية أكدت أن اسطنبول ستكون هى قاعدة الإخوان المسلمين فى الفترة المقبلة، وأن هذا الأمر تم بحثه خلال زيارة أردوغان للدوحة ولقائه الأمير تميم، وكان الثمن المبدئى المعلن موافقة قطر على تزويد تركيا ب مليار و002 مليون طن من الغاز الطبيعى وضخ استثمارات جديدة لتحسين حالة الاقتصاد التركى، فضلا عن تحمل تكاليف إقامة الإخوان فى تركيا. ويبقى السؤال: هل يستمر دعم الرئيس التركى أردوغان للإخوان للأبد؟ يؤكد خبراء أن أردوغان كان يحلم بزعامة المنطقة وبعد كسر شوكة الإخوان فى مصر، قد يجد نفسه فى لحظة ما مضطرا لتغيير هذه السياسة ولو ظاهريا بعد تزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليه، حيث أدى تدخله السافر فى الشئون المصرية إلى عزلة تركيا فى المنطقة، وبدأت تتزايد الضغوط الأمريكية عليه بسبب موقف تركيا من التحالف الدولى للقضاء على داعش ودعم جبهة النصرة بالسلاح، لذا تبدو تركيا محطة مؤقتة لعناصر الجماعة الإرهابية وأن أردوغان سيتخلص منهم عندما يهددون عرشه.∎