فقدت الأغنية الوطنية بريقها وضلت الطريق بعد الثورة وأصيب المطربون بسكتة غنائية طويلة فلم يعد أحد لديه القدرة على استيعاب وفهم الأحداث المتلاحقة التى ساهمت فى تيبس مشاعرهم على نيران صراعات لا تتوقف بين القوى السياسية وأصحاب السلطة وسط اختفاء مروع للهدف المنشود ومصالح الوطن العليا. المطربون من جانبهم اندفعوا إلى برامج اكتشاف مواهب ربما لتعثر الطريق للميكرفون فى هذه الأجواء العبثية من أجل تأمين مستقبلهم ولفشلهم فى فك رموز نظام يحرم الفنون الجميلة ويجرم المبدعين ويضيق الخناق على أصحاب الرأى.
وسط هذا الصخب انطلقت أغنيات تعبر عن مطالب الشعب بمجهودات ذاتية والملفت أنها لوجوه شابة بعضها عبر عن محنة الوطن ومعاناته وتدعو إلى الحفاظ عليه من عبث العابثين أبرزها على الإطلاق أوبريت «آخر نفس فيا» لمجموعة من المواهب الصاعدة، وهو من الأعمال الصادقة التى حملت هذا المعنى، ويعود القائمون على نفس الأوبريت وهى شركة فرى ميوزيك التى يديرها المنتج نصر محروس وشقيقاه أمير وهانى لترجمة نبض الشعب الذى يحلم بالتخلص من الكابوس الإخوانى المزعج والصادم لأحلام الثوار والبسطاء من أبناء مصر الذين أرهقتهم الأزمات التى لم تتوقف منذ ثورة 25 يناير.. أبناء «محروس» كما عبروا عن مطالب الأمة فإنهم يردون اعتبار الأغنية الوطنية ويطلقون لونا جديدا من الغناء الوطنى لتحميس الشعب للخروج فى 30 يونيو من أجل إسقاط النظام الذى اكتفى بدور المتفرج والمراقب للأزمات والمتفرغ للتشهير والتحريض والخطب الإنشائية بينما الشارع يغلى ودون استئصال أى ورم خبيث فى جسد المواطن.
أبناء «محروس» أطلقوا دويتو يحمل عنوان «إنزل» فى دعوة صريحة للشعب للتخلص من الوهم الإخوانى قدمه المطرب بهاء سلطان والمغنية الشابة «توبة» وهى أحدث منتجات «نصر محروس» الغنائية وهى كما قدمت نفسها فى الدويتو صوت واعد وجرىء بينما يسترد «سلطان» عرشه بعد غياب طويل فى أغنية لن ينساها جماهيره أو آذان الشعب الغاضبة، الدويتو كتب كلماته وأخرجه «نصر محروس» فى عودة جديدة بعد غياب طويل عن أحلامه الغنائية بعد صراع عنيف مع المرض وبحس وطنى صادق أطلقه على موقع اليوتيوب الشهير وكعادته «محروس» فى أعماله الغنائية نجح ببساطة فى توصيل رسالته بجرأة وشجاعة يحسد عليها كمواطن مصرى قبل أن يكون فنانا، الدويتو حشد فيه باقة من أبناء الأمة رسموا ملامح هذا الوطن من نموذج الشاب الثورى الذى يبدو وهو يمزق ملابسه يائسا من الحال الذى وصل إليه المجتمع إلى المسلم والمسيحى والعامل والمثقف والطبيب والصحفى والمحامى القروى والصعيدى والنوبى يمثلون من أبناء الشعب الذى يرفض الاحتلال الإخوانى والهيمنة على حسابه.. ولم يخل المشهد من نموذج التدين الحقيقى بعد أن كشف الجميع أباطرة التدين الشكلى والمتاجرين بالدين.
وبلحن موسيقى بسيط ومبتكر للملحن «حسين محمود» رسم «محروس» دويتو «انزل» لإشعال مشاعر المواطن المصرى الرافض لاحتكار السلطة بدعاوى إسلامية مضللة بعد أن أدرك الجميع أنها بعيدة عن أصول الدين ودستور الحياة «القرآن الكريم».. الدويتو صيحة جديدة فى الأغنية الوطنية الحماسية التى برع فى تأصيلها عمالقة الموسيقى والغناء أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وشادية وهم أباطرة الغناء المصرى والقومى بعد أن انكشف المزيفون الباحثون عن أنفسهم ومصالحهم الشخصية بعيدا عن آمال وطموحات أبناء هذا الوطن. تقول كلمات الدويتو:
قلنا دى ثورة عشان الذل اللى شربناه
لو هعنيش فى دا تانى ايه معناه
لازم ننزل لازم نرفض عمر المصرى ما يبقى جبان
لو بتحب كرامتك.. انزل
لو بتحب عيالك.. انزل
لو خايف على بكرة انزل
عمر المصرى ما يبق جبان
الإيد فى الإيد نازلين حالفين
أن احنا مش راجعين غير واحنا منصورين
أفديكى يا مصر بعمرى يا عرضى يا أرضى يا ضهرى لو حكمت هموت عليكى وبدمى وبروحى أفديكى ودى أبسط هدية
يا مصريين يا مصريين هنخاف من ايه دول كدابين طول عمرنا يا أولاد رجالة قولولى سبناه لمين قوم يا شعب مصر ملناش إلا مصر وليها غيرنا مين يحميها من الفاسدين
واللى فاكرينها لنفسيهم اللى عايشين لوحديهم واللى ما بيحبوش حواليهم وكأننا مش موجودين قلنا دى ثورة عشان الذى اللى شربناه لو هيعيش المر ده تانى إيه معناه لازم ننزل لازم نرفض عمر المصرى ما يبقى جبان.