يبدو أن المهن المسئولة عن تطوير وتنوير المجتمع أصبحت مهنة من لا مهنة له خاصة بعد اختراق سلطة المال للصحافة والقنوات الفضائية وأدخلت كل من هب ودب للعمل بالإعلام حتى تحولت مهنة المذيع بقدسيتها ووقارها إلى مهنة لمن لا يجد عملا أو لمن يعرف الطريق إلى صاحب القناة ومزاجه الشخصى وربما ابتزازه تحت أى شكل لدرجة الوصول إلى «الرشوة الجنسية» أو بدعوة جلب الإعلانات.. وأمام هذه الظاهرة ظهرت العديد من الكوارث على الهواء مباشرة والأمثلة كثيرة ومؤسفة والبرامج أمام الجميع من يريد عليه أن يتحمل المشاهدة وليس فقط فى البرامج الحوارية بل فى التوك شو وسوف تكتشف بعض المذيعين كالحواه أو من يريد دخول «الحمام» من كثرة الحركات وأشكال الجلوس غير المعتادة وكأنهم يجلسون على مقهى بلدى فى حى شعبى وينسون أن أمامهم مشاهد يجب احترامه والبعض الآخر تجده كبائع فى «سوق الحرمية» ومذيعات تحولن إلى إلقاء الإيفيهات لتسلية الزبائن وبعد المشاهدة ستكتشف أنك أضعت وقتك ولم تستفد شيئا.. لأننا فى زمن الفوضى وعدم المحاسبة وأحيانا ينافسهم الضيوف فى سحب البساط من تحت أقدامهم.. لأن هؤلاء الذين اعتبروا أنفسهم إعلاميين لم يعرفوا أصول وقواعد وآداب المهنة، والأهم لديهم هو إرضاء صاحب المحل إذا كان من الفلول لعنوا الثورة واليوم الأسود الذى قامت فيه وإذا كان صاحب المحل من المؤيدين للإخوان تحول المذيع إلى مفكر إسلامى مدافعا عن تجربة الإخوان ومهاجما للمعارضة بكل ما أوتى من قوة سواء فى الحق أو الباطل المهم نيل رضا صاحب المحل.. باسم الإعلام والإعلاميين ترتكب هذه المصائب وما أدراك ما ألقاب الضيوف الثقيلة مثل الفقهاء الدستوريين والخبراء الاستراتيجيين والنشطاء الحقوقيين والسياسيين ودخل عليهم المطربون والمطربات والممثلون والممثلات فى تقديم البرامج بعد توقف سوقهم.. والسؤال هنا هل هناك من يحاسب المذيعين؟ وأين خبراء الإعلام ودورهم فى التصدى لمثل هذه الأصوات النشاز؟ وأخيرا أقول لمذيعى الغفلة وأصحاب الإيفيهات أعيدوا مشاهدة عمالقة الإعلام الذين علموا الأجيال وعودوا أنتم لمنازلكم التى هى أولى بكم.