مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية جمعية أهلية وسيكون لنا مقرات في كل المحافظات    كنيسة روما تحتفل بيوم الصداقة بين الأرثوذكس والكاثوليكية    رئيس جامعة العريش: لا حرمان لأي طالب من دخول الامتحانات لعدم دفعه المصروفات    جامعة الإسكندرية تستقبل 3 فرق من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم.. للتأكد من تطبيق المعايير    «الهجرة» تستعرض جهودها في رعاية المصريين بالخارج    سعر الدولار يتراجع لأقل من 47 جنيها للشراء بالمركزي اليوم الاثنين    رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية يزور ميناء دمياط    وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني فرص التعاون في تطوير وإنشاء مرافق الرعاية الصحية والسياحة العلاجية    طريقة حجز الوحدات السكنية للمصريين في الخارج.. الخطوات والأوراق المطلوبة    اشتعال النيران في مبنى الهلال الأحمر شمالي رفح الفلسطينية    حماس: ندين تصريحات السيناتور الأمريكي بشأن ضرب الاحتلال غزة بقنبلة نووية    قديروف يعلن مشاركة قوات شيشانية في تحرير منطقة "أغورتسوفو" في مقاطعة خاركوف    "قد لا يكون بالمنتخب".. عمر مرموش يصدم حسام حسن    "مع ميسي" .. جيرو يعلن رحيله عن الميلان    حكم القمة سابقا.. فينتشيتش حكما لنهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد ودورتموند    بعد تراجعه عن الاستقالة.. طارق العشري يُعلن قائمة الاتحاد لمواجهة سموحة    نشاط للرياح وشبورة مائية.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الثلاثاء بدرجات الحرارة    "هشَّم رأسه ببلاطة سيراميك".. تفاصيل مقتل عجوز على يد شقيقه الأصغر بالجيزة    أشرف زكي عن مشكلته مع طارق الشناوي: بيتهمني في شرفي    الفيلم القصير سن الغزال يشارك في مهرجان كان السينمائي    القاهرة الإخبارية: آليات إسرائيلية تتقدم تجاه مخيم جباليا شمال غزة    الكشف على 165 حالة في قافلة كلية طب الوادى بقرى بولاق    استشاري يحذر من الملح الطبي «الهيمالايا»: خطر جدًا (فيديو)    10 يونيو.. النطق بالحكم على المتهمين بقتل عامل بالتجمع الخامس    مدرب توتنهام: 99% من جماهيرنا تريد الخسارة أمام مانشستر سيتي    السجن المؤبد للمتهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا لفتح مقبرة أثرية بالفيوم    وزير التعليم يحضر مناقشة رسالة دكتوراه لمدير مدرسة في جنوب سيناء لتعميم المدارس التكنولوجية    كروس يتخذ قراره النهائي حول مصيره مع ريال مدريد    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    «عباس»: الهيئة تتخذ استراتيجية مستدامة لميكنة دورة العمل بالنيابة الإدارية    مدير التأمين الصحي بالشرقية يعقد اجتماعا لمكافحة العدوى    لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟.. الأزهر للفتوى يوضح    «التعليم» تنبه على الطلاب المصريين في الخارج بسرعة تحميل ملفات التقييم    افتتاح أول فرع دائم لإصدارات الأزهر العلمية بمقر الجامع الأزهر    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    لافروف: مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا يهدف إلى إصدار إنذار نهائي لروسيا    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 في الجزائر؟    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    وزيرة التضامن تشارك في أعمال المنتدى الدولي لريادة الأعمال ومبادرة العيش باستقلالية بالبحرين    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    بدءا من 10 يونيو.. السكة الحديد تشغل قطارات إضافية استعدادا لعيد الأضحى    معهد الاقتصاد الزراعي ينظم ورشة للتعريف بمفهوم "الزراعة بدون تربة"    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    رئيس الغرفة التجارية: سوق ليبيا واعد ونسعى لتسهيل حركة الاستثمار    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    فضل الأشهر الحرم في الإسلام: مواسم العبادة والتقرب إلى الله    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثروت الخرباوى : رصيد الثورة صفر

عامان مرا على 25 من يناير، ومازال الشعب المصرى يئن تحت وطأة الجوع والفقر والبطالة والمرض، استهلكته السياسة كثيرا ولم يجن منها سوى الانقسام والفرقة والتراجع الاقتصادى، والسبب أطراف نظرت إلى مصالحها الشخصية، وأخرى سعت إلى السيطرة على مؤسسات الدولة، بينما ظل (الشباب) وقود الثورة ومفجرها متمسكا بشعاراتها ظنا منه أنها سوف تأتى له بحقوقه فى العيش والحرية والعدالة، ولكن هذا لم يحدث.المحامى والقيادى الإخوانى المنشق عن جماعة الإخوان «ثروت الخرباوى» قدم لنا تقييما للمشهد العام فى مصر فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.







