حتى تعرف أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تعرف الانشقاقات، يجب أن تقرأ هذا النص المطول الذى حصلنا فيه على معلومة مهمة.. حول أن المنشقين عن الإخوان يقولون الآن عن أنفسهم أنهم ليسوا منشقين.. بل لايزالون أعضاء فى الجماعة، لكن يراجعون ممارساتها بشكل إصلاحى، والمفاجأة التى توقعناها منذ فترة أن هؤلاء الشباب الإخوانى من يرشحون «ثروت الخرباوى» أو «مختار نوح» للانتخابات الرئاسية، ويصرون على عدم ترشيح عبدالمنعم أبوالفتوح أو سليم العوا لأنهم حرقا أنفسهما فى الشارع.. وبالتالى فإن الانشقاق عن الإخوان أكذوبة كبيرة، والأخطر ما حصلنا عليه من معلومات خاصة حول أن مكتب الإرشاد يقف وراء بعض هذه الحركات الدعائية من خلال أيمن هدهد وحسام أبو بكر. زلزال قوى أصاب قواعد جماعة الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، وعلى الرغم من أن الجماعة تعانى من تصدع داخلىطوال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب الصراع الداخلى بين الإصلاحيين والقطبيين كما يدعى البعض، إلا أن أحداث العنف التى مارستها قيادات الجماعة خلال الشهور الأخيرة جعلت أصواتًا من شباب الجماعة يزيد عددهم على 4 آلاف شاب يطالبون بوقف العنف وعزل قيادات مكتب الإرشاد الذين أنهوا تجربة الإخوان ووصل الأمر للمطالبة بمحاكمتهم عقابا على ما فعلوه.
عدة حركات إخوانية منشقة أعلنت عن نفسها تحديدا بعد أحداث الحرس الجمهورى وصفها البعض بالمتمردة على السمع والطاعة، ولكن هذا الوصف غير دقيق بالمرة، فالحركات مازالت تنتمى لجماعة الإخوان وتعترف بذلك.. ولكنها تقدم رؤيتها الإصلاحية لإنقاذ الجماعة من الانهيار وتتبرأ من تصرفات أعضاء مكتب الإرشاد.
تضاربت الأقوال حول هذه الحركات.. البعض اعتبرها محاولات خبيثة أنتجتها قيادات الإرشاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فلول الجماعة الإرهابية، وآخرون أكدوا أنهذه الحركات لا علاقة لها بأى رمز من رموز الإرشاد.. وهذا ما توضحه السطور الآتية.
حركة أحرار الإخوان كما تعرف نفسها هى حركة من شباب الإخوان المنشقين والرافضين لأعمال العنف وأعمال الحشد الطائفى التى تمارسها قيادات مكتب الإرشاد قبل القبض عليهم، وأكد القائمون على الحركة أنهم مجموعة من شباب الجماعة الذين خرجوا على قيادات مكتب الإرشاد والرافضين لكل ما مارسوه خلال الثلاثة أعوام السابقة.. وأنهم شكلوا هذه الحركة لإعلان رفضهم لأوامر مكتب الإرشاد المقبوض عليهم الآن على ذمة التحقيقات فى العديد من التهم الموجهة إليهم.
واتُهمت قيادات الجماعة بالزج بشباب الإخوان فيما يخالف تعاليم الدين ومصلحة الوطن وخروجا عن مبادئ مؤسسها حسن البنا، وأعلنت أنها تريد للقيادات العودة إلى رشدهم والتعبير بطريقة سلمية لمنع دفع البلاد إلى بحور الدم، مشيرين إلى قول البنا عن هؤلاء الذين لجأوا إلى العنف: «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، وأصدرت الجماعة على صفحة أنشأتها على فيسبوك بيانا جاء فيه: «قالها إمامنا حسن البنا منذ أكثر من ستين عاما واليوم نقولها نحن أحرار جماعة الإخوان.. فنحن نتبرأ أمام الله والشعب المصرى مما يدعونا إليه أولئك القيادات التى تناست تعاليم إمامنا البنا وما نشأت من أجله تلك الفكرة التى تربينا على إعلاء شأنها لإعلاء شأن الدين.
حركة أخرى ظهرت على الساحة بعد ثورة 30 يونيو أطلقت على نفسها «إخوان بلا عنف»، ولدت أثناء أحداث الحرس الجمهورى حيث تسبب تحريض قيادات الجماعة للمعتصمين أمام مقر الحرس الجمهورى فى استشهاد 23 وولدت تلك المذبحة الرغبة لدى مجموعة من شباب القاهرة والمحافظات لإجراء مراجعات لتصحيح المسار والتخلص من قيادات الجماعة المتشددة التى تتبع المنهج القطبى على حد قولهم، خاصة أن تلك القيادات ارتكبت أخطاء أدت إلى تراجع صورة الجماعة لدىالشارع والنظر إليها على أنها جماعة إرهابية خاصة بعد اعتصام رابعة العدوية.
كما تضمنت الحركات المنبثقة عن الجماعة، «جبهة إصلاح جماعة الإخوان»، التى تشكلت فى دمياط لمطالبة معتصمى رابعة العدوية وميدان النهضة بالرحيل حقنا للدماء، وتضاربت الآراء حول هذه الحركات ومدى تبعيتها لمكتب الإرشاد المعتقل أغلب قياداته الآن أو رفضهم لممارسات القيادات التى كانت سببا فى انهيار جماعة الإخوان فى مصر.
مصادر من داخل جماعة الإخوان أكدت لنا أن هذه الحركات ما هى إلا محاولة أخيرة لإنقاذ الجماعة من الوضع الذى وصلت إليه وأنها محاولة لتبييض وجوه القاعدة السفلى للجماعة حتى لا تتلوث بما فعله القادة، ومحاولة إظهار تيار معارض لمكتب الإرشاد حتى لا تخسر الجماعة قواعدها الشعبية التى حاولت بناءها طوال ثمانين عاما، وأكدت مصادرنا أن الإرشاد يدير هذه الحركات فى الخفاء ودون معرفة الشباب أعضاء هذه الحركات وأن من يمول هذه الحركات ويديرها بشكل شبه مباشر هو أيمن هدهد الإخوانى الذى شغل منصب مستشار الرئيس مرسى والمسئول عن الملف الأمنى بين فريق مرسى الرئاسى والمحبوس حاليا على ذمة التحقيقات، وأن هدهد يدير هذا الملف عن طريق حسام أبوبكر الصديق عضو مكتب الإرشاد الذى عينه مرسى محافظا للقليوبية قبل سقوطه، وأبوبكر يدير هذه الحركات بشكل مباشر محاولا توجيه رسالة للرأى العام من خلال تلك الحركات.. مفادها أن شباب الإخوان ضد العنف وضد رموز الإرشاد.
وأكد مصدرنا أيضا أن المعارضين الحقيقيين لمكتب الإرشاد لم يكونوا أى حركات ولم يظهروا على الساحة بعد، رغم كفاحهم طوال أكثر من عامين للتخلص من مكتب الإرشاد الفاسد من وجهة نظرهم.. والشباب المعارضون لمكتب الإرشاد السابق هم شباب تابعون للتيار الإصلاحى الذى كان يقوده إبراهيم الزعفرانى ومحمد حبيب داخل الجماعة قبل أن يخرجوا منها، وأن هؤلاء الشباب كانوا يخفون ميولهم الإصلاحية وحبهم لقادة الإصلاح المنشقين حتى لا يتعرضوا لبطش خيرت الشاطر المعادى لهذا التيار والمسيطر الفعلى على الجماعة طوال أعوام سابقة، فمن كان الشاطر يشتبه فيه وفى ميوله الإصلاحية يقوم بفصله فورا من الجماعة وتضييق أبواب الرزق أمامه، ولذلك كان هؤلاء الشباب يخفون أفكارهم حتى لا يخرجوا من الجماعة، حيث إنهم يعتبرون أنفسهم أولى بالجماعة من هؤلاء المسيطرين عليها، وكانوا طوال عامين ونصف مصدرا رئيسيا لكشف فساد ومخططات مكتب الإرشاد ورموزه وتسريبها للإعلام للقضاء عليهم، مؤكدا فى النهاية أن هؤلاء الشباب لم يؤسسوا أى حركات ولا علاقة لهم بالحركات التى ظهرت مؤخرا وأن هؤلاء الشباب يحاولون الآن السيطرة على الوضع داخل الجماعة لإنقاذ أفكار البنا التى هدمها وأخفاها القطبيون، مصرحا أن هؤلاء الشباب يتخذون من الدكتور إبراهيم الزعفرانى القيادى المنشق عن الجماعة أبا روحيا لأفكارهم ويعتبرونه أحد أهم ورثة أفكار البنا الإصلاحية.
ويرد على هذه التصريحات حسين عبدالرحمن شاب إخوانى والمتحدث باسم حركة إخوان بلا عنف ويؤكد أن الحركة وأحرار الإخوان التى خرجت من رحم إخوان بلا عنف وكذلك حركة توحد كلها حركات أسسها شباب إخوانى رافضا للعنف واستخدامه ورافضا لتصرفات مكتب الإرشاد التى أدت إلى هذا الوضع السيئ، واستنكر تماما الاتهامات الموجهة لهم بأنهم صنيعة قيادات الإرشاد المسجونين لإنقاذ الجماعة.. وأكد أنه لا يعرف من هو أيمن هدهد وحسام أبوبكر، وقال إن كل هذه الاتهامات مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة لأنهم أعلنوا موقفهم من مكتب الإرشاد وليس من المنطقى أن يتهمهم أحد بالعمل تحت إدارتهم، وقال حسين لروزاليوسف إنه وزملاءه فى الحركات الشبابية الإخوانية لم ينشقوا عن الجماعة بل إنهم مازالوا أعضاء بجماعة الإخوان ولكنهم مجرد حركات تصحيحية ويحاولون استرجاع الجماعة من القطبيين الذين أبعدوها عن فكر حسن البنا الأب الروحى للجماعة.
وأكد أنه مع شرعية المعزول واعتبر موقفهم من تصرفات مكتب الإرشاد فى الأحداث الأخيرة لا يتناقض بأى حال من الأحوال مع دعمهم لشرعية مرسى، وأكد أيضا أن مكاتب الجماعة فى المحافظات مازالت تعمل على التوعية وجمع المنتمين للجماعة حول أهداف محددة لتخطى هذا الوضع، ويقول حسين إن احتمالية النزول بمرشحين إخوان فى الانتخابات البرلمانية القادمة كبيرة وسيستعدون لها فى وقتها، وحول مشاركة شباب الجماعة فى انتخابات الرئاسة القادمة واحتمالية دعم مرشح ما للرئاسة قال حسين إنه أمر سابق لآوان ولكنه محتمل بشكل كبير وأن الشخص الذى سندعمه للرئاسة يجب أن يكون مرشحًا إسلاميًا وحول اسم الشخص الذى سيدعمه الشباب الإخوانى يقول: «لن يدعم أحد من شباب الجماعة عبدالمنعم أبوالفتوح أو محمد سليم العوا.. فهم وجوه محترقة لن يتقبلها الشعب بعد الآن، والآراء بين الشباب تتأرجح بين ثلاث شخصيات قد ندعمهم أو نطالبهم بالترشح وهم: المحامى مختار نوح ود. ثروت الخرباوى ود.كمال الهلباوى المنشقون عن الجماعة، إلا أن البعض بين الشباب يرفض دعم الهلباوى لهذا المنصب»!. ولن يدعموا السيسى أبدا للرئاسة وقد يدعمون أى وجه ليبرالى أو يسارى فى حال عدم نزول مرشح إسلامى!