«وكأن المصريين ناقصين»! قلق جديد وتوتر خطير بعد وصول «كورونا» لأننا، وطبقا لشائعات انتشرت بسرعة المكوك حول خطورة المرض وحامله إن كان «جمال» أو «خفافيش»، فكان من المهم أن نقف على الحقيقة!د. عمرو قنديل مساعد وزير الصحة والسكان للطب الوقائى أكد أنه لم يثبت حتى الآن انتقال المرض المعروف بفيروس كورونا فى مصر من الجمال رغم اكتشاف الطب البيطرى الفيروس فى ثلاثة جمال قادمة من السودان على الحدود الجنوبية لمصر، وأضاف أن جميع الحالات البشرية والمشتبه فيها قادمة من السعودية وقد تم فحص 8 آلاف و784 حالة مشتبهًا فيها حتى الآن وكانت نتائجها سلبية باستثناء الحالة المصابة للمهندس المصرى العائد من السعودية المحتجز فى مستشفى حميات العباسية، موضحا أن حالته مستقرة. كما تم فحص 1156 عينة فى المحافظات و2986 عينة لالتهاب الجهاز التنفسى الحاد و2715 عينة من الرصد المجتمعى فى المحافظات و927 عينة من المسح الصحى للمعتمرين، وأثبتت جميع النتائج سلبيتها للفيروس كورونا، وأكد أن الوزارة تتابع الوضع الوبائى العالمى للمرض وتوصيات منظمة الصحة العالمية ومتابعة الوضع على المستويين العالمى والإقليمى وتنشيط رصد حالات الالتهاب التنفسى الحاد والالتهاب الرئوى والرصد المعملى للعينات من الحالات المشتبه بها وفحصها فى معامل الوزارة والمعامل المرجعية لمنظمة الصحة العالمية ووضع خطة لمواجهة الفيروس ومد المعامل المركزية بالكواشف المستخدمة للكشف عن الفيروس وتدريب العاملين بالمعامل على مستوى المحافظات بطرق سحب وحفظ ونقل العينات على مستوى مديريات الصحة والمستشفيات وأماكن الرصد وتدريبهم وبائيا وإكلينيكيا على كيفية التعامل مع المرض وعلاج الحالات بالتعاون مع أساتذة الصدر بالجامعات.. وأضاف قنديل أنه تتشابه أعراض المرض مع أعراض الأنفلونزا من ارتفاع فى درجات الحرارة والسعال والكحة وصعوبة التنفس والشعور بالإرهاب والإجهاد.
وبلغ عدد الحالات المؤكدة بفيروس الكورونا 254 فى 13 دولة منها 93 وفاة بنسبة 37٪ بالإضافة إلى 19 حالة محتملة و47 حالة جديدة منها 7 وفيات من 1 : 22 أبريل فى السعودية، وحتى الآن منظمة الصحة العالمية لا ينصح بمنع السفر أو التجارة للدول التى بها حالات مؤكدة، وطبقا لآخر الدراسات الصادرة عن المنظمة لا يوجد دليل على الانتقال المستمر من شخص إلى آخر خارج النطاق المكانى مع تشديد إجراءات الفحص للداخلين للبلاد حيث إن الفيروس يسبب التهابا حادا بالجهاز التنفسى ويؤدى للوفاة.
وقال د. عوض تاج الدين عضو اللجنة العليا لمكافحة الإنفلونزا ورئيس الجمعية المصرية للأمراض الصدرية عدم انتقال المرض من البلح، مؤكدًا أن الفيروس ليس له تطعيم أو دواء أو علاج حتى الآن والوقاية هى الحل الوحيد لمواجهة المرض وحصره، حيث إنه ينتقل من إنسان لإنسان وأعراضه نفس أعراض الإنفلونزا العادية مع رشح وارتفاع فى درجة الحرارة والتهاب فى الجيوب الأنفية وسرعان ما يتحول إلى التهاب رئوى حاد يتطلب الدخول فورًا إلى العناية المركزة ووضعه على جهاز التنفس الصناعى.
وتوقع تاج الدين أن تصل نسبة الوفيات بالمرض إلى 50٪ موضحا أن المرض يصيب جميع الأعمار وليس له فصول معينة وهو ممتد طوال العام والتامفيلو لا يعالج فيروس كورونا وأضاف: فيروس كورونا أحد الفيروسات المسببة لنزلات البرد ويصيب الجهاز التنفسى، وفى معظم الحالات تكون الأعراض بسيطة ونادرًا ما يتسبب فى بعض المضاعفات الخطيرة مثل الالتهاب الرئوى خاصة فى كبار السن ومرض القلب والرئة وذوى المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة.
وأكد د.عادل العدوى وزير الصحة والسكان تكثيف الطوارئ وإجراءات الحجر الصحى على المنافذ البرية والجوية لرصد أى حالات إصابة بالفيروس كورونا مطالبا المواطنين بعدم الخوف واتباع الإجراءات الوقائية ومخاطبة شركات السياحة لاتباع الإجراءات الوقائية للمسافرين إلى الدول التى ظهر بها الوباء، موضحا أن الاكتشاف المبكر والتوعية والوقاية وسرعة التشخيص والعلاج المبكر تقلل المضاعفات وانتشار الفيروس وأضاف أن الوزارة قامت بتتبع إجراءات مكافحة العدوى بجميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وأن اللجنة العليا للإنفلونزا فى حالة انعقاد وتضم أساتذة الأمراض الصدرية لبحث سبل التصدى لفيروس كورونا بعد ظهور أول إصابة لمهندس مصرى عائد من الرياض وتقوم بتتبع المرض فى الداخل والخارج.
وينصح العدوى الراغبين فى العمرة والحج هذا العام بعدم السفر خاصة الأطفال والحوامل وكبار السن فوق 65 سنة وذوى الأمراض المزمنة مثل القلب والرئة والكلى والكبد لانخفاض المناعة.
وقال مصدر مسئول بالحجر الصحى بمطار القاهرة إننا لم نتلق حتى الآن أى تعليمات من وزارة الصحة باتباع إجراءات احترازية خاصة بالفيروس، متوقعا اتباع الإجراءات إذا تزايدت حالات الاشتباه بالإصابة بالمرض، وأوضح أن الإجراءات المتبعة فى مثل هذه الحالات وضع أجهزة القياس الحرارى لمتابعة جميع الركاب القادمين من الخارج خصوصا من الدول التى ظهرت فيها حالات إصابة خصوصا القادمين من السعودية وتدوين عناوينهم للمتابعة الصحية لمدة محددة وهى مدة حضانة الفيروس سواء للقادمين من العمرة أو الحج أو العاملين بدول الخليج والذين سيبدأ تدفقهم فى منتصف مايو مع بدء الإجازات المعتادة.
وقال د. عبد الرحيم مصطفى المتحدث الرسمى بهيئة موانى البحر الأحمر إن الهيئة طالبت السلطات الصحية والحجر الصحى بمختلف موانئ الهيئة بسفاجا والغردقة والسويس وشرم الشيخ ونويبع برفع درجات الاستعداد والفحص للركاب والمعتمرين القادمين من السعودية ويجرى الآن التنسيق بين وزارة الصحة والهيئة لإجراء الفحص الطبى على القادمين للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.
وأضاف د. مصطفى أن الحجر الصحى بالموانئ يقوم بالفحص لجميع القادمين وتدوين عناوين جميع الركاب والمعتمرين وإبلاغ مديريات الصحة بمختلف المحافظات لمتابعتهم فى منازلهم وذلك لاكتشاف أى حالة.
ومن ناحية أخرى فقد أعلنت الطوارئ على الحدود البرية خاصة بحلايب وشلاتين جنوب البحر الأحمر بعد إعلان أجهزة الطب البيطرى العاملة بالمنافذ الحدودية بعد ظهور الفيروس فى ثلاثة جمال قادمة من السودان وإعلان وزارة الصحة حالة الطوارئ واحتمال إصابة حالات بشرية فى مصر بفيروس كورونا عن طريق الجمال.
وفى الإسكندرية شددت إدارات الحجر الصحى من الإجراءات الصحية بميناءى الإسكندرية والدخيلة ويتم فحص جميع الوافدين إلى الميناءين وخاصة المعتمرين والقادمين من الأراضى السعودية على متن العبارات.
فى مطار برج العرب تم تشديد الإجراءات الاحترازية بالمطار كما يقول اللواء هانى عقاب مدير المطار وإخضاع جميع القادمين على رحلات الطيران المختلفة للفحص الدقيق بمعرفة الحجر الصحى مشيرًا إلى أنه سوف يتم حجز أى حالة يشتبه فيها على الفور وتحويلها إلى مستشفى الحميات وأضاف عقاب ينبغى رفع المخلفات بسرعة وبشكل دائم وتطهير صالات الوصول والمغادرة.
وحذر د. على محمد زكى أستاذ الميكروبيولوجى والفيروسات بكلية الطب جامعة عين شمس ومكتشف فيروس كورونا فى السعودية عام 2012 من انتشار المرض فى مصر بعد وصول أول حالة إصابة بالفيروس والتى تم الإعلان عنها وتشخيصها فى السعودية وأضاف: كان يجب عدم خروجها من الأراضى السعودية حيث تنص تعليمات منظمة الصحة العالمية على عدم خروج المريض من المستشفى بعد تأكيد إصابته بالفيروس إلا بعد أخذ ثلاث عينات نتيجتها تكون سلبية موضحا أن الموطن الأصلى للمرض يتركز فى مدينة الرياض وفى المدينة الساحلية الغربية فى السعودية والتى تعتبر البؤرة الأساسية للفيروس فى العالم موضحا أن العدوى بالفيروس كورونا تنتقل عن طريق الدم والاتصال المباشر والتنفس حيث تم اكتشاف الفيروس عن طريق الدم بعد إصابة 6 أشخاص بالمرض فى السعودية بعد استخدامهم ماكينة الغسيل الكلوى لمريض مصاب بالكورونا.
«كورونا» ينتمى إلى العائلة الفيروسية التى تسبب الالتهاب الرئوى الحاد والمعروفة «بسارس» وهو فيروس موجود فى الجمال وفى الخفافيش وينتقل إلى بعض الحيوانات ومنها إلى الإنسان وهو ما ظهر فى الحالة التى توفيت فى قطر حيث كان المريض على اتصال بالجمال وخطورة الفيروس تكمن فى أن أعراضه أشد من سارس. وينتقل عن طريق الرذاذ ومخالطة المريض، وأعراضه تبدأ بنزلات برد عادية وتتطور سريعا فى خلال يومين من الإصابة إلى الالتهاب الرئوى ويحدث فشل كلوى للمريض وخطورته أيضًا أنه سريع الانتشار وارتفاع حالات الوفاة ويتكاثر الفيروس فى درجة حرارة 37 والمطهرات العادية مثل الديتول والكلوركس تقضى عليه.
فى حين قال د. نبيل البيلاوى رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة المصل واللقاح أن بعض الصيدليات تقوم باستغلال المواطنين وادعاء وجود أمصال مضادة للفيروس مؤكدا عدم وجود مصل أو دواء للفيروس كورونا حتى الآن وأن التاميفلو لا يعالج الفيروس.