بعد عامين من 25 يناير، سنبدأ أولا بالسياسات التى اتخذتها مصر الثورة لتسترد إرادتها المعبرة عن مصالحها الوطنية فى شئون السياسة الخارجية والعربية؟
- إذا أردنا أن نقيم سياسة مصر الخارجية بعد الثورة فيما يتعلق بالعلاقات العربية والخارجية فسوف نستنتج بوضوح شديد تدهور العلاقات مع دول الخليج العربى جميعها باستثناء دولة قطر فقط، وهى الدولة التى لها طموحات فى المنطقة ويبدو أنها اتفقت مع الإخوان قبل وصولهم إلى الحكم.
أما خارج النطاق العربى فقد اختلفت علاقة العالم الغربى بمصر كثيرا من وقت الثورة إلى الآن، حيث بدأت التقارير تتوالى عن ارتياب العالم من سياسة الإخوان وكبت الحريات وقمع المظاهرات وخاصة عندما أصدر الرئيس قرارات فى الإعلانات الدستورية تضيق من نطاق الحريات وتعطى له صلاحيات واسعة.
∎ تقصد أن الأزمات السياسية خلال الفترة الانتقالية وحتى وصول الإخوان للحكم أثرت على نظرة العالم لمصر الثورة؟
- بالطبع، الأزمات الداخلية كان لها تأثير على شكل الدولة، كما أن الأزمات الخارجية لم يستطع الإخوان حلها ووضح ذلك جليا أنه فيما يتعلق بمشاكل المصريين فى الخارج لم تهتم حكومات ما بعد الثورة ولا حتى مؤسسة الرئاسة إلا بمشاكل الإخوان خارج مصر، أما مشاكل المصريين العادية فلم يهتم أحد بها، مثلما حدث فى قضية الإمارات عندما ذهب عصام الحداد مساعد الرئيس للشئون الخارجية لمقابلة حاكم دبى لحل القضية ولم يستطع، بل فوجئ بحاكم دبى يتعجب من سياسة مصر فى العلاقات الخارجية حيث يوجد 450 مصريا محبوسين فى قضايا عادية، فلماذا لم تتحرك الرئاسة المصرية إلا بالنسبة لهؤلاء الأحد عشر وكأن الرئاسة ممثلة للإخوان فقط وكأن العلاقات الخارجية لمصر هى لمصلحة الجماعة فقط!
∎ لو عدنا بالزمن للوراء قبل وصول د. محمد مرسى للرئاسة وهى الفترة الانتقالية التى كان يدير فيها المجلس العسكرى البلاد، فى رأيك هل تغير شىء فى تلك السياسات هل عادت مصر لتسترد دورها أم زادت الأمور سوءاً؟
- للأسف لا، فمصر كانت مرشحة لتسترد دورها فى ريادة المنطقة خاصة والحالة الثورية التى أحدثتها أثارت إعجاب العالم العربى بها وأتحدث هنا فى حدود منطقتنا العربية لأننا إذا أخذنا الريادة فستكون فى المنطقة العربية فقط، لكن بعد ذلك وبسبب الممارسات التى تمت سواء بواسطة المجلس العسكرى أو جماعة الإخوان المسلمين - فرقاء المجلس العسكرى فى الحكم قبل انتخابات الرئاسة - انعكست على دور مصر لأنه لم يفكر أحد من الطرفين فى الدور الريادى لمصر وكل منهما كان يفكر فى مصالحه الخاصة سواء المجلس العسكرى الذى أراد أن يحافظ على توازنه وخروج قادته من الحكم خروجا آمنا أو الإخوان، وبالتالى لم تكن مصر فى بال أحدهما.
∎ وماذا بالنسبة لعلاقتنا بأمريكا وأوروبا؟
- أعتقد أن علاقتنا جيدة بأمريكا حاليا لأن الإخوان المسلمين يبدو أن هناك اتفاقات خاصة بينهم وبين الأمريكان، كما أنهم مثل التلميذ المطيع، وبنفس الطريقة كان يفكر المجلس العسكرى.
∎ لكن الدعم الأوروبى اختلف، من يناير 2011 إلى يناير 2013 هل تغيرت نظرة الأوروبيين لمصر الثورة؟
- الغرب بوصول الإخوان للحكم نظر إلى أن هناك حكومة دينية متطرفة تحكم مصر، ونظرة الأوروبيين تختلف عن نظرة أمريكا فالأخيرة نظرتها مصلحية، وقد استطاعت قراءة المشهد واستثماره لمصلحتها، لكن الغرب الأوروبى نظر إلى مصر على أنها حكومة دينية متطرفة، فكانت مسألة تفتيش السفيرة المصرية فى اليونان أمرا طبيعيا لأنهم نظروا إليها باعتبارها ممثلة مصر الإرهابية المتشددة، مما يعنى أن نظرتهم تأثرت سلبا بوصول الإخوان للحكم، وذلك بالمقارنة بيناير 2011 حيث كان هناك دعم وإشادة بمصر من أوروبا ممثلة فى رؤساء حكومات فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والاتحاد الأوروبى وكانوا يقولون (تعلمنا من مصر).
∎ تصريحات الإسرائيليين كثيرا ما اتسمت بالغرابة منذ الثورة وإلى الآن كيف نصف علاقة مصر بإسرائيل فى إطارها؟
- لا تهتمى بالتصريحات العلنية لأنها دائما لا تعبر عن السياسة الحقيقية، سواء من الإخوان أو من الإسرائيليين حتى بالنسبة للحكومات نفسها أحيانا تكون هناك تصريحات علنية يقصد بها مخاطبة الرأى العام فقط ولا تعنى أنها تمثل السياسة الحقيقية.
لكن إذا أردنا أن نعرف الحقيقة فإن العلاقة بين الإخوان وإسرائيل (سمن على عسل)، وإسرائيل طرف فى الاتفاق الأمريكى - الإخوانى كما ذكر «جون ماكين» عندما تقابل مع قيادات الإخوان فى مصر وبعدما سافر إلى أمريكا وسئل فى مؤتمر صحفى هل اتفقت معهم على أمن إسرائيل: قال لا ولكن اتفقت على رفاهية إسرائيل أى تجاوز الأمن إلى الرفاهية.
∎ ماذا عن المعسكر الآخر باقى دول الخليج وتحديدا السعودية؟
- باقى دول الخليج والسعودية على وجه التحديد، هناك تخوفات بأن يقوم الإخوان بتصدير الثورة لبلادهم وأن يبتلع الإخوان حكم هذه البلاد، وبالتالى هناك توجس وريبة دائمين من إقبال دول الخليج على هذا الاتفاق.
∎ وهل كان للمجلس العسكرى دور فى هذا الاتفاق بالتمهيد له فى الفترة الانتقالية بعد يناير 2011؟
- لم تكن هناك ملامح لهذا الاتفاق قبل وصول الإخوان للحكم بأن يكون هناك تحالف سنى قوى تكون فيه مصر - تركيا - قطر لمواجهة المشروع الإيرانى الشيعى وفيه سوريا وحزب الله، وبالتالى تضرب سوريا الآن لتقليم أظافر الاتجاه الشيعى الداعم للنظام السورى وتجريده من أدواته فى المنطقة.
∎ بالنسبة للوضع الاقتصادى، فى رأيك لماذا تأزمت الأمور بهذا الشكل؟
- لأن الإخوان ليست لديهم رؤية لتنمية الاقتصاد المصرى، خبرتهم لا تزيد على خبرات البقال، وهناك فارق بين الاقتصادى والبقال.. الرؤية الإخوانية للاقتصاد تصلح لإدارة سوبر ماركت ولكن لا تصلح لإدارة دولة، لأنهم لا يقبلون الاستعانة بأصحاب الكفاءة العالية فى ذات المجال، لأن صاحب الكفاءة هو مستقل فى تفكيره وليس تابعا وجماعة الإخوان تريد أشخاصا تابعين لها ولائيا فتشرك أهل الثقة وتنحى أهل الكفاءة، وهذا يترتب عليه تبعات ومنها رؤية الإخوان للاقتصاد وكشف عن ذلك الرئيس مرسى فى آخر خطاب له عندما تحدث عن أن اقتصاد مصر جيد فى الوقت الذى تعانى مصر فيه أزمة طاحنة والدولار كان يرتفع بخطى سريعة فبدا وكأنه يتحدث عن دولة أخرى، وهذا دليل على أنه مغيب وأن أفكار الإخوان الاقتصادية ضائعة.
∎ وقرض صندوق النقد الدولى؟
- نظرة الإخوان للاقتراض من صندوق النقد الدولى ترفع شعار المصلحة وتبحث عنها، لكن الشروط مجحفة والإخوان على استعداد لتنفيذها رغم أن طاقة الدولة لا تحتمل تطبيق هذه الشروط فى ظل انهيار الاقتصاد المصرى.
∎ تقييمك للوضع الاقتصادى قبل وصولهم للرئاسة؟
- الفترة السابقة على حكم الإخوان كان الإنفاق فيها منضبطا بمعنى أن المجلس العسكرى أيضا لم تكن لديه رؤية اقتصادية، لكن على الأقل كانت هناك وزارة جيدة وكان كمال الجنزورى رجلا يحسن التفكير فيما يتعلق بالاقتصاد وحافظ على التوازن الاقتصادى فى البلاد بدليل أنه فى الثورات دائما يحدث انهيار للعملات المحلية ولا يكون هناك استقرار فى العملات الأجنبية فينسحب الاستثمار لأنه يحتاج منطقة آمنة، وهذا ما حدث فى مصر ومع ذلك ظل الجنيه المصرى محافظا على قيمته فى مواجهة الدولار وهذا يحسب للجنزورى.
∎ بالنسبة لخطة تمكين الإخوان هل تراها اكتملت أم لم تكتمل بعد؟
- أرى أن خطة التمكين مازالت مستمرة والتغيير الوزارى الأخير يدل على أنهم مازالوا مستمرين فى ذلك فاختيار محمد بشر لوزارة التنمية المحلية يرجع لأهميتها فى دعم الإخوان انتخابيا، وهم يستخدمون كل الوسائل الممكنة لنشر رجالهم فى المؤسسات والمفاصل المهمة مثلا تنحية وزير الداخلية بسبب المشادة بينه وبين حازم أبوإسماعيل لها دلالة بأننا فى دولة لا تريد لأى شخص أن يكون له رأى مستقل عن رأى الجماعة، بل لابد أن يكون تابعا لها.
∎ بعد عامين من 25 يناير هل تغيرت طبيعة الشعب المصرى مع الثورة؟
- الشعب أصبح محبطا فى معظمه وقد أصابته حالة من الملل حتى وإن كانت البرامج السياسية فى القنوات الفضائية جاذبة للناس إلا أنها وبسبب توالى الأخبار السيئة زادت من حالة القلق والإحباط والخوف من المستقبل، والأقباط فى حالة رعب من المشهد الذى يرونه.
والاتجاه عند نسبة كبيرة من الشعب يميل للسفر أو الهجرة للخارج للبحث عن عمل، والدليل على ذلك ارتفاع طلبات الهجرة بشكل يفوق المعدل الطبيعى، وذلك بعد أن كانت نية المصريين فى الخارج العودة إلى مصر بعد الثورة، أنا شخصيا تقابلت مع مستثمرين مصريين سحبوا استثماراتهم من مصر وتوجهوا بها إلى البوسنة والهرسك لأنها - كما قالوا لى - بلد آمن جدا والأسعار فيه رخيصة ووسائل الاستثمار متاحة والإجراءات غير معقدة وأنواع الاستثمار متنوعة جدا، كما أنه بلد أوروبى سيدخل قريبا فى الاتحاد الأوروبى وكثير منهم يرغب فى ذلك.
∎ فى ضوء ما تقدم.. كيف ترى مستقبل مصر؟
- إذا استمر الإخوان فى الحكم فنحن فى الطريق لتطبيق صورة محسنة من دولة طالبان فى أفغانستان أى أننا سنعيد الدولة الأفغانية لكن بشكل أكثر تطورا.
∎ ما تقييمك للدور الذى لعبته تيارات الإسلام السياسى وأهم رموزها أبوإسماعيل وأبوالفتوح وآخرهم عمرو خالد؟
- إذا استمر الوضع كما هو ستكون هناك صراعات قوية داخل تيار الإسلام السياسى، الذى يجتمع فقط عندما يواجه الغير، لكن المسألة تختلف تماما عندما يواجه نفسه وينفرد بالحكم.. فسوف تحدث كوارث وليس فقط صراعات لأنهم لم يتعلموا الاختلاف فى الرأى.
∎ بين كل هذه القوى يظل السلفيون الرقم الصعب فى المعادلة؟
- السلفيون ليسوا كيانا واحدا وإنما مدارس فقهية أو سلفية مختلفة فهم ليسوا تنظيما بالمعنى المعروف للتنظيم، ولكن التأثير السلفى فى المجتمع المصرى لدى البسطاء والأحياء الشعبية كبير جدا، لذلك نال خطابهم خاصة فيما يتعلق بالجنة والنار والأشياء التى يحرص عليها المصرى اجتذاب المصريين.
ومع ذلك يبقى هناك اختلاف بينهم والإخوان لأن الإخوان لديهم قدر كبير من المراوغة وإتقان التورية.
∎ كل هذا يفرض على التيار المدنى واجبات وأدوارا أكبر وأهم؟
- أرى أنه اكتسب خبرات معقولة خلال الفترة الماضية، وينبغى أن يدرك رموزه أن مصلحة البلد متوقفة عليهم ويجب أن تنتهى الطموحات الشخصية تماما، وأن يضعوا مصلحة البلد فوق أى مصلحة لو فعلوا ذلك سيكونون رقما فاعلا فى الأحداث القادمة إن شاء الله، أتوقع أن يكون لهم دور وأن تزيد نسبة مشاركتهم فى هذه الانتخابات.
∎ الثورة ما لها وما عليها ؟ المنقلبون عليها والمستفيدون منها هل نجحت أم تراها أخفقت فى تحقيق أهدافها؟
- الذى حدث أن التيارات الثورية وشبه الثورية ومعظمها ينتمى لليسار هى التى قامت وبدأت الثورة ولم يكن للثورة قائد وانضم إليها تيارات المعارضة الإصلاحية ثم بعد ذلك بقيت التيارات الثورية لاستكمال مبادئ الثورة، لكن التيارات الإصلاحية المعارضة خرجت من الثورة تماما وبدأت تبحث لنفسها عن دور فى الحكم، لذلك استطاعت جماعة الإخوان وهى حركة إصلاحية وليست ثورية جمع تلك التيارات تحت جناحها مثل حزب الوفد والأحزاب الوليدة قبيل انتهاء نظام مبارك وشخصيات ذات أفكار إصلاحية ليست من أنصار الثورة مثل حزب الوسط وحزب النور الذين خرجوا من الثورة فائزين وفرضوا على الحياة السياسية الطابع الخاص بهم وهجروا الثورة، بينما استمر فى الثورة الذين قاموا بها فعلا، والمشهد الحالى يؤكد أن الذين يسايرون الإخوان إلى الآن هم من يبحثون لأنفسهم عن نصيب فى الحكم والذين يرون أنهم ورثة نظام مبارك يقومون بنفس سياساته للحفاظ على أماكنهم فى الحكم، أما التيارات الثورية فمازالت تبحث عن تحقيق مبادئ الثورة ولذلك نستطيع أن نقول إن الثورة قام بها الثوار الحالمون وابتلعها أصحاب المصالح والراغبون فى الوصول للحكم.
∎ هل تحقق شىء من شعارات يناير؟
- الثورة لم تحقق شيئا من أهدافها على الإطلاق، مازلنا نبحث عن العيش فلا نجده، والحرية مقيدة، ومازلنا نبحث عن العدالة الاجتماعية التى لم تتحقق.
∎ توقعاتك بشأن الانتخابات البرلمانية القادمة؟
- سيسعى الإخوان للحصول على أكثر من ثلثى أعضاء البرلمان من خلال الأعضاء الذين سوف يخوضون الانتخابات بشكل صريح عن حزب الحرية والعدالة أو من خلال التحالفات السياسية مع الأحزاب أو مع عدد من الفلول من رؤساء القبائل وكبار العائلات فى صعيد مصر الذين سينزلون بشكل مستقل وسيدعمهم الإخوان وهم بدورهم سيساندونهم كما كانوا يفعلون مع الحزب الوطنى.
∎ هل سيعيش الدستور الجديد؟
- هذا أسوأ دستور أنتجته مصر عبر تاريخها، وقد خرج فى ظروف مشبوهة ومريبة وتم التصويت الداخلى على مواده والأعضاء نيام وذلك حق لنا أن نطلق عليه الدستور النائم وليس الدستور الدائم وهذا الدستور لن يصمد أو يبقى كثيرا فلن يستمر وسينتهى كما انتهى دستور سنة .1930
∎ فى الذكرى الثانية للثورة مازلنا نتلمس طريقنا.. أرجو منك أن توضح لنا معالم هذا الطريق؟
- مصر داخلة على حالة اشتباك قوية وسوف تتداخل فى حالة الاشتباك ثورة الجياع لأن الحكومة ستضطر لرفع الأسعار والضرائب على الخدمات والمبيعات وكل هذه الأشياء ستزيد الأعباء على المواطنين لتختفى الطبقة الدنيا تماما، وستكون هناك أزمات ضخمة جدا تواجه الطبقة المتوسطة نفسها بالإضافة إلى أن حلم ثورة يناير لم يتحقق بعد، كل هذا سيؤجج حالة غضب وثورة جياع ولذلك أتوقع أن تشهد الستة أشهر الأولى من هذا العام مواجهات قوية جدا، وهذا سيدفع بالإخوان اللجوء للعنف لمواجهتها، مما يرشح دخول البلد فى دوامة حرب أهلية مثلما حدث فى لبنان.





هدى المصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.