الفيتو كان له الكلمة الأولى والأخيرة فى مجلس الأمن الأسبوع الماضى.. فبدأ بمحاولة الولاياتالمتحدة تمرير قرار يؤكد على أن شبه جزيرة القرم تابعة لأوكرانيا وووجه بالفيتو الروسى وانتهى الأسبوع بكلمات ألقاها أعضاء مجلس الأمن - بعد إعلان بوتين أن القرم رسميا تابعة لروسيا - والتى عبرت عن عجزهم أمام الفيتو الروسى فما كان لهم إلا تبادل الاتهامات مع الجانب الروسى والتأكيد على أن الفيتو لن يحجب الحقيقة. فى هذا الإطار قال السفير الفرنسى جيرار أرو فى تصريح خاص ل(روزاليوسف) أثناء خروجه من مجلس الأمن أن أزمات مثل أوكرانيا وسوريا لا يمكن أن يكون لها حل بالأممالمتحدة أو مجلس الأمن لأن روسيا ستوقف كل شىء بالفيتو مضيفا: الحل خارج الأممالمتحدة.. وهو ما وافق عليه أيضا السفير زيد رعد المندوب الدائم للأردن الذى قال لنا تعليقا على ما قاله السفير الفرنسى (هذه هى خلاصة القول).
وعلقت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامنثا باور على السفير الروسى لدى الأممالمتحدة فيتالى تشوريكن حيث قالت أن لديه خيالا يفوق خيال تشيخوف وتولستوى.. بينما وصفه المندوب الدائم لبريطانيا مارك جرانت بالكاذب.. كان ذلك خلال الجلسة الطارئة التى عقدها مجلس الأمن لبحث التطورت الخاصة بضم شبه جزيرة القرم لروسيا وحضره السيد يان الياسون بالنيابة عن الأمين العام الذى كان فى طريقه إلى روسيا وقت انعقاد الجلسة وكذلك مساعد الأمين العام لشئون حقوق الإنسان، إيفان سيمونوفتش الذى كان قد عاد لتوه من أوكرانيا لبحث الانتهاكات التى حدثت هناك.
أما مندوب روسيا فعبر بعبارات باردة عن الشتائم الموجهة لبلاده قائلا (وإذا رغب وفد الولاياتالمتحدة فى تعاوننا حول مواضيع أخرى فى مجلس الأمن فعلى السيدة باور أن تفهم ذلك).
تشوركين هاجم تقرير مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان الذى أدلى به سيمونوفتش أمام مجلس الأمن فمندوب الروس لم يعجبه بعض النقط التى تطرق لها التقرير مثل تلك التى تتعلق بالتتار الذين اختفوا يوم 3 مارس بعد أن شوهدوا فى مظاهرات مناهضة لروسيا ووجدوا قتلى يوم 16 مارس بالقرب من أحد المدن.
تشوركين قال: نشعر بالحيرة إزاء هذا التقرير لأنه منحاز ولم يتطرق للانتهاكات التى ارتكبها المتطرفون والمتحالفون مع النازيين على حد تعبيره.. مضيفا أن القرم سيكون به ثلاث لغات رسمية هى الأوكرانية والروسية ولغة التتار معبرا عن تمجيد بلاده للاستفتاء الذى تم فى القرم حيث وصفه بأنه تعبير صادق عن الديمقراطية وتم دون تدخل خارجى.
المندوب الدائم لأوكرانيا لدى الأممالمتحدة عبر عن حزنه خلال الجلسة لمقتل الجندى الأوكرانى قائلا أن القوات الروسية قتلته واحتلت المبانى والمقرات الرئيسية فى القرم عنوة.
مندوبة أمريكا لدى الأممالمتحدة لوحت بالعقوبات خلال الجلسة قائلة أن واشنطن على استعداد أن تتخذ إجراءات إضافية فى حال واصلت روسيا اعتداءها أو استفزازاتها، مضيفة أن الوضع القانونى والدولى للقرم أنها مازالت تابعة لوكرانيا وأن اللص يمكنه أن يسرق ممتلكات الآخرين، لكن ذلك لا يعطيه حق الملكية.. وهو المعنى الذى ذكره المندوب الدائم لفرنسا والذى قال إن روسيا تتحدث عن أنها يمكن أن تدخل فى حوار مع المجتمع الدولى فى كل شىء ما عدا القرم لأنها أصبحت مسألة منتهية بالنسبة لها وهو ما لن نقبله.
فى المقابل كان لمصر مشاركة فى الأممالمتحدة بخصوص الفيتو حيث ألقى السفير معتز خليل مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة بيان مصر أمام اجتماع المفاوضات الحكومية حول إصلاح وتوسيع مجلس الأمن والذى ركز على حق الفيتو. وقد أكد مندوب مصر الدائم أن تمتع الدول الخمس دائمة العضوية بحق الفيتو بموجب المادة 27 من ميثاق الأممالمتحدة ساهم فى النيل من مصداقية وديمقراطية عملية اتخاذ القرار بمجلس الأمن. كما أدى استخدامه فى بعض الحالات إلى عجز مجلس الأمن عن الاضطلاع بمسئولياته، لاتخاذ التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين.
وأكد أحقية المجموعتين الأفريقية والعربية فى المطالبة بتمثيل دائم فى فئة المقاعد الدائمة فى مجلس الأمن الموسع.