تنطلق خلال الأيام القادمة قناة «مصر الآن» ضمن «ميليشيا» إعلامية ترعاها تركيا، وتمولها قطر، وتديرها قيادات التنظيم الدولى للإخوان، وتعد القناة الجديدة النبت الشيطانى الثالث لمجموعة قنوات التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، بعد شقيقتيها فى تركيا «رابعة» و«رابعة مكملين»، بل وستبث جغرافيا من المكان نفسه شرق إسطنبول بمنطقة «ايكى تلى»، وتحديدا بمحيط المركز التجارى «212». وهى منطقة يسيطر عليها ملياردير قطرى هو الممول الرئيسى لهذه القنوات ولمؤتمرات وأنشطة الجماعة الإرهابية والتنظيم الدولى فى تركيا، إضافة إلى أنشطة «حزب الأمة» الخليجى، الذى يستهدف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، وهو المالك لمجموعة من الفنادق منها «رتاج» و«جونان» فى منطقة ينى بوسنة فى إسطنبول، والتى يستضيف فيها كل الاجتماعات التآمرية على مصر. ∎ فلول مصر 25 كوادر «مصر الآن» من بقايا العاملين فى قناة الإخوان السابقة «مصر 25» تحت إدارة أحمد عبده، ومن العناصر التى تعمل بها محمد ناصر، الذى كان يعمل فى قناة «الشرق» لصاحبها باسم خفاجة، والتى أفلست ماديا بسبب جفاف مصادر التمويل من أمراء قطر، وخالد بركات، الذى كان يعمل بصحيفة الأهرام، إلى جانب عدد من صحفيى جريدة الحرية والعدالة التى كانت تنطق بلسان حزب الإخوان فى مصر. ويتوقع إعلاميون، فشل القناة وعجزها عن إحداث أى ضجة إعلامية بسبب ضعف الكوادر المهنية بها، والتى تتسم بالغباء الأيدلوجى المعروف عن الجماعة الإرهابية، الذى عجز حتى الآن، رغم توافر له من إمكانات سواء من قطر أو تركيا، أو داعمى التنظيم الدولى فى أنحاء العالم، أن يقدم رسالة تزعج القيادة المصرية التى تعتمد على المساندة الشعبية الحقيقية. فيما أدرك الجميع أن مخططات الخلافة العثمانية الجديدة بقيادة أردوغان، فشلت فى دعم الفوضى بمصر، بمساندة قطر وبعض القوى الدولية الأخرى، خاصة عندما تكشف أن الرهان على الجماعة الإرهابية بعد ثورة الثلاثين من يونيو2013 رهان خاسر. ∎ الجزر المنعزلة بالإضافة إلى الغباء الفطرى الذى كشف الإخوان الهاربين إلى تركيا، فضلا عن الإغراق فى البعد الأيدولوجى واستخدام خطاب هابط يعتمد لغة تفرق أكثر مما تجمع فى الهجوم على مصر وجيشها ومؤسساتها الدينية والثقافية والأمنية، ومحاولة تصوير القيادة المصرية على أنها قيادة عاجزة فى الوقت الذى يحس فيه الشعب المصرى بأن هناك عملا ضخما يبذل ومشروعات كبرى تظهر دون ضجيج أو طنطنة فارغة، أو وهم على غرار مشروع النهضة والمائة يوم التى صدع بها المعزول محمد مرسى الشعب المصرى على مدى عام دون أن يفعل شيئا يذكر، فضلا عن كل ذلك يعمل الإخوان المتمركزون فى الحظيرة التركية بطريقة الجزر المنعزلة. ويحرص هؤلاء، بسبب الضمور العقلى الذى تطبعوا عليه على أن يتبرأ كل منهم من الآخر، فمن يعملون فى «الشرق» يقولون: «لسنا إخوان» ومن يعمل فى «رابعة» يتبرأ ممن يعملون فى «رابعة مكملين»، ومن سيعملون فى «مصر الآن» يتهمون باسم خفاجى بالنصب والاحتيال والسرقة، وهؤلاء كلهم لا علاقة لهم بالأبواق التى اشترتها قناة «التركية» الناطقة باللغة العربية للنباح ليل نهار والتباكى على الشرعية المضروبة التى سقطت بين عشية وضحاها بسبب الرفض الشعبى المهول، والعويل على مشروع الخليفة المنتظر رجب طيب أردوغان، الذى انهار مع انكسار التنظيم فى مصر. ∎ جعجعة بلا طحن والخلاصة فى هذا الأمر أننا أمام مجموعة من الدكاكين الإخوانية التى تحاول التخفى وراء أثواب مختلفة، فى محاولة لتوسيع نطاق الهجوم على الصحوة المصرية، التى أنقذت البلاد من دمار محقق، وأصحاب هذه الدكاكين، وبحكم أنهم تربوا على السعى وراء المال أيا كان مصدره، ينطبق عليهم قول الأديب العالمى وليام شكسبير «نسمع جعجعة ولانرى طحنا»، فبرامجهم التى يبثونها على نطاق ضيق جدا من المشاهدة فيما بينهم وفى إطار جماعتهم، حتى لتكاد تكون برامج سرية مليئة بالصراخ والعويل من شيوخ الإخوان الذين حاولوا غزو وزارة الأوقاف فى زمن مرسى مثل سلامة عبد القوى ومحمد الصغير وغيرهما، لكنها فاقدة للتأثير لافتقادها للرسالة، ليصبح كل ما تقوم به كل هذه الدكاكين الصغيرة مجرد «جعجعة بلا طحن». فإذا كانت قناة الجزيرة القطرية بكل ما كانت تتمتع به من انتشار وحضور إعلامى قد انطفأ وهجها لرفض الشعب المصرى لها ولأكاذيبها وتلفيقها، وفشلت فى إقناع الشعب المصرى بأن يتعاطف مع الإخوان ومشروعهم التدميرى، هل نتوقع من قنوات عاجزة كسيحة تعتمد على شراذم من أشباه الإعلاميين أن تحقق ما عجزت كيانات صادرة عن دول مثل قطروتركيا.. الإجابة ستتضح خلال الأيام القادمة، والمؤشرات عليها يمكن أن نجدها فى مشروع قنوات الشرق لصاحبها «المعلن» باسم خفاجى، الذى بات فى وضع مادى لا يحسد عليه بعد أن تضاءلت إلى حد بعيد مصادر تمويله وأجبر على ترك الوكالة التى كان يستأجر بها استديوهات فى تركيا، ليذهب للعمل من غرف صغيرة فى منطقة نائية فى إسطنبول هى آسن يورت، تمهيدا لإعلان إفلاسه. ∎ مشروعات خيانة وعلى الرغم من كل عوامل الضعف والفشل التى تحملها هذه الأبواق رغم كل ما يتوافر لها من إمكانيات مادية ضخمة من قطر والتنظيم الدولى للإخوان المسلمين، ومن دعم لوجيستى فى تركيا، فإن ذلك لا يقلل من كونها مشروعات للخيانة والتآمر على مصر والدول العربية التى تدرك خطر الإرهاب القادم من اتجاهات مختلفة، وتستدعى اليقظة والحذر كما نبه إلى ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه مؤخرا مع رؤساء تحرير الصحف المصرية